عزيزي ابو اسراء:
اسمع كل كلامك اصدقك،
اشوف بعض افعالك اتعجب!
اسمع كل كلامك اصدقك،
اشوف بعض افعالك اتعجب!
اعجبني، يا عزيزي ابو اسراء، كلامُك في النجف عن المحاصصة وانت تقول "ان المحاصصة الطائفية والحزبية قد دمرت العراق"، واعتبر قولك "ان المرحلة المقبلة التي ستنبثق عن الانتخابات النيابية ستشكل حكومة وبرلمانا بعيدين عن المحاصصة" هدفا وطنيا يجب ان يتعاون كل الخيرين من اجل الوصول اليه وتحقيقه.
ولعلك تسمح لي، قبل ان امضي في مقالتي هذه، بان اذكرك بان تشخيص كارثة المحاصصة وطرح البديل الوطني لها امر سبقك اليه الكثيرون يوم كنت جزءا من نظام المحاصصة. ولكن لا يهم هذا، فلسنا نتحدث عن براءة اختراع، ما دمت وصلتَ الى نفس القناعة الان، وقد اصبحت رئيسا للوزراء.
كلامك هذا يعجبني، وانا اؤمن به اشد الايمان، كما هي حال الكثيرين غيري. وارجو من عميق قلبي ان لا يكون مجرد دعاية انتخابية انت بالتأكيد بحاجة اليها.
لكن بعض افعالك لا تعجبني.
واقول بعض افعالك، وانا اعرف انه ليس كل افعالك من وحي ارادتك الحرة، فانت ايضا محكوم بقوانين المحاصصة التي تجعلك مقيدا الى حد كثير، وعليه فلست الومك على ما انت مجبر عليه، لكني بالتأكيد الومك على ما انت قادر عليه. وعن هذه الدائرة يدور كلامي.
اتوقع منك، وانت تدين المحاصصة، وترفضها، وتعزو اليها دمار العراق، ان تتخلص منها فعلا لا قولا في دائرتك الخاصة، ومكتبك، وتحالفاتك والمقربين اليك. فالمحاصصة المذمومة ليست طائفية فقط، انما حزبية ايضا، وهي، أي المحاصصة الحزبية، تقوم على شرط الولاء، ربما ليس للحزب فقط، وانما لزعيم الحزب ايضا، وهذا مما لا ينسجم مع طروحاتك المعلنة. خاصة وان بعض خاصتك، وحلفاءك، هم من الفاسدين، وسارقي المال العام، ومستغلي المنصب الرسمي من اجل المزيد من المنافع الشخصية، من مال وعقار ونفوذ وتعيين اقارب، وقبل كل هذا فاقدي الكفاءة التي تحتاج اليها عملية تشكيل "حكومة وبرلمانا بعيدين عن المحاصصة"، كما تقول.
انت بحاجة الى مفكرين واصحاب اختصاص وكفاءة عالية وخبرة طويلة واخلاص ونزاهة. ولا تتوفر كل هذه المواصفات بكل الاشخاص الذين احطت نفسك بهم.
كما انك بحاجة الى رؤية سياسية وفكرية وتنظيمية اعمق واشمل للديمقراطية ونظرية الدولة الحديثة ووظائف الحكومة ودور الاعلام.
من يقرأ خطاب النجف، وهو ليس الاول لك، يقرأ فيك مشروع مسؤول وطني، واقول "مسؤول" وليس "زعيما"، لأننا لا نبحث عن زعماء، فقد شبعنا منهم، وانما عن مسؤولين بمستوى المسؤولية.
وحتى يكون المسؤول وطنيا، فليس بمقدرونا ان نكتفي بكلامه، وانما نحن بانتظار الافعال التي تعطي مصداقية للاقوال.
وحتى يكون المسؤول وطنيا، فلا يسعنا الاكتفاء بشخصه، بل نحن ننظر الى معاونيه وكادره ومستشاريه والدائرة الضيقة من خاصته.
وحتى يكون المسؤول وطنيا، فنحن نتوقع منه ان يستمع الى الاخر، وان يفتح صدره على من يتحدث اليه وعنه، لا ان يحمل في قلبه عليه، ويحكم عليه بالابعاد والاقصاء وعدم الصلاحية ويحرم الحوار معه.
لقد تحدث اوباما عن التغيير، وقام به فعلا. فانفتح على الحزب الجمهوري، وهو الحزب المنافس له على السلطة، وابقى وزير الدفاع الجمهوري في منصبه، بل كلفه، بالقيام باعباء رئاسة الجمهورية ان حدث شي له اثناء حفلة التنصيب، ولهذا غاب غيتس عن الحفل، لأنه كان مختبئا في مكان امن، احتياطا وتحسبا للطارئ من الاحداث.
