هل يعي المالكي كلمة الانتصار؟
د. عماد الدين الجبوري
في مؤتمر لقادة تركمان أنعقد في بغداد هذا اليوم السبت بتاريخ 20-6-2009 أشار رئيس حكومة الاحتلال نوري المالكي إلى بضع نقاط منها زعمه "الانتصار" الذي يتم في سحب قوات الاحتلال الأمريكي من المدن العراقية قبل نهاية 30-6-2009 وفق الاتفاقية الأمنية التي أبرمها مع إدارة بوش السابقة في مطلع العام المنصرم.
كما وطالب المالكي من العراقيين أن لا يفقدوا الأمل إذا ما وقعت حوادث متفرقة من قِبل الذين يتحركون بالظلام لزعزعة استقرار الموقف، مستغلين عملية الانسحاب ليشنوا المزيد من الهجمات. وتوعد قائلاً: أن العراق سيكون لهم بالمرصاد.
يبدو، بل من المؤكد، أن المالكي يتبع المثل القائل: "عنزة ولو طارت"! فهو لا يرى حقيقة الواقع إلا وفق منظور ذيلي تابع. ولذلك فإنه يصور عملية الانسحاب على أنه انتصار عظيم قد حققه على أرض الواقع. وهنا يحق لنا أن نسأل قائلين:
أولاً: هل حقاً جاء الانسحاب الأمريكي من العراق بناءً على بنود الاتفاقية الأمنية؟ أم إنه نتيجة لرد فعل المقاومة الوطنية المسلحة؟ وهل كلمة "الانتصار" وفق الشرع العقلي والمنطقي والديني والاجتماعي هي من مستحقات المقاومة العراقية التي صمدت وجابهت قوات الاحتلال لست سنوات خلت، وروت أرض الرافدين بدماء شهدائها الأبطال؟ أم إنها من حصة إمعات الاحتلال ليتشدقوا بها في كل محفل ومجمع؟
ثانياً: إن كلمة الانتصار تأتي تتويجاً لقتال أو صراع أو نزاع بغض النظر عن حقله إن كان عسكرياً أو فكرياً أو غير ذلك. فما هو موقع المالكي وحزبه وائتلافه وبقية المتزلفين المشاركين بالعملية السياسية الجارية تحت حماية المحتل الأمريكي من هذه الكلمة التي لا يشعر بقدسيتها حقاً وفعلاً إلا الذين شهدت لهم سوح الوغى ومازالوا يستبسلون ويسترخصون أرواحهم في سبيل دينهم ووطنهم وشعبهم.
ثالثاً: عندما يطالب المالكي من العراقيين بعدم فقدان الأمل إذا ما أدى الانسحاب إلى حدوث هجمات. فهل نسى المالكي أنه ضالع بأحداث الفتنة الطائفية بين عامي 2006- 2007، لكي يلقي على مسامع العراقيين هذا الكلام؟ أليست قوات الجيش والشرطة والأمن ملغومة بعناصر الميليشيات الطائفية الذي أدخلهم المالكي وقبله رئيسه إبراهيم الجعفري إلى قطعات وزارتي الدفاع والداخلية ومنحهم رتباً لا يستحقونها أبداً، لا علماً ولا كفاءةً غير ولائهم لقادتهم المتحالفين مع المحتل!
رابعاً: أن المالكي استخدم كلمة الانتصار بطريقة تؤذي كرامة ومشاعر الأحرار من الوطنيين العراقيين. لا من حيث الادعاء السمج فقط، بل لأن الاتفاقية الأمنية التي يتبارى بمنجزاتها فيها من الخوافي التي بدأت تظهر تباشيرها السرية، منها بقاء زهاء 50 ألف جندي أمريكي في قواعد رئيسية ثابتة، ظاهرها تدريب وتأهيل القوات العراقية، وباطنها حماية إمعات حكومة الاحتلال من رجال المقاومة العراقية. وكذلك في تشكيل ما يسمى "لجنة شؤون المحتجزين" لدى سجون الاحتلال الأمريكي. حيث تتمتع هذه اللجنة بإصدار قرارات الاعتقالات بحق هؤلاء الأبرياء المعتقلون وزجهم ثانية في غياهب السجون، دون مسوغ قانوني أو إثبات جنائي.
