بايدن..... مصالحة ام تقسيم ؟
عبد الجبار الجبوري
كاتب واعلامي
تثير زيارة نائب الرئيس الامريكي جوزيف بايدن الى العراق الكثير من الاسئلة والمخاوف المشروعةلدى العراقيين، فهي في نظر الحكومة ومجلس النواب زيارة روتينية لاعداد تقرير حول الوضع الامني والسياسي في العراق، في حين قال البعض من الحكومة والمجلس ان الزيارة غير مرحب بها وتثير شبهات كبيرة على الصعيدين السياسي والعسكري،فيما يترقب الشارع العراقي نتائج ملموسة على الارض خاصة بعد انسحاب القوات المحتلة وانتشارها في اطراف المدن العراقية ،فماذا يحمل بايدن في جعبته الى العراق؟البعض يرجح ان في جعبته مشروعه القديم /الجديد تقسيم العراق خاصة بعد ان ادركت ادارة اوباما ان مشروع المصالحة الذي تبنته حكومة المالكي قد فشل فشلا ذريعا طوال هذه السنين ولم يعد يشكل الهاجس الهام لدى الحكومة الاعلىالفضائيات والاستهلاك الاعلامي الرخيص في مؤتمرات المصالحة الكاذبة،فيما ذهبت اراء اخرى الى ان بايدن جاء ليشرف على انسحاب شفاف لقواته المهزومة اصلا وتحقيق مصالحة مع اطراف تعارض العملية السياسية الحالية وتعارض الاحتلال،هكذا تنحصر الزيارة بين اتجاهين هما تحقيق المصالحة الوطنية او تنفيذ مشروع بايدن التقسيمي،لكن ما افصحت عنه لقاءات بايدن مع رئيس الحكومة وبعض المسؤولين الرسميين العراقيين ذوي النزعات الطائفية والتقسيمية والانفصالية والفدراليةينذر باشارات خطيرة لمستقبل العراق مضيفا اليها زيارته الى اقليم شمال العراق ولقاءاته مع دعاة الانفصال القومي الكردي،في وقت ادركت الادارة الامريكية ان مشروع المصالحة صار من الماضي لعدم استطاعة المالكي من تحقيقهابسبب هيمنة الاحزاب الطائفية والكتل الكبيرة على القرار الحكومي والصراع الدائر بينها على المناصب والثروات، اضافة الى ان هذه الاحزاب ولاؤها ليس للعراق اصلا،وتحمل اجندة خارجية بعيدة عن مصلحة البلاد ومستقبله،اذن مهمة بايدن تصطدم باكثر من مصد كونكريتي وضعه الامريكان لانفسهم، هي الاحزاب التي تقود العملية السياسية وتفرض سطوتهاعليهافبماذا سيخرج بايدن من زيارته هذه ،وتصريحات اعضاء في مجلس النواب تصفها بالمشبوهة وتحمل نفسا عدائيا للعراق وتهدف الى تنفيذ تقسيم العراق في حين صرح الناطق باسم الحكومة ان زيارة بايدن هي لاعداد تقرير عن الوضع الامني والعسكري في العراق والاشراف على عملية انسحاب قوات الاحتلال هذا هو رأي حكومة المالكي بالزيارة،لكن المخفي والغاطس منها لم يتطرق له (الناطق)الاوهو الذي يدور في الوسط السياسي والشارع العراقي وهو ابعد من وصف الحكومة بكثير بل ينسف كل ماتردده الحكومة وتلعنه في فضائياتها على ان الزيارة هي زيارة(تحذيرية) للحكومة وقد تتخلى ادارة اوباما عن مساعدة المالكي وحكومته لاحقا في استتاب الامن وتحقيق مصالحة حقيقية تضمن انسحاب شفاف للقوات المحتلة وتبعد البلاد عن حرب طائفية محتملة فيما يذهب المحللون السياسيون ان ما ترشح من تصريحات على مواقع الانترنت والصحف الامريكية من ان بايدن يحمل(خطة طريق) صارمة وانذار مبكر لحكومة المالكي تفظي الى مصالحة واسعة تشمل جميع العراقيين دون استثناء، وقد مهد لهذه الخطة الزيارات المكوكية لمسوؤلين امريكان الى المنطقة وشملت سوريا والسعودية والاردن ومصر وفي مقدمتهم جيمي كارتر لمفاتحة هذه الدول بمساعدتها بأجراء اتصالات مع اطراف مناوئة للاتحتلال وفي مقدمتهم حزب البعث ، وقد تسربت معلومات شبه مؤكدة بهذا الاتجاه في الصحف الغربية والامريكية ، وقد اوصل بايدن لحكومة المالكي شفرات بهذا المعنى وضعها على طاولة مباحثاته