almamory

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
almamory

شبكة نبراس الثقافية..شبكة حرة مستقله

شعار الشبكه

المواضيع الأخيرة

» قصه ومحاوره ابوذيات
المقالة السادسة..الاحتلال والمقاومة والانسحاب...محمد عبد الجبار الشبوط Emptyالسبت يناير 21, 2017 12:06 pm من طرف عدنان المعموري

» قصيده بعنوان كافي
المقالة السادسة..الاحتلال والمقاومة والانسحاب...محمد عبد الجبار الشبوط Emptyالجمعة ديسمبر 19, 2014 7:50 am من طرف عدنان المعموري

» عن لسان ام الشاعر الراحل رحيم المالكي
المقالة السادسة..الاحتلال والمقاومة والانسحاب...محمد عبد الجبار الشبوط Emptyالأحد يوليو 06, 2014 1:52 pm من طرف عدنان المعموري

» القصيدة التي أغضبت سلاطين المنطقة الخضراء
المقالة السادسة..الاحتلال والمقاومة والانسحاب...محمد عبد الجبار الشبوط Emptyالثلاثاء أكتوبر 02, 2012 12:44 pm من طرف عدنان المعموري

» قصة مؤثرة عن غيرة النساء
المقالة السادسة..الاحتلال والمقاومة والانسحاب...محمد عبد الجبار الشبوط Emptyالجمعة يونيو 29, 2012 1:06 am من طرف عدنان المعموري

» أبن شقيق الجعفري يكشف تفاصيل الاعتداء عليه بالضرب من قبل أبن شقيقة المالكي وأقربائه
المقالة السادسة..الاحتلال والمقاومة والانسحاب...محمد عبد الجبار الشبوط Emptyالأربعاء مايو 23, 2012 12:06 pm من طرف عدنان المعموري

» يا احبيب / صاحب الضويري
المقالة السادسة..الاحتلال والمقاومة والانسحاب...محمد عبد الجبار الشبوط Emptyالسبت مايو 12, 2012 12:24 am من طرف عدنان المعموري

» خانقين..الوردة البيضاء..مدينة التآخي والسلام
المقالة السادسة..الاحتلال والمقاومة والانسحاب...محمد عبد الجبار الشبوط Emptyالخميس فبراير 16, 2012 12:16 pm من طرف حسين:خانقين

» هدية لكم جميعا..مع باقات من النرجس من على سفوح جبال كردستان
المقالة السادسة..الاحتلال والمقاومة والانسحاب...محمد عبد الجبار الشبوط Emptyالخميس فبراير 16, 2012 5:21 am من طرف حسين:خانقين

» الأشعة..منافعها واضرارها وهذا الحديث مع طبيبة اختصاصية في م. خانقين
المقالة السادسة..الاحتلال والمقاومة والانسحاب...محمد عبد الجبار الشبوط Emptyالخميس فبراير 16, 2012 5:06 am من طرف حسين:خانقين

» دعوة للمشاركة
المقالة السادسة..الاحتلال والمقاومة والانسحاب...محمد عبد الجبار الشبوط Emptyالخميس أكتوبر 06, 2011 9:22 am من طرف د.مسلم بديري

» قصص قصيرة جدا
المقالة السادسة..الاحتلال والمقاومة والانسحاب...محمد عبد الجبار الشبوط Emptyالإثنين يوليو 18, 2011 5:00 pm من طرف د.مسلم بديري

» قصيدة (جيش الشيب) للشاعر الشاب سعد السوداني
المقالة السادسة..الاحتلال والمقاومة والانسحاب...محمد عبد الجبار الشبوط Emptyالجمعة يونيو 24, 2011 11:49 am من طرف عدنان المعموري

» قصيدة (جيش الشيب) للشاعر الشاب سعد السوداني
المقالة السادسة..الاحتلال والمقاومة والانسحاب...محمد عبد الجبار الشبوط Emptyالجمعة يونيو 24, 2011 11:47 am من طرف عدنان المعموري

» زعلتك صدك
المقالة السادسة..الاحتلال والمقاومة والانسحاب...محمد عبد الجبار الشبوط Emptyالثلاثاء يونيو 21, 2011 1:22 pm من طرف عدنان المعموري

» يا احبيب /للشاعر صاحب الضويري
المقالة السادسة..الاحتلال والمقاومة والانسحاب...محمد عبد الجبار الشبوط Emptyالإثنين يونيو 13, 2011 11:49 am من طرف عدنان المعموري

