نزعات إيلاف الصحوات
د. عماد الدين الجبوري
ما أن استلمت حكومة الاحتلال في بغداد ملفات مجالس الصحوات في الأول من شهر نيسان الجاري حتى سارعت بشن حملة اعتقالات طالت قادة وأفراد هذه المجالس التي أنشاها المحتل الأمريكي عام 2006 تحت أسم "أبناء العراق". وأسباب تلك الاعتقالات صارت شائعة ومعروفة وعلى رأسها تهمة الإرهاب!
ففي هذا اليوم السبت الموافق 4-4-2009 تم إلقاء القبض على المدعو حسام العزاوي الملقب "أبو عراق" وهو ما يسمى بقائد الصحوة في محافظة ديالى؛ وقبله اعتقل أيضاً حسام علوان زعيم الصحوة في المقدادية. أما في بغداد فقد اعتقلت شرطة الاحتلال العديد من عناصر الصحوة وعلى رأسهم عادل المشهداني زعيم الصحوة في منطقة الفضل. وقال زعيم صحوة شاطىئ التاجي العقيد سعيد عزيز سلمان إن اعتقال المشهداني دفع بعض القادة وعناصر الصحوة إلى السفر خارج البلاد. وكذلك قول نائب زعيم صحوة منطقة الدورة سمير الهندي: أن "بعض جماعات الصحوة أعاد ترتيب أوراقه، تفادياً لعمليات الاعتقال التي تشنها الجهات الأمنية". وعلى إيقاع هذا الوضع السريع قال محمد الكرطاني قائد ما يسمى مجالس الصحوة في بغداد، إنهم يتعرضون لما وصفه بخيانة الحكومة وقوات الاحتلال.
ولعل إعلان رئيس حكومة الاحتلال نوري المالكي بوجود معلومات استخبارية تؤكد إن تنظيم القاعدة وحزب البعث اخترقا الصحوات، وذلك بعد ستة أشهر من التحقيقات الأمنية. كما وأكد على "عدم وجود دوافع سياسية" وراء حملته هذه. فإن هكذا إعلان فيه من التسطيح المتعمد والتغفيل المقصود للعقول العراقية. فالتحقيقات الأمنية التي أشار إليها، كان الأجدر به أن يقدمها لأسياده الأمريكان الذي يرزح تحت أمنهم وحمايتهم، لا أن ينتظر حتى يستلم الملفات ويشرع بتصفياته السياسية. وقولنا هذا لا نقصد به دفاعاً عن أفراد الصحوات الذين ارتضوا أن يكونوا مطايا للاحتلال في ملاحقة ومجابهة رجال المقاومة الأبطال. وإنما دفاعاً عن الرأي الحر الذي يغلفه المالكي برداء العمالة الوسخ.
إن مجالس الصحوات بشكل عام تمر حالياً بفصلها الأخير، وهي مرحلة تنازعية ختامها التلاشي الحتمي. ولهذا سوف تستمر عليها حملة الاعتقالات بغية تصفيتها من مراكز ثقلها قبل حلول الانتخابات العامة في نهاية هذا العام. فهذه الميليشيات التي خلقها المحتل لأهدافه ومآربه الخاصة قد انتهى دورها ميدانياً، حيث لم تستطيع التأثير الفعلي على صلابة وقوة المقاومة الوطنية العراقية. كما وإن حكومة الاحتلال لا تريد لها أي دور اجتماعي أو سياسي ينافس سلطاتها ولو بالنزر اليسير.
وهكذا غدى الأمر ضرورياً برمي ورقة الصحوة إلى سلة المهملات، فقد أصبحوا عبئاً على الاحتلال وحجر عثرة أمام حكومته. وبالتالي لا غرابة في أن تسارع حكومة المالكي بإزالة هذه المجالس من الساحة العراقية. أما تصريح الناطق الرسمي للحكومة، الإيراني الأصل، على يزدي بأن الحكومة ليست لديها أية نية لاستهداف الصحوات. فهذا قول يضحك فيه على نفسه لا على الآخرين!
كان لمجالس الصحوة فرصة وطنية ثمينة قدمتها لهم جبهة الجهاد والتغيير في بيانها المرقم 21 والصادر بتاريخ 11-9-2008 تحت عنوان: "دعوة للعودة إلى جادة الصواب". حيث ركزت فيه على مخاطبة تشكيلات مجالس الصحوات بشكل مباشر. ولقد استجاب لنداء الجبهة عدداً ليس بالقليل كما أشار حينها الناطق الرسمي للجبهة الدكتور ناصر الدين الحسني في 23-9-2009. حيث أكد بأنه: "قد طرق أبواب الجبهة بعض الأشخاص والمجاميع من الصحوات، وسيتم دراسة طلباتهم بعد وضع ضوابط وأُسس لذلك".
