مقارنة أقوال أوباما وأفعال المقاومة
د. عماد الدين الجبوري
رغم أن خطة الانسحاب العسكري من العراق التي أقرها رسمياً الرئيس الأمريكي باراك أوباما في27-2-2009 والتي توجب الخروج الرئيسي قبل 31-8-2010 والاكتمال النهائي في أواخر عام 2011. إلا أن خطته هذه تبدو مازالت تجابه الممانعة الملحوظة من قِبل كتلة الجنرالات التي وضعت "مخططاً سرياً" يهدف إلى بطء وعرقلة هذا الانسحاب. ومن بين ملامح هذا المخطط السعي إلى إخضاع أوباما للإرادة العسكرية. وبما إن هذا لم يحدث، لذا فإن خطتهم تقتضي بشن حملة إعلامية ينتقدون فيها تعهد أوباما بالانسحاب. بدعوى أن النظام السياسي في العراق سينهار إذا خرجت القوات الأمريكية. وعلى رأس هذه الكتلة الجنرال ديفيد بيتريوس قائد القيادة المركزية للقوات الأمريكية في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى والجنرال ريموند أوديرنو قائد القوات الأمريكية في العراق وغيرهم من مخلفات إدارة بوش المنبوذة. وهذا ما يجعل مواقف أوباما في الآونة الأخيرة متذبذبة حيال هذا الشأن.
أما مواقف المقاومة الوطنية العراقية فإنها تعبر عن تماسك ثابت تجاه هجماتها وضربتاها المتوالية الاستمرار والتي أثبتت سنوات الست الماضية بأنها حققت الكثير على درب التحرير. ولهذا تجتمع كافة فصائل المقاومة في تصريحاتها على إنها ستجبر قوات الاحتلال الأمريكي بالخروج من العراق صاغرة ومنهزمة.
وبناءاً على هذين الموقفين المتضادين سنجري مقارنة موجزة لكي نسبر أكثر حقيقة الموقفين من جهة. وحقيقة الواقع العياني ومستقبله المنظور لكل طرف من جهة أخرى.
تراجعات أوباما
في مقابلة مع شبكة سي بي أس الأمريكية أواخر الشهر الماضي قال أوباما إن "الخطة التي وضعناها للعراق جيدة، وأنه حتى وإن تقدم هذا البلد في الاتجاه الصحيح فهو سيبقى بحاجة إلى مساعدة الولايات المتحدة". وأشار إلى عدم الإسراع في عملية الانسحاب العسكري مدعياً أنه "لا يزال هناك عمل يجب القيام به في المجال السياسي لحل الخلافات بين مختلف المجموعات الدينية حول مسائل النفط وانتخابات مجالس المحافظات، ولا يزال أمامنا الكثير لفعله، وعلينا تدريب القوات العراقية من أجل تحسن قدراتها".
إن ما قاله أوباما لا ينم عن اضطراب في الرؤية، فهو كان واضحاً في حملته الانتخابية حول مسألة الانسحاب التي وعد بها ناخبيه وبقية الشعب الأمريكي. ولقد سار في هذا الاتجاه وحدد جدولاً زمنياً لسحب قوات بلاده. لكنه يعكس حقيقة التسلط الصيهوني على الاستراتيجية الأمريكية تجاه الشرق الأوسط عموماً والعراق خصوصاً. وإلا ما معنى رد أوباما على نقد ديك تشيني حول مسألة الإرهاب والأمن القومي. حيث يرى الأخير إن سياسة أوباما ستجعل الولايات المتحدة أكثر عرضة للهجوم الإرهابي. مما حدا بالرئيس أوباما في برنامج "60 دقيقة" لشبكة سي بي أس التي نشرتها يوم الأحد المصادف 22-3-2009، أن يرد قائلاً: إن ما يروج له ديك تشيني "لم تجعلنا أكثر أمناُ. بل كانت دعاية كبيرة للمشاعر المعادية لأمريكا".
بيد إن سياسة الإدارة الأمريكية السابقة أثبتت فشلها تماماً بالاعتماد على القوة العسكرية بفرض الحلول السياسية. فكيف يستمر أوباما على هذا النهج؟ سواء بإرسال 17 ألف جندي إضافي إلى أفغانستان، أو في تراجعاته بين تنفيذ عملية الانسحاب من العراق تارة، والالتفاف على هذا الانسحاب تارة أخرى.