» أكميله للشاعر عارف مأمون
المقالة السادسة..الاحتلال والمقاومة والانسحاب...محمد عبد الجبار الشبوط Emptyالإثنين أبريل 04, 2011 8:17 am من طرف عدنان المعموري

» كل ساعة انذبح من عرست لليوم وكل ساعة انسحك بجدام تذكارك
المقالة السادسة..الاحتلال والمقاومة والانسحاب...محمد عبد الجبار الشبوط Emptyالإثنين أبريل 04, 2011 8:13 am من طرف عدنان المعموري

» قراءة الواقع الثقافي في العراق
المقالة السادسة..الاحتلال والمقاومة والانسحاب...محمد عبد الجبار الشبوط Emptyالسبت مارس 12, 2011 1:13 pm من طرف قاسم المعموري

» اشعل فتيلها الكادحون والرافضون للظلم
المقالة السادسة..الاحتلال والمقاومة والانسحاب...محمد عبد الجبار الشبوط Emptyالثلاثاء مارس 08, 2011 1:05 pm من طرف قاسم المعموري

المتواجدون الآن ؟

ككل هناك 14 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 14 زائر

لا أحد


[ مُعاينة اللائحة بأكملها ]


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 277 بتاريخ الخميس نوفمبر 21, 2024 10:19 am

شبكه نبراس الثقافيه

جميع المواضيع المطروحة في أقسام الشبكه تعبر عن وجهة نظر أصحابها.

صور الشبكه اليوم

فائق حسن

دخول

لقد نسيت كلمة السر


    المقالة السادسة..الاحتلال والمقاومة والانسحاب...محمد عبد الجبار الشبوط

    الاداره
    الاداره
    Admin


    عدد الرسائل : 418
    تاريخ التسجيل : 02/02/2009

    المقالة السادسة..الاحتلال والمقاومة والانسحاب...محمد عبد الجبار الشبوط Empty المقالة السادسة..الاحتلال والمقاومة والانسحاب...محمد عبد الجبار الشبوط

    مُساهمة  الاداره الثلاثاء مارس 17, 2009 9:00 pm

    المقالة السادسة

    المقالة السادسة..الاحتلال والمقاومة والانسحاب...محمد عبد الجبار الشبوط 11110
    محمد عبد الجبار الشبوط
    الاحتلال والمقاومة والانسحاب