إن الذين تابوا واستجابوا لنداء جبهة الجهاد والتغيير قد دخلوا التاريخ بمفاهيمه الوطنية والشرعية والأخلاقية. وحيهلا من أفاق من غفوته الآن وعاد أدراجه لصفوف المقاومة حيث النصر على الأعداء أو الشهادة في سبيل الله والوطن. أما الذين ما زالوا على مطامعهم الدنيوية الزائلة، فإن إيلافهم بدأ يتبدد في صراع الطغام على مائدة اللئام!
د. عماد الدين الجبوري
د. عماد الدين الجبوري
ما أن استلمت حكومة الاحتلال في بغداد ملفات مجالس الصحوات في الأول من شهر نيسان الجاري حتى سارعت بشن حملة اعتقالات طالت قادة وأفراد هذه المجالس التي أنشاها المحتل الأمريكي عام 2006 تحت أسم "أبناء العراق". وأسباب تلك الاعتقالات صارت شائعة ومعروفة وعلى رأسها تهمة الإرهاب!
ففي هذا اليوم السبت الموافق 4-4-2009 تم إلقاء القبض على المدعو حسام العزاوي الملقب "أبو عراق" وهو ما يسمى بقائد الصحوة في محافظة ديالى؛ وقبله اعتقل أيضاً حسام علوان زعيم الصحوة في المقدادية. أما في بغداد فقد اعتقلت شرطة الاحتلال العديد من عناصر الصحوة وعلى رأسهم عادل المشهداني زعيم الصحوة في منطقة الفضل. وقال زعيم صحوة شاطىئ التاجي العقيد سعيد عزيز سلمان إن اعتقال المشهداني دفع بعض القادة وعناصر الصحوة إلى السفر خارج البلاد. وكذلك قول نائب زعيم صحوة منطقة الدورة سمير الهندي: أن "بعض جماعات الصحوة أعاد ترتيب أوراقه، تفادياً لعمليات الاعتقال التي تشنها الجهات الأمنية". وعلى إيقاع هذا الوضع السريع قال محمد الكرطاني قائد ما يسمى مجالس الصحوة في بغداد، إنهم يتعرضون لما وصفه بخيانة الحكومة وقوات الاحتلال.
ولعل إعلان رئيس حكومة الاحتلال نوري المالكي بوجود معلومات استخبارية تؤكد إن تنظيم القاعدة وحزب البعث اخترقا الصحوات، وذلك بعد ستة أشهر من التحقيقات الأمنية. كما وأكد على "عدم وجود دوافع سياسية" وراء حملته هذه. فإن هكذا إعلان فيه من التسطيح المتعمد والتغفيل المقصود للعقول العراقية. فالتحقيقات الأمنية التي أشار إليها، كان الأجدر به أن يقدمها لأسياده الأمريكان الذي يرزح تحت أمنهم وحمايتهم، لا أن ينتظر حتى يستلم الملفات ويشرع بتصفياته السياسية. وقولنا هذا لا نقصد به دفاعاً عن أفراد الصحوات الذين ارتضوا أن يكونوا مطايا للاحتلال في ملاحقة ومجابهة رجال المقاومة الأبطال. وإنما دفاعاً عن الرأي الحر الذي يغلفه المالكي برداء العمالة الوسخ.
إن مجالس الصحوات بشكل عام تمر حالياً بفصلها الأخير، وهي مرحلة تنازعية ختامها التلاشي الحتمي. ولهذا سوف تستمر عليها حملة الاعتقالات بغية تصفيتها من مراكز ثقلها قبل حلول الانتخابات العامة في نهاية هذا العام. فهذه الميليشيات التي خلقها المحتل لأهدافه ومآربه الخاصة قد انتهى دورها ميدانياً، حيث لم تستطيع التأثير الفعلي على صلابة وقوة المقاومة الوطنية العراقية. كما وإن حكومة الاحتلال لا تريد لها أي دور اجتماعي أو سياسي ينافس سلطاتها ولو بالنزر اليسير.
وهكذا غدى الأمر ضرورياً برمي ورقة الصحوة إلى سلة المهملات، فقد أصبحوا عبئاً على الاحتلال وحجر عثرة أمام حكومته. وبالتالي لا غرابة في أن تسارع حكومة المالكي بإزالة هذه المجالس من الساحة العراقية. أما تصريح الناطق الرسمي للحكومة، الإيراني الأصل، على يزدي بأن الحكومة ليست لديها أية نية لاستهداف الصحوات. فهذا قول يضحك فيه على نفسه لا على الآخرين!