إذا كان أوباما يعاني من ضغوط كتلة الجنرالات الذين هم جزء من المحافظين الجدد ذوي الاتجاه الصهيوني الهادف إلى خدمة إسرائيل وإسرائيل فقط في منطقة الشرق الأوسط. فهذا يعني إن أوباما يسير على نهج من سبقه من الرؤوساء، مما يدل على إنه صناعة صهيونية مرحلية وليس ثورة أمريكية حقيقية.
إن ما يعنينا هنا إن عملية الانسحاب العسكري التي ستبقي على نحو 50 ألف جندي أمريكي بالعراق لكي تسند حكومة الاحتلال بدعوى التدريب أو غيرها من الحجج الواهية. فإن أوباما بهذا النهج سيلاقي ما لاقاه سلفه الأخرق جورج بوش.
تقدم المقاومة
مع استهلال السنة السابعة تكون المقاومة العراقية قد قطعت شوطاً كبيراً في مجابهتها اليومية لقوات الاحتلال على طول العراق وعرضه. وبهذه المناسبة أعلنت بعض فصائل المقاومة عن اقترابها من "النصر النهائي" وهزيمتها للقوات الأمريكية.
ففي تسجيل صوتي للمسؤول العسكري في كتائب ثورة العشرين أبو الفاروق دعا العراقيين إلى الانضمام إلى فصائل المقاومة، وأكد على "قرب إحراز النصر النهائي في مواجهة الأمريكان".
وفي تسجيل مصور حول هذه المناسبة السنوية للغزو أعلن الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية صلاح الدين الأيوبي قائلاً: إن عمليات سحب الجنود التي أعلنت عنها الولايات المتحدة إلى "ما تلقته تلك القوات من ضربات قوية على أيدي المقاومة".
أما المتحدث باسم جيش المجاهدين عبد الرحمن القيسي في تصريح له للجزيرة نت قال: إن "الهزيمة النهائية لقوات الغزو الصليبي أصبحت قاب قوسين أو أدنى". مشيراً إلى أن "قوات الاحتلال تكبدت خلال السنوات الست المنصرمة خسائر فادحة تقدر بعشرات الآلاف من القتلى والجرحى والمعاقين والمجانين، الذين سقطوا بسلاح المقاومين".
وعلى الجزيرة نت أيضاً، أكد المتحدث الإعلامي لجيش الراشدين عيسى أبو بكر العراقي قائلاً: إن "قوات الاحتلال الأمريكية أصبحت في حالة من الوهن والضعف" عسكرياً وسياسياً واقتصادياً، وذلك "بفعل الضربات المتلاحقة التي سددها المقاومون للجنود الأمريكيين".
مقارنة
أولاً: عندما ينص قائد الفيلق 18 الأمريكي لويد أوستين في تصريح له مع نهاية خدمته العسكرية قائلاً: "منذ قدوم الفيلق إلى العراق ولأول مرة في شهر كانون الثاني/يناير عام 2008 كان يجري في العراق ما يزيد عن 700 هجوم خلال أسبوع واحد". فإن هكذا قول يعتبر اعترافاً واضحاً وصريحاً بضراوة وبسالة المقاومة. هذا إن لم نشير إلى أن أي رقم يصدر عن أي جهة عسكرية أمريكية يعد قليلاُ حيال حقيقته. حيث تشير مصادر المقاومة إلى أن ذروة عملياتها تتجاوز أحياناً 300 هجوماُ في اليوم الواحد.
معنى هذا إن المقارنة بين أقوال أوباما وأفعال المقاومة تدل على رجحان الكفة لصالح ميزان المقاومة العراقية. وإلا ما كانت هناك خطة انسحاب عسكري أمريكي أصلاً!
ثانياً: دعنا نفترض إن أوباما سيخضع لكتلة الإرادة العسكرية، ولن يكون هناك انسحاباً كلياً من العراق. فكما هو معلوم للجميع إن الاقتصاد الأمريكي لا يتحمل الاستمرار بالإنفاق على حرب لا نهاية لها. ويكفي أن نذكر هنا رسالة مكتب محاسبة الحكومة المؤرخة في 30-3-2009 والموجهة إلى مجلس النواب الأمريكي. حيث تؤكد فيها على إن نسبة 85% من الميزانية البالغة 808 مليار دولار لمحاربة الإرهاب قد ذهبت في هذا الخصوص، ولم يبقى غير 28.1 مليار دولار لتغطية كافة عمليات الدفاع عن الأراضي الأمريكية.