    يثير وجود القوات الاميركية خلافا سياسيا وتباينا واسعا في الموقف بين التكوينات السياسية العراقية، الى درجة قد يعده البعض من اسباب وعوامل الحرب الاهلية والاقتتال الداخلي في العراق
    وثمة ثلاثة مواقف اساسية ازاء هذا الموضوع:
    الموقف الاول، الذي يعتبر هذه القوات "صديقة" وليست عدوة، ويعزو اليها الفضل في مساعدة الشعب العراقي على التخلص من نظام صدام المقبور. وهذا هو موقف الاحزاب الكردية قاطبة، والمجلس الاعلى، والكتلة العراقية. وتمثل الحكومة العراقية هذا الموقف بصورة رسمية، حيث يعزى الى طلبها الان وجود القوات الاميركية تحت عنوان القوات المتعددة الجنسيات.
    الموقف الثاني، الذي يعتبرها قوات احتلال، دون ان يصل الى اعتبارها "معادية"، لكنه لا يعمل بمنطق "المقاومة المسلحة"، ويدعو سلميا الى انسحابها، او جدولة هذا الانسحاب، وهذا هو الموقف الذي عبر عنه مؤخرا التيار الصدري على لسان زعيمه مقتدى الصدر، وكذلك الاحزاب السنية المشاركة في الحكومة، مثـــل كتلة التوافق.
    الموقف الثالث، الذي يعتبرها قوات احتلال معادية، ويرفع السلاح بوجهها، في حرب هدفها المعلن اجبارها على ترك العراق. وهذا هو موقف كل الميليشيات المسلحة السنية، فضلا عن القاعدة، وهي تنظيم غير عراقي، ومن ارتبط بها من العراقيين. ورغم ما يقال عن وجود مفاوضات بين بعض هذه الميليشيات من جهة والحكومة العراقية والاميركية من جهة ثانية، فلا يبدو ان هذه المفاوضات اثرت على النشاط العسكري لهذه الجماعات.
    اولاً: معنـى الاحتلال
    الاحتلال مصطلح قانوني عالجه القانون الدولي و يشير الى حالة تكون فيها ارض معينة تحت سيطرة وسلطة جيش اجنبي يصنف بانه "عدو". فالاحتلال عبارة عن سلطة جيش اجنبي معاد.
    وعرفت المادة 42 من لائحة لاهاي لعام 1907 الاحتلال كما يلي : " تعتبر أرضٌ محتلةً حين تكون تحت السلطة الفعلية لجيش العدو. ولا يشمل الاحتلال سوى الأراضي التي أقيمت فيها مثل هذه السلطة ويمكن أن تمارس فيها".
    وتشكل لوائح لاهاي لعام 1907 واتفاقية جنيف الرابعة لسنة 1949 وبعض أحكام البروتوكول الأول لسنة 1979 الإضافي لاتفاقيات جنيف لسنة 1949 المصادر الأساسية لقانون الاحتلال الحديث.
    وتتبنى المراجع الاميركية الرسمية هذا التعريف وكذلك البريطانية مع التشديد على أنه لا بد للقوات الغازية من أن تكون قد حلت محل سلطات البلد في ممارسة السيطرة الفعلية على أراضيه.
    ويُستمد المعيار الوحيد لتحديد مدى انطباق القانون على الاحتلال العسكري من الحقائق التالية، كما تقول احدى الدراسات في هذا الشأن: السيطرة الفعلية والفعالة على الأراضي من جانب قوات مسلحة أجنبية مقرونة بإمكانية إنفاذ قراراتها، والغياب الفعلي لسلطة حكومية وطنية تتمتع بسيطرة فعلية. فإذا تم استيفاء هذه الشروط بالنسبة لمنطقة معينة، ينطبق عليها قانون الاحتلال العسكري. ومع أن هدف الحملة العسكرية قد لا يكون السيطرة على الأراضي، فإن مجرد وجود مثل هذه القوات في وضع مسيطر يجعل قانون حماية السكان منطبقاً. ولا تستطيع دولة الاحتلال التملص من المسؤوليات المترتبة عليها، ما دامت حكومة البلاد غير قادرة على أداء مهامها الاعتيادية.
    والطريقة العادية لانتهاء الاحتلال هي أن تنسحب القوة المحتلة من الأراضي أو تدفع إلى الخروج منها.
    وإذا تم نقل السلطة إلى حكومة محلية نقلاً فعلياً فان هذا يؤدي عادة إلى انتهاء الاحتلال. إلا أن قانون الاحتلال قد يصبح قابلاً للتطبيق من جديد إذا ما تغير الوضع على الأرض أي إذا عادت الأراضي من جديد "تحت السلطة الفعلية لجيش العدو" (المادة 42 من لائحة لاهاي)- أي بكلمات أخرى تحت سيطرة قوات أجنبية بدون موافقة السلطات المحلية.
    ويسري مفعول النظام القانوني الدولي الخاص بالاحتلال العسكري حالما تحقق القوات المسلحة لدولة أجنبية السيطرة الفعالة على أراضٍ ليست تابعة لها. وينتهي عندما تتخلى قوات الاحتلال عن سيطرتها على تلك الأراضي.
