نظامان وقيادتان – القوى الطامعه والقوى الطامحه
الحلقه الرابعة
بقلم قتيبة محمد الجبوري
كنا قد غادرنا حلقتنا الثالثه من سلسله المقالات هذه على سؤال اشرته بأن قلت يبقى السوال كيف تعامل العراق مع هذه الفخاخ التي نُصبت له؟ ولقد ذكرت مواقع القتل التي تم اعدادها للعراق من قبل القوه الطامعه ( الشركات الاحتكاريه والكارتل الصهيوني) لمجابهه القوه الطامحه ( العراق وقوى التحرر العربيه).
ولاضير في أن اعيد جدوله مواقع القتل حسب ترتيبها الزمني وليس حسب ترتيب اهميتها لان الاهميه كانت تتبعها غايه واحده فقط هي كيفيه قتل المشروع العربي النهضوي الذي بدأت بوادره تتحق بانطلاقه عربيه فاعله وروى سياسيه اختطت طريقها الواضح ضمن تكتلات السياسه العالميه وتفاعلاتها المتغيره. وهي هنا كما يلي
- فخ يؤثر على العراق سياسياً وعسكرياً ولايؤثر عليه جغرافياً, وفي نفس الوقت لا يكون للعراق تأثيراً عليه من الناحية السياسيه والعسكرية فكان الفخ اللبناني والحرب الاهليه فيه.
- فخ يوثر على العراق سياسياً واقتصادياً ولايمكن للعراق أن يوثر فيه الا عسكرياً لو اراد له ذلك وهو الفخ المصري واتفاقيات فض الاشتباك وزياره السادات الى الكيان الصهيوني عام 1977.
- فخ يوثر على العراق جغرافياً وسياسياً واقتصادياً ونفسياً والعراق لايملك ان يؤثر بهذا الفخ بغير التصادم المباشر معه وهو المطلوب امبريالياً وهو هنا الفخ الايراني, ولكن بثوب جديد هو برقع التدين والخندق الطائفي.
ولو اردت الحديث عن الفخ اللبناني الذي نُصب للقوى الطامحه في المنطقه فلا بد ان اعيد الى الذاكره ان منطقه التوتر الاولى بالاهميه قد انتقلت الى الشرق الاوسط بعد ان انتهت واُسدل الستار على التوتر الاخر الذي كان يؤثر على السياسه الدوليه في الشرق الاقصى واقصد هنا جبهه فيتنام وكمبوديا ولاوس.
انتهت هذه الحرب بخروج الاحتلال الامريكي والكارتل المرتبط معه من تحالفات اقليميه ودلوليه مهزوماً ليس نتيجهً لمؤتمر باريس الذي مهد الطريق لخروج هذه القوات ولكن تحت ضربات جبهه الفيتكونغ الفيتناميه وهروب السفير الامريكي من على سطح سفاره بلاده في مدينه سايغون في منتصف شهر نيسان عام 1975 وكيف ان وكالات الانباء اعادت كثيراً بث هذه اللقطه للسفير الامريكي الذي تدلى جسده من الطائره وسقطت فرده من حذاءه الى الارض نتيجه الهلع الذي اصاب العملاء اثر دخول القوات الفيتناميه الوطنيه الى سايغون.
ولابد لي ان اتسال كيف يمكن لاحداث التاريخ ان تتطابق الى هذا الحد من التطابق حيث ان تفجير الفتنه الطائفيه في لبنان قد بدأ بعد قتل ركاب باص من الفلسطينين كانوا عائدين الى احدى المخيمات بعد انتهاء احتفالهم باحدى المناسبات الوطنيه ومرورها بمنطقه تابعه الى حزب الكتائب الانعزالي الذي كان يقوده بيار الجميل والد الزعيم والرئيس اللبناني بشير الجميل الذي تم اغتياله عشيه انتخابه رئيساً للبنان بعد انتهاء الاجتياح الصهيوني الى لبنان عام 1982 وهو ايضاً والد الرئيس اللبناني الاسبق أمين الجميل وللعلم ان الرئيسين السابقين المقتول والباقي على قيد الحياه شاركوا ومارسوا القتل المنظم والتهجير وكل ذلك قد بدأ منتصف عام 1975 وتحديدا قبل منتصف نيسان بيومين 13 نيسان الذي اتفقت كل الاطراف الدوليه واللبنانيه على انه بدايه الحرب الاهليه اللبنانيه اي قبل خروج القوات الامريكيه من سايغون بيومين ولا اعتقد ان هذه كلها مصادفات نمر عليها دون الارتكاز على نقطه مهمه جدا انها اعاده ترتيبات المنطقه وترتيب الاولويات والاهميه.