كان لمجالس الصحوة فرصة وطنية ثمينة قدمتها لهم جبهة الجهاد والتغيير في بيانها المرقم 21 والصادر بتاريخ 11-9-2008 تحت عنوان: "دعوة للعودة إلى جادة الصواب". حيث ركزت فيه على مخاطبة تشكيلات مجالس الصحوات بشكل مباشر. ولقد استجاب لنداء الجبهة عدداً ليس بالقليل كما أشار حينها الناطق الرسمي للجبهة الدكتور ناصر الدين الحسني في 23-9-2009. حيث أكد بأنه: "قد طرق أبواب الجبهة بعض الأشخاص والمجاميع من الصحوات، وسيتم دراسة طلباتهم بعد وضع ضوابط وأُسس لذلك".
إن الذين تابوا واستجابوا لنداء جبهة الجهاد والتغيير قد دخلوا التاريخ بمفاهيمه الوطنية والشرعية والأخلاقية. وحيهلا من أفاق من غفوته الآن وعاد أدراجه لصفوف المقاومة حيث النصر على الأعداء أو الشهادة في سبيل الله والوطن. أما الذين ما زالوا على مطامعهم الدنيوية الزائلة، فإن إيلافهم بدأ يتبدد في صراع الطغام على مائدة اللئام!
د. عماد الدين الجبوري
السبت يناير 21, 2017 12:06 pm من طرف عدنان المعموري
» قصيده بعنوان كافي
الجمعة ديسمبر 19, 2014 7:50 am من طرف عدنان المعموري
» عن لسان ام الشاعر الراحل رحيم المالكي
الأحد يوليو 06, 2014 1:52 pm من طرف عدنان المعموري
» القصيدة التي أغضبت سلاطين المنطقة الخضراء
الثلاثاء أكتوبر 02, 2012 12:44 pm من طرف عدنان المعموري
» قصة مؤثرة عن غيرة النساء
الجمعة يونيو 29, 2012 1:06 am من طرف عدنان المعموري
» أبن شقيق الجعفري يكشف تفاصيل الاعتداء عليه بالضرب من قبل أبن شقيقة المالكي وأقربائه
الأربعاء مايو 23, 2012 12:06 pm من طرف عدنان المعموري
» يا احبيب / صاحب الضويري
السبت مايو 12, 2012 12:24 am من طرف عدنان المعموري
» خانقين..الوردة البيضاء..مدينة التآخي والسلام
الخميس فبراير 16, 2012 12:16 pm من طرف حسين:خانقين
» هدية لكم جميعا..مع باقات من النرجس من على سفوح جبال كردستان
الخميس فبراير 16, 2012 5:21 am من طرف حسين:خانقين
» الأشعة..منافعها واضرارها وهذا الحديث مع طبيبة اختصاصية في م. خانقين
الخميس فبراير 16, 2012 5:06 am من طرف حسين:خانقين
» دعوة للمشاركة
الخميس أكتوبر 06, 2011 9:22 am من طرف د.مسلم بديري
» قصص قصيرة جدا
الإثنين يوليو 18, 2011 5:00 pm من طرف د.مسلم بديري
» قصيدة (جيش الشيب) للشاعر الشاب سعد السوداني
الجمعة يونيو 24, 2011 11:49 am من طرف عدنان المعموري
» قصيدة (جيش الشيب) للشاعر الشاب سعد السوداني
الجمعة يونيو 24, 2011 11:47 am من طرف عدنان المعموري
» زعلتك صدك
الثلاثاء يونيو 21, 2011 1:22 pm من طرف عدنان المعموري
» يا احبيب /للشاعر صاحب الضويري
الإثنين يونيو 13, 2011 11:49 am من طرف عدنان المعموري
» أكميله للشاعر عارف مأمون
الإثنين أبريل 04, 2011 8:17 am من طرف عدنان المعموري
» كل ساعة انذبح من عرست لليوم وكل ساعة انسحك بجدام تذكارك
الإثنين أبريل 04, 2011 8:13 am من طرف عدنان المعموري
» قراءة الواقع الثقافي في العراق
السبت مارس 12, 2011 1:13 pm من طرف قاسم المعموري
» اشعل فتيلها الكادحون والرافضون للظلم
الثلاثاء مارس 08, 2011 1:05 pm من طرف قاسم المعموري