    وقد يُطرح سؤال بشأن ما إذا كان القانون الخاص بالاحتلال يظل مطبقاً إذا ما كانت سلطات مدنية جديدة شكلتها دولة الاحتلال من صفوف مواطني الأراضي المحتلة تدير الشؤون اليومية للأراضي المحتلة. والجواب هو نعم، طالما ظلت قوات الاحتلال موجودة في تلك الأراضي وتمارس السيطرة النهائية على أفعال السلطات المحلية.كما هو الحال عندما شكلت سلطة الائتلاف المؤقتة مجلس الحكم في العراق.
    إلا أن استمرار تواجد قوات أجنبية لا يعني بالضرورة أن الاحتلال مستمر حيث ان وجود قوات اجنبية في بلد ما لا يعني انه محتل اذا كان هذا الوجود تم بموافقة الحكومة الشرعية للبلد، ودون ان تتخلى الدولة عن وظائفها السيادية.
    وهذا نشاهده في عدد من دول العالم التي توجد على اراضيها قوات اجنبية، لكنها لا تعتبر بموجب القانون الدولي محتلة، مثل المانيا حيث يوجد فيها ما يقارب من 70 ألف جندي اميركي و كوريا الشمالية حيث يوجد فيها 37 ألف جندي اميركي و اليابان حيث يوجد فيها 4 الاف جندي اميركي.
    ويرى رائد فهمي ان الدولة تستعيد سيادتها وتنتفي عنها صفة الاحتلال اذا:
    1- استعادة الحق في عقد الاتفاقيات الدولية.
    2- تتبادل التمثيل الدبلوماسي مع الدول الأخرى.
    3- أن تمتلك حق إعلان الحرب.
    4- أن يكون لها حق التعامل مع الهيئات الدولية وبشكل خاص محكمة العدل الدولية.
    وهذه الشروط متوافرة في الحكومة العراقية الحالية.
    ثانياً: الاحتلال في العراق
    دخلت القوات الاجنبية العراق، واسقطت النظام السياسي السابق، في 9 نيسان، وفرضت سيطرتها الكاملة عليه.
    وقد مر الوضع القانوني لوجود هذه القوات في العراق بثلاث مراحل.
    المرحلة الاولى، (منذ سقوط النظام في 9 نيسان حتى 22 مايو 2003) ولنسمها بمرحلة التحرير، أي تحرير العراق من نير النظام الدكتاتوري، على يد القوات الاميركية والقوات المتحالفة معها. وقد استبشر عموم العراقيين بهذا الحدث، بغض النظر عن الحرب، واعتبروه بداية جديدة لبلدهم. وفي هذه الايام انتعشت الامال باقامة نظام ديمقراطي حر في العراق. وكان ينظر الى القوات الاميركية بوصفها قوات صديقة ساعدت الشعب العراقي على التخلص من الدكتاتورية. ولم تستمر هذه المرحلة سوى مدة وجيزة، حيث بدأت المرحلة الثانية في 22 مايو من العام نفسه.
    المرحلةالثانية، (من 22 مايو 2003 الى 28 حزيران 2004 ). سنسمي هذه المرحلة بمرحلة الاحتلال عملا بنص قرار مجلس الامن الدولي المرقم 1483 الصادر في 22 من شهر مايو من عام 2003 والذي نص على اعتبار الولايات المتحدة وبريطانيا "دولتين قائمتين بالاحتلال". وكان هذا القرار صدمة بالنسبة لعموم العراقيين، حيث لم يكونوا يتصورون ان الاحتلال سيكون ثمن اسقاط النظام الدكتاتوري، وبدأت مشاعر العراقيين بالتغير ازاء القوات الاميركية. وكان التغير تدريجيا، ولم يظهر دفعة واحدة. وفي هذه المرحلة انطبقت كل معايير الاحتلال على الحالة العراقية، حيث قام جيش اجنبي بفرض سيطرته وسلطته على البلاد، واقامة ادارة تابعة له ممثلة في مجلس الحكم، الذي كان من الناحية العملية فاقدا للصلاحيات التي تركزت بيد الحاكم المدني العام رئيس سلطة الائتلاف السفير بول بريمر. استمرت هذه المرحلة الى يوم 28 حزيران من عام 2004. الاستثناء الوحيد تمثل في ان القوات المحتلة لم تكن تعتبر قوات "عدوة"، بل قوات حليفة او صديقة.
    المرحلةالثالثة: استعادة السيادة، اعتبارا من 28 حزيران 2004 الى الان، بموجب قرار مجلس الامن الدولي المرقم 1546 الذي نص على نقل السيادة من القوات الأجنبية إلى الحكومة العراقية المنتخبة بنهاية شهر حزيران (يونيو) من ذلك العام، وأطلق على القوات الأجنبية وصفاً جديداً هو "القوات المتحالفة مع الحكومة العراقية" او القوات المتعددة الجنسيات.
    في المرحلة الثالثة تغيرت طبيعة القوات الاميركية من الناحية القانونية.
    فمن جهة اولى، لا يمكن اعتبارها قوات معادية.
    وهي، ثانيا، موجودة في البلد بناء على موافقة الحكومة الوطنية، الحائزة على الشرعية الانتخابية والدستورية. اضافة الى انه ليس من الصحيح نسيان وتجاهل حقيقة ان هذه القوات انجزت ما لم يتمكن الشعب العراقي من انجازه خلال السنوات الثلاثين الماضية وهو اسقاط النظام الدكتاتوري.
    وهي ثالثا، لا تمارس سلطات الحكومة الوطنية التي لم تتخل عن سلطاتها السيادية.