خامساً: أن إعلان الانتصار وفق مفهوم المالكي ودعوته إلى الوحدة الوطنية بين فئات وطوائف العراق المختلفة، يتناقض فيها المالكي أشد التناقض. إذ ليس هناك من انتصاراً حقيقياً جارياً على أرض الواقع غير الوهم الذي يسبح فيه المالكي وزمرته الحاكمة، وليس أبناء الشعب العراقي الغيارى. أما مسألة الوحدة الوطنية فهي ليست أكثر من مراوغة يموه بها المالكي الآخرين. وإلا لعمل المالكي على إنجاح "المصالحة الوطنية" التي مضى على انطلاقتها قرابة الأربعة سنوات وهي ساكنة لا تتحرك إلا بالتصريحات الجوفاء التي تؤخر ولا تقدم.صفوة القول أن كلمة الانتصار كلمة كبيرة لا يستحق أن ينطقها إلا مَنْ عمل بحق في تحرير البلاد والعباد من رجس الاحتلال، وثابر في تطهير الوطن من دنس العملاء والدخلاء من الصفوين وغيرهم. وهذه الصفات تخص المقاومة الوطنية المسلحة وقواها المدنية المعارضة للاحتلال، وليس الذين جاؤوا مع المحتل وتسلموا السلطة التي لم يراعوا فيها لا قوانين السماء ولا دساتير الأرض!
د. عماد الدين الجبوري
في مؤتمر لقادة تركمان أنعقد في بغداد هذا اليوم السبت بتاريخ 20-6-2009 أشار رئيس حكومة الاحتلال نوري المالكي إلى بضع نقاط منها زعمه "الانتصار" الذي يتم في سحب قوات الاحتلال الأمريكي من المدن العراقية قبل نهاية 30-6-2009 وفق الاتفاقية الأمنية التي أبرمها مع إدارة بوش السابقة في مطلع العام المنصرم.
كما وطالب المالكي من العراقيين أن لا يفقدوا الأمل إذا ما وقعت حوادث متفرقة من قِبل الذين يتحركون بالظلام لزعزعة استقرار الموقف، مستغلين عملية الانسحاب ليشنوا المزيد من الهجمات. وتوعد قائلاً: أن العراق سيكون لهم بالمرصاد.
يبدو، بل من المؤكد، أن المالكي يتبع المثل القائل: "عنزة ولو طارت"! فهو لا يرى حقيقة الواقع إلا وفق منظور ذيلي تابع. ولذلك فإنه يصور عملية الانسحاب على أنه انتصار عظيم قد حققه على أرض الواقع. وهنا يحق لنا أن نسأل قائلين:
أولاً: هل حقاً جاء الانسحاب الأمريكي من العراق بناءً على بنود الاتفاقية الأمنية؟ أم إنه نتيجة لرد فعل المقاومة الوطنية المسلحة؟ وهل كلمة "الانتصار" وفق الشرع العقلي والمنطقي والديني والاجتماعي هي من مستحقات المقاومة العراقية التي صمدت وجابهت قوات الاحتلال لست سنوات خلت، وروت أرض الرافدين بدماء شهدائها الأبطال؟ أم إنها من حصة إمعات الاحتلال ليتشدقوا بها في كل محفل ومجمع؟
ثانياً: إن كلمة الانتصار تأتي تتويجاً لقتال أو صراع أو نزاع بغض النظر عن حقله إن كان عسكرياً أو فكرياً أو غير ذلك. فما هو موقع المالكي وحزبه وائتلافه وبقية المتزلفين المشاركين بالعملية السياسية الجارية تحت حماية المحتل الأمريكي من هذه الكلمة التي لا يشعر بقدسيتها حقاً وفعلاً إلا الذين شهدت لهم سوح الوغى ومازالوا يستبسلون ويسترخصون أرواحهم في سبيل دينهم ووطنهم وشعبهم.
ثالثاً: عندما يطالب المالكي من العراقيين بعدم فقدان الأمل إذا ما أدى الانسحاب إلى حدوث هجمات. فهل نسى المالكي أنه ضالع بأحداث الفتنة الطائفية بين عامي 2006- 2007، لكي يلقي على مسامع العراقيين هذا الكلام؟ أليست قوات الجيش والشرطة والأمن ملغومة بعناصر الميليشيات الطائفية الذي أدخلهم المالكي وقبله رئيسه إبراهيم الجعفري إلى قطعات وزارتي الدفاع والداخلية ومنحهم رتباً لا يستحقونها أبداً، لا علماً ولا كفاءةً غير ولائهم لقادتهم المتحالفين مع المحتل!
رابعاً: أن المالكي استخدم كلمة الانتصار بطريقة تؤذي كرامة ومشاعر الأحرار من الوطنيين العراقيين. لا من حيث الادعاء السمج فقط، بل لأن الاتفاقية الأمنية التي يتبارى بمنجزاتها فيها من الخوافي التي بدأت تظهر تباشيرها السرية، منها بقاء زهاء 50 ألف جندي أمريكي في قواعد رئيسية ثابتة، ظاهرها تدريب وتأهيل القوات العراقية، وباطنها حماية إمعات حكومة الاحتلال من رجال المقاومة العراقية. وكذلك في تشكيل ما يسمى "لجنة شؤون المحتجزين" لدى سجون الاحتلال الأمريكي. حيث تتمتع هذه اللجنة بإصدار قرارات الاعتقالات بحق هؤلاء الأبرياء المعتقلون وزجهم ثانية في غياهب السجون، دون مسوغ قانوني أو إثبات جنائي.
