أتجهل بريطانيا الطاقم الإيراني للمالكي؟
د. عماد الدين الجبوري
إذا كانت وكالات الأنباء والصحف وبقية المواقع الإعلامية الرسمية والأهلية تكشف لنا بين حين وآخر بعضاً من الخفايا والخبايا التي تتعلق بما يجري في العراق، لاسيما تجاه الخطوط السرطانية الإيرانية الممسكة بحكومة الاحتلال ورئيسها نوري المالكي. فما بالك إذاً بالمعلومات والأسرار التي تملكها دولة بثقل بريطانيا عن الإمعات الذيلية الحاكمة في بغداد. ومع ذلك تذهلنا الأخبار لهذا اليوم الخميس الموافق 14-5-2009 عن إن بريطانيا قد تفاجأت في دعوتها للمالكي بأن طاقم طائرته إيرانيين لم يحصلوا على تأشيرة دخول! وكان موعد الزيارة في 29-4-2009.
وقبل التشعب في تحليل هكذا خبر، وتناول مسألة الطائرة والطاقم والمالكي الذي لا يستغني عنهم في رحلاته الخارجية. لنتعرف قبل ذي بدء على ما كشف عنه دبلوماسي في لندن حيث قال: إن السلطات البريطانية في مطار هيثرو الدولي بلندن تفاجأت عندما اكتشفت أن الطيارين الذين قادوا طائرة نوري المالكي رئيس الحكومة في بغداد يحملون الجنسية الإيرانية وأنهم غير حاصلين على تأشيرة الدخول إلى بريطانيا، وإنه من المتعذر دخولهم الأراضي البريطانية، كما لا يمكن منحهم سمة الدخول على أرض المطار لعدم وجود اتفاقية بشأن ذلك مع طهران.
وتفادياً للحرج فقد اتصلت سلطات المطار بأعلى المستويات الحكومية واستحصلت موافقة خاصة مشروطة لدخول الطاقم الإيراني المرافق للمالكي. كما وبدأت السلطات البريطانية تحقيقاً خاصاً في الأسباب التي قادت الوفد الخاص بالمالكي إلى هذه المفاجأة الإيرانية البالغة الحساسية.
الواقع إن الطائرة التي يستخدمها المالكي في جولاته الخارجية هي إيرانية سبق وأن اختطفها معارضون إيرانيون في ثمانينات القرن الماضي. ولقد كانت جاثمة في مطار البصرة لفترة طويلة، حتى قرر العراق إعادتها إلى إيران مؤخراً. بيد أن حكومة إيران قررت بدورها إهداء هذه الطائرة إلى نوري المالكي شريطة أن يكون طاقمها إيرانياً وليس عراقياً. ويتكون الطاقم من سبعة أفراد يرأسهم الطيار أحمد أسكندرون ومساعدين اثنين هما محمد أمير وعلي أكبر توراني، وأربعة مضيفين. وهؤلاء المضيفون تمتد خدماتهم اليومية إلى المالكي حتى أثناء عمله في المنطقة الخضراء.
أما المالكي فليس له أية اعتراضات حول هذه الخدمة الإيرانية ذات المغزى المخابراتي والإهانة الوطنية. بل على العكس فهي أمان له ولكل من ترعرع في أحضان الصفوية وتدفأ بالنار المجوسية. حتى إن أكثر من 100 طائرة مدنية وعسكرية أودعها العراق لدى إيران عشية حرب الخليج الثانية عام 1991، قد استولت عليها جارة السوء الملتحفة بعمائم الدين. فإن المالكي لم ينبس ببنت شفة عن هذا الحق المغتصب!!
وعن الحرج الدبلوماسي الذي تفاجأت به السلطات البريطانية، فإنه يدل على عدة أمور جميعها توحي بالغموض. نذكر منها:
أولاً: كيف يتم توجيه دعوة رسمية على مستوى الدولة، دون الاحاطة بتفاصيل كل المدعوين والمرافقين. وإذا كان التاريخ الدبلوماسي البريطاني العريق لا يرتكب هكذا خطأ، فعليها إذن أن لا تخضع لزمرة خارجية لا تمثل العراق أصلاً. كما وأن هكذا رضوخ ومنح التأشيرات للطاقم الإيراني، يعني مدى أهميته وخطورة دوره في حياة المالكي الرئاسية. أنه العين الذي تحرس المالكي طالما كان تلميذاً مطيعاً للولي الفقيه، وتقتله ساعة تشعر بتمرده على ولي نعمته.
