السلوك السياسي للمرجعية الشيعية في العراق
المعاصر
المبادئ – الاليات – الاهداف
المعاصر
المبادئ – الاليات – الاهداف
الباحث
د. منتصر مجيد حميد/ كلية العلوم السياسية / جامعة بغداد
توطئة :
يحاول هذا البحث التحري عن المبادئ العامة التي تحدد " السياسة الشرعية" للمرجعية الشيعية خلال مرحلة امتدت منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة وحتى يومنا الحاضر ، وما هي الضوابط التي تتحرك ومراميه على صعيد البناء السياسي للمجتمع العراقي المعاصر .
الاشكالية : ما هي مسلمات السلوك السياسي للمرجعية ؟ وهل يتحرك هذا السلوك في ضوء نصوص او قواعد فقهية مجردة عن ابعاد الحالة او الموقف في الزمان والمكان ؟ ام هي مجرد انعكاس او رد فعل لمتطلبات خرفية انيه؟ ام حالة تزاوج بين الامرين هما تفعيل الواقع بالنص والنص بالواقع ؟
الفرضية: ينطلق البحث من فرضية ان تطبيق الفقة على الواقع يحتاج الى فهم وادراك الجوانب الركنين الشرعي والاجتماعي في إطار طبيعة العلاقة بين العناصر الثلاثة الرئيسة للحركة الاسلامية ( العلماء / الحكام / الجمهور ) وموقع كل منهم وعلاقة كل منهم بالاخر .
وينقسم البحث الى خمسة محاور تعالج الموضوع ضمن الاطار والحدود التي تقدم ذكرها .
أولاً : نبذة عن نشأة المذهب ومتبنياته الفقهية والسياسية .
أنبثق مذهب اتباع اهل البيت كما تشير دلالته اللغوية من منطلق التشيع للأمام علي وأهل بيته ( عليه السلام ) واتخذ منحاً متصاعداَ بعد استشهاد الحسين ( عليه السلام ) في 680م . هذا الحدث الذي فجر ثورات متتالية ادت الى سقوط الدولة الاموية ثم المروانية وقيام الخلافة العباسية . الا ان التشيع اخذ يمثل مذهباً فقهياً منذ اوائل القرن الثاني للهجرة بواسطة مدرسة الامام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السلام ) سادس أئمة الشيعة الامامية . ويعتبر العراق المهد الاول للشيعة في العالم ، وقد دخل هذا المذهب الى العراق منذ العام 15 ه مع وصول قبائل همدان اليمانية ضمن كتائب جيش الفتح الإسلامي القادم من الحجاز .
وكانت هذه القبائل قد دخلت الاسلام على يد الامام علي ( عليه السلام ) عندما ارسله النبي ( صلى الله عليه وسلم ) الى اليمن في بعثة السنة العاشرة للهجرة .
وقد اتخذ الامام علي ( عليه السلام ) الكوفة مقراً لخلافته سنة 40هـ . (1)
وفي العام 449 هـ تأسست الحوزة الدينية في النجف الاشرف على يد العلامة المحقق الشيخ ابي جعفر محمد بن الحسن الطوسي ، وتعد امتداداً لمدرسة الكوفة التي أسسها الامام علي ( عليه السلام ) ثم احياها الصادق ( عليه السلام ) .
اما من الناحية الفقهية فيعتمد الشيعة على الاجتهاد كمبدأ للتشريع واحد اصول الفقه وبرز ذلك بعد غيبة الامام الثاني عشر وينقسم الشيعة الى فرق عديدة كالزيدية والاسماعيلية وغيرها ، الا ان ابرزها هي طائفة الشعية الامامية ، وقد برزت ضمن هذه الطائفة مدرستان هما :
1. الاصوليون : وهم الفئة الاغلب وياخذون بالاستنباط العقلي للأحكام الشرعية من الكتاب والسنة .
2. الاخباريون : وهم فئة صغيرة لم يستخدموا الاصول او الادلة العقلية في العملية الاستنباطية حيث اعتبروا ان الاجتهاد يعتمد على الكتاب والسنة والاجماع .
وتعد الامامه حجر الزاوية في المذهب الشيعي ، ففي حين تعتبر المذاهب الاسلامية ان اصول الدين ثلاثة هي ( التوحيد ، النبوة ، المعاد ) اضاف لها الشيعة الامامه اصلا رابعاً ، وتتلخص نظرية الامامة في ان الحق في تولى السلطة السياسية وادارة امور الامة بعد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) على الصعيدين الديني والدنيوي يتنقل الى الائمة الاثني عشر من أهل البيت ( سلام الله عليهم ) ابتداءاً من الامام علي ( عليه السلام ) وانتهاءاً بالامام محمد بن الحسن العسكري وهو المهدي المنتظر في عقيدة الشيعة وبعض اهل السنة ، وتنقسم هذه النظرية الى فرعين : -
أ- نظرية الامامة الكبرى : وهي ان الولاية المطلقة التي كانت للرسول محمد( صلى الله عليه وسلم ) على المسلمين بما له من عصمة وتفويض الهي لا تنتهي الى فراغ في حياة الامة بعد وفاته وانما يقوم مقامه من يخلفه في هذه الولاية ، وان تحديد الشخص المناسب لهذه المهمة العظيمة انما يتم بالارشاد الالهي وهي تنحصر كما اشرنا بالائمة الاثنى عشر ( عليهم السلام ) .