وقال المكتب في رسالته أيضاً، إن نصيب الحرب على العراق من إنفاق وزارة الدفاع (البنتاغون) قد بلغ 533.5 مليار دولار حتى كانون الأول/ديسمبر 2008.
وبما أن الخبير الاقتصادي الأمريكي المعروف ستيجليتز قال في أيلول/سبتمبر المنصرم: أن الحرب والطريقة التي جرت بها قد قلصت من مساحة المغامرة بالنسبة للولايات المتحدة. كما يكاد يكون من المؤكد أنها ستعمق وتطيل أمد حالة الركود الاقتصادي. وهذا فعلاً ما جرى؛ إذن فأن ما أشار إليه سابقاً ستيجليتز وكذلك ما أكده حالياً مكتب محاسبة الحكومة يعزز المقارنة لصالح موقف المقاومة العراقية. لأن المقاوم يدافع عن أرضه وعرضه ودينه، وهو لذلك يسترخص روحه التي لا تقدر بثمن، بينما الثمن يدفعه الغازي المحتل الذي تتحكم به مادية الحياة.
ثالثاُ: إذا كان في نية أوباما تنفيذ عملية الانسحاب العسكري لقواته، ولكن وفق خطة خاصة نجهل تفاصيلها. حيث اكتفى بالتلويح إلى إن "الخطة التي وضعناها للعراق جيدة". دونما أن يشير إلى مزيد من التوضيح، بل أردف كلامه قائلاً: " أنه حتى وإن تقدم هذا البلد في الاتجاه الصحيح فهو سيبقى بحاجة إلى مساعدة الولايات المتحدة". وهذه المساعدة نستطيع أن نفهمها من خلال بنود العبودية في الاتفاقية العراقية الأمريكية. فإذا كان هذا هكذا، فإن ما سيجنيه أوباما لاحقاً لا يقل شأناً عما جناه سلفه جورج بوش الصغير. وإلا لحقق الأخير شيئاً ضد المقاومة العراقية بدلاً من أن تحقق عليه المقاومة ضغطها الذي أخرجته من البيت الأبيض مدحوراً مخذولا.
إن إجراء أية مقارنة بين أقوال أوباما منذ إقراره الرسمي بسحب قوات بلاده، وأفعال المقاومة الثابتة والمستمرة منذ بزوغ فجرها ولحد الآن، فإن الرؤية المستقبلية تكون لصالح النهج المقاوم لا المحتل. والدليل هو برهان السنوات الست التي تتقدم بها المقاومة العراقية وتتراجع فيها الإدارات الأمريكية
د. عماد الدين الجبوري
د. عماد الدين الجبوري
رغم أن خطة الانسحاب العسكري من العراق التي أقرها رسمياً الرئيس الأمريكي باراك أوباما في27-2-2009 والتي توجب الخروج الرئيسي قبل 31-8-2010 والاكتمال النهائي في أواخر عام 2011. إلا أن خطته هذه تبدو مازالت تجابه الممانعة الملحوظة من قِبل كتلة الجنرالات التي وضعت "مخططاً سرياً" يهدف إلى بطء وعرقلة هذا الانسحاب. ومن بين ملامح هذا المخطط السعي إلى إخضاع أوباما للإرادة العسكرية. وبما إن هذا لم يحدث، لذا فإن خطتهم تقتضي بشن حملة إعلامية ينتقدون فيها تعهد أوباما بالانسحاب. بدعوى أن النظام السياسي في العراق سينهار إذا خرجت القوات الأمريكية. وعلى رأس هذه الكتلة الجنرال ديفيد بيتريوس قائد القيادة المركزية للقوات الأمريكية في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى والجنرال ريموند أوديرنو قائد القوات الأمريكية في العراق وغيرهم من مخلفات إدارة بوش المنبوذة. وهذا ما يجعل مواقف أوباما في الآونة الأخيرة متذبذبة حيال هذا الشأن.