اذن نحن الان امام سؤال كيف اقتنعت الادراه الامريكيه ان المنطقة الاولى بالاهتمام هي منطقه الشرق الاوسط او ما اُتفق على تسميته بقوس الازمات هي الاولى بالرعايه والاهتمام ولذلك اسبابه الموضوعيه وهي:
§ اسرائيلياً فأن القوه الامريكيه يجب ان تكون مجاوره للقوة الاسرائيليه في المنطقه بعد الاحداث التي جرت في حرب تشرين التحرريه ودخول العراق كورقه مؤثره وفاعله ويجب ان يحسب لها حساب لانها قوة لاترتبط بأي أجنده غير الاجنده العربيه البحته.
§ اسرائيلياً ايضاً هناك عمليه اعاده بناء للثقه العربيه بأمكانيه تحرير الارض العربيه عن طريق الكفاح المسلح وهذا الذي لم يستطيع بن غوريون ان يراهن عليه حين اطلق مقولته المشهوره بعد اعلان دوله المسخ في فلسطين موجهاً كلامه لاعضاء الكنيست في حفل الاستقلال عام 1948 ان هذا الجيل الفلسطيني قد هُزم والجيل القادم سوف يعاني في الشتات والجيل الثالث سوف ينسى القضيه وقد خاب ظنه في ذلك.
§ أمريكياً فأن نجاح القوى الطامحه في المنطقه (العراق) في اعاده هيكيليه النظام العربي الذي راهنت عليه الدوائر الامبرياليه والكارتل الصناعي على بضعاً من دوله ان يبقى سندها وراس جسرها في المنطقه لتخريب عمليه نهوض عربي او اسلامي قد فشل. والكل قد لاحظ كيف ان المغفور له الملك فيصل قد اخذ الامر على عاتقه في عمليه رص الصفوف لمحاربه هذه الدوائر والتاثير عليها من خلال قطع امدادت النفط العربيه عن الدول الغربيه طيله حرب تشرين وهذا الفعل الذي جاء بالنتيجه الطبيعيه له بعمليه اغتيال للملك فيصل في ديوان حكمه على يد ابن شقيقه في نهايه آذار 1975 اي قبل الانسحاب الامريكي من فيتنام وقبل بدايه الحرب الاهليه في لبنان باسبوعين او اكثر قليلاً.
§ عربياً تم مسح آثار هزيمه حرب حزيران بنصر عربي لايرتقي اليه الشك رغم التامر الساداتي على ابناء الجيش الثالث المصري وترتيب عمليه حصاره على طريق القاهره السويس على يد قوات صهيونيه تقل عنه بالعدد بسنبه 1 الى 3 وكانت هذه القطعات التي عبرت الى الضفه الغربيه للقناه اي الجهه المصريه بقياده آرييل شارون سيء الصيت.
§ عربياً ايضاً كان هناك شبه اجماع عربي على ضروره اعاده اجزاء من الارض العربيه في فلسطين واعاده المشردين الى ديارهم واعاده ترتيب هذه المشكله على خلفيه الانتصار العربي الذي تحقق في تشرين الاول 1973 وان القوه العربيه قوى فاعله وضاغطه عسكرياً وبشرياً واقتصادياً واسلامياً.
§ سوفيتياً كان هناك نشوه انتصار في الكرملين لما جرت الامور في جبهه فيتنام وجبهه الجولان وقناه السويس وبدايه تحقيق الحلم القيصري بالوصول الى المياه الدافئه عن طريق الانظمه العربيه المحسوبه على الكتله الشرقيه.