ثانياً: كان من الواجب على السلطات البريطانية أن تكون صادقة حول فرض وجود الطاقم الإيراني في الوفد العراقي، بدلاً من استخدام كلمة "تفاجأت". لأن هكذا تعبير لا يقنع البسطاء، فما قولك مع المتابعين والباحثين في الشأن العراقي. كما وإنه يقلل من قيمة وهيبة الدولة التي لا تعرف أمراً هو منشور منذ أمد في الأخبار عموماً والشبكات العنكبوتية خصوصاً.ثالثاً: بعد زيارة المالكي إلى لندن، اتجه مباشرة إلى باريس في 4-5-2009. ورغم مجموع الوفد المكون من 83 شخصاً، فإنه لم يصدر شيئاً لحد الآن يوحي بالحرج الدبلوماسي الفرنسي تجاه طاقم الطائرة الإيراني. فهل فرنسا تختلف عن بريطانيا أم أن في الأمر شيء؟
د. عماد الدين الجبوري
د. عماد الدين الجبوري
إذا كانت وكالات الأنباء والصحف وبقية المواقع الإعلامية الرسمية والأهلية تكشف لنا بين حين وآخر بعضاً من الخفايا والخبايا التي تتعلق بما يجري في العراق، لاسيما تجاه الخطوط السرطانية الإيرانية الممسكة بحكومة الاحتلال ورئيسها نوري المالكي. فما بالك إذاً بالمعلومات والأسرار التي تملكها دولة بثقل بريطانيا عن الإمعات الذيلية الحاكمة في بغداد. ومع ذلك تذهلنا الأخبار لهذا اليوم الخميس الموافق 14-5-2009 عن إن بريطانيا قد تفاجأت في دعوتها للمالكي بأن طاقم طائرته إيرانيين لم يحصلوا على تأشيرة دخول! وكان موعد الزيارة في 29-4-2009.
وقبل التشعب في تحليل هكذا خبر، وتناول مسألة الطائرة والطاقم والمالكي الذي لا يستغني عنهم في رحلاته الخارجية. لنتعرف قبل ذي بدء على ما كشف عنه دبلوماسي في لندن حيث قال: إن السلطات البريطانية في مطار هيثرو الدولي بلندن تفاجأت عندما اكتشفت أن الطيارين الذين قادوا طائرة نوري المالكي رئيس الحكومة في بغداد يحملون الجنسية الإيرانية وأنهم غير حاصلين على تأشيرة الدخول إلى بريطانيا، وإنه من المتعذر دخولهم الأراضي البريطانية، كما لا يمكن منحهم سمة الدخول على أرض المطار لعدم وجود اتفاقية بشأن ذلك مع طهران.
وتفادياً للحرج فقد اتصلت سلطات المطار بأعلى المستويات الحكومية واستحصلت موافقة خاصة مشروطة لدخول الطاقم الإيراني المرافق للمالكي. كما وبدأت السلطات البريطانية تحقيقاً خاصاً في الأسباب التي قادت الوفد الخاص بالمالكي إلى هذه المفاجأة الإيرانية البالغة الحساسية.
الواقع إن الطائرة التي يستخدمها المالكي في جولاته الخارجية هي إيرانية سبق وأن اختطفها معارضون إيرانيون في ثمانينات القرن الماضي. ولقد كانت جاثمة في مطار البصرة لفترة طويلة، حتى قرر العراق إعادتها إلى إيران مؤخراً. بيد أن حكومة إيران قررت بدورها إهداء هذه الطائرة إلى نوري المالكي شريطة أن يكون طاقمها إيرانياً وليس عراقياً. ويتكون الطاقم من سبعة أفراد يرأسهم الطيار أحمد أسكندرون ومساعدين اثنين هما محمد أمير وعلي أكبر توراني، وأربعة مضيفين. وهؤلاء المضيفون تمتد خدماتهم اليومية إلى المالكي حتى أثناء عمله في المنطقة الخضراء.
أما المالكي فليس له أية اعتراضات حول هذه الخدمة الإيرانية ذات المغزى المخابراتي والإهانة الوطنية. بل على العكس فهي أمان له ولكل من ترعرع في أحضان الصفوية وتدفأ بالنار المجوسية. حتى إن أكثر من 100 طائرة مدنية وعسكرية أودعها العراق لدى إيران عشية حرب الخليج الثانية عام 1991، قد استولت عليها جارة السوء الملتحفة بعمائم الدين. فإن المالكي لم ينبس ببنت شفة عن هذا الحق المغتصب!!