أما مواقف المقاومة الوطنية العراقية فإنها تعبر عن تماسك ثابت تجاه هجماتها وضربتاها المتوالية الاستمرار والتي أثبتت سنوات الست الماضية بأنها حققت الكثير على درب التحرير. ولهذا تجتمع كافة فصائل المقاومة في تصريحاتها على إنها ستجبر قوات الاحتلال الأمريكي بالخروج من العراق صاغرة ومنهزمة.
وبناءاً على هذين الموقفين المتضادين سنجري مقارنة موجزة لكي نسبر أكثر حقيقة الموقفين من جهة. وحقيقة الواقع العياني ومستقبله المنظور لكل طرف من جهة أخرى.
تراجعات أوباما
في مقابلة مع شبكة سي بي أس الأمريكية أواخر الشهر الماضي قال أوباما إن "الخطة التي وضعناها للعراق جيدة، وأنه حتى وإن تقدم هذا البلد في الاتجاه الصحيح فهو سيبقى بحاجة إلى مساعدة الولايات المتحدة". وأشار إلى عدم الإسراع في عملية الانسحاب العسكري مدعياً أنه "لا يزال هناك عمل يجب القيام به في المجال السياسي لحل الخلافات بين مختلف المجموعات الدينية حول مسائل النفط وانتخابات مجالس المحافظات، ولا يزال أمامنا الكثير لفعله، وعلينا تدريب القوات العراقية من أجل تحسن قدراتها".
إن ما قاله أوباما لا ينم عن اضطراب في الرؤية، فهو كان واضحاً في حملته الانتخابية حول مسألة الانسحاب التي وعد بها ناخبيه وبقية الشعب الأمريكي. ولقد سار في هذا الاتجاه وحدد جدولاً زمنياً لسحب قوات بلاده. لكنه يعكس حقيقة التسلط الصيهوني على الاستراتيجية الأمريكية تجاه الشرق الأوسط عموماً والعراق خصوصاً. وإلا ما معنى رد أوباما على نقد ديك تشيني حول مسألة الإرهاب والأمن القومي. حيث يرى الأخير إن سياسة أوباما ستجعل الولايات المتحدة أكثر عرضة للهجوم الإرهابي. مما حدا بالرئيس أوباما في برنامج "60 دقيقة" لشبكة سي بي أس التي نشرتها يوم الأحد المصادف 22-3-2009، أن يرد قائلاً: إن ما يروج له ديك تشيني "لم تجعلنا أكثر أمناُ. بل كانت دعاية كبيرة للمشاعر المعادية لأمريكا".
بيد إن سياسة الإدارة الأمريكية السابقة أثبتت فشلها تماماً بالاعتماد على القوة العسكرية بفرض الحلول السياسية. فكيف يستمر أوباما على هذا النهج؟ سواء بإرسال 17 ألف جندي إضافي إلى أفغانستان، أو في تراجعاته بين تنفيذ عملية الانسحاب من العراق تارة، والالتفاف على هذا الانسحاب تارة أخرى.
إذا كان أوباما يعاني من ضغوط كتلة الجنرالات الذين هم جزء من المحافظين الجدد ذوي الاتجاه الصهيوني الهادف إلى خدمة إسرائيل وإسرائيل فقط في منطقة الشرق الأوسط. فهذا يعني إن أوباما يسير على نهج من سبقه من الرؤوساء، مما يدل على إنه صناعة صهيونية مرحلية وليس ثورة أمريكية حقيقية.
إن ما يعنينا هنا إن عملية الانسحاب العسكري التي ستبقي على نحو 50 ألف جندي أمريكي بالعراق لكي تسند حكومة الاحتلال بدعوى التدريب أو غيرها من الحجج الواهية. فإن أوباما بهذا النهج سيلاقي ما لاقاه سلفه الأخرق جورج بوش.
تقدم المقاومة
مع استهلال السنة السابعة تكون المقاومة العراقية قد قطعت شوطاً كبيراً في مجابهتها اليومية لقوات الاحتلال على طول العراق وعرضه. وبهذه المناسبة أعلنت بعض فصائل المقاومة عن اقترابها من "النصر النهائي" وهزيمتها للقوات الأمريكية.
ففي تسجيل صوتي للمسؤول العسكري في كتائب ثورة العشرين أبو الفاروق دعا العراقيين إلى الانضمام إلى فصائل المقاومة، وأكد على "قرب إحراز النصر النهائي في مواجهة الأمريكان".