§ عراقياً اعطى للقياده العراقيه انها صاحبة يد طولى في المنطقه وتستطيع في اي وقت واي لحظه ان تتحكم بخيوط اللعبه مرتكزة بذلك الى عدة مقومات اهمها وضوح النظريه العروبيه التي جاء بها حزب البعث وازاله ماعلق من التجربه السابقه التي حصلت في العراق عام 1963 وتاثيرات تيار صالح السعدي والحرس القومي في الذاكره العراقيه.
§ عراقيا ايضا كان بدايه اطلاله جيده على اخر مستجدات الحروب الحديثه والمساهمه بها بشكل فاعل وقوي قلب ميزان الحرب من هزيمه كان مقرر لها ان تحصل في اليومين الاولين الى نصر في اليومين الذين تلوا بدايه الحرب بوصول طلائع الجيش العراقي الى بحيره الحوله. وكان ايضا له التاثير على اعاده النظر في هيكليليه الدوله واستشعار القياده البعثيه الوطنيه في العراق ان القوة الطامعه (الصهيونيه ومنظومتها) لن تترك القوة الطامحه ( العراق ومنظومته) ان تستمر في قياده هذا الدور الريادي الذي بدأت تباشيره تعطي ثمارها في بدايات عام 1975.
§ عراقياً ايضاً وهذا هو المهم انه قد تم انهيار الجيب العميل للبرازانين بعد اتفاقيه الجزائر لتفويت الفرصه على الدور الصهيوني متمثلاً بمخلب القط التاريخي ايران الشاه في ذلك الوقت ان تستمر في ايذاء العراق من بوابته الشرقيه وعن طريق بوابته الشماليه على جبال شمال العراق السليب حالياً وكانت هذه الاتفاقيه ايضاً في بدايات شهر آذار 1975 واخذ الجيب العميل بالانهيار بعد مرور اسبوعين من توقيعه ومن المناسب ان انقل كلاماً منسوباً لهنري كسينجر على خلفيه توقيع هذه الاتفاقيه بأن علق عليها " سوف يدفع الشاه ثمن ماوافق عليه مع العراقيين".
§ نشوب مشكله اساسيه تمس الامن القومي العربي والعراقي نتيجه قطع مياه نهر الفرات وتقنين مستوى المياه المتدفقه سواءاً كان على البوابه التركيه السوريه او على البوابه السوريه العراقيه ووصول مستوى نهر الفرات الى مادون الاربع امتار في بعض المحافظات حتى وصل الامر في بعض المناطق ان قام الاهالي بعبور مخاض نهر الفرات على الاقدام مابين الضفتين وكان هذا الفعل ايضا في آذار 1975 وامتد لغايه آيار من نفس العام.
§ اخيراً وعراقياً ايضاً استطاع ان يكتسب ثقه الانظمه والتي كانت يُطلق عليها بالاتظمه الرجعيه في المنطقه ويلتقي معها على حد ادنى مفاده ان الهم العربي واحد وان العدو للنظام العربي هو ايضاً واحد وبهذا استطاع العراق ترصين جبهته الداخليه والاقليميه والدوليه وهذا الذي اطلق المؤمرات حوله ونحوه.
من كل مما تقدم نستطيع ان نقرأ الخريطه الجيوسياسيه الدوليه او تلك المحيطه باقليم القوى الطامحه او في قلب المنطقة العربيه ومن العجيب ان تتهيأ ارضيه هذه التغيرات في مقتربات شهر نيسان او في شهر نيسان 1975 بدايه الحرب الاهليه اللبنانيه.
وكما كنت قد أشرت في بدايه هذا الجزء ان الفخ اللبناني كان مقدراً له ان يؤثر على العراق سياسياً وعسكرياً ولايؤثر عليه جغرافياً, وفي نفس الوقت لا يكون للعراق تأثيراً عليه من الناحية السياسيه والعسكرية فكان الفخ اللبناني والحرب الاهليه فيه.
