almamory

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
almamory

شبكة نبراس الثقافية..شبكة حرة مستقله

شعار الشبكه

المواضيع الأخيرة

» قصه ومحاوره ابوذيات
المقالة الاولى ..لماذا لا تقود الدعوة المشروع الوطني الديمقراطي في العراق؟... محمد عبد الجبار الشبوط Emptyالسبت يناير 21, 2017 12:06 pm من طرف عدنان المعموري

» قصيده بعنوان كافي
المقالة الاولى ..لماذا لا تقود الدعوة المشروع الوطني الديمقراطي في العراق؟... محمد عبد الجبار الشبوط Emptyالجمعة ديسمبر 19, 2014 7:50 am من طرف عدنان المعموري

» عن لسان ام الشاعر الراحل رحيم المالكي
المقالة الاولى ..لماذا لا تقود الدعوة المشروع الوطني الديمقراطي في العراق؟... محمد عبد الجبار الشبوط Emptyالأحد يوليو 06, 2014 1:52 pm من طرف عدنان المعموري

» القصيدة التي أغضبت سلاطين المنطقة الخضراء
المقالة الاولى ..لماذا لا تقود الدعوة المشروع الوطني الديمقراطي في العراق؟... محمد عبد الجبار الشبوط Emptyالثلاثاء أكتوبر 02, 2012 12:44 pm من طرف عدنان المعموري

» قصة مؤثرة عن غيرة النساء
المقالة الاولى ..لماذا لا تقود الدعوة المشروع الوطني الديمقراطي في العراق؟... محمد عبد الجبار الشبوط Emptyالجمعة يونيو 29, 2012 1:06 am من طرف عدنان المعموري

» أبن شقيق الجعفري يكشف تفاصيل الاعتداء عليه بالضرب من قبل أبن شقيقة المالكي وأقربائه
المقالة الاولى ..لماذا لا تقود الدعوة المشروع الوطني الديمقراطي في العراق؟... محمد عبد الجبار الشبوط Emptyالأربعاء مايو 23, 2012 12:06 pm من طرف عدنان المعموري

» يا احبيب / صاحب الضويري
المقالة الاولى ..لماذا لا تقود الدعوة المشروع الوطني الديمقراطي في العراق؟... محمد عبد الجبار الشبوط Emptyالسبت مايو 12, 2012 12:24 am من طرف عدنان المعموري

» خانقين..الوردة البيضاء..مدينة التآخي والسلام
المقالة الاولى ..لماذا لا تقود الدعوة المشروع الوطني الديمقراطي في العراق؟... محمد عبد الجبار الشبوط Emptyالخميس فبراير 16, 2012 12:16 pm من طرف حسين:خانقين

» هدية لكم جميعا..مع باقات من النرجس من على سفوح جبال كردستان
المقالة الاولى ..لماذا لا تقود الدعوة المشروع الوطني الديمقراطي في العراق؟... محمد عبد الجبار الشبوط Emptyالخميس فبراير 16, 2012 5:21 am من طرف حسين:خانقين

» الأشعة..منافعها واضرارها وهذا الحديث مع طبيبة اختصاصية في م. خانقين
المقالة الاولى ..لماذا لا تقود الدعوة المشروع الوطني الديمقراطي في العراق؟... محمد عبد الجبار الشبوط Emptyالخميس فبراير 16, 2012 5:06 am من طرف حسين:خانقين

» دعوة للمشاركة
المقالة الاولى ..لماذا لا تقود الدعوة المشروع الوطني الديمقراطي في العراق؟... محمد عبد الجبار الشبوط Emptyالخميس أكتوبر 06, 2011 9:22 am من طرف د.مسلم بديري

» قصص قصيرة جدا
المقالة الاولى ..لماذا لا تقود الدعوة المشروع الوطني الديمقراطي في العراق؟... محمد عبد الجبار الشبوط Emptyالإثنين يوليو 18, 2011 5:00 pm من طرف د.مسلم بديري

» قصيدة (جيش الشيب) للشاعر الشاب سعد السوداني
المقالة الاولى ..لماذا لا تقود الدعوة المشروع الوطني الديمقراطي في العراق؟... محمد عبد الجبار الشبوط Emptyالجمعة يونيو 24, 2011 11:49 am من طرف عدنان المعموري

» قصيدة (جيش الشيب) للشاعر الشاب سعد السوداني
المقالة الاولى ..لماذا لا تقود الدعوة المشروع الوطني الديمقراطي في العراق؟... محمد عبد الجبار الشبوط Emptyالجمعة يونيو 24, 2011 11:47 am من طرف عدنان المعموري

» زعلتك صدك
المقالة الاولى ..لماذا لا تقود الدعوة المشروع الوطني الديمقراطي في العراق؟... محمد عبد الجبار الشبوط Emptyالثلاثاء يونيو 21, 2011 1:22 pm من طرف عدنان المعموري

» يا احبيب /للشاعر صاحب الضويري
المقالة الاولى ..لماذا لا تقود الدعوة المشروع الوطني الديمقراطي في العراق؟... محمد عبد الجبار الشبوط Emptyالإثنين يونيو 13, 2011 11:49 am من طرف عدنان المعموري

» أكميله للشاعر عارف مأمون
المقالة الاولى ..لماذا لا تقود الدعوة المشروع الوطني الديمقراطي في العراق؟... محمد عبد الجبار الشبوط Emptyالإثنين أبريل 04, 2011 8:17 am من طرف عدنان المعموري

» كل ساعة انذبح من عرست لليوم وكل ساعة انسحك بجدام تذكارك
المقالة الاولى ..لماذا لا تقود الدعوة المشروع الوطني الديمقراطي في العراق؟... محمد عبد الجبار الشبوط Emptyالإثنين أبريل 04, 2011 8:13 am من طرف عدنان المعموري

» قراءة الواقع الثقافي في العراق
المقالة الاولى ..لماذا لا تقود الدعوة المشروع الوطني الديمقراطي في العراق؟... محمد عبد الجبار الشبوط Emptyالسبت مارس 12, 2011 1:13 pm من طرف قاسم المعموري

» اشعل فتيلها الكادحون والرافضون للظلم
المقالة الاولى ..لماذا لا تقود الدعوة المشروع الوطني الديمقراطي في العراق؟... محمد عبد الجبار الشبوط Emptyالثلاثاء مارس 08, 2011 1:05 pm من طرف قاسم المعموري

المتواجدون الآن ؟

ككل هناك 15 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 15 زائر

لا أحد


[ مُعاينة اللائحة بأكملها ]


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 277 بتاريخ الخميس نوفمبر 21, 2024 10:19 am

شبكه نبراس الثقافيه

جميع المواضيع المطروحة في أقسام الشبكه تعبر عن وجهة نظر أصحابها.

صور الشبكه اليوم

فائق حسن

دخول

لقد نسيت كلمة السر


    المقالة الاولى ..لماذا لا تقود الدعوة المشروع الوطني الديمقراطي في العراق؟... محمد عبد الجبار الشبوط

    الاداره
    الاداره
    Admin


    عدد الرسائل : 418
    تاريخ التسجيل : 02/02/2009

    المقالة الاولى ..لماذا لا تقود الدعوة المشروع الوطني الديمقراطي في العراق؟... محمد عبد الجبار الشبوط Empty المقالة الاولى ..لماذا لا تقود الدعوة المشروع الوطني الديمقراطي في العراق؟... محمد عبد الجبار الشبوط

    مُساهمة  الاداره الثلاثاء مارس 17, 2009 3:48 pm

    المقالة الاولى

    المقالة الاولى ..لماذا لا تقود الدعوة المشروع الوطني الديمقراطي في العراق؟... محمد عبد الجبار الشبوط 11110
    محمد عبد الجبار الشبوط

    لماذا لا تقود الدعوة المشروع الوطني الديمقراطي في العراق؟

    12 اذار 2007
    1. مقدمة
    انطلقت الدعوة منذ اواخر خمسينيات القرن الماضي بوصفها مشروعا اسلاميا تغييريا انقلابيا وليس اصلاحيا للحياة العامة في مجتمعات المسلمين. وقد وضعت الدعوة لنفسها خطة مرحلية لانجاز هذا المشروع تبدأ بمرحلة التأسيس والبناء والفكر السرية، ثم مرحلة الصراع السياسي العلنية، ثم المرحلة الجهادية المسلحة، واخيرا مرحلة الحكم. وكانت ذروة هذا التخطيط العمل على اقامة دولة اسلامية في العراق.
    ويكمن جوهر كل هذه المراحل في العمل على انجاز عملية تغيير شاملة للمجتمع انطلاقا من المحتوى الداخلي للافراد والمجتمع، والعلاقات الافقية والعمودية لهم، بناء على ما يطرحه الاسلام من تصورات في هذا المجال، ابرزها ذلك الذي يقول ان المحتوى الداخلي هو حصيلة تفاعل الارادة مع الفكر في التطلع الى رؤية مسقبلية للحياة. وقد قاد عملية التنظير لهذا المشروع الامام الشهيد السيد محمد باقر الصدر (قدس سره) في كتاباته الرائدة التي جسدت فهمه الشمولي للمشروع الحضاري الاسلامي الذي يتجاوز حتى مشروع الدولة فضلا عن مشروع السلطة، فيما قاد الشهيد الخالد عبد الصاحب دخيل (ابو عصام) الجانب العملي والتنظيمي لهذا المشروع التاريخي الكبير. واذْ ادركت القوى الدولية التي كانت الدعوة تطلق عليها عنوان الاستعمار، بعد فترة من التأسيس وخاصة بعد مواكب الطلبة في اواخر ستينيات القرن الماضي، خطورة هذا المشروع الحضاري-التغييري على استراتيجياتها في المنطقة، فانها عملت على اجهاضه وافشاله والقضاء عليه.ومن هنا جاء انقلاب 17 تموز عام 1968 الذي حمل حزب البعث الى السلطة بهدف مركزي كان واضحا منذ البداية وهو القضاء على المشروع النهضوي والتغييري التي كانت تحمله الدعوة. ومع ان الكثير من الدعاة شعروا بخطورة هذا التحول وكاتبوا قيادة الدعوة انذاك، الا ان ما بين يدينا من وثائق لا يشير الى ان القيادة كانت تشاطر الدعاة فهمهم ومخاوفهم تلك. وكان من مبررات القيادة في هذا الخلاف قولها، استنادا الى مقولات دعوتية، ان حزب البعث من الاحزاب شبه المبدئية التي لا يمكن ان تحدث تغييرا فكريا شاملا في المجتمع يعيق المشروع التغييري للدعوة. واطمئنانا الى صحة هذا التحليل لم توافق القيادة على تكييف التكتيك السياسي، مع الحفاظ على الاستراتيجية، بشكل يجهض نوايا العدو. بقية التطورات معروفة لكل القراء والدعاة خاصة. والمهم في هذه التطورات انها تمكنت عمليا من تعطيل وحجز المشروع التغييري، بمعناه الانقلابي العميق الذي نظّر له الامام الصدر والقائد ابو عصام عليهما رحمة الله.
    بعد 9 نيسان عام 2003 تغيرت البيئة السياسية المحلية والدولية بشكل كبير. وكان من نتائج هذا التغيير ان حملت الدعوة وغيرها من تنظيمات الحركة الاسلامية العراقية الى السلطة في العراق. وكان من الطبيعي ان تتم مراجعة الستراتيجيات السابقة ووضع تصورات وخطط تناسب المرحلة الجديدة التي دخل فيها العراق ومعطياتها وظروفها الدولية. ولست ادري انْ كانت قيادة الدعوة قد قامت بمثل هذه المراجعة الشاملة ام لا، لكني اعلم انها اعادت طرح وثيقة "برنامجنا" التي كانت كتبت في الاصل في اوائل التسعينيات، مع ادخال بعض التغييرات فيها، من قبيل تثبيت القول بقبول الآليات الديمقراطية، دون التعمق بالتأسيس النظري لها. لكن هذه الوثيقة لا تملك من الخصوصية ما يمكن معه تمييز الطرح الدعوتي، عن غيره من الطروحات السياسية التي لا تنطلق اساسا من رؤية فكرية سياسية تغييرية، بالمقارنة مع المشروع التغييري الاول ومشروع الدولة الاسلامية. وتمثل هذه الحالة ثغرة في الرؤية والستراتيجية الدعوتية تنذر بامكانية تحوّل الدعوة الى مشروع سلطة، اكثر من كونها مشروعا تغييرا حضاريا وفكريا شاملا، فضلا عن مشروع دولة.
    ربما كان على قيادة الدعوة ان تقوم بامور اخرى بعد سقوط الصنم والعودة الى العراق. ولست اريد ان اقيّم هذا الامر الان، كما اني لست في وارد الدخول في سجال نقدي حول اداء الدعوة في هذه المرحلة، لكني اقترح على الدعوة والدعاة التفكير بالامر على محورين:
    المحورالاول، تفعيل المشروع التغييري الثقافي الفكري الاصلي للدعوة، بعد اجراء تعديلات مهمة عليه، على مستوى المادة والموضوع والهدف. اما "المادة" فهي المشروع الحضاري الاسلامي، أي منظومة القيم التي يقدمها الاسلام للانسان بغض النظر عن الدين والانتماء السياسي، مضافا اليها معطيات العصر على قاعدة الانفتاح الحضاري التي يقرها الاسلام. واما "الموضوع" فهو المجتمع نفسه، بوصفه منظومة علاقات محكومة بنظام قيم، أي توجيه المشروع الحضاري الاسلامي الى المجتمع نفسه، بغرض اشاعة القيم والافكار الحضارية الاسلامية فيه، على قاعدة الدعوة الشهيرة القائلة ان كل ظاهرة في المجتمع هي موضوع للتغيير. واما "الهدف" فهو خلق المواطن الصالح والمجتمع الصالح، المجسد للمشروع الحضاري الاسلامي، بشكل يساعد على انجاز العمل في المحور الثاني الاتي. في هذا المحور يمكن للدعوة ان تستثمر امكانات السلطة في خدمة المشروع، بحيث تكون المشاركة في السلطة هدف وسيلة وليس هدف غاية، اذا شئنا استخدام مصطلحات الامام الشهيد. وهذا من شأنه ان يعطي اطارا حضاريا متقدما لألية التنافس على مواقع الحكم والسلطة، بل قد يساعد على تهيئة بيئة وظروف تمكن الدعوة من العمل على الغاء نظام المحاصصة الذي قاد ضمن عوامل اخرى المجتمع العراقي الى شفا حفرة من نار الحرب الاهلية. هنا اقول انه من الحرام ان تغرق الدعوة، بعد كل ماقدمه شهداؤها من تضحيات، في اوحال مشروع سلطة فقط، ينتفع به بعض افرادها، وتبتعد بالمقابل عن مشروعها التغييري الشامل الذي ينتفع به الجميع. بل اني قد اذهب الى القول ان المسوغ الحقيقي للمشاركة في السلطة ينبغي ان يكون لخدمة المشروع التغييري الحضاري.
    المحور الثاني: انضاج، والعمل على تحقيق، مشروع الدولة الحديثة، بالتعاون مع الفرقاء السياسيين الاخرين في المشهد العراقي. ليس سرا انه لا احد الان في هذا المشهد يحمل مشروعا للدولة الحديثة، خاصة وان هؤلاء الفرقاء غرقوا منذ اللحظات الاولى لسقوط الطاغية بلعبة تقاسم السلطة وهي لعبة ادت، في نهاية المطاف الى انقسام السلطة اثنيا وطائفيا واوصلت العملية الى طريق مسدود سمح بتهيئة شروط الحرب الاهلية، وجعل البعض يفكر بمخارج تصادر على المطلوب. وسوف يتعين على مشروع الدولة الحديثة الذي ادعو الى بلورته دعوتيا، بل اسلاميا، ان يجيب عن الاسئلة المفصلية المتعلقة بهوية الدولة العراقية، وطريقة المشاركة السياسية في حكومتها، وآلية تقاسم الثروة بشكل عادل، واخيرا مشكلة رسم الخارطة الادارية للعراق بشكل ينزع فتيل صراعات دموية قد تنشب سعيا وراء الارض. وغني عن القول ان مشروع الدولة الحديثة يجب ان يجيب على اسئلة اخرى متعلقة بالنموذج الديمقراطي المناسب للعراق بوصفه مجتمعا تعدديا، بما يُمَكِّن من تطبيق ديمقراطية تُطَمْئِن التكوينات الاجتماعية، بدون الوقوع في فخ المحاصصة اولا، وبدون مصادرة الحقوق السياسية والثقافية للفئات العرقية، التي لم يعد من الصحيح القفز على حقيقة وجودها، وبخاصة الشعب الكردي، والتركمان والاقليات القومية الاخرى ثانيا. ويلاحظ ان مشروع الدولة الحديثة، بوصفه مشروعا وطنيا ديمقراطيا، يشجع على بروز هوية وطنية مشتركة، لا تتجمد عند تخوم الهويات الفرعية، لكن لا تتنكر لها. وهناك سؤال الدين، وموقعه ودوره ومساحة هذا الدور. فضلا عن "الاحتلال" وتكييف الموقف نظريا وعمليا منه. وقد سبق لي ان دعوت الى تعويم الموقف منه في هذه المرحلة، حفاظا على وحدة العراقيين وصونا لدمائهم من السفك والهدر والانزلاق الى الحرب الاهلي وتسهيلا لتحقيق التعايش المجتمعي و المصالحة السياسية.
    ومن الممكن تلمس العلاقة بين محور المشروع الحضاري الاسلامي و محور مشروع الدولة الحديثة على النحو التالي: ان المشروع الحضاري الاسلامي، في الوقت الذي لا يدعو فيه الى اقامة دولة اسلامية، فانه يوفر اطارا قيميا وثقافيا لاقامة دولة حديثة. ويمكن ان تؤدي الدراسة التحليلية للمشروعين الى الخروج باستنتاج يقول انه لا تناقض او تخالف بينهما، انما هما حلقتان في ستراتيجية مجتمعية اشمل لبناء امة عراقية في اطار الوطن العراقي، تجمع بين خصوصيتها الوطنية وبين حداثة العصر الراهن وصولا الى تحقيق تنمية مستدامة تُؤَمِّن التحسين المستمر لحياة العراقيين.
    يبقى ان اقول انه لا يمكن ان تحقق الدعوة هذا النقلة في مخططها الستراتيجي مالم تتوافر جملة عناصر اذكر اثنين منها الان، وهما وحدة الدعوة، واستقطاب الطاقات.
    فاما وحدة الدعوة، فليس من المجدي رد الدعوى القائلة ان الدعوة الان مشتتة، ويتمثل هذا التشتت بوجود حزبين للدعوة يشاركان معا في السلطة، اضافة الى وجود مجموعة دعوتية اخرى، او ربما اكثر، خارج السلطة. فضلا عن الكم الهائل من الدعاة المنقطعين والسابقين.
    واما مسألة الطاقات المبعثرة والضائعة، فهي اوضح من ان يُجادَل بشأنها، فقد انتج العراق خلال السنوات الثلاثين الاخيرة حزمة بالغة الكبر من حيث الحجم والعدد والكفاءة، من الطاقات في مختلف المجالات، وفيه الكثير من الدعاة الحاليين والمنقطعين والسابقين، ولم يتم للاسف استقطابهم بعد السقوط، ولا توظيف طاقاتهم في خدمة بلدهم وشعبهم، لأسباب كثيرة ابسطها غياب المشروع الدعوتي او حتى الاسلامي الشامل، بعد ان غرقت او تكاد الحركة الاسلامية بمشروع المحاصصة السلطوية.
    في ظل هذا التشرذم التنظيمي والشخصي يكون الحديث عن مشروع دعوتي شامل ضرب من الخيال والوهم والامنيات. لذا فان الخطوة الاولى بتصوري يجب ان تتمثل بـ "لم الشمل اولا". والبقية خير. وبذا اختم.


    عدل سابقا من قبل الاداره في الأربعاء مارس 18, 2009 1:20 am عدل 3 مرات
    الاداره
    الاداره
    Admin


    عدد الرسائل : 418
    تاريخ التسجيل : 02/02/2009

    المقالة الاولى ..لماذا لا تقود الدعوة المشروع الوطني الديمقراطي في العراق؟... محمد عبد الجبار الشبوط Empty رد: المقالة الاولى ..لماذا لا تقود الدعوة المشروع الوطني الديمقراطي في العراق؟... محمد عبد الجبار الشبوط

    مُساهمة  الاداره الثلاثاء مارس 17, 2009 3:51 pm

    2
    ملاحظات حول المشروع البديل
    المشروع البديل ضرورة دعوتية ماسة؛ لأن "المشروع"، أي مشروع، هو مسوغ وجود وعمل أي حزب او مجموعة. وتوقف العمل بمشروع الدولة الاسلامية، بدون بلورة مشروع بديل، يجعل الدعوة حزبا بلا مسوغ، او يحولها الى مشروع سلطة فقط. وهذان الامران لا يقبل بهما الدعاة، ولا ينبغي لهم ذلك.
    و يتطلب المشروع الحضاري الاسلامي/ الدولة الحديثة عملا فكريا اجتهاديا هائلا، شبيها بالعمل الذي قام به الامام الشهيد في كتاب "اقتصادنا"، وفي "التفسير الموضوعي للقرآن الكريم.” يمتاز المشروع الاسلامي الحضاري/ الدولة الحديثة بالقابلية على الاشتغال بدون اشتراط التدين الفردي لكل ابناء المجتمع، من جهة، وبدون اشتراط قيام الدولة الاسلامية، من جهة ثانية. بمعنى ان فاعلية هذا المشروع ليست مرتبطة عضويا بوجود افراد مسلمين متدينين وملتزمين بالشعائر والاحكام، وغير مرتبطة بوجود دولة اسلامية، انما مرتبطة بوجود مجتمع (بوصفه منظومة علاقات ونظام قيم) يؤمن بالمشروع الحضاري الاسلامي، وبمشروع الدولة الحديثة، وبامكانية الربط بينهما. وهذا يعني ان منظومة، او منظومات القيم الاسلامية، التي تخاطب الانسان بما هو انسان، بغض النظر عن تدينه، او بغض النظر عن وجود الدولة الاسلامية، أي القيم الحضارية العامة، تشكل الهيكل الاساسي للمشروع الحضاري الاسلامي.
    وبمقدور القارئ ان يطرح سؤالا منطقيا، يقول: اذا كان هذا المشروع لا يهدف الى تكوين افراد متدينين، ولا يهدف الى اقامة دولة اسلامية، فما هو هدفه؟ والجواب هو تمكين الانسان من بناء "حياة طيبة"، ومن العيش "حياة طيبة"،بحسب المصطلح القراني، او "تحسين حياة الناس ورفع مستواها ماديا وروحيا وثقافيا في ظل دولة حديثة"، بحسب المصطلح الحديث. ويتحقق هذا من خلال "منظومات العلاقات/نظام القيم" التي يبشر بها ويدعو اليها، وفي مقدمتها المساوة والحرية والعدل والتعاون والتعايش والتسامح، وكل هذه وغيرها مما من شأنه اقامة حياة طيبة مع الاخر المماثل او المختلف، من المفردات ذات الاهمية القصوى في الخطاب الحضاري القراني كما هو معلوم.
    و تقاس قابلية الاشتغال بالنظر الى الظروف الموضوعية للمجتمع المخاطب ، وهو المجتمع العراقي، وبالتالي فان المشروع الحضاري الاسلامي/مشروع الدولة الحديثة، سوف يتبلور اخذا بنظر الاعتبار خصوصيات المجتمع العراقي ، ومن ابرز هذه الخصوصيات التعددية العرقية والدينية والمذهبية، ومستوى الوعي الثقافي والحضاري.
    وهذه الخصوصيات ليست مما ينفرد به المجتمع العراقي بلا شك، بمعنى ان هناك مجتمعات تمتاز بهذا ايضا، ما يعني امكانية دراسة حالات تلك المجتمعات، والاستفادة من دروس تجاربها، و"في التجربة علم مستفاد" كما يقول الامام علي. وعليه، فليس المشروع الحضاري الاسلامي/ الدولة الحديثة، مشروعا مغلقا ولا منغلقا، انما هو منفتح على الاخرين، وعلى الحضارات الاخرى، ويمتاز بقابلية الاخذ والتمثيل للمنتجات الحضارية الاخرى، "مما ليس عندنا" كما يعبر ابن رشد.
    و تقوم العملية الاجتهادية التي تتولى انتاج المشروع الحضاري الاسـلامي/الدولة الحديثة،
    على ثلاثة عناصر، كم اوضح الامام الشهيد، وهذه العناصر هي:
    العنصر الاول، الذاتية: والمقصود بها الخصائص والقابليات والقدرات والكفاءات الذاتية التي يمتاز بها المشتغل على اكتشاف او صياغة او بلورة المشروع.
    العنصر الثاني، النص المتمثل بالقرآن والسنة، والتي ينبغي التعامل معها بحسب المنهج الموضوعي وليس المنهج التجزيئي.
    العنصر الثالث، العصر متمثلا بالثقافة التي يحملها و بالاسئلة التي يطرحها والتي تختلف من عصر الى اخر والتي يستهدف التعاملُ الموضوعي مع النص التوصلَ الى اجابات عنها.
    اخيرا، يمكن التفكير بهذا المشروع بطريقتين:
    الطريقة الفردية العشوائية، وذلك بان يأخذ كل داعية، او مهتم، الامرَ على عاتقه، ويفكر ويدرس يبلور الافكار، بصورة فردية، ويطرحها اينما يتمكن من ذلك لترويج النقاش حولها، كم افعل انا الان.
    الطريقة المنهجية المنظمة، وذلك بان تدعو الدعوة الى ملتقى فكري اسلامي في العراق بحضور المفكرين الاسلاميين من الدعاة وغيرهم، وتدعوهم الى التفكير الجماعي المنهجي المنظم بالامر، من اجل الخروج بصيغة تمثل رؤية جماعية للمشروع.
    3
    قيادة المشروع
    لماذا لا تقود الدعوة المشروع الوطني الديمقراطي في العراق؟
    اولا، لابد ان اوضح ان هذا السؤال ليس سؤالا استنكاريا انما هو سؤال دعوة الى ان يفكر الدعاة بموقع الدعوة السياسي والاجتماعي وحجم الدور الذي تمارسه، دعوة الى العمل على تجاوز حجم الدور الحالي، والسعي الى قيادة عملية التحول الاجتماعي السياسي باتجاه بناء الدولة العصرية الحديثة الديمقراطية.
    كما ان السؤال لا يعبر عن تبني ضمني للقول بان الدعوة غير قادرة على ذلك، وانما هو دعوة الى الدعاة بالتفكير باسباب القدرة، والى العمل على امتلاكها.
    انها دعوة الى حراك دعوتي جديد، في حزب بدأ تغييرا انقلابيا ويفترض ان يبقى كذلك.
    ثانيا، ماذا تعني القيادة؟
    لا اعني بقيادة المشروع الوطني الانفراد بالسلطة واحتكار القرار. كما ان القيادة لا تعني الوصاية على الاخرين؛ فذلك يتناقض مع جوهر المشروع الوطني الديمقراطي ويصادر على المطلوب، انما تعني المبادرة، وامتلاك زمام المبادرة والرؤية المستقبلية التي تتجاوز الواقع.
    كما تعني القيادة القدرة على حشد وتحريك وزج المؤيدين، من الجماهير والنخبة، لصالح المشروع، ومن ثم احداث حراك اجتماعي، او "موج اجتماعي" بعبارة الامام الشهيد، بهذا الاتجاه. لا يقع كاتب هذه السطور في وهم ان الدعوة تقود مثل هذا المشروع او الحراك الان، لأسباب كثيرة، وارجو ان لا يثير هذا القول مشاعر سلبية مضادة لدى الاخوة الدعاة، فما انا الا باحث (لست حزبيا ولا اتطلع الى موقع سياسي) يسجل ما يلاحظ باقصى ما يستطيع من الحيادية والموضوعية والواقعية. وفيما يلي تفصيل.
    ثالثا، لا توجد لدينا احصائيات رقمية يمكن الركون اليها تساعدنا على تحليل وتشخيص حجم الدعوة السياسي، سواء من ناحية عدد الاعضاء، لأن الجهة الوحيدة التي يمكن ان تعرف الرقم هي قيادة الدعوة، وهي لم تعلن عن عدد اعضائها، او من ناحية حجم الدعوة الانتخابي، لأننا لا نعرف عدد الذين صوتوا لها في الانتخابات العامة التي حصلت مرتين، لأن الدعوة كانت جزءاً من تحالف انتخابي واسع، في المرتين اللتين جرت فيهما الانتخابات، وفي هاتين المرتين، اعطى الناخب صوته للقائمة وليس لحزب الدعوة تحديدا. لكننا نعرف حجم القاعدة الانتخابية للدعوة في الانتخابات التي جرت لمجالس المحافظات، وفي هذه عرفنا ان حجم الدعوة صغير جدا، بالقياس الى حجم القاعدة الانتخابية الكلية، وبالقياس الى اطراف اخرى شاركت في الانتخابات. ويمكن لمن يشك في هذا الرجوع الى ارقام واحصائيات المفوضية العليا للانتخابات للتأكد من كلامي. حجم الدعوة في السلطة التنفيذية معروف، فقد اعطي منصب رئاسة الوزراء الى قيادي في احد تنظيمي الدعوة، فيما منح التنظيم الاخر حقيبتين وزاريتين.
    في البرلمان تحتل الدعوة بحزبيها حوالي 30 مقعدا، من اصل 275 مقعدا. وهذا يعني ان الدعوة لو خاضت الانتخابات بقائمة منفردة، فلن تتمكن من الحصول على مقاعد برلمانية تكفي لتولي الحكم، او قيادته، ما لم تدخل بتحالفات سياسية مع كتل اخرى. ولن تكون الدعوة هي القوى الاساسية في مثل هذا التحالف، لأن القوى الاخرى لاتقل عنها حجما (لاحظ القوة العددية في البرلمان للمجلس الاعلى وللتيار الصدري فضلا عن القوى الاخرى)
    هذا من ناحية، ومن ناحية اخرى، فان الدعوة اضحت جزءا من نظام المحاصصة الطائفية، الذي اختزل مشروع الدولة الى مشروع سلطة. ونظام المحاصصة يتناقض بالصميم والجوهر مع مشروع الدولة الحديثة. نظام المحاصصة الطائفية والتوافق الاثني يلغي الديمقراطية. ولن يكون بمقدور الدعوة، أو أي جهة اخرى منخرطة في هذا النظام، ان تقود مشروعا وطنيا لبناء الدولة الحديثة، فيما هي متمسكة بهذا النظام. يتمثل شرط القيادة هنا بالخروج من نظام المحاصصة اولا.
    هذا كله في اطار حقيقة تقول ان حكومة بغدد، التي يرأسها داعية، ليست اكثر من حكومة الاقليم العربي غير المعلن، والمتورط في حرب اهلية مع نفسه. وهي لا تمثل من حيث الصلاحيات الفعلية والقدرات العملية حكومة وطنية لكل العراق، بغض النظر عما هو مدون في الدستور، وبغض النظر عن الخطاب الاعلامي المعبر عن الحكومة. اذكر ان وزيرا للداخلية كان يحدثني بحماس عن كثرة انشغالاته، فقال لي :"ان امن 15 محافظة معلق برقبته!" لاحظوا الرقم: 15 محافظة وليس 18. وهذا ينطبق على معظم اذا لم نقل كل وزارات الحكومة.
    رابعا، لكي تكون الدعوة قادرة على قيادة، او على الاقل المشاركة في قيادة مشروع وطني ديمقراطي حضاري حديث لبناء الدولة العراقية فانها تحتاج الى امور، اذكر منها ما يلي:
    الامر الاول، بلورة نظرية مشروع وطني ديمقراطي لبناء الدولة الحديثة، بالارتباط مع المشروع الحضاري الاسلامي، كما اقترحت في دعوتي الاولى. وهذا امر ضروري، لأنه سوف يخرج الدعوة من دائرة مشروع السلطة، وتحديدا سلطة المحاصصة الطائفية التي حَجَّمت الدعوة كثيرا. كما انه ليس من المنطقي ان ندعو الدعوة الى قيادة مشروع لم تملكه او تطرحه بعد.
    الامر الثاني، تحقق الايمان بهذا المشروع الوطني-الديمقراطي لبناء الدولة الحديثة من قبل الدعاة وقياداتهم. وهذا الايمان لا يتحقق بمجرد الكلام والادعاء فقط، انما لا بد ان يعضده العمل والموقف والتصرف والتنظير والتثقيف الداخلي.
    الامر الثالث، يمثل تبني مثل هذا المشروع تحولا تاريخيا في حياة الدعوة، وربما في بعض هويتها، ولهذا فهو يحتاج الى جرأة وشجاعة نادرة في التجاوز النقدي للذات والتاريخ، من اجل انتاج ذات فاعلة جديدة في تاريخ جديد. وليس هذا بالامر السهل الذي يمكن ان يقدم عليه الشخص او الحزب، بدون معاناة وبدون مراجعة جذرية وبدون مخاض قد يكون مكلفا ايضا. لست انكر ان الدعوة حزب "تغييري/انقلابي" بالاساس. وان هذه الصفة متعلقة بدور الحزب في المجتمع، لكني لست انسى ان هذه الصفة لم تتجسد على صعيد علاقة الحزب مع نفسه. يعرف الدعاة ان الدعوة بطيئة في تغيير ذاتها، او على الاقل في اتخاذ قرارات مصيرية متعلقة بذاتها. ولهذا فانا ادعو الان الدعوة الى ان تكون تغييرية مع ذاتها ايضا، وليس مع المجتمع فقط.
    .
    الاداره
    الاداره
    Admin


    عدد الرسائل : 418
    تاريخ التسجيل : 02/02/2009

    المقالة الاولى ..لماذا لا تقود الدعوة المشروع الوطني الديمقراطي في العراق؟... محمد عبد الجبار الشبوط Empty رد: المقالة الاولى ..لماذا لا تقود الدعوة المشروع الوطني الديمقراطي في العراق؟... محمد عبد الجبار الشبوط

    مُساهمة  الاداره الثلاثاء مارس 17, 2009 3:52 pm

    الامر الرابع، العضوية الوطنية. لا يمكن للدعوة ان تقود او ان تشارك في قيادة مشروع وطني لبناء الدولة الديمقراطية الحديث، اذا كانت حزبا شيعيا فقط لسبب جوهري وهو ان الاحزاب الطوائفية لا تملك القدرة، بحكم الطبيعة، على بناء دولة مدنية وطنية عابرة للطوائف. ان نظام الطوائف يلغي المواطنة، ويلغي المجتمع الاهلي بوصفه وسيطا بين الدولة والفرد، ويجعل الطائفة هي الوسيط. ثم تتعقد هذه الوساطة حينما تتوزع الطائفة على احزاب فرعية كثيرة، كما هو الحال الان في العراق، وبالتالي فان أي حزب مغلق طائفيا لن يتمكن من ان يكون جزءاً من مشروع لبناء دولة مدنية حديثة.
    هذا يتطلب ثورة داخلية في حزب الدعوة، لتغيير الطابع الاحادي المذهبي في العضوية الحزبية وفي القاعدة الانتخابية. هذا يعني ان على الحزب ان يتوقف عن التصرف كحزب شيعي، والامتداد الى السنة. يجب ان نتذكر في هذا المقام ان حزب الدعوة بدأ حزبا اسلاميا عالميا، لا يتعرف لا بالحدود الاقليمية ولا بالتخوم العرقية اوالمذهبية. ثم اصبح حزبا اسلاميا عراقيا فقط، لينتهي به الامر الى ان يكون حزبا اسلاميا عراقيا شيعيا فقط، لا يمثل كل الشيعة انما يمثل جزءاً منهم، حيث اخذت قوى واحزاب اخرى اجزاء واسعة كثيرة من المساحة الاجتماعية الشيعية، فهناك المجلس الاعلى، والتيار الصدري الذي يقوده السيد مقتدى الصدر، وحزب الفضيلة الذي يقوده الشيخ اليعقوبي. مثل هذا الحزب لا يمكن ان يكون حزبا قياديا، انه في احسن الفروض حزب فرعي يقود جزءاً او حصة صغيرة من ابناء طائفة محددة. مثل هذا الحزب لا ينطبق عليه وصف الحزب الوطني. الحزب الوطني بالمعنى المعياري وليس القيمي هو الحزب المتنوع مذهبيا وعرقيا من حيث العضوية الحزبية والقاعدة الانتخابية.
    الامر الخامس، التبني الحقيقي والواقعي للديمقراطية: لنتذكر اولا انه لم يعرف تاريخيا عن حزب الدعوة انه حزب مؤمن بالديمقراطية، بل ان كتابات الدعوة القديمة صريحة في الحكم على الديمقراطية بانها مخالفة للاسلام، وصريحة في منع استخدام مصطلح الديمقراطية، ايضا. بعد سقوط النظام اعلن الحزب في وثيقة واحدة قبوله بالاليات الديمقراطية، ولم يصدر عنه بعد ذلك توضيحات وتأصيل فكري-سياسي للمسألة. ثم كان قبول الحزب بنظام المحاصصة الطائفية، واسلوب التوافق الاثني، شاهدا عرضيا على ان الحزب لا يمارس السياسة من منطلق ديمقراطي.ثم جاءت عضوية الحزب في قائمة الائتلاف العراقي، المغلقة طائفيا، لتكرس هذا الوصف. واذا اراد الحزب ان يقود او يشارك في قيادة مشروع وطني ديمقراطي لبناء دولة حديثة، فعليه ان يتبنى بشكل واقعي الجوهر الذي تعبر عنه الاليات الديمقراطية، وهو جوهر يتمحور حول فكرة المواطنة واولوية الولاء للدولة وليس للطائفة، و لا يمكن ان يتجسد هذا التبني الا بالتخلي عن نظام المحاصصة الطائفية والتوافق الاثني، وحتى الخروج من التحالفات الطائفية. سوف تؤدي هذه الخطوات الى اعطاء الدعوة هوية جديدة، تجمع بين الحداثة، دون ان تتخلى عن جوهر الهوية الاسلامية الحضارية.
    كما سوف تؤدي هذه الخطوات الى خسارة بعض الدعاة، الذين سوف يرفضون التحول الديمقراطي للدعوة.وهذا ثمن قد يتعين على الدعاة ان يقبلوه اذا ارادوا للدعوة ان تدخل القرن الحادي والعشرين وان تكون جزءاً من المستقبل وليس جزءاً من الماضي

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 22, 2024 11:56 am