آخر ضحايا حرب العراق زوجات الجنود الأمريكان
د. عماد الدين الجبوري
في كتاب صدر مؤخراً بعنوان "الجندي المنعزل" للناشطة الأمريكية هيلين بنديكت رصدت فيه حلقة جديدة تضاف إلى سلسلة إفرازات الأمراض النفسية جراء الحروب التي تخوضها الولايات المتحدة الأمريكية لاسيما في العراق. حيث تؤكد الكاتبة إن عدة آلاف من النسوة الأمريكيات تعرضن لجرائم متفاوتة من القتل والضرب إلى الاعتداء والترهيب من قِبل أزواجهن أو خطبائهن من الجنود العائدون من الحرب.
وترى الكاتبة إن هذه الظاهرة تلاقي تجاهلاً ملحوظاً إعلامياً واجتماعياً. خصوصاً وإن هناك العشرات من الزوجات اللواتي تعرضن لجرائم بشعة منها الشنق وقطع الرأس والأوصال وإطلاق النار. وحسب رأي هيلين إن هذا النوع من القتل قد حمله الأزواج في "الحرب على الإرهاب" وأدخلوه إلى بيوتهم. كما وتؤكد في كتابها بأن أولئك النسوة يشكلن عدداً من إصابات الحرب تساوي في مجموعها عدد آلاف الجنود الذين قتلوا أنفسهم بعد المعركة.
رغم إن هذا الكتاب يميط اللثام عن حقيقة قاسية ناتجة عما يسمونه "عوارض إضطرابات ما بعد الصدمة" وهي من الأمراض النفسية التي تفشت بين صفوف الجيش الأمريكي وبالأخص في حالات الانتحار المتفاقمة. إلا أنه يكشف لنا أيضاً عن جوانب مهمة أخرى، منها إن التجاهل الإعلامي حيال هذه الظاهرة. وهذا يعني بصورة أو أخرى إن إدارة أوباما تسير من حيث المبدأ على وتيرة سلفه بالتغطية على خفايا ومخلفات الحرب، علماً إن إدارة سلفه جورج بوش الصغير هي التي تتحمل وزر ذلك.
أما عن التجاهل الاجتماعي، يبدو إن الشعب الأمريكي يملي على نفسه بأن شبح فيتنام مازال بعيداً عن حياته الأسرية. ولذلك فإن ظاهرة قتل الزوجات على يد أواجهن المحاربين، لا يرغب المجتمع الأمريكي تصديقها كظاهرة ذات صلة بسبب الحروب الخارجية، بل كخبر فردي يتعلق بتصرف هذا الجندي عن ذاك. إلا إن تغميض العين لا يعني إن الشمس غير موجودة. ولهذا نجد إن الكاتبة هيلين بنديكت تصر على لفت انتباه المجتمع الأمريكي حيال هذه الظاهرة التي تستحق الدراسة والتمحيص.
عندما تؤكد هيلين في كتابها بأن عدد ضحايا الزوجات بآلاف، كما وإن هذا الرقم لا يقل شأناً عن عدد ضحايا الجنود المنتحرين. فإن هذا الأمر برمته وعلى المستويين العسكري والاجتماعي ينذر بخطورته المستقبلية على الحياة العامة داخل الولايات المتحدة الأمريكية. فالحروب مازالت مفتوحة ومستمرة ولا قدرة لأمريكا على حسمها أو إنهائها بطريقة عسكرية تقليدية أو وفق نهج سياسي صائب وصحيح. وبالتالي فإن تصاعد هذه الوتيرة لتشكل ظاهرة سلبية سوف تتأزم أكثر فأكثر.
الواقع إذا كانت سمة الكتب التي صدرت في عهد بوش هي الكشف عن الأكاذيب والتلفيق والتضليل التي مارسها هو وبقية أفراد إدارته من المحافظين الجدد حول شن الحروب لأهداف وغايات غير المعلن عنها. من كتاب "سبيل العالم" للكاتب والصحفي الأمريكي رون سوسكايند إلى كتاب "ماذا حدث داخل البيت الأبيض لبوش في ظل ثقافة الخداع في واشنطن" للناطق الرسمي للبيت الأبيض سكوت مكليلان وإلى كتاب دارك سايد" (الوجه الخفي: التفاصيل الحقيقية كيف الحرب على الإرهاب تحولت إلى حرب على المُثل الأمريكية) للكاتبة والصحفية الأمريكية جاين ماير وغيرهم. فإن الكتب التي تصدر حول هذا الشأن في عهد أوباما على ما يبدو إنها ستركز حول الأبعاد النفسية والاجتماعية ومدى خطورتها على البنية الفردية والعائلية داخل المجتمع الأمريكي. وبلا ريب فإن هذا الجانب يعتبر متمماً إلى الكشف عن مخلفات الحروب والجرائم التي أرتكبها بوش وإدارته بحق الشعوب ومنها الشعب الأمريكي.