وهذا الذي جرى تقريباً حين وجد العراق نفسه امام خيارات صعبه للتعامل معها تحكمها امور كثيره غير امور السياسه الدوليه والعربيه ولكن تحكمها ايضاً امور الجغرافيا والتنقل على الارض. فكان على العراق في بدايات الحرب الاهليه ان يمد القوى الوطنيه والتنظيمات الفلسطينيه بالدعم المالي والاعلامي وبعد ذلك تدخلت قوات عراقيه خاصه في القتال في الخندق الوطني هناك وهذا الذي قلب معادله القوه الطامعه في محاولتها ابعاد العراق وتاثيره عن هذه الحرب.
الحلقه الرابعة
بقلم قتيبة محمد الجبوري
كنا قد غادرنا حلقتنا الثالثه من سلسله المقالات هذه على سؤال اشرته بأن قلت يبقى السوال كيف تعامل العراق مع هذه الفخاخ التي نُصبت له؟ ولقد ذكرت مواقع القتل التي تم اعدادها للعراق من قبل القوه الطامعه ( الشركات الاحتكاريه والكارتل الصهيوني) لمجابهه القوه الطامحه ( العراق وقوى التحرر العربيه).
ولاضير في أن اعيد جدوله مواقع القتل حسب ترتيبها الزمني وليس حسب ترتيب اهميتها لان الاهميه كانت تتبعها غايه واحده فقط هي كيفيه قتل المشروع العربي النهضوي الذي بدأت بوادره تتحق بانطلاقه عربيه فاعله وروى سياسيه اختطت طريقها الواضح ضمن تكتلات السياسه العالميه وتفاعلاتها المتغيره. وهي هنا كما يلي
- فخ يؤثر على العراق سياسياً وعسكرياً ولايؤثر عليه جغرافياً, وفي نفس الوقت لا يكون للعراق تأثيراً عليه من الناحية السياسيه والعسكرية فكان الفخ اللبناني والحرب الاهليه فيه.
- فخ يوثر على العراق سياسياً واقتصادياً ولايمكن للعراق أن يوثر فيه الا عسكرياً لو اراد له ذلك وهو الفخ المصري واتفاقيات فض الاشتباك وزياره السادات الى الكيان الصهيوني عام 1977.
- فخ يوثر على العراق جغرافياً وسياسياً واقتصادياً ونفسياً والعراق لايملك ان يؤثر بهذا الفخ بغير التصادم المباشر معه وهو المطلوب امبريالياً وهو هنا الفخ الايراني, ولكن بثوب جديد هو برقع التدين والخندق الطائفي.
ولو اردت الحديث عن الفخ اللبناني الذي نُصب للقوى الطامحه في المنطقه فلا بد ان اعيد الى الذاكره ان منطقه التوتر الاولى بالاهميه قد انتقلت الى الشرق الاوسط بعد ان انتهت واُسدل الستار على التوتر الاخر الذي كان يؤثر على السياسه الدوليه في الشرق الاقصى واقصد هنا جبهه فيتنام وكمبوديا ولاوس.
انتهت هذه الحرب بخروج الاحتلال الامريكي والكارتل المرتبط معه من تحالفات اقليميه ودلوليه مهزوماً ليس نتيجهً لمؤتمر باريس الذي مهد الطريق لخروج هذه القوات ولكن تحت ضربات جبهه الفيتكونغ الفيتناميه وهروب السفير الامريكي من على سطح سفاره بلاده في مدينه سايغون في منتصف شهر نيسان عام 1975 وكيف ان وكالات الانباء اعادت كثيراً بث هذه اللقطه للسفير الامريكي الذي تدلى جسده من الطائره وسقطت فرده من حذاءه الى الارض نتيجه الهلع الذي اصاب العملاء اثر دخول القوات الفيتناميه الوطنيه الى سايغون.