مع المالكي في بغداد الامر الذي خرج الى العلن من تصريحات حكومية تحذر من انقلاب عسكري على حكومة المالكي وتصريحات حكومية اخرى تقول ان بايدن سوف يدخل اطرافا سياسية جديدة عنوة الى الحكومة والعملية السياسية في اشارة واضحة الى مهمة بايدن او جزء منها ، علما ان بايدن نفسه صرح ان المصالحة لا تتحقق بدون اشراك جميع العراقيين والاطراف السياسية فيه وان المصالحة لا تتحقق دون ذلك وهذا هو الانذار الذي وجهه الى حكومة المالكي ، هنا مازلنا نفكك شفرات زيارة بايدن ونحسن الظن فيها ونوهم انفسنا ان بايدن هو حمامة سلام وننسى مشروعه التدميري للعراق قبل الاحتلال ، وربما منا من هلل لهذه الزيارة وبنى عليها امالا كبيرة ، لكن المتابع الحصيف يدرك ان بايدن لم يأت ( لسواد عيون العراقيين) ابدا فقد جاء ليوكد لأدارته وحلفائها ان مشروعه هو الاصلح لقيادةالعراق وان حكومةالمالكي عاجزة تماما عن تحقيق المصالحة بسبب صراع الاحزاب الحاكمة فيما بينها ونفوذ دول خارجية في القرار العراقي وحان الوقت لكي تنفذ ادارة اوباما مشروع جوزيف بايدن التقسيمي في العراق ، وفعلا قام بايدن بأجراء لقاءات منفردة مع اطراف تعمل ليل نهار لتقسيم العراق كالمجلس الاعلى الذي يطالب بأقامة اقليم الجنوب ثم زار شمال العراق ليلتقي(طالباني برزاني) هناك ويبلغهما الشروع بتنفيذ مشروعه ناهيك عن لقاءاته مع شخصيات سياسية وحزبية وعشائرية تؤيده في المشروع، اذن تخوف العراقيين من هذه الزيارة في محله التي تنبئ بمخاطر لاحدود لها ، ولكن في مقابل هذا شرعت القوى السياسية الوطنية والرموز العشائرية والدينية وجهات دولية عربية وعراقية بتهيئة الراي العراقي واستشعاره بخطورة هذه الزيارة والعمل على افشالها بكل الطرق المتاحة لهاومنها تصعيد عمل المقاومة ضد الاحتلال وشاهد العالم ايضا التظاهرات الكبيرة التي انطلقت في شوارع العراق وشاركت فيها كل اطياف الشعب العراق منددة بدستور اقليم الشمال وزيارة بايدن المشبوهة ورفعت شعارا عراقياواحدا العراق واحد موحد لايقبل القسمة على اثنين وان كل مشاريع التقسيم سيدوسها شعب العراق الابي في الجنوب والشمال، في هذه اللحظات يتابع بايدن هذه المظاهرات وردود افعال المواطنين ليدرك ان مشروعه في تقسيم العراق سوف يكون مصيره مزبلة التاريخ ... عندها سيحمل حقيبته البائسة مطاطئ الراس امام اصرار العراقيين وتمسكهم بوحدة العراق ارضا وشعبا وحضارة وليذهب بايدن وادارته وعملاؤها الى الجحيم .....ويبقى العراق.....
عبد الجبار الجبوري
كاتب واعلامي
تثير زيارة نائب الرئيس الامريكي جوزيف بايدن الى العراق الكثير من الاسئلة والمخاوف المشروعةلدى العراقيين، فهي في نظر الحكومة ومجلس النواب زيارة روتينية لاعداد تقرير حول الوضع الامني والسياسي في العراق، في حين قال البعض من الحكومة والمجلس ان الزيارة غير مرحب بها وتثير شبهات كبيرة على الصعيدين السياسي والعسكري،فيما يترقب الشارع العراقي نتائج ملموسة على الارض خاصة بعد انسحاب القوات المحتلة وانتشارها في اطراف المدن العراقية ،فماذا يحمل بايدن في جعبته الى العراق؟