وعن الحرج الدبلوماسي الذي تفاجأت به السلطات البريطانية، فإنه يدل على عدة أمور جميعها توحي بالغموض. نذكر منها:
أولاً: كيف يتم توجيه دعوة رسمية على مستوى الدولة، دون الاحاطة بتفاصيل كل المدعوين والمرافقين. وإذا كان التاريخ الدبلوماسي البريطاني العريق لا يرتكب هكذا خطأ، فعليها إذن أن لا تخضع لزمرة خارجية لا تمثل العراق أصلاً. كما وأن هكذا رضوخ ومنح التأشيرات للطاقم الإيراني، يعني مدى أهميته وخطورة دوره في حياة المالكي الرئاسية. أنه العين الذي تحرس المالكي طالما كان تلميذاً مطيعاً للولي الفقيه، وتقتله ساعة تشعر بتمرده على ولي نعمته.
ثانياً: كان من الواجب على السلطات البريطانية أن تكون صادقة حول فرض وجود الطاقم الإيراني في الوفد العراقي، بدلاً من استخدام كلمة "تفاجأت". لأن هكذا تعبير لا يقنع البسطاء، فما قولك مع المتابعين والباحثين في الشأن العراقي. كما وإنه يقلل من قيمة وهيبة الدولة التي لا تعرف أمراً هو منشور منذ أمد في الأخبار عموماً والشبكات العنكبوتية خصوصاً.ثالثاً: بعد زيارة المالكي إلى لندن، اتجه مباشرة إلى باريس في 4-5-2009. ورغم مجموع الوفد المكون من 83 شخصاً، فإنه لم يصدر شيئاً لحد الآن يوحي بالحرج الدبلوماسي الفرنسي تجاه طاقم الطائرة الإيراني. فهل فرنسا تختلف عن بريطانيا أم أن في الأمر شيء؟
د. عماد الدين الجبوري
السبت يناير 21, 2017 12:06 pm من طرف عدنان المعموري
» قصيده بعنوان كافي
الجمعة ديسمبر 19, 2014 7:50 am من طرف عدنان المعموري
» عن لسان ام الشاعر الراحل رحيم المالكي
الأحد يوليو 06, 2014 1:52 pm من طرف عدنان المعموري
» القصيدة التي أغضبت سلاطين المنطقة الخضراء
الثلاثاء أكتوبر 02, 2012 12:44 pm من طرف عدنان المعموري
» قصة مؤثرة عن غيرة النساء
الجمعة يونيو 29, 2012 1:06 am من طرف عدنان المعموري
» أبن شقيق الجعفري يكشف تفاصيل الاعتداء عليه بالضرب من قبل أبن شقيقة المالكي وأقربائه
الأربعاء مايو 23, 2012 12:06 pm من طرف عدنان المعموري
» يا احبيب / صاحب الضويري
السبت مايو 12, 2012 12:24 am من طرف عدنان المعموري
» خانقين..الوردة البيضاء..مدينة التآخي والسلام
الخميس فبراير 16, 2012 12:16 pm من طرف حسين:خانقين
» هدية لكم جميعا..مع باقات من النرجس من على سفوح جبال كردستان
الخميس فبراير 16, 2012 5:21 am من طرف حسين:خانقين
» الأشعة..منافعها واضرارها وهذا الحديث مع طبيبة اختصاصية في م. خانقين
الخميس فبراير 16, 2012 5:06 am من طرف حسين:خانقين
» دعوة للمشاركة
الخميس أكتوبر 06, 2011 9:22 am من طرف د.مسلم بديري
» قصص قصيرة جدا
الإثنين يوليو 18, 2011 5:00 pm من طرف د.مسلم بديري
» قصيدة (جيش الشيب) للشاعر الشاب سعد السوداني
الجمعة يونيو 24, 2011 11:49 am من طرف عدنان المعموري
» قصيدة (جيش الشيب) للشاعر الشاب سعد السوداني
الجمعة يونيو 24, 2011 11:47 am من طرف عدنان المعموري
» زعلتك صدك
الثلاثاء يونيو 21, 2011 1:22 pm من طرف عدنان المعموري
» يا احبيب /للشاعر صاحب الضويري
الإثنين يونيو 13, 2011 11:49 am من طرف عدنان المعموري
» أكميله للشاعر عارف مأمون
الإثنين أبريل 04, 2011 8:17 am من طرف عدنان المعموري
» كل ساعة انذبح من عرست لليوم وكل ساعة انسحك بجدام تذكارك
الإثنين أبريل 04, 2011 8:13 am من طرف عدنان المعموري
» قراءة الواقع الثقافي في العراق
السبت مارس 12, 2011 1:13 pm من طرف قاسم المعموري
» اشعل فتيلها الكادحون والرافضون للظلم
الثلاثاء مارس 08, 2011 1:05 pm من طرف قاسم المعموري