وفي تسجيل مصور حول هذه المناسبة السنوية للغزو أعلن الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية صلاح الدين الأيوبي قائلاً: إن عمليات سحب الجنود التي أعلنت عنها الولايات المتحدة إلى "ما تلقته تلك القوات من ضربات قوية على أيدي المقاومة".
أما المتحدث باسم جيش المجاهدين عبد الرحمن القيسي في تصريح له للجزيرة نت قال: إن "الهزيمة النهائية لقوات الغزو الصليبي أصبحت قاب قوسين أو أدنى". مشيراً إلى أن "قوات الاحتلال تكبدت خلال السنوات الست المنصرمة خسائر فادحة تقدر بعشرات الآلاف من القتلى والجرحى والمعاقين والمجانين، الذين سقطوا بسلاح المقاومين".
وعلى الجزيرة نت أيضاً، أكد المتحدث الإعلامي لجيش الراشدين عيسى أبو بكر العراقي قائلاً: إن "قوات الاحتلال الأمريكية أصبحت في حالة من الوهن والضعف" عسكرياً وسياسياً واقتصادياً، وذلك "بفعل الضربات المتلاحقة التي سددها المقاومون للجنود الأمريكيين".
مقارنة
أولاً: عندما ينص قائد الفيلق 18 الأمريكي لويد أوستين في تصريح له مع نهاية خدمته العسكرية قائلاً: "منذ قدوم الفيلق إلى العراق ولأول مرة في شهر كانون الثاني/يناير عام 2008 كان يجري في العراق ما يزيد عن 700 هجوم خلال أسبوع واحد". فإن هكذا قول يعتبر اعترافاً واضحاً وصريحاً بضراوة وبسالة المقاومة. هذا إن لم نشير إلى أن أي رقم يصدر عن أي جهة عسكرية أمريكية يعد قليلاُ حيال حقيقته. حيث تشير مصادر المقاومة إلى أن ذروة عملياتها تتجاوز أحياناً 300 هجوماُ في اليوم الواحد.
معنى هذا إن المقارنة بين أقوال أوباما وأفعال المقاومة تدل على رجحان الكفة لصالح ميزان المقاومة العراقية. وإلا ما كانت هناك خطة انسحاب عسكري أمريكي أصلاً!
ثانياً: دعنا نفترض إن أوباما سيخضع لكتلة الإرادة العسكرية، ولن يكون هناك انسحاباً كلياً من العراق. فكما هو معلوم للجميع إن الاقتصاد الأمريكي لا يتحمل الاستمرار بالإنفاق على حرب لا نهاية لها. ويكفي أن نذكر هنا رسالة مكتب محاسبة الحكومة المؤرخة في 30-3-2009 والموجهة إلى مجلس النواب الأمريكي. حيث تؤكد فيها على إن نسبة 85% من الميزانية البالغة 808 مليار دولار لمحاربة الإرهاب قد ذهبت في هذا الخصوص، ولم يبقى غير 28.1 مليار دولار لتغطية كافة عمليات الدفاع عن الأراضي الأمريكية.
وقال المكتب في رسالته أيضاً، إن نصيب الحرب على العراق من إنفاق وزارة الدفاع (البنتاغون) قد بلغ 533.5 مليار دولار حتى كانون الأول/ديسمبر 2008.
وبما أن الخبير الاقتصادي الأمريكي المعروف ستيجليتز قال في أيلول/سبتمبر المنصرم: أن الحرب والطريقة التي جرت بها قد قلصت من مساحة المغامرة بالنسبة للولايات المتحدة. كما يكاد يكون من المؤكد أنها ستعمق وتطيل أمد حالة الركود الاقتصادي. وهذا فعلاً ما جرى؛ إذن فأن ما أشار إليه سابقاً ستيجليتز وكذلك ما أكده حالياً مكتب محاسبة الحكومة يعزز المقارنة لصالح موقف المقاومة العراقية. لأن المقاوم يدافع عن أرضه وعرضه ودينه، وهو لذلك يسترخص روحه التي لا تقدر بثمن، بينما الثمن يدفعه الغازي المحتل الذي تتحكم به مادية الحياة.