    عدل سابقا من قبل الاداره في الأربعاء مارس 18, 2009 1:08 am عدل 1 مرات
    الاداره
    الاداره
    Admin


    عدد الرسائل : 418
    تاريخ التسجيل : 02/02/2009

    المقالة السادسة..الاحتلال والمقاومة والانسحاب...محمد عبد الجبار الشبوط Empty رد: المقالة السادسة..الاحتلال والمقاومة والانسحاب...محمد عبد الجبار الشبوط

    مُساهمة  الاداره الثلاثاء مارس 17, 2009 9:02 pm

    وبناء على هذا المستوى القانوني من البحث فان العراق ليس واقعا تحت الاحتلال، والقوات الاميركية موجودة بموافقة وطلب الحكومة العراقية الشرعية والمنتخبة، وموافقة مجلس الامن الدولي. فهي ليست قوات احتلال، وعليه فلا تتحمل مسؤوليات القوات المحتلة.
    وهذا هو الموقف الرسمي للحكومة العراقية والحكومة الاميركية، فضلا عن قوى سياسية عراقية اخرى.
    لكن يجب ملاحظة ان هذا الموقف لا يخلو من ملاحظات:
    الملاحظة الاولى، ان الولايات المتحدة تملك نفوذا عسكريا وسياسيا واقتصاديا كبيرا في العراق، الى درجة قد يرى البعض ان لون السيادة الوطنية اصبح باهتا جدا.
    الملاحظة الثانية، توجد ثغرات كبيرة في العلاقة بين الدولة العراقية وبين القوات المتعددة الجنسيات، بما في ذلك القيادة الفعلية للعمليات العسكرية، وخضوع افراد هذه القوات للقوانين العراقية. وهذا ما دفع الحكومة العراقية الى اتخاذ خطوات عملية، فوضعت صيغة اتفاق وشكلت لجنة برئاسة نائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي لتحدد العلاقة مع المتعددة الجنسية، والعمل على إلغاء القانون 17 الخاص بإعفاء جنود هذه القوات والعاملين معهم من المساءلة القانونية.
    الملاحظة الثالثة، ثمة قطاعات شعبية، وقوى سياسية، واخرى مسلحة، لا تتقبل المعنى القانوني النافي لصفة الاحتلال عن القوات الاميركية، وهي التي تمثل الموقف الثاني والثالث اللذين ذكرا في المقدمة، وتتعامل مع هذه القوات على هذا الاساس.
    وتشير استطلاعات للرأي حديثة الى ان معظم العراقيين لم يعودوا يعتبرون القوات الاميركية صديقة او محررة، هذا فضلا عن ان دولا عربية مهمة، كالمملكة العربية السعودية، اعلنت مؤخرا انها تعتبر العراق واقعا تحت احتلال اجنبي غير شرعي.
    ثالثا:كلفة "الاحتلال" وكلفة "المقاومة".. وكلفة الانسحاب
    اختارت اطراف معينة، من بينها بطبيعة الحال تلك المحسوبة على النظام المقبور، الموقف الثالث الذي يتضمن حمل السلاح ضد القوات الاميركية، وضد من تصفهم بالعملاء من المتعاونين معها. وتم توسيع صفة "المتعاونين" لتشمل الوزراء واعضاء مجلس النواب والمواطنين العاملين في اجهزة الحكومة المدنية والعسكرية واعضاء الاحزاب السياسية المخالفة بالرأي لهذه الجماعات، فضلا عن اتهام شريحة واسعة من المواطنين العراقيين من مذهب معين بالعمالة وشن الحرب عليهم، كما فعلت القاعدة بالنسبة للشيعة العراقيين.
    وبناء على هذا تحول العراق الى ساحة مواجهة عسكرية قاسية، محورها "الاحتلال" وما يتعلق به، بين مختلف الاطراف. وشهد العراق بعد مدة وجيزة من سقوط النظام السابق، عمليات عسكرية قامت بها جماعات مسلحة مجهولة في البداية، ضد القوات الاجنبية والحكومية العراقية والمدنيين العراقيين باسم "المقاومة". وبدل ان ينعم العراقيون بنعمة التحرر من نير النظام الدكتاتوري، صاروا يعانون من تبعات العمليات المسلحة.