البعض يرجح ان في جعبته مشروعه القديم /الجديد تقسيم العراق خاصة بعد ان ادركت ادارة اوباما ان مشروع المصالحة الذي تبنته حكومة المالكي قد فشل فشلا ذريعا طوال هذه السنين ولم يعد يشكل الهاجس الهام لدى الحكومة الاعلىالفضائيات والاستهلاك الاعلامي الرخيص في مؤتمرات المصالحة الكاذبة،فيما ذهبت اراء اخرى الى ان بايدن جاء ليشرف على انسحاب شفاف لقواته المهزومة اصلا وتحقيق مصالحة مع اطراف تعارض العملية السياسية الحالية وتعارض الاحتلال،هكذا تنحصر الزيارة بين اتجاهين هما تحقيق المصالحة الوطنية او تنفيذ مشروع بايدن التقسيمي،لكن ما افصحت عنه لقاءات بايدن مع رئيس الحكومة وبعض المسؤولين الرسميين العراقيين ذوي النزعات الطائفية والتقسيمية والانفصالية والفدراليةينذر باشارات خطيرة لمستقبل العراق مضيفا اليها زيارته الى اقليم شمال العراق ولقاءاته مع دعاة الانفصال القومي الكردي،في وقت ادركت الادارة الامريكية ان مشروع المصالحة صار من الماضي لعدم استطاعة المالكي من تحقيقهابسبب هيمنة الاحزاب الطائفية والكتل الكبيرة على القرار الحكومي والصراع الدائر بينها على المناصب والثروات، اضافة الى ان هذه الاحزاب ولاؤها ليس للعراق اصلا،وتحمل اجندة خارجية بعيدة عن مصلحة البلاد ومستقبله،اذن مهمة بايدن تصطدم باكثر من مصد كونكريتي وضعه الامريكان لانفسهم، هي الاحزاب التي تقود العملية السياسية وتفرض سطوتهاعليهافبماذا سيخرج بايدن من زيارته هذه ،وتصريحات اعضاء في مجلس النواب تصفها بالمشبوهة وتحمل نفسا عدائيا للعراق وتهدف الى تنفيذ تقسيم العراق في حين صرح الناطق باسم الحكومة ان زيارة بايدن هي لاعداد تقرير عن الوضع الامني والعسكري في العراق والاشراف على عملية انسحاب قوات الاحتلال هذا هو رأي حكومة المالكي بالزيارة،لكن المخفي والغاطس منها لم يتطرق له (الناطق)الاوهو الذي يدور في الوسط السياسي والشارع العراقي وهو ابعد من وصف الحكومة بكثير بل ينسف كل ماتردده الحكومة وتلعنه في فضائياتها على ان الزيارة هي زيارة(تحذيرية) للحكومة وقد تتخلى ادارة اوباما عن مساعدة المالكي وحكومته لاحقا في استتاب الامن وتحقيق مصالحة حقيقية تضمن انسحاب شفاف للقوات المحتلة وتبعد البلاد عن حرب طائفية محتملة فيما يذهب المحللون السياسيون ان ما ترشح من تصريحات على مواقع الانترنت والصحف الامريكية من ان بايدن يحمل(خطة طريق) صارمة وانذار مبكر لحكومة المالكي تفظي الى مصالحة واسعة تشمل جميع العراقيين دون استثناء، وقد مهد لهذه الخطة الزيارات المكوكية لمسوؤلين امريكان الى المنطقة وشملت سوريا والسعودية والاردن ومصر وفي مقدمتهم جيمي كارتر لمفاتحة هذه الدول بمساعدتها بأجراء اتصالات مع اطراف مناوئة للاتحتلال وفي مقدمتهم حزب البعث ، وقد تسربت معلومات شبه مؤكدة بهذا الاتجاه في الصحف الغربية والامريكية ، وقد اوصل بايدن لحكومة المالكي شفرات بهذا المعنى وضعها على طاولة مباحثاته مع المالكي في بغداد الامر الذي خرج الى العلن من تصريحات حكومية تحذر من انقلاب عسكري على حكومة المالكي وتصريحات حكومية اخرى تقول ان بايدن سوف يدخل اطرافا سياسية جديدة عنوة الى الحكومة والعملية السياسية في اشارة واضحة الى مهمة بايدن او جزء منها ، علما ان بايدن نفسه صرح ان المصالحة لا تتحقق بدون اشراك جميع العراقيين والاطراف السياسية فيه وان المصالحة لا تتحقق دون ذلك وهذا هو الانذار الذي وجهه الى حكومة المالكي ، هنا مازلنا نفكك شفرات زيارة بايدن ونحسن الظن فيها ونوهم انفسنا ان بايدن هو حمامة سلام وننسى مشروعه التدميري للعراق قبل الاحتلال ، وربما منا من هلل لهذه الزيارة وبنى عليها امالا كبيرة ، لكن المتابع الحصيف يدرك ان بايدن لم يأت ( لسواد عيون العراقيين) ابدا فقد جاء ليوكد لأدارته وحلفائها ان مشروعه هو الاصلح لقيادةالعراق وان حكومةالمالكي عاجزة تماما عن تحقيق المصالحة بسبب صراع الاحزاب الحاكمة فيما بينها ونفوذ دول خارجية في القرار العراقي وحان الوقت لكي تنفذ ادارة اوباما مشروع جوزيف بايدن