نظامان وقيادتان
القوى الطامعه والقوى الطامحه
الحلقه الثانيه
بقلم: قتيبة محمد الجبوري
تحدثنا في حلقتنا الاولى عن بدايات النهوض العربي والتي أصبحت حاله نهوضه تؤشر حاله خطره يجب الانتباه لها وأخذها بالحسبان وكان لهذا النهوض دلالته والتي يمكن التذكير بها من خلال مجموعه نقاط أشرت هذه الحاله من النهوض وهي :
حاله كسر حاجز الرعب من البعبع الصهيوني بعبور قناه السويس واقتحام خط بارليف وتدمير القطعات في الجهه الشرقيه من قناة السويس وامام كاميرات المراقبين الذين اهلهم هذا الفعل العربي الارفض للهزيمه من عدو مسخ.
اقتحام هضبه الجولان واسترجاع مجموعه مواقع هامه فيها وصولاً الى مستعمرات صهيونيه بالعمق الصهيوني.
دخول العراق بثقله الاقليمي عسكرياً، بشريا, اقتصادياً, سياسياً وشعبياً في هذه الحرب واصبح رؤيه الطوابير القتاليه في طول العراق وعرضه وهي تتجه الى الجبهه في سوريا من الامور التي اعتادها الشعب وباركها وتمنى ان يكون من ضمنها .
حصول حاله من التضامن العربي نتيجه ضغط الشارع العربي الذي بدأ يرى نتائج دخول الجيش العراقي الى الحرب وتغيريه نتائج المعارك من تراجع باتجاه تهديد دمشق الى انتصارات وصلت الى العمق الصهيوني وبحيره طبريه تحديداً.
الحاله السابقه أوجدت حاله أرباك على الانظمه العربيه المحسوبه على الرجعيه او على نقيضها للمشاركة في هذه الحرب ليس مالياً كما جرت العاده العربيه وكرمها الحاتمي , بل أوجد حاله ضغط باتجاه ارسال قطعات عسكريه وليست فقط رمزيه بل مؤثره بالمعادله العسكريه الى جبهات القتال.
التاثير على اقتصاديات الدول الصناعيه ودول العالم بتأميم النفط العراقي والتهديد بتاميم نفوط اخرى في بلدان اخرى مما جعل المنطقه تعيش وفرة مداخيل نفطيه أعقبت حرب تشرين.
قيام الدول التي كانت تعتبرها امريكا حتى ذلك الوقت بأنها انظمه صديقه لها بوقف الانتاج والامداد الى الدول الغربيه وقاد هذه المهمه المملكه العربيه السعوديه وعاهلها المغفور له فيصل وكان هذا الفعل متناغماً مع ما تنقله البيانات العسكريه من الجبهات بأن القوات العربيه تسترجه ليس فقط الارض بل تسترجع الكرامه التي حاولت القوى الطامعه ان تهينها وتذلها في حروب سابقه.
أيجاد حاله من التوازن النفسي بين الشعب العربي بأن الهم العربي هو هماً مشتركاً على الرغم من تسويق البوق الصهيو- أمريكي أن سكان هذه المنطقه ( المنطقة العربيه ) هم مجموعه شعوب وليست شعباً واحداً, هذا التوازن الشعبي تبعه حاله من التفاهم والتضامن العربي على صعيد الأنظمة ولو بالحد الادنى وهي الحاله التي كان يطمح لها الشعب العربي في ظروف تلك الحرب والاوضاع المحيطه بها.
أتجاه العراق مباشرة بعد الحرب الى بناء صناعته العسكرية المستقلة وكان القرار الاهم هو توجه العراق بتنويع مصادر تسليحه وكانت فرنسا باكورة هذا التعاون مع المنطقة العربية.
سوف ارتكز في هذه الحلقة على النقطة الاخيرة من تأشير حالات النهوض العربي وهي توجة العراق اولاً والدول العربية فيما بعد الى بناء قاعدة صناعية عسكرية رصينه وعلى تنويع السلاح المستورد الى المنطقة العربية. وكان للقيادة العراقية قراءه مسبوقة لما ستوؤل عليه المنطقة فيما بعد بين الاتحاد السوفيتي واميركا قطبي تلك الفترة وأعمدة النظام العالمي القديم عالم الحرب البارده.
فالقيادة العراقية تستطيع ان تتفهم حال ونوع المساعده التي تقدمها القيادة السوفيتيه الى العرب بالسلاح والمعلومات وهي هنا تريد هذه المعونة الى اقصى مدى, ولكنها في نفس الوقت تتفهم القيادة العراقيه أن الاتحاد السوفيتي هو احد قطبي نظام مابعد الحرب العالمية الثانية وملتزم بحفظ التوازن والسلم الدولي في جميع ارجاء المعموره وهذا الذي كانت لاتريدة القياده العراقية.