ثالثاُ: إذا كان في نية أوباما تنفيذ عملية الانسحاب العسكري لقواته، ولكن وفق خطة خاصة نجهل تفاصيلها. حيث اكتفى بالتلويح إلى إن "الخطة التي وضعناها للعراق جيدة". دونما أن يشير إلى مزيد من التوضيح، بل أردف كلامه قائلاً: " أنه حتى وإن تقدم هذا البلد في الاتجاه الصحيح فهو سيبقى بحاجة إلى مساعدة الولايات المتحدة". وهذه المساعدة نستطيع أن نفهمها من خلال بنود العبودية في الاتفاقية العراقية الأمريكية. فإذا كان هذا هكذا، فإن ما سيجنيه أوباما لاحقاً لا يقل شأناً عما جناه سلفه جورج بوش الصغير. وإلا لحقق الأخير شيئاً ضد المقاومة العراقية بدلاً من أن تحقق عليه المقاومة ضغطها الذي أخرجته من البيت الأبيض مدحوراً مخذولا.
إن إجراء أية مقارنة بين أقوال أوباما منذ إقراره الرسمي بسحب قوات بلاده، وأفعال المقاومة الثابتة والمستمرة منذ بزوغ فجرها ولحد الآن، فإن الرؤية المستقبلية تكون لصالح النهج المقاوم لا المحتل. والدليل هو برهان السنوات الست التي تتقدم بها المقاومة العراقية وتتراجع فيها الإدارات الأمريكية
د. عماد الدين الجبوري
السبت يناير 21, 2017 12:06 pm من طرف عدنان المعموري
» قصيده بعنوان كافي
الجمعة ديسمبر 19, 2014 7:50 am من طرف عدنان المعموري
» عن لسان ام الشاعر الراحل رحيم المالكي
الأحد يوليو 06, 2014 1:52 pm من طرف عدنان المعموري
» القصيدة التي أغضبت سلاطين المنطقة الخضراء
الثلاثاء أكتوبر 02, 2012 12:44 pm من طرف عدنان المعموري
» قصة مؤثرة عن غيرة النساء
الجمعة يونيو 29, 2012 1:06 am من طرف عدنان المعموري
» أبن شقيق الجعفري يكشف تفاصيل الاعتداء عليه بالضرب من قبل أبن شقيقة المالكي وأقربائه
الأربعاء مايو 23, 2012 12:06 pm من طرف عدنان المعموري
» يا احبيب / صاحب الضويري
السبت مايو 12, 2012 12:24 am من طرف عدنان المعموري
» خانقين..الوردة البيضاء..مدينة التآخي والسلام
الخميس فبراير 16, 2012 12:16 pm من طرف حسين:خانقين
» هدية لكم جميعا..مع باقات من النرجس من على سفوح جبال كردستان
الخميس فبراير 16, 2012 5:21 am من طرف حسين:خانقين
» الأشعة..منافعها واضرارها وهذا الحديث مع طبيبة اختصاصية في م. خانقين
الخميس فبراير 16, 2012 5:06 am من طرف حسين:خانقين
» دعوة للمشاركة
الخميس أكتوبر 06, 2011 9:22 am من طرف د.مسلم بديري
» قصص قصيرة جدا
الإثنين يوليو 18, 2011 5:00 pm من طرف د.مسلم بديري
» قصيدة (جيش الشيب) للشاعر الشاب سعد السوداني
الجمعة يونيو 24, 2011 11:49 am من طرف عدنان المعموري
» قصيدة (جيش الشيب) للشاعر الشاب سعد السوداني
الجمعة يونيو 24, 2011 11:47 am من طرف عدنان المعموري
» زعلتك صدك
الثلاثاء يونيو 21, 2011 1:22 pm من طرف عدنان المعموري
» يا احبيب /للشاعر صاحب الضويري
الإثنين يونيو 13, 2011 11:49 am من طرف عدنان المعموري
» أكميله للشاعر عارف مأمون
الإثنين أبريل 04, 2011 8:17 am من طرف عدنان المعموري
» كل ساعة انذبح من عرست لليوم وكل ساعة انسحك بجدام تذكارك
الإثنين أبريل 04, 2011 8:13 am من طرف عدنان المعموري
» قراءة الواقع الثقافي في العراق
السبت مارس 12, 2011 1:13 pm من طرف قاسم المعموري
» اشعل فتيلها الكادحون والرافضون للظلم
الثلاثاء مارس 08, 2011 1:05 pm من طرف قاسم المعموري