لا جديد في التخاذل الرسمي.. عمرو موسى نموذجاً!
د. عماد الدين الجبوري
في زيارة إلى بغداد استغرقت ثلاثة أيام بدأها أمين عام الجامعة العربية عمرو موسى يوم الاثنين المصادف 16-3-2009 ليكرس بها زيارته السابقة عام 2005 في شرعية الاحتلال وحكوماته الفاقدة لأبسط مقومات الشرعية الوطنية والقومية والدستورية وحتى الدينية. وعليه فإن جميع القوى المناهضة والمقاومة للاحتلال وحكوماته المتعاقبة لا تكترث بنتائج هذه الزيارة بقدر ما تهتم بهدفها المرسوم وفق المقاييس التي وضع أبعادها السياسية على الساحة العربية والدولية شخوص البيت الأبيض المستترة والتي يسير على نهجها رهط من الأنظمة والمنظمات العربية الرسمية.
وفي مؤتمره الصحفي قال عمرو موسى: إن "الجامعة العربية تتابع باهتمام التطورات في العراق، وترجو من المصالحة أن تستمر وتتوسع وتكون لها ديمومة تؤدي إلى السلام الاجتماعي والسياسي".
ولا نريد هنا أن نتشعب في تفيد حقيقة هذه المتابعة، ولا نتطرق إلى فترة الأربعة سنوات من رعاية الجامعة العربية لأول مؤتمر مصالحة وطنية في القاهرة. ولكن نسأل بكل بساطة وصراحة عن أية "مصالحة" يرجوها عمرو موسى. هل هي المصالحة مع حكومة الاحتلال التي وضعت مصالحها الحزبية والفئوية فوق مصالح الشعب فشاركت في تدميره وتأخيره؟ أهي مصالحة من نوع الخضوع والخنوع للمحتل وأعوانه وأقزامه؟ أهكذا هو دور أمين عام الجامعة العربية تجاه بلد عربي يرزح تحت نير الاحتلال؟
إن زيارة عمرو موسى لو كانت مهمة ومؤثرة على مجريات الأمور داخل العراق، لأَجلَ زيارته بضعة أيام أخرى حتى يعود رئيس حكومة الاحتلال نوري المالكي من أستراليا، بدلاً من لقاء برهم صالح نائب المالكي. أعني لو كان عمرو موسى فعلاً حريصاً على الشعب العراقي ويعلم إن له تأثيراً معيناً، لأرجأ قدومه إلى بغداد لكي يتحاور مع مَنْ منحه دستور الاحتلال سلطة القرار. لكنه يدرك جيداً إن الأوضاع في العراق فوق طاقة المالكي وخارج سيطرة أوباما، ومع ذلك ذهب والتقى حتى بالإيراني علي السيستاني. لأن منصبه الرسمي في هكذا زيارة قد يساعد المحتل وحكومته. وهذا هو التخاذل بعينه، فهو لم يكتفي بزيارة بلد عربي محتل، بل ويعمل على إضفاء الشرعية له.
إن عمرو موسى وهو يتكلم عن المصالحة التي "تؤدي إلى السلام الاجتماعي والسياسي" لم يكلف نفسه بالنظر إلى التمدد الصفوي داخل الدولة والمجتمع. ولم يشير بشيء إلى هذا الخطر المنتشر بالجسد العراقي كالسرطان الخبيث. والغريب إنه يتعجب من السيستاني الذي لا يجيد اللغة العربية وإن العراقيين يتبعونه، وكأنه يجهل إن لكل منهما دوره في تثبيت الباطل والتحايل على الحق.
أما قوله عن متابعته لمسارات الحوار ومسعاه في تفعيل الجهد العربي لاسيما في مجال التنمية. فالأجدر به أن يكون صادقاً أمام الأمة ويتحدث عن حقائق الملايين من العراقيين بين القتل والتهجير والاختطاف خلال سنوات الاحتلال، وعن واجب الجامعة العربية حيال هذا الشعب المنكوب. بدلاً من لغته الدبلوماسية التي تصب في صالح مَنْ ذبح وشرد ومزق أبناء الشعب الواحد.
نكاد نجزم إن حضرة الأمين العام لا يؤمن تماماً بما صرح به عن تحسن الأوضاع الأمنية. وإلا لاصطحبه برهم أو زيباري أو غيره ممن يدعون بالمسؤولية الرسمية وساروا محتفلين به في شوارع بغداد. ونكاد نجزم أيضاً إن أمين عام الجامعة العربية يدرك إن المستقبل هو حليف المقاومة العراقية. لأن الحاضر الذي صنعته المقاومة الوطنية بسلسلة إنجازاتها المتواصلة ميدانياً وإعلامياً صار أمراً واقعاً. ولهذا فإن أحابيل الاحتلال وحكومته الإمعة تحتاج إلى زيارة عمرو موسى بغية تحسين ما يمكن تحسينه على أرض الرافدين. ولكن ما فشل به القوي المعتدي هل ينجه فيه ضعيف متخاذل؟
د. عماد الدين الجبوري
في زيارة إلى بغداد استغرقت ثلاثة أيام بدأها أمين عام الجامعة العربية عمرو موسى يوم الاثنين المصادف 16-3-2009 ليكرس بها زيارته السابقة عام 2005 في شرعية الاحتلال وحكوماته الفاقدة لأبسط مقومات الشرعية الوطنية والقومية والدستورية وحتى الدينية. وعليه فإن جميع القوى المناهضة والمقاومة للاحتلال وحكوماته المتعاقبة لا تكترث بنتائج هذه الزيارة بقدر ما تهتم بهدفها المرسوم وفق المقاييس التي وضع أبعادها السياسية على الساحة العربية والدولية شخوص البيت الأبيض المستترة والتي يسير على نهجها رهط من الأنظمة والمنظمات العربية الرسمية.
وفي مؤتمره الصحفي قال عمرو موسى: إن "الجامعة العربية تتابع باهتمام التطورات في العراق، وترجو من المصالحة أن تستمر وتتوسع وتكون لها ديمومة تؤدي إلى السلام الاجتماعي والسياسي".
ولا نريد هنا أن نتشعب في تفيد حقيقة هذه المتابعة، ولا نتطرق إلى فترة الأربعة سنوات من رعاية الجامعة العربية لأول مؤتمر مصالحة وطنية في القاهرة. ولكن نسأل بكل بساطة وصراحة عن أية "مصالحة" يرجوها عمرو موسى. هل هي المصالحة مع حكومة الاحتلال التي وضعت مصالحها الحزبية والفئوية فوق مصالح الشعب فشاركت في تدميره وتأخيره؟ أهي مصالحة من نوع الخضوع والخنوع للمحتل وأعوانه وأقزامه؟ أهكذا هو دور أمين عام الجامعة العربية تجاه بلد عربي يرزح تحت نير الاحتلال؟
إن زيارة عمرو موسى لو كانت مهمة ومؤثرة على مجريات الأمور داخل العراق، لأَجلَ زيارته بضعة أيام أخرى حتى يعود رئيس حكومة الاحتلال نوري المالكي من أستراليا، بدلاً من لقاء برهم صالح نائب المالكي. أعني لو كان عمرو موسى فعلاً حريصاً على الشعب العراقي ويعلم إن له تأثيراً معيناً، لأرجأ قدومه إلى بغداد لكي يتحاور مع مَنْ منحه دستور الاحتلال سلطة القرار. لكنه يدرك جيداً إن الأوضاع في العراق فوق طاقة المالكي وخارج سيطرة أوباما، ومع ذلك ذهب والتقى حتى بالإيراني علي السيستاني. لأن منصبه الرسمي في هكذا زيارة قد يساعد المحتل وحكومته. وهذا هو التخاذل بعينه، فهو لم يكتفي بزيارة بلد عربي محتل، بل ويعمل على إضفاء الشرعية له.
إن عمرو موسى وهو يتكلم عن المصالحة التي "تؤدي إلى السلام الاجتماعي والسياسي" لم يكلف نفسه بالنظر إلى التمدد الصفوي داخل الدولة والمجتمع. ولم يشير بشيء إلى هذا الخطر المنتشر بالجسد العراقي كالسرطان الخبيث. والغريب إنه يتعجب من السيستاني الذي لا يجيد اللغة العربية وإن العراقيين يتبعونه، وكأنه يجهل إن لكل منهما دوره في تثبيت الباطل والتحايل على الحق.