ولابد لي ان اتسال كيف يمكن لاحداث التاريخ ان تتطابق الى هذا الحد من التطابق حيث ان تفجير الفتنه الطائفيه في لبنان قد بدأ بعد قتل ركاب باص من الفلسطينين كانوا عائدين الى احدى المخيمات بعد انتهاء احتفالهم باحدى المناسبات الوطنيه ومرورها بمنطقه تابعه الى حزب الكتائب الانعزالي الذي كان يقوده بيار الجميل والد الزعيم والرئيس اللبناني بشير الجميل الذي تم اغتياله عشيه انتخابه رئيساً للبنان بعد انتهاء الاجتياح الصهيوني الى لبنان عام 1982 وهو ايضاً والد الرئيس اللبناني الاسبق أمين الجميل وللعلم ان الرئيسين السابقين المقتول والباقي على قيد الحياه شاركوا ومارسوا القتل المنظم والتهجير وكل ذلك قد بدأ منتصف عام 1975 وتحديدا قبل منتصف نيسان بيومين 13 نيسان الذي اتفقت كل الاطراف الدوليه واللبنانيه على انه بدايه الحرب الاهليه اللبنانيه اي قبل خروج القوات الامريكيه من سايغون بيومين ولا اعتقد ان هذه كلها مصادفات نمر عليها دون الارتكاز على نقطه مهمه جدا انها اعاده ترتيبات المنطقه وترتيب الاولويات والاهميه.
اذن نحن الان امام سؤال كيف اقتنعت الادراه الامريكيه ان المنطقة الاولى بالاهتمام هي منطقه الشرق الاوسط او ما اُتفق على تسميته بقوس الازمات هي الاولى بالرعايه والاهتمام ولذلك اسبابه الموضوعيه وهي:
§ اسرائيلياً فأن القوه الامريكيه يجب ان تكون مجاوره للقوة الاسرائيليه في المنطقه بعد الاحداث التي جرت في حرب تشرين التحرريه ودخول العراق كورقه مؤثره وفاعله ويجب ان يحسب لها حساب لانها قوة لاترتبط بأي أجنده غير الاجنده العربيه البحته.
§ اسرائيلياً ايضاً هناك عمليه اعاده بناء للثقه العربيه بأمكانيه تحرير الارض العربيه عن طريق الكفاح المسلح وهذا الذي لم يستطيع بن غوريون ان يراهن عليه حين اطلق مقولته المشهوره بعد اعلان دوله المسخ في فلسطين موجهاً كلامه لاعضاء الكنيست في حفل الاستقلال عام 1948 ان هذا الجيل الفلسطيني قد هُزم والجيل القادم سوف يعاني في الشتات والجيل الثالث سوف ينسى القضيه وقد خاب ظنه في ذلك.
§ أمريكياً فأن نجاح القوى الطامحه في المنطقه (العراق) في اعاده هيكيليه النظام العربي الذي راهنت عليه الدوائر الامبرياليه والكارتل الصناعي على بضعاً من دوله ان يبقى سندها وراس جسرها في المنطقه لتخريب عمليه نهوض عربي او اسلامي قد فشل. والكل قد لاحظ كيف ان المغفور له الملك فيصل قد اخذ الامر على عاتقه في عمليه رص الصفوف لمحاربه هذه الدوائر والتاثير عليها من خلال قطع امدادت النفط العربيه عن الدول الغربيه طيله حرب تشرين وهذا الفعل الذي جاء بالنتيجه الطبيعيه له بعمليه اغتيال للملك فيصل في ديوان حكمه على يد ابن شقيقه في نهايه آذار 1975 اي قبل الانسحاب الامريكي من فيتنام وقبل بدايه الحرب الاهليه في لبنان باسبوعين او اكثر قليلاً.
§ عربياً تم مسح آثار هزيمه حرب حزيران بنصر عربي لايرتقي اليه الشك رغم التامر الساداتي على ابناء الجيش الثالث المصري وترتيب عمليه حصاره على طريق القاهره السويس على يد قوات صهيونيه تقل عنه بالعدد بسنبه 1 الى 3 وكانت هذه القطعات التي عبرت الى الضفه الغربيه للقناه اي الجهه المصريه بقياده آرييل شارون سيء الصيت.