د. عماد الدين الجبوري
د. عماد الدين الجبوري
في كتاب صدر مؤخراً بعنوان "الجندي المنعزل" للناشطة الأمريكية هيلين بنديكت رصدت فيه حلقة جديدة تضاف إلى سلسلة إفرازات الأمراض النفسية جراء الحروب التي تخوضها الولايات المتحدة الأمريكية لاسيما في العراق. حيث تؤكد الكاتبة إن عدة آلاف من النسوة الأمريكيات تعرضن لجرائم متفاوتة من القتل والضرب إلى الاعتداء والترهيب من قِبل أزواجهن أو خطبائهن من الجنود العائدون من الحرب.
وترى الكاتبة إن هذه الظاهرة تلاقي تجاهلاً ملحوظاً إعلامياً واجتماعياً. خصوصاً وإن هناك العشرات من الزوجات اللواتي تعرضن لجرائم بشعة منها الشنق وقطع الرأس والأوصال وإطلاق النار. وحسب رأي هيلين إن هذا النوع من القتل قد حمله الأزواج في "الحرب على الإرهاب" وأدخلوه إلى بيوتهم. كما وتؤكد في كتابها بأن أولئك النسوة يشكلن عدداً من إصابات الحرب تساوي في مجموعها عدد آلاف الجنود الذين قتلوا أنفسهم بعد المعركة.
رغم إن هذا الكتاب يميط اللثام عن حقيقة قاسية ناتجة عما يسمونه "عوارض إضطرابات ما بعد الصدمة" وهي من الأمراض النفسية التي تفشت بين صفوف الجيش الأمريكي وبالأخص في حالات الانتحار المتفاقمة. إلا أنه يكشف لنا أيضاً عن جوانب مهمة أخرى، منها إن التجاهل الإعلامي حيال هذه الظاهرة. وهذا يعني بصورة أو أخرى إن إدارة أوباما تسير من حيث المبدأ على وتيرة سلفه بالتغطية على خفايا ومخلفات الحرب، علماً إن إدارة سلفه جورج بوش الصغير هي التي تتحمل وزر ذلك.
أما عن التجاهل الاجتماعي، يبدو إن الشعب الأمريكي يملي على نفسه بأن شبح فيتنام مازال بعيداً عن حياته الأسرية. ولذلك فإن ظاهرة قتل الزوجات على يد أواجهن المحاربين، لا يرغب المجتمع الأمريكي تصديقها كظاهرة ذات صلة بسبب الحروب الخارجية، بل كخبر فردي يتعلق بتصرف هذا الجندي عن ذاك. إلا إن تغميض العين لا يعني إن الشمس غير موجودة. ولهذا نجد إن الكاتبة هيلين بنديكت تصر على لفت انتباه المجتمع الأمريكي حيال هذه الظاهرة التي تستحق الدراسة والتمحيص.
عندما تؤكد هيلين في كتابها بأن عدد ضحايا الزوجات بآلاف، كما وإن هذا الرقم لا يقل شأناً عن عدد ضحايا الجنود المنتحرين. فإن هذا الأمر برمته وعلى المستويين العسكري والاجتماعي ينذر بخطورته المستقبلية على الحياة العامة داخل الولايات المتحدة الأمريكية. فالحروب مازالت مفتوحة ومستمرة ولا قدرة لأمريكا على حسمها أو إنهائها بطريقة عسكرية تقليدية أو وفق نهج سياسي صائب وصحيح. وبالتالي فإن تصاعد هذه الوتيرة لتشكل ظاهرة سلبية سوف تتأزم أكثر فأكثر.