ويحتل المرشح الرئاسة الجمهوري السابق مكين مكانة خاصة في ادارة اوباما، وهو الان بمثابة مستشار مقرب اليه، رغم ان الرجلين لم يقصرا في تبادل الهجمات اثناء الحملة الانتخابية. ويقال الان ان اوباما اخذ برأي مكين في اغلب تعييناته.
ربما كان العراق بحاجة الى اوباما، ولست ادري ان كان بامكانك ان تكون كذلك، لكن كلامك يعطينا الامل بامكانية ذلك.
والامر يستحق المحاولة منك ومنا.
ارجو من ياسين مجيد ان يوصل هذا المقال-الرسالة الى المالكي، فليس فيها شيء شخصي، ولا عداوة، ولا ضغينة، انما هي كلمة تدفقت من قلب شخص حريص على العراق واهله، تأثر صادقا بكلام المالكي عن المحاصصة البغيضة.
ولعلك تسمح لي، قبل ان امضي في مقالتي هذه، بان اذكرك بان تشخيص كارثة المحاصصة وطرح البديل الوطني لها امر سبقك اليه الكثيرون يوم كنت جزءا من نظام المحاصصة. ولكن لا يهم هذا، فلسنا نتحدث عن براءة اختراع، ما دمت وصلتَ الى نفس القناعة الان، وقد اصبحت رئيسا للوزراء.
كلامك هذا يعجبني، وانا اؤمن به اشد الايمان، كما هي حال الكثيرين غيري. وارجو من عميق قلبي ان لا يكون مجرد دعاية انتخابية انت بالتأكيد بحاجة اليها.
لكن بعض افعالك لا تعجبني.
واقول بعض افعالك، وانا اعرف انه ليس كل افعالك من وحي ارادتك الحرة، فانت ايضا محكوم بقوانين المحاصصة التي تجعلك مقيدا الى حد كثير، وعليه فلست الومك على ما انت مجبر عليه، لكني بالتأكيد الومك على ما انت قادر عليه. وعن هذه الدائرة يدور كلامي.
اتوقع منك، وانت تدين المحاصصة، وترفضها، وتعزو اليها دمار العراق، ان تتخلص منها فعلا لا قولا في دائرتك الخاصة، ومكتبك، وتحالفاتك والمقربين اليك. فالمحاصصة المذمومة ليست طائفية فقط، انما حزبية ايضا، وهي، أي المحاصصة الحزبية، تقوم على شرط الولاء، ربما ليس للحزب فقط، وانما لزعيم الحزب ايضا، وهذا مما لا ينسجم مع طروحاتك المعلنة. خاصة وان بعض خاصتك، وحلفاءك، هم من الفاسدين، وسارقي المال العام، ومستغلي المنصب الرسمي من اجل المزيد من المنافع الشخصية، من مال وعقار ونفوذ وتعيين اقارب، وقبل كل هذا فاقدي الكفاءة التي تحتاج اليها عملية تشكيل "حكومة وبرلمانا بعيدين عن المحاصصة"، كما تقول.
انت بحاجة الى مفكرين واصحاب اختصاص وكفاءة عالية وخبرة طويلة واخلاص ونزاهة. ولا تتوفر كل هذه المواصفات بكل الاشخاص الذين احطت نفسك بهم.
كما انك بحاجة الى رؤية سياسية وفكرية وتنظيمية اعمق واشمل للديمقراطية ونظرية الدولة الحديثة ووظائف الحكومة ودور الاعلام.
من يقرأ خطاب النجف، وهو ليس الاول لك، يقرأ فيك مشروع مسؤول وطني، واقول "مسؤول" وليس "زعيما"، لأننا لا نبحث عن زعماء، فقد شبعنا منهم، وانما عن مسؤولين بمستوى المسؤولية.
وحتى يكون المسؤول وطنيا، فليس بمقدرونا ان نكتفي بكلامه، وانما نحن بانتظار الافعال التي تعطي مصداقية للاقوال.
وحتى يكون المسؤول وطنيا، فلا يسعنا الاكتفاء بشخصه، بل نحن ننظر الى معاونيه وكادره ومستشاريه والدائرة الضيقة من خاصته.
وحتى يكون المسؤول وطنيا، فنحن نتوقع منه ان يستمع الى الاخر، وان يفتح صدره على من يتحدث اليه وعنه، لا ان يحمل في قلبه عليه، ويحكم عليه بالابعاد والاقصاء وعدم الصلاحية ويحرم الحوار معه.