فالقراءة المتانية لقرار العراق بتنويع مصادر سلاحه فرنسي اولا وبرازيلي ارجنتيني صيني فيما بعد حرر العراق والاتحاد السوفيتي من قيود سياسيه والتزامات دولية واخلاقية فيما بينهم تُلزم كلا الطرفين باتباعها وكانت معظم هذه الاتفاقيات المرافقة لعقود السلاح السوفيتي تتقاطع مع التوجه السياسي للقيادة العراقيه والتزامها القومي تجاه قاعدتها القطرية والقومية, فحتى تكون هناك حرب أقليميه في المنطقة يتوجب أولاً تامين مصادر وصول السلاح والذخيره, هذا التامين يفرض على الدولة ان تسلم أهم اسرارها العسكريه والتسليحية مكشوفه امام العدو مما يزيد من حالة الانكفاء الى الخلف وتعرية شعاراته أمام جماهيرها في العراق والوطن العربي.
فكان التوجه بهذا الموضوع باتجاهين متوازيين متسارعيين على طول الخط , الاتجاه الاول بناء مصانع او نواة مصانع للذخائر ولو على صعيد الاسلحة الخفيفة والمتوسطة والاتجاة الاخر التفكير ووضع الخطوط العريضة لبناء مصانع للذخيرة والسلاح وبخطوط انتاج مختلفة ومتنوعه.
ولقد ساعدت خطوة القيادة العراقية بتأميم ماتبقى من حصص نفطيه وقطع مجموعه من الدول العربيه قطع وليس تأميم ولمدد لم تتجاوز في أحسن حالاته 4 شهور, ساعدت هذه الامور على تدفق سيل بدأ للوهله الاولى انه غير قابل للنضوب وهو الدولار الامريكي على المنطقة ( برميل النفط قبل حرب تشرين 1973 تقريباً اربعه دولارات بعد الحرب وصل الى سقف 45 دولاراً ) .
ففي الوقت الذي أفسد هذا المال دولاً وشعوباً في المنطقة , كان له فوائد جمة في العراق وقيادتة حيث سرع تدفق المال الجديد عملية تسريع بناء العراق الجديد وباتجاهات افقدت أعصاب القيادة العراقية نتيجة ضغوطات التنمية والتعميروأعادة بناء البلد. ووصل الامر الى الحد الذي أجتمع به الرئيس الشهيد صدام حسين وكان حينئذً نائبا لمجلس قيادة الثورة وكان يقود عملية التطوير والتصنيع , وصل الامر ان أجتمع بوزراء ووكلاء وزراء ومدراء وهددهم بأن الوزارة او الموسسة التي سوف تُعيد مبلغ الى خزينة الدولة يزيد عن 5% من الميزاينية المرصودة للوزارة او المؤسسة فأنه سوف يحاسبها تحت طائلة تعويق بناء العراق, أكرر سيحاسبها تحت طائلة تعويق عملية البناء للبلد.
ولا أريد أن اعطي فرصه للمشككين في تلك الفترة أن يقولوا أن الوزارات أخذت تبذر الاموال يميناً وشمالاً فقط لانفاقها وعدم الاحتفاظ بأي مبلغ خوفاً من عقاب القيادة له ولوزارته, حيث أن كل وزاره كانت تحنوي على ديوان رقابه مالي مستقل عن مكتب الوزير ومرتبط بمكتب النائب لمجلس قيادة الثوره وهناك مجلس رقابه مالي مركزي يراقب مجالس الرقابه الفرعية لضمان عدم الفساد الاداري وشراء الذمم والاشراف على قنوات صرف الاموال.
وتحول العراق الى ورشة عمل كبيرة بدءاً من تاريخ كسر الحصار النفطي الذي فرضته عليه الشركات في 27 آذار 1974 ولغايه منتصف الثمانينات تسارعت وتباطاءت وتيره هذا البناء تبعاً لخارطة
الالغام الذي وضعتها القوى الطامعه الدوائر الصيهو- امريكو- فارسيه في طريق القوى الطامحه الوطنية ومن بين هذه الالغام التمرد العميل لمسعود البرزاني في شمال العراق والتحرش الايراني في شط العرب وشمال العراق ايضاً.
وهذا الأمر كنت قد نوهت عنه في الحلقة الاولى عندما قلت ان القوتان الطامحة والطامعة ولسوء حظ كليهما قد أشتبكتا في الوقت الغير مناسب في المكان الغير نتاسب بالاساليب الغير مناسبة. أما لماذا غير مناسب من وجