السلوك السياسي للمرجعية الشيعية في العراق (الجزء الثالث)
ثالثا: دور المرجعية في العهد الملكي ( الاطار البديل للعلاقة / استئناف الحركة من بدائل اخرى ) .
نتيجة لما تقدم تراجع العامل الديني عن مقدمة الاحداث ، الا ان هذا لا يعني عدم تصدي المجتهدين للشؤون العامة والاوضاع السائدة في البلاد وبما فيها الشأن السياسي .
الان ان ذلك حصل من منطلق التدرج في اصلاح بنية الدولة ومن خلالها وليس نفيها واقامة حكم جيد ، لاختلاف مقتضيات ما هو قائم والرؤية المطلوبة له .
ان ابرز الداعين الى هذا الموقف كان الشيخ الامام محمد حسين كاشف الغطاء ( 1876- 1954 ) فبعد احداث التمرد العشائري في الفرات الاوسط عام 1935 ضد اجراءات الحكومة وحملاتها العسكرية ، وجه السيد كاشف الغطاء رسالة للعشائر حثهم فيها على توحيد المواقف وتقديم المطالب الى الحكومة ، ثم ارسل بعدها مذكرته المعروفة في 23 اذار 1935 وعرفت بميثاق الشعب الى الملك غازي
تضمنت 12 مادة تحتوي على مطالب في الاصلاح الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والاداري والتربوي والثقافي والديني ,
جاءت هذه المطالب في سياق ما اطلق عليه ب " تمذهب الحكومة والبرلمان " حيث ان التكوين الاجتماعي لمؤسسات الدولة اصبح يستبعد المسلمين الشيعة ، فلا يمنحون الا مقعد غير رئيسي في تشكيل الوزارة كم هو الحال في مقاعد البرلمان على مستوى الدوائر الانتخابية (9) . بسبب مواقفهم من بريطانيا ومشروعية النظام السياسي الناشئ .
وبعد 29 عاماً على هذه الوثيقة اصدر الامام الغطاء في العام 1954 كتابه المعروف " المثل العليا في الاسلام لافي المعروف " المثل العليا في الاسلام لافي يحمدون " ، شخص فيه اعداء الشعوب العربية في الداخل والخارج واعتبر ان الحكومات القائمة هي اعداء الداخل اما اعداء الخارج فهم العفاريت الثلاثة ( الاستعمار ، الصهونية ، الشيوعية ) . وفي قبالة ذلك يبرز موقف الامام الشيخ الخالصي الذي نفي من العراق بتاريخ 22/8/1922 وسمح له بالعودة بعد عشرين عام في 4/11/1949 ، وبعد خمسة سنوات من عودته طرح برنامجه الاصلاحي في 11 حزيران 1954 تضمن 24 مطلباً في مكافحة الفساد والبطالة واصلاح الجهاز التعليمي ومقاومة الاستعمار والشيوعية والغاء المعاهدات مع بريطانيا (10) .
الا ان السبيل الاصلاحي – المرحلي لم يكن يسقط الخيار الاستراتيجي في المجابهة ، فما ان انطلقت حركة مايس عام 1941 ، حتى افتى المرجع الاعلى السيد ابو الحسن الموسوي الاصفهاني والشيخ محمد حسين كاشف الغطاء وعلماء اخرون باعلان الجهاد المقدس ضد الانجليز (11) .
لذلك فان ابرز سمات هذه المرحلة هي تبني موقف وسطي يغلب طابع المعارضة السياسية بهدف استئناف المسيرة الاسلامية التي تعرضت لانتكاسة بعد نفي العلماء الا ان ذلك لا يغلق الباب امام المقاومة المسلحة التي ظهرت في الحركات العشائرية المتأثرة بمواقف المرجعية او الموقف من حركة مايس ، ويحدث ذلك عبر اليات التعبئة الدينينة ومفادها ادامة التفاعل بين الامة وقيادتها من خلال خطوات عملية في معترك الحياة وهو ما تطرقت له الوثائق الاصلاحية .
رابعاً : دور المرجعية في العهد الجمهوري .
( المراكز البديلة للأستقطاب )
عند قيام انقلاب 14 تموز 14 تموز 1958 لم تكن الحوزة الدينية في النجف في احسن احوالها ، فقد انتقلت المرجعية العليا من العراق الى ايران بعد وفاة المرجع الاعلى السيد ابو الحسن الاصفهاني منتصف الاربعينيات في النجف واغتيال الشيخ كاشف الغطاء . اضافة الى ان عدد طلاب الحوزة كان بحدود 1954 طالباً عراقياً ، واغلبهم كان من الشيوخ وكبار السن ، مما يعني ان كادر من الشيوخ وكبار السن ، مما يعني ان كادر الدعوة والتبليغ محدود لا يفي بمتطلبات العمل الاسلامي في العراق (12) .
رغماً عن ذلك كان بروز شخصية الامام السيد محسن الحكيم وكوكبة من علماء الحوزة وفضلائها ذا اثر في احياء الحركة الاسلامية بعد ثلاثة عقود من الانحسار ، ضمن هذا الخط الاحيائي اخذت قواعد جديدة للعمل السياسي – الاسلامي تتشكل ، وتربط هذه القواعد بين مفهومي الحركة والكتلة ، إذ لا بد من قيام تجمع او رابطة تنظم الصلة بين الفكرة والطريقة ، هذا من جانب ومن جانب اخر يحافظ على جهاز المرجعية ودورها ومسيرتها العلمية والدينية من غوائل الانظمة العسكرتارية التي توالت على الحكم في العهد الجمهوري .
ان هذه الرابطة الحزبية هي العقيدة التي تبلورت في هذه المرحلة ، ولكنها الحزبية التي تمارس العمل السياسي داخل المحيط الاسلامي ووفقاً لمبادئه وليست عمل سياسي وفكري خارج هذا الاطار .
من هنا برزت تنظيمات متفرقة عديدة لعل من ابرزها حزب الدعوة الاسلامية الذي نشأ في العام 1958 الذي سنعتبره أنموذجاً للدراسة في هذا المضمار .
تكونت الهيئة المؤسسة من تركيبة علمائية من كوادر الحوزة وهم ( السيد محمد باقر الصدر ، السيدان محمد مهدي ومحمد باقرالحكيم ، السيد مرتضى العسكري ، الحاج محمد صادق القاموسي ) وقد وضعت هذه القيادة فكر الحزب ومنهجه وأساليب عمله واضطلع السيد الصدر بالدور الاساسي من خلال ازاحة اهم عقبة وهي الحجة الفقهية التي استدل بها على وجوب قيام الحكومة الاسلامية زمن الغيبة وان الحزب الاسلامي هو الطريق لهذا الهدف.
1. واذا كنا قد استعرضنا الاسباب الذاتية لنشأة هذا التنظيم الاسلامي , فان الباحثين ذكروا العديد من الاسباب الموضوعية لعل من ابرزها تصاعد المد الشيوعي,وانتشار الايدلوجيات والافكار الغربية بين الشباب,وتاثرا بحركات الاسلام السياسي الاخرى كالاخوان المسلمين وحزب التحرير,كذلك فعلى الرغم من سياسة عبد الكريم قاسم في الاصلاح الزراعي حيث حسن وضع الفلاحين خاصة في الجنوب معاقل الاقطاع,فضلا عن محاولاته انهاء الظلم الواقع على الشيعة في التعليم والتوظيف والترقي,كما بناء مدينة الثورة حيث كان المهاجرون والشروقيون يعيشون حياة بائسة,الا انه بسبب طبيعة تركيبة السلطة والظروف السياسية التي لا مجال للتطرق لها لم يحدث تغير جذري باتجاه بناء الشرعية.
السبت يناير 21, 2017 12:06 pm من طرف عدنان المعموري
» قصيده بعنوان كافي
الجمعة ديسمبر 19, 2014 7:50 am من طرف عدنان المعموري
» عن لسان ام الشاعر الراحل رحيم المالكي
الأحد يوليو 06, 2014 1:52 pm من طرف عدنان المعموري
» القصيدة التي أغضبت سلاطين المنطقة الخضراء
الثلاثاء أكتوبر 02, 2012 12:44 pm من طرف عدنان المعموري
» قصة مؤثرة عن غيرة النساء
الجمعة يونيو 29, 2012 1:06 am من طرف عدنان المعموري
» أبن شقيق الجعفري يكشف تفاصيل الاعتداء عليه بالضرب من قبل أبن شقيقة المالكي وأقربائه
الأربعاء مايو 23, 2012 12:06 pm من طرف عدنان المعموري
» يا احبيب / صاحب الضويري
السبت مايو 12, 2012 12:24 am من طرف عدنان المعموري
» خانقين..الوردة البيضاء..مدينة التآخي والسلام
الخميس فبراير 16, 2012 12:16 pm من طرف حسين:خانقين
» هدية لكم جميعا..مع باقات من النرجس من على سفوح جبال كردستان
الخميس فبراير 16, 2012 5:21 am من طرف حسين:خانقين
» الأشعة..منافعها واضرارها وهذا الحديث مع طبيبة اختصاصية في م. خانقين
الخميس فبراير 16, 2012 5:06 am من طرف حسين:خانقين
» دعوة للمشاركة
الخميس أكتوبر 06, 2011 9:22 am من طرف د.مسلم بديري
» قصص قصيرة جدا
الإثنين يوليو 18, 2011 5:00 pm من طرف د.مسلم بديري
» قصيدة (جيش الشيب) للشاعر الشاب سعد السوداني
الجمعة يونيو 24, 2011 11:49 am من طرف عدنان المعموري
» قصيدة (جيش الشيب) للشاعر الشاب سعد السوداني
الجمعة يونيو 24, 2011 11:47 am من طرف عدنان المعموري
» زعلتك صدك
الثلاثاء يونيو 21, 2011 1:22 pm من طرف عدنان المعموري
» يا احبيب /للشاعر صاحب الضويري
الإثنين يونيو 13, 2011 11:49 am من طرف عدنان المعموري
» أكميله للشاعر عارف مأمون
الإثنين أبريل 04, 2011 8:17 am من طرف عدنان المعموري
» كل ساعة انذبح من عرست لليوم وكل ساعة انسحك بجدام تذكارك
الإثنين أبريل 04, 2011 8:13 am من طرف عدنان المعموري
» قراءة الواقع الثقافي في العراق
السبت مارس 12, 2011 1:13 pm من طرف قاسم المعموري
» اشعل فتيلها الكادحون والرافضون للظلم
الثلاثاء مارس 08, 2011 1:05 pm من طرف قاسم المعموري