لقد تحدث اوباما عن التغيير، وقام به فعلا. فانفتح على الحزب الجمهوري، وهو الحزب المنافس له على السلطة، وابقى وزير الدفاع الجمهوري في منصبه، بل كلفه، بالقيام باعباء رئاسة الجمهورية ان حدث شي له اثناء حفلة التنصيب، ولهذا غاب غيتس عن الحفل، لأنه كان مختبئا في مكان امن، احتياطا وتحسبا للطارئ من الاحداث.
ويحتل المرشح الرئاسة الجمهوري السابق مكين مكانة خاصة في ادارة اوباما، وهو الان بمثابة مستشار مقرب اليه، رغم ان الرجلين لم يقصرا في تبادل الهجمات اثناء الحملة الانتخابية. ويقال الان ان اوباما اخذ برأي مكين في اغلب تعييناته.
ربما كان العراق بحاجة الى اوباما، ولست ادري ان كان بامكانك ان تكون كذلك، لكن كلامك يعطينا الامل بامكانية ذلك.
والامر يستحق المحاولة منك ومنا.
ارجو من ياسين مجيد ان يوصل هذا المقال-الرسالة الى المالكي، فليس فيها شيء شخصي، ولا عداوة، ولا ضغينة، انما هي كلمة تدفقت من قلب شخص حريص على العراق واهله، تأثر صادقا بكلام المالكي عن المحاصصة البغيضة.
السبت يناير 21, 2017 12:06 pm من طرف عدنان المعموري
» قصيده بعنوان كافي
الجمعة ديسمبر 19, 2014 7:50 am من طرف عدنان المعموري
» عن لسان ام الشاعر الراحل رحيم المالكي
الأحد يوليو 06, 2014 1:52 pm من طرف عدنان المعموري
» القصيدة التي أغضبت سلاطين المنطقة الخضراء
الثلاثاء أكتوبر 02, 2012 12:44 pm من طرف عدنان المعموري
» قصة مؤثرة عن غيرة النساء
الجمعة يونيو 29, 2012 1:06 am من طرف عدنان المعموري
» أبن شقيق الجعفري يكشف تفاصيل الاعتداء عليه بالضرب من قبل أبن شقيقة المالكي وأقربائه
الأربعاء مايو 23, 2012 12:06 pm من طرف عدنان المعموري
» يا احبيب / صاحب الضويري
السبت مايو 12, 2012 12:24 am من طرف عدنان المعموري
» خانقين..الوردة البيضاء..مدينة التآخي والسلام
الخميس فبراير 16, 2012 12:16 pm من طرف حسين:خانقين
» هدية لكم جميعا..مع باقات من النرجس من على سفوح جبال كردستان
الخميس فبراير 16, 2012 5:21 am من طرف حسين:خانقين
» الأشعة..منافعها واضرارها وهذا الحديث مع طبيبة اختصاصية في م. خانقين
الخميس فبراير 16, 2012 5:06 am من طرف حسين:خانقين
» دعوة للمشاركة
الخميس أكتوبر 06, 2011 9:22 am من طرف د.مسلم بديري
» قصص قصيرة جدا
الإثنين يوليو 18, 2011 5:00 pm من طرف د.مسلم بديري
» قصيدة (جيش الشيب) للشاعر الشاب سعد السوداني
الجمعة يونيو 24, 2011 11:49 am من طرف عدنان المعموري
» قصيدة (جيش الشيب) للشاعر الشاب سعد السوداني
الجمعة يونيو 24, 2011 11:47 am من طرف عدنان المعموري
» زعلتك صدك
الثلاثاء يونيو 21, 2011 1:22 pm من طرف عدنان المعموري
» يا احبيب /للشاعر صاحب الضويري
الإثنين يونيو 13, 2011 11:49 am من طرف عدنان المعموري
» أكميله للشاعر عارف مأمون
الإثنين أبريل 04, 2011 8:17 am من طرف عدنان المعموري
» كل ساعة انذبح من عرست لليوم وكل ساعة انسحك بجدام تذكارك
الإثنين أبريل 04, 2011 8:13 am من طرف عدنان المعموري
» قراءة الواقع الثقافي في العراق
السبت مارس 12, 2011 1:13 pm من طرف قاسم المعموري
» اشعل فتيلها الكادحون والرافضون للظلم
الثلاثاء مارس 08, 2011 1:05 pm من طرف قاسم المعموري