ب- نظرية نائب الامام او ولاية الفقية : وهي تبدأ بعد الاعلان الرسمي عن غيبة الامام المهددي ( عليه السلام ) في 329هــ ، ان الولي على الامة بعد عصر الامامة الكبرى هو للفقيه العارف بحلال الله وحرامه والمؤتمن على أحكامه ، وهو تفويض عام لمن تتوفر فيه شروط من العدالة والعلم من الفقهاء وليس محصوراً في شخص معين .
ولقد اختلف الفقهاء في حدود هذه الولاية وانقسموا بن معتقد بالولاية العامة وهي ان للمجتهد الحق في ان يكون حاكماً ومشرعاً نيابة عن الامام الغائب وبين معتقد بالولاية الخاصة في الافتاء والقضاء والامور الحسبية .(2)
لقد شهدت نظرية الامامه مرحلة من التطور بعد الثورة الاسلامية في ايران وان خلاصة ما وصلت اليه هو ما اصطلح عليه بــ " نظرية التفويض الانتخابي " ومفاد هذه النظرية ان الوجود الشرعي للأمام لا يتحقق الا من خلال ركنين هما الترشيح والاختيار الالهي من جانب ثم ركن البيعة الزمنية في تأكيد شرعية السلطة السياسية (3) .
من خلال ما تقدم نفرغ الى حقيقة ان الامامة امتدت بعد عصر الغيبة في المرجعية ، لذلك يأتي التساؤل من هي المرجعية ، لذلك يأتي التساؤل من هي المرجعية الدينية لدى الشيعة ؟ ان الاجابة هي أعلم المجتهدين في مرحلة زمنية معينة ، ومن بني كبار المراجع فأن اعلى مركز في الهرمية الدينية تكون للمجتهد الاول او المرجع الاعلى، ولكي يصل المرء الى منزلة المجتهد فان عليه ان يدرس في النجف على يد مجتهد كبير لمرحلة قد تصل الى ( 25) عاماً ، فإذا أثبتت جدارته وكفائته العمليةاضافة الى صدق تقواه وحسن سلوكه يمنع اجازة في الابتعاد تمكنه من أصدار الفتاوى ، الا ان المركز الاول في المرجعية لا يكسب بالتحصيل العلمي فقط وإنما بالمكانة والمنزلة والتصدي لشؤون الامة وبالتالي الشعبية وعمق الصلة بالجماهير (4) .
السبت يناير 21, 2017 12:06 pm من طرف عدنان المعموري
» قصيده بعنوان كافي
الجمعة ديسمبر 19, 2014 7:50 am من طرف عدنان المعموري
» عن لسان ام الشاعر الراحل رحيم المالكي
الأحد يوليو 06, 2014 1:52 pm من طرف عدنان المعموري
» القصيدة التي أغضبت سلاطين المنطقة الخضراء
الثلاثاء أكتوبر 02, 2012 12:44 pm من طرف عدنان المعموري
» قصة مؤثرة عن غيرة النساء
الجمعة يونيو 29, 2012 1:06 am من طرف عدنان المعموري
» أبن شقيق الجعفري يكشف تفاصيل الاعتداء عليه بالضرب من قبل أبن شقيقة المالكي وأقربائه
الأربعاء مايو 23, 2012 12:06 pm من طرف عدنان المعموري
» يا احبيب / صاحب الضويري
السبت مايو 12, 2012 12:24 am من طرف عدنان المعموري
» خانقين..الوردة البيضاء..مدينة التآخي والسلام
الخميس فبراير 16, 2012 12:16 pm من طرف حسين:خانقين
» هدية لكم جميعا..مع باقات من النرجس من على سفوح جبال كردستان
الخميس فبراير 16, 2012 5:21 am من طرف حسين:خانقين
» الأشعة..منافعها واضرارها وهذا الحديث مع طبيبة اختصاصية في م. خانقين
الخميس فبراير 16, 2012 5:06 am من طرف حسين:خانقين
» دعوة للمشاركة
الخميس أكتوبر 06, 2011 9:22 am من طرف د.مسلم بديري
» قصص قصيرة جدا
الإثنين يوليو 18, 2011 5:00 pm من طرف د.مسلم بديري
» قصيدة (جيش الشيب) للشاعر الشاب سعد السوداني
الجمعة يونيو 24, 2011 11:49 am من طرف عدنان المعموري
» قصيدة (جيش الشيب) للشاعر الشاب سعد السوداني
الجمعة يونيو 24, 2011 11:47 am من طرف عدنان المعموري
» زعلتك صدك
الثلاثاء يونيو 21, 2011 1:22 pm من طرف عدنان المعموري
» يا احبيب /للشاعر صاحب الضويري
الإثنين يونيو 13, 2011 11:49 am من طرف عدنان المعموري
» أكميله للشاعر عارف مأمون
الإثنين أبريل 04, 2011 8:17 am من طرف عدنان المعموري
» كل ساعة انذبح من عرست لليوم وكل ساعة انسحك بجدام تذكارك
الإثنين أبريل 04, 2011 8:13 am من طرف عدنان المعموري
» قراءة الواقع الثقافي في العراق
السبت مارس 12, 2011 1:13 pm من طرف قاسم المعموري
» اشعل فتيلها الكادحون والرافضون للظلم
الثلاثاء مارس 08, 2011 1:05 pm من طرف قاسم المعموري