    واذا كان للاحتلال كلفة سياسية وعسكرية و اقتصادية، فان لهذه المواجهة العسكرية، التي تتم تحت شعار "المقاومة" كلفة سياسية وعسكرية واقتصادية واجتماعية، ايضا.
    ويفترض حساب الكلفتين، وترجيح احداهما على الاخرى بناء على ذلك، لتحديد الموقف العملي السليم و النهائي.
    وتتمثل كلفة "الاحتلال"، عند من يراه، في كونه انتهاكا صارخا للسيادة الوطنية العراقية. وهذه بحد ذاتها كلفة كبيرة لو قلنا بان العراق واقع تحت الاحتلال الان، ولا قيمة لأية كلفة اخرى غيرها.
    ويمكن حساب كلفة العمليات المسلحة كما يلي:
    فتحت العمليات العسكرية باب العنف على مصراعيه في العراق، وصار كل من يحمل السلاح، ويستبطن قضية ما، يقوم باعمال مسلحة ضد أي كان. وصار الكل يقتل الكل تحت شعار المقاومة، وكأن العراق عاد الى حالة الطبيعة البدائية التي يصفها الفيلسوف الانجليزي هوبز، في كتابه "التنين". ولم يكن التمييز بين ما هو مقاومة تستهدف "قوات الاحتلال" وبين ماهو ارهاب يستهدف المدنيين، وصار الخطف وسيلة للارتزاق، ومحاربة الناس في ارزاقهم. ولم تعد العمليات المسلحة تميز بين ثكنة عسكرية، او بيت عبادة، فضربت المساجد والكنائس والحسينيات، كما طالت المستشفيات والمدارس والجامعات والاسواق العامة وتجمعات العمال وحافلات النقل والصحفيين والاساتذة الجامعيين. ولم يتعذر على الجماعات المسلحة التي تقوم بهذه العمليات "العثور" على "ادلة" شرعية دينية تسوغ وتبرر القيام بهذه العمليات التي تحصد عشرات المدنيين المسالمين.
    وادى اتساع دائرة العنف الى انفلاته من عقاله، وصار يمارس على اساس طائفي وثأري بحت، ما جر البلاد الى حافة الحرب، او الحروب، الاهلية بين مختلف المكونات المذهبية والعرقية فيها. فضلا عن انها كرست الانشقاق المجتمعي بين تكويناته المختلفة، التي تتحدث كلها عن الوطنية العراقية، لكن حقيقة الامر انها تتحدث عن وطنيات عراقية وليست وطنية واحدة. وهذا ما أجج الخلافات الجذرية بين هذه التكوينات الاجتماعية والقوى السياسية العراقية حول مسألة القوات الاجنبية. فالاكراد واقسام من الشيعة والسنة لا تقول بقتالهم، مقابل اقسام من السنة والشيعة تفعل ذلك او تدعو اليه. ويظهر عمق هذا الخلاف في الخطاب السياسي لكل من هذه الاطراف. ففي الوقت الذي تقوم فيه الحكومة العراقية مثلا بحث الولايات المتحدة وبريطانيا واستراليا على عدم سحب قواتها من العراق، نجد قوى اخرى ترفع السلاح بوجه هذه القوات، وتعتبر من يتعاون معها عميلا يستحق القتل.
    ويوقع العمل المسلح الذي يتم بطريقة عشوائية بالغة القسوة الكثير من الضحايا المدنيين، وتشير الارقام المعلنة الى ان عدد القتلى من العراقيين يفوق بدرجات كبيرة عدد القتلى من الاميركيين. وتقول منظمة بودي كاونت مثلا عن ان عدد الضحايا العراقيين وصل الى 70243 لغاية يوم 26 مايس 2007، وهذا هو على اقل التقادير، والا فهناك من يصل بالعدد الى اكثر من ذلك بكثير، مقابل نحو 3444 من الجنود الاميركيين فقط، ما يدعو الى التساؤل ان كانت الجماعات المسلحة تقاتل الاميركيين ام تقاتل العراقيين؟
    ومن الطبيعي ان يؤدي القتل والقتل المضاد، او الثأري، الى تمزيق النسيج الاجتماعي العراقي، وتكريس الاستقطاب الطائفي، بشكل لم يعد معه من السهل الحديث عن وطنية عراقية واحدة ومجتمع عراقي واحد او حتى شعب عراقي واحد. واقر اشرف قاضي مبعوث الامم المتحدة في بغداد بأن اعمال الانتقام العمياء تمزق النسيج السياسي والاجتماعي للعراق. واقام العنف انهارا من الدم بين هذه المكونات، ما يجعل عملية التعايش والمصالحة واعادة الاندماج المجتمعي في غاية الصعوبة. ومن يقرأ خطابات الجماعات العراقية عن بعضها البعض يخال له انه يقرأ لا قوام متصارعة لا تنتمي الى شعب واحد او الى بلد واحد، و لا يوجد ما يجمعها غير الحرب والقتل المتبادل على الهوية. وادت العمليات المسلحة، من بين عوامل اخرى عديدة، الى عرقلة بناء دولة عراقية مدنية ديمقراطية حديثة، واجهاض المشروع الديمقراطي، حيث عرقلت المشكلة الامنية المشاريع الاخرى المساعدة على ذلك، بما في ذلك مشاريع الاعمار واعادة البناء، حيث اضطرت الدولة الى تحويل الكثير من الاموال المخصصة للبناء الى النفقات الامنية، كما ادت الاجواء الارهابية التي سادت الى تعذر مواصلة العمل بسبب الخوف الذي سيطر على نفوس العاملين. فضلا عن الخسائر المالية والمادية الكبيرة التي تلحقها الاعمال المسلحة بالبلد، بما في ذلك خسارة 15 مليون دولار يوميا من الانتاج النفطي. اضافة الى اكثر من 11 مليار دولار خسائر ناتجة عن تعرض انابيب تصدير النفط عبر المنافذ الشمالية إلى عمليات تخريب بالاضافة الى تفجير الابار منذ مطلع عام 2004 و حتى النصف الاول من العام الحالي. هذا فضلا عن الانهيار التام في منظومة الطاقة الكهربائية بسبب الهجمات المسلحة المتكررة عليها.
    تبقى اخيرا صعوبة التحقق من عدم استغلال شعار المقاومة لتحقيق اهداف سياسية اخرى لا علاقة لها بمفهوم المقاومة، ما يحول المسألة برمتها الى صراع داخلي سياسي على السلطة بحجة المقاومة. وبدل خوض الصراع باساليب وادوات سياسية سلمية، تنحو بعض الاطراف منحى اخر لتخوض هذا الصراع بطريقة مسلحة وتحوله الى حرب اهلية وليست مقاومة وطنية.
    في جانب اخر، اضحى موضوع المطالبة بانسحاب القوات الاميركية مطروحا بقوة ليس فقط في الولايات المتحدة، حيث سعى الديمقراطيون في الكونغرس الاميركي الى اصدار قانون يفرض على الرئيس الاميركي الالتزام بجدول زمني للانسحاب، لكنهم فشلوا في ذلك في هذه المرحلة انما في العراق ايضا، مثيرا موضوعا اضافيا للخلاف بين العراقيين.
    ولا يدور الخلاف بين من يريد للقوات الاميركية ان تبقى بالمطلق، وبين من يريدها ان تنسحب، بل يدور حول مفهوم الانسحاب نفسه، وهل هو فوري ام مؤجل؟ مشروط ام لا، وما هي هذه الشروط؟ وماذا سوف يحدث بعد الانسحاب، هل سوف يهدأ المرجل العراقي ام ينفجر؟
    و يقود التيار الصدري حملة برلمانية للدعوة الى انسحاب القوات الاميركية او جدولة انسحابها على الاقل، فضلا عن اطراف اخرى تدعو الى ذلك.
    واغلب هذه المطالبات تركز على الجدولة، دون ان تتحدث عن انسحاب سريع.
    الاداره
    الاداره
    Admin


    عدد الرسائل : 418
    تاريخ التسجيل : 02/02/2009

    المقالة السادسة..الاحتلال والمقاومة والانسحاب...محمد عبد الجبار الشبوط Empty رد: المقالة السادسة..الاحتلال والمقاومة والانسحاب...محمد عبد الجبار الشبوط

    مُساهمة  الاداره الثلاثاء مارس 17, 2009 9:03 pm

    كما انها تتحدث عن انسحاب من العراق، وليس من المنطقة.
    والواقع ان موضوع الانسحاب يثير مخاوف كثيرة، الى درجة اصبح من الممكن القول ان بقاء القوات مشكلة وانسحابها مشكلةِ. فالبقاء يثير مشاعر العداء ضد "الاحتلال" والانسحاب يثير مشكلة الوضع الامني بعده. حيث ما زالت الاسئلة مطروحة بقوة بشأن ماذا يمكن ان يحصل لو تم الانسحاب في خريف هذا العام. ويرى البعض انه اذا انسحبت القوات الاميركية فان الاقتتال الداخلي، اوالحرب الاهلية، سوف تزداد ضراوة.
    فمع كل المشاعر المضادة للاميركيين، يرى العديد من العراقيين ان أي انسحاب مبكر قد يؤدي الى تصعيد مسلسل العنف في العراق وربما يؤدي الى سقوط الحكومة نفسها.
    ويقول سليم عبد الله الناطق باسم كتلة التوافق، مثلا،حسب رواية صحيفة "نيويورك تايمز" الاميركية "ان العديد من الميليشيات والجماعات المسلحة يترقبون انسحاب الاميركيين" ويضيف:"نحن بحاجة الى الاميركيين لجعل العراق اكثر استقرارا، و لا نريدهم ان يتركوا العراق في حالة فوضى تسببوا هم في وجودها “.
    وتظهر استطلاعات حديثة للرأي ان 64% من سكان بغداد الذين شملهم الاستطلاع يرون ان على القوات الاميركية ان تبقى حتى توجد قوات عراقية مستقلة، فيما رأى 36% ان على القوات الاميركية ان تغادر العراق.
    رابعا: بحث عن موقف آخر
    بناء على قراءة هذه الكلفة الوطنية والانسانية العالية جدا للعمليات المسلحة، وللخلاف بشأن القوات المتعددة الجنسيات، وانسحابها، يمكن التفكير بصيغة اخرى للعمل تتكون من العناصر الآتية:
    1- تعويم الخلاف بشأن هذه المسألة، بمعنى عدم جعله سببا للنزاع المسلح بين الاطراف العراقية المختلفة، بما فيها الحكومة. لا ينفي هذا بطبيعة الحال ان يحتفظ كل طرف برأيه وموقفه من هذه المسألة بما في ذلك المطالبة بما يراه مناسبا من دعوة الى الانسحاب، او الى جدولة الانسحاب، او الى الاستعانة بالقوات المتعددة الجنسية لحين استكمال بناء القوة العسكرية والامنية العراقية اللازمة. وجعل المسألة تدور كلها في الاطار السياسي، حتى دون الحاجة الى المطالبة بتوحيد الخطاب السياسي بشأنها. وغني عن القول ان من مقتضيات ذلك الابتعاد عن لغة التخوين والاتهام في سياق التعبير عن هذه المواقف المختلفة.
    2- ايقاف العمليات المسلحة فورا، وتوجيه الجهد فعلا ضد القوى الارهابية الفعلية، بما في ذلك تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين الذي اعلن الحرب على عموم الشعب العراقي من شيعة وسنة، فضلا عن الحكومة وقواتها.
    3- الدخول في مفاوضات مباشرة وغير مشروطة بين الحكومة واطراف العملية السياسية من جهة، وبين الجماعات المسلحة التي تصنف نفسها في خانة المقاومة، من جهة ثانية، من اجل التوصل الى مصالحة سياسية وطنية حقيقية على اساس مشروع وطني ديمقراطي لبناء الدولة المدنية الحديثة. وقد يتطلب ذلك تقديم موعد الانتخابات العامة، وعدم الانتظار لحين اكتمال مدة السنوات الاربع التي تبقى منها ثلاث. هذا فضلا عن التخلي الكامل عن نظام المحاصصة الطائفية والعرقية والحزبية.
    4- التعامل مع القوات الاميركية وفق القرارات الدولية ذات العلاقة، وتفعيل المطالبة بانسحابها، بالنسبة لمن يطالبون بذلك، في الاطار السياسي والبرلماني والشعبي، كما يفعل التيار الصدري الان.وتخويل الدولة الوطنية المستقلة التعاطي معها وفقا لذلك.
    اخيرا، سيعترض قوم على هذه المقالة، قائلين: هل يمكن القيام بكل ذلك في ظل "الاحتلال"؟ اقول ان هذا هو التحدي الذي تطرحه هذه المقالة: ان نجعل ذلك ممكنا في ظل هذا الظرف!

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 22, 2024 11:45 am