أما قوله عن متابعته لمسارات الحوار ومسعاه في تفعيل الجهد العربي لاسيما في مجال التنمية. فالأجدر به أن يكون صادقاً أمام الأمة ويتحدث عن حقائق الملايين من العراقيين بين القتل والتهجير والاختطاف خلال سنوات الاحتلال، وعن واجب الجامعة العربية حيال هذا الشعب المنكوب. بدلاً من لغته الدبلوماسية التي تصب في صالح مَنْ ذبح وشرد ومزق أبناء الشعب الواحد.
نكاد نجزم إن حضرة الأمين العام لا يؤمن تماماً بما صرح به عن تحسن الأوضاع الأمنية. وإلا لاصطحبه برهم أو زيباري أو غيره ممن يدعون بالمسؤولية الرسمية وساروا محتفلين به في شوارع بغداد. ونكاد نجزم أيضاً إن أمين عام الجامعة العربية يدرك إن المستقبل هو حليف المقاومة العراقية. لأن الحاضر الذي صنعته المقاومة الوطنية بسلسلة إنجازاتها المتواصلة ميدانياً وإعلامياً صار أمراً واقعاً. ولهذا فإن أحابيل الاحتلال وحكومته الإمعة تحتاج إلى زيارة عمرو موسى بغية تحسين ما يمكن تحسينه على أرض الرافدين. ولكن ما فشل به القوي المعتدي هل ينجه فيه ضعيف متخاذل؟
السبت يناير 21, 2017 12:06 pm من طرف عدنان المعموري
» قصيده بعنوان كافي
الجمعة ديسمبر 19, 2014 7:50 am من طرف عدنان المعموري
» عن لسان ام الشاعر الراحل رحيم المالكي
الأحد يوليو 06, 2014 1:52 pm من طرف عدنان المعموري
» القصيدة التي أغضبت سلاطين المنطقة الخضراء
الثلاثاء أكتوبر 02, 2012 12:44 pm من طرف عدنان المعموري
» قصة مؤثرة عن غيرة النساء
الجمعة يونيو 29, 2012 1:06 am من طرف عدنان المعموري
» أبن شقيق الجعفري يكشف تفاصيل الاعتداء عليه بالضرب من قبل أبن شقيقة المالكي وأقربائه
الأربعاء مايو 23, 2012 12:06 pm من طرف عدنان المعموري
» يا احبيب / صاحب الضويري
السبت مايو 12, 2012 12:24 am من طرف عدنان المعموري
» خانقين..الوردة البيضاء..مدينة التآخي والسلام
الخميس فبراير 16, 2012 12:16 pm من طرف حسين:خانقين
» هدية لكم جميعا..مع باقات من النرجس من على سفوح جبال كردستان
الخميس فبراير 16, 2012 5:21 am من طرف حسين:خانقين
» الأشعة..منافعها واضرارها وهذا الحديث مع طبيبة اختصاصية في م. خانقين
الخميس فبراير 16, 2012 5:06 am من طرف حسين:خانقين
» دعوة للمشاركة
الخميس أكتوبر 06, 2011 9:22 am من طرف د.مسلم بديري
» قصص قصيرة جدا
الإثنين يوليو 18, 2011 5:00 pm من طرف د.مسلم بديري
» قصيدة (جيش الشيب) للشاعر الشاب سعد السوداني
الجمعة يونيو 24, 2011 11:49 am من طرف عدنان المعموري
» قصيدة (جيش الشيب) للشاعر الشاب سعد السوداني
الجمعة يونيو 24, 2011 11:47 am من طرف عدنان المعموري
» زعلتك صدك
الثلاثاء يونيو 21, 2011 1:22 pm من طرف عدنان المعموري
» يا احبيب /للشاعر صاحب الضويري
الإثنين يونيو 13, 2011 11:49 am من طرف عدنان المعموري
» أكميله للشاعر عارف مأمون
الإثنين أبريل 04, 2011 8:17 am من طرف عدنان المعموري
» كل ساعة انذبح من عرست لليوم وكل ساعة انسحك بجدام تذكارك
الإثنين أبريل 04, 2011 8:13 am من طرف عدنان المعموري
» قراءة الواقع الثقافي في العراق
السبت مارس 12, 2011 1:13 pm من طرف قاسم المعموري
» اشعل فتيلها الكادحون والرافضون للظلم
الثلاثاء مارس 08, 2011 1:05 pm من طرف قاسم المعموري