خامساً: أن إعلان الانتصار وفق مفهوم المالكي ودعوته إلى الوحدة الوطنية بين فئات وطوائف العراق المختلفة، يتناقض فيها المالكي أشد التناقض. إذ ليس هناك من انتصاراً حقيقياً جارياً على أرض الواقع غير الوهم الذي يسبح فيه المالكي وزمرته الحاكمة، وليس أبناء الشعب العراقي الغيارى. أما مسألة الوحدة الوطنية فهي ليست أكثر من مراوغة يموه بها المالكي الآخرين. وإلا لعمل المالكي على إنجاح "المصالحة الوطنية" التي مضى على انطلاقتها قرابة الأربعة سنوات وهي ساكنة لا تتحرك إلا بالتصريحات الجوفاء التي تؤخر ولا تقدم.صفوة القول أن كلمة الانتصار كلمة كبيرة لا يستحق أن ينطقها إلا مَنْ عمل بحق في تحرير البلاد والعباد من رجس الاحتلال، وثابر في تطهير الوطن من دنس العملاء والدخلاء من الصفوين وغيرهم. وهذه الصفات تخص المقاومة الوطنية المسلحة وقواها المدنية المعارضة للاحتلال، وليس الذين جاؤوا مع المحتل وتسلموا السلطة التي لم يراعوا فيها لا قوانين السماء ولا دساتير الأرض!
السبت يناير 21, 2017 12:06 pm من طرف عدنان المعموري
» قصيده بعنوان كافي
الجمعة ديسمبر 19, 2014 7:50 am من طرف عدنان المعموري
» عن لسان ام الشاعر الراحل رحيم المالكي
الأحد يوليو 06, 2014 1:52 pm من طرف عدنان المعموري
» القصيدة التي أغضبت سلاطين المنطقة الخضراء
الثلاثاء أكتوبر 02, 2012 12:44 pm من طرف عدنان المعموري
» قصة مؤثرة عن غيرة النساء
الجمعة يونيو 29, 2012 1:06 am من طرف عدنان المعموري
» أبن شقيق الجعفري يكشف تفاصيل الاعتداء عليه بالضرب من قبل أبن شقيقة المالكي وأقربائه
الأربعاء مايو 23, 2012 12:06 pm من طرف عدنان المعموري
» يا احبيب / صاحب الضويري
السبت مايو 12, 2012 12:24 am من طرف عدنان المعموري
» خانقين..الوردة البيضاء..مدينة التآخي والسلام
الخميس فبراير 16, 2012 12:16 pm من طرف حسين:خانقين
» هدية لكم جميعا..مع باقات من النرجس من على سفوح جبال كردستان
الخميس فبراير 16, 2012 5:21 am من طرف حسين:خانقين
» الأشعة..منافعها واضرارها وهذا الحديث مع طبيبة اختصاصية في م. خانقين
الخميس فبراير 16, 2012 5:06 am من طرف حسين:خانقين
» دعوة للمشاركة
الخميس أكتوبر 06, 2011 9:22 am من طرف د.مسلم بديري
» قصص قصيرة جدا
الإثنين يوليو 18, 2011 5:00 pm من طرف د.مسلم بديري
» قصيدة (جيش الشيب) للشاعر الشاب سعد السوداني
الجمعة يونيو 24, 2011 11:49 am من طرف عدنان المعموري
» قصيدة (جيش الشيب) للشاعر الشاب سعد السوداني
الجمعة يونيو 24, 2011 11:47 am من طرف عدنان المعموري
» زعلتك صدك
الثلاثاء يونيو 21, 2011 1:22 pm من طرف عدنان المعموري
» يا احبيب /للشاعر صاحب الضويري
الإثنين يونيو 13, 2011 11:49 am من طرف عدنان المعموري
» أكميله للشاعر عارف مأمون
الإثنين أبريل 04, 2011 8:17 am من طرف عدنان المعموري
» كل ساعة انذبح من عرست لليوم وكل ساعة انسحك بجدام تذكارك
الإثنين أبريل 04, 2011 8:13 am من طرف عدنان المعموري
» قراءة الواقع الثقافي في العراق
السبت مارس 12, 2011 1:13 pm من طرف قاسم المعموري
» اشعل فتيلها الكادحون والرافضون للظلم
الثلاثاء مارس 08, 2011 1:05 pm من طرف قاسم المعموري