التقسيمي في العراق ، وفعلا قام بايدن بأجراء لقاءات منفردة مع اطراف تعمل ليل نهار لتقسيم العراق كالمجلس الاعلى الذي يطالب بأقامة اقليم الجنوب ثم زار شمال العراق ليلتقي(طالباني برزاني) هناك ويبلغهما الشروع بتنفيذ مشروعه ناهيك عن لقاءاته مع شخصيات سياسية وحزبية وعشائرية تؤيده في المشروع، اذن تخوف العراقيين من هذه الزيارة في محله التي تنبئ بمخاطر لاحدود لها ، ولكن في مقابل هذا شرعت القوى السياسية الوطنية والرموز العشائرية والدينية وجهات دولية عربية وعراقية بتهيئة الراي العراقي واستشعاره بخطورة هذه الزيارة والعمل على افشالها بكل الطرق المتاحة لهاومنها تصعيد عمل المقاومة ضد الاحتلال وشاهد العالم ايضا التظاهرات الكبيرة التي انطلقت في شوارع العراق وشاركت فيها كل اطياف الشعب العراق منددة بدستور اقليم الشمال وزيارة بايدن المشبوهة ورفعت شعارا عراقياواحدا العراق واحد موحد لايقبل القسمة على اثنين وان كل مشاريع التقسيم سيدوسها شعب العراق الابي في الجنوب والشمال، في هذه اللحظات يتابع بايدن هذه المظاهرات وردود افعال المواطنين ليدرك ان مشروعه في تقسيم العراق سوف يكون مصيره مزبلة التاريخ ... عندها سيحمل حقيبته البائسة مطاطئ الراس امام اصرار العراقيين وتمسكهم بوحدة العراق ارضا وشعبا وحضارة وليذهب بايدن وادارته وعملاؤها الى الجحيم .....ويبقى العراق.....
السبت يناير 21, 2017 12:06 pm من طرف عدنان المعموري
» قصيده بعنوان كافي
الجمعة ديسمبر 19, 2014 7:50 am من طرف عدنان المعموري
» عن لسان ام الشاعر الراحل رحيم المالكي
الأحد يوليو 06, 2014 1:52 pm من طرف عدنان المعموري
» القصيدة التي أغضبت سلاطين المنطقة الخضراء
الثلاثاء أكتوبر 02, 2012 12:44 pm من طرف عدنان المعموري
» قصة مؤثرة عن غيرة النساء
الجمعة يونيو 29, 2012 1:06 am من طرف عدنان المعموري
» أبن شقيق الجعفري يكشف تفاصيل الاعتداء عليه بالضرب من قبل أبن شقيقة المالكي وأقربائه
الأربعاء مايو 23, 2012 12:06 pm من طرف عدنان المعموري
» يا احبيب / صاحب الضويري
السبت مايو 12, 2012 12:24 am من طرف عدنان المعموري
» خانقين..الوردة البيضاء..مدينة التآخي والسلام
الخميس فبراير 16, 2012 12:16 pm من طرف حسين:خانقين
» هدية لكم جميعا..مع باقات من النرجس من على سفوح جبال كردستان
الخميس فبراير 16, 2012 5:21 am من طرف حسين:خانقين
» الأشعة..منافعها واضرارها وهذا الحديث مع طبيبة اختصاصية في م. خانقين
الخميس فبراير 16, 2012 5:06 am من طرف حسين:خانقين
» دعوة للمشاركة
الخميس أكتوبر 06, 2011 9:22 am من طرف د.مسلم بديري
» قصص قصيرة جدا
الإثنين يوليو 18, 2011 5:00 pm من طرف د.مسلم بديري
» قصيدة (جيش الشيب) للشاعر الشاب سعد السوداني
الجمعة يونيو 24, 2011 11:49 am من طرف عدنان المعموري
» قصيدة (جيش الشيب) للشاعر الشاب سعد السوداني
الجمعة يونيو 24, 2011 11:47 am من طرف عدنان المعموري
» زعلتك صدك
الثلاثاء يونيو 21, 2011 1:22 pm من طرف عدنان المعموري
» يا احبيب /للشاعر صاحب الضويري
الإثنين يونيو 13, 2011 11:49 am من طرف عدنان المعموري
» أكميله للشاعر عارف مأمون
الإثنين أبريل 04, 2011 8:17 am من طرف عدنان المعموري
» كل ساعة انذبح من عرست لليوم وكل ساعة انسحك بجدام تذكارك
الإثنين أبريل 04, 2011 8:13 am من طرف عدنان المعموري
» قراءة الواقع الثقافي في العراق
السبت مارس 12, 2011 1:13 pm من طرف قاسم المعموري
» اشعل فتيلها الكادحون والرافضون للظلم
الثلاثاء مارس 08, 2011 1:05 pm من طرف قاسم المعموري