§ عربياً ايضاً كان هناك شبه اجماع عربي على ضروره اعاده اجزاء من الارض العربيه في فلسطين واعاده المشردين الى ديارهم واعاده ترتيب هذه المشكله على خلفيه الانتصار العربي الذي تحقق في تشرين الاول 1973 وان القوه العربيه قوى فاعله وضاغطه عسكرياً وبشرياً واقتصادياً واسلامياً.
§ سوفيتياً كان هناك نشوه انتصار في الكرملين لما جرت الامور في جبهه فيتنام وجبهه الجولان وقناه السويس وبدايه تحقيق الحلم القيصري بالوصول الى المياه الدافئه عن طريق الانظمه العربيه المحسوبه على الكتله الشرقيه.
§ عراقياً اعطى للقياده العراقيه انها صاحبة يد طولى في المنطقه وتستطيع في اي وقت واي لحظه ان تتحكم بخيوط اللعبه مرتكزة بذلك الى عدة مقومات اهمها وضوح النظريه العروبيه التي جاء بها حزب البعث وازاله ماعلق من التجربه السابقه التي حصلت في العراق عام 1963 وتاثيرات تيار صالح السعدي والحرس القومي في الذاكره العراقيه.
§ عراقيا ايضا كان بدايه اطلاله جيده على اخر مستجدات الحروب الحديثه والمساهمه بها بشكل فاعل وقوي قلب ميزان الحرب من هزيمه كان مقرر لها ان تحصل في اليومين الاولين الى نصر في اليومين الذين تلوا بدايه الحرب بوصول طلائع الجيش العراقي الى بحيره الحوله. وكان ايضا له التاثير على اعاده النظر في هيكليليه الدوله واستشعار القياده البعثيه الوطنيه في العراق ان القوة الطامعه (الصهيونيه ومنظومتها) لن تترك القوة الطامحه ( العراق ومنظومته) ان تستمر في قياده هذا الدور الريادي الذي بدأت تباشيره تعطي ثمارها في بدايات عام 1975.
§ عراقياً ايضاً وهذا هو المهم انه قد تم انهيار الجيب العميل للبرازانين بعد اتفاقيه الجزائر لتفويت الفرصه على الدور الصهيوني متمثلاً بمخلب القط التاريخي ايران الشاه في ذلك الوقت ان تستمر في ايذاء العراق من بوابته الشرقيه وعن طريق بوابته الشماليه على جبال شمال العراق السليب حالياً وكانت هذه الاتفاقيه ايضاً في بدايات شهر آذار 1975 واخذ الجيب العميل بالانهيار بعد مرور اسبوعين من توقيعه ومن المناسب ان انقل كلاماً منسوباً لهنري كسينجر على خلفيه توقيع هذه الاتفاقيه بأن علق عليها " سوف يدفع الشاه ثمن ماوافق عليه مع العراقيين".
§ نشوب مشكله اساسيه تمس الامن القومي العربي والعراقي نتيجه قطع مياه نهر الفرات وتقنين مستوى المياه المتدفقه سواءاً كان على البوابه التركيه السوريه او على البوابه السوريه العراقيه ووصول مستوى نهر الفرات الى مادون الاربع امتار في بعض المحافظات حتى وصل الامر في بعض المناطق ان قام الاهالي بعبور مخاض نهر الفرات على الاقدام مابين الضفتين وكان هذا الفعل ايضا في آذار 1975 وامتد لغايه آيار من نفس العام.
§ اخيراً وعراقياً ايضاً استطاع ان يكتسب ثقه الانظمه والتي كانت يُطلق عليها بالاتظمه الرجعيه في المنطقه ويلتقي معها على حد ادنى مفاده ان الهم العربي واحد وان العدو للنظام العربي هو ايضاً واحد وبهذا استطاع العراق ترصين جبهته الداخليه والاقليميه والدوليه وهذا الذي اطلق المؤمرات حوله ونحوه.
من كل مما تقدم نستطيع ان نقرأ الخريطه الجيوسياسيه الدوليه او تلك المحيطه باقليم القوى الطامحه او في قلب المنطقة العربيه ومن العجيب ان تتهيأ ارضيه هذه التغيرات في مقتربات شهر نيسان او في شهر نيسان 1975 بدايه الحرب الاهليه اللبنانيه.