الواقع إذا كانت سمة الكتب التي صدرت في عهد بوش هي الكشف عن الأكاذيب والتلفيق والتضليل التي مارسها هو وبقية أفراد إدارته من المحافظين الجدد حول شن الحروب لأهداف وغايات غير المعلن عنها. من كتاب "سبيل العالم" للكاتب والصحفي الأمريكي رون سوسكايند إلى كتاب "ماذا حدث داخل البيت الأبيض لبوش في ظل ثقافة الخداع في واشنطن" للناطق الرسمي للبيت الأبيض سكوت مكليلان وإلى كتاب دارك سايد" (الوجه الخفي: التفاصيل الحقيقية كيف الحرب على الإرهاب تحولت إلى حرب على المُثل الأمريكية) للكاتبة والصحفية الأمريكية جاين ماير وغيرهم. فإن الكتب التي تصدر حول هذا الشأن في عهد أوباما على ما يبدو إنها ستركز حول الأبعاد النفسية والاجتماعية ومدى خطورتها على البنية الفردية والعائلية داخل المجتمع الأمريكي. وبلا ريب فإن هذا الجانب يعتبر متمماً إلى الكشف عن مخلفات الحروب والجرائم التي أرتكبها بوش وإدارته بحق الشعوب ومنها الشعب الأمريكي.
د. عماد الدين الجبوري
السبت يناير 21, 2017 12:06 pm من طرف عدنان المعموري
» قصيده بعنوان كافي
الجمعة ديسمبر 19, 2014 7:50 am من طرف عدنان المعموري
» عن لسان ام الشاعر الراحل رحيم المالكي
الأحد يوليو 06, 2014 1:52 pm من طرف عدنان المعموري
» القصيدة التي أغضبت سلاطين المنطقة الخضراء
الثلاثاء أكتوبر 02, 2012 12:44 pm من طرف عدنان المعموري
» قصة مؤثرة عن غيرة النساء
الجمعة يونيو 29, 2012 1:06 am من طرف عدنان المعموري
» أبن شقيق الجعفري يكشف تفاصيل الاعتداء عليه بالضرب من قبل أبن شقيقة المالكي وأقربائه
الأربعاء مايو 23, 2012 12:06 pm من طرف عدنان المعموري
» يا احبيب / صاحب الضويري
السبت مايو 12, 2012 12:24 am من طرف عدنان المعموري
» خانقين..الوردة البيضاء..مدينة التآخي والسلام
الخميس فبراير 16, 2012 12:16 pm من طرف حسين:خانقين
» هدية لكم جميعا..مع باقات من النرجس من على سفوح جبال كردستان
الخميس فبراير 16, 2012 5:21 am من طرف حسين:خانقين
» الأشعة..منافعها واضرارها وهذا الحديث مع طبيبة اختصاصية في م. خانقين
الخميس فبراير 16, 2012 5:06 am من طرف حسين:خانقين
» دعوة للمشاركة
الخميس أكتوبر 06, 2011 9:22 am من طرف د.مسلم بديري
» قصص قصيرة جدا
الإثنين يوليو 18, 2011 5:00 pm من طرف د.مسلم بديري
» قصيدة (جيش الشيب) للشاعر الشاب سعد السوداني
الجمعة يونيو 24, 2011 11:49 am من طرف عدنان المعموري
» قصيدة (جيش الشيب) للشاعر الشاب سعد السوداني
الجمعة يونيو 24, 2011 11:47 am من طرف عدنان المعموري
» زعلتك صدك
الثلاثاء يونيو 21, 2011 1:22 pm من طرف عدنان المعموري
» يا احبيب /للشاعر صاحب الضويري
الإثنين يونيو 13, 2011 11:49 am من طرف عدنان المعموري
» أكميله للشاعر عارف مأمون
الإثنين أبريل 04, 2011 8:17 am من طرف عدنان المعموري
» كل ساعة انذبح من عرست لليوم وكل ساعة انسحك بجدام تذكارك
الإثنين أبريل 04, 2011 8:13 am من طرف عدنان المعموري
» قراءة الواقع الثقافي في العراق
السبت مارس 12, 2011 1:13 pm من طرف قاسم المعموري
» اشعل فتيلها الكادحون والرافضون للظلم
الثلاثاء مارس 08, 2011 1:05 pm من طرف قاسم المعموري