وكما كنت قد أشرت في بدايه هذا الجزء ان الفخ اللبناني كان مقدراً له ان يؤثر على العراق سياسياً وعسكرياً ولايؤثر عليه جغرافياً, وفي نفس الوقت لا يكون للعراق تأثيراً عليه من الناحية السياسيه والعسكرية فكان الفخ اللبناني والحرب الاهليه فيه.
وهذا الذي جرى تقريباً حين وجد العراق نفسه امام خيارات صعبه للتعامل معها تحكمها امور كثيره غير امور السياسه الدوليه والعربيه ولكن تحكمها ايضاً امور الجغرافيا والتنقل على الارض. فكان على العراق في بدايات الحرب الاهليه ان يمد القوى الوطنيه والتنظيمات الفلسطينيه بالدعم المالي والاعلامي وبعد ذلك تدخلت قوات عراقيه خاصه في القتال في الخندق الوطني هناك وهذا الذي قلب معادله القوه الطامعه في محاولتها ابعاد العراق وتاثيره عن هذه الحرب.
السبت يناير 21, 2017 12:06 pm من طرف عدنان المعموري
» قصيده بعنوان كافي
الجمعة ديسمبر 19, 2014 7:50 am من طرف عدنان المعموري
» عن لسان ام الشاعر الراحل رحيم المالكي
الأحد يوليو 06, 2014 1:52 pm من طرف عدنان المعموري
» القصيدة التي أغضبت سلاطين المنطقة الخضراء
الثلاثاء أكتوبر 02, 2012 12:44 pm من طرف عدنان المعموري
» قصة مؤثرة عن غيرة النساء
الجمعة يونيو 29, 2012 1:06 am من طرف عدنان المعموري
» أبن شقيق الجعفري يكشف تفاصيل الاعتداء عليه بالضرب من قبل أبن شقيقة المالكي وأقربائه
الأربعاء مايو 23, 2012 12:06 pm من طرف عدنان المعموري
» يا احبيب / صاحب الضويري
السبت مايو 12, 2012 12:24 am من طرف عدنان المعموري
» خانقين..الوردة البيضاء..مدينة التآخي والسلام
الخميس فبراير 16, 2012 12:16 pm من طرف حسين:خانقين
» هدية لكم جميعا..مع باقات من النرجس من على سفوح جبال كردستان
الخميس فبراير 16, 2012 5:21 am من طرف حسين:خانقين
» الأشعة..منافعها واضرارها وهذا الحديث مع طبيبة اختصاصية في م. خانقين
الخميس فبراير 16, 2012 5:06 am من طرف حسين:خانقين
» دعوة للمشاركة
الخميس أكتوبر 06, 2011 9:22 am من طرف د.مسلم بديري
» قصص قصيرة جدا
الإثنين يوليو 18, 2011 5:00 pm من طرف د.مسلم بديري
» قصيدة (جيش الشيب) للشاعر الشاب سعد السوداني
الجمعة يونيو 24, 2011 11:49 am من طرف عدنان المعموري
» قصيدة (جيش الشيب) للشاعر الشاب سعد السوداني
الجمعة يونيو 24, 2011 11:47 am من طرف عدنان المعموري
» زعلتك صدك
الثلاثاء يونيو 21, 2011 1:22 pm من طرف عدنان المعموري
» يا احبيب /للشاعر صاحب الضويري
الإثنين يونيو 13, 2011 11:49 am من طرف عدنان المعموري
» أكميله للشاعر عارف مأمون
الإثنين أبريل 04, 2011 8:17 am من طرف عدنان المعموري
» كل ساعة انذبح من عرست لليوم وكل ساعة انسحك بجدام تذكارك
الإثنين أبريل 04, 2011 8:13 am من طرف عدنان المعموري
» قراءة الواقع الثقافي في العراق
السبت مارس 12, 2011 1:13 pm من طرف قاسم المعموري
» اشعل فتيلها الكادحون والرافضون للظلم
الثلاثاء مارس 08, 2011 1:05 pm من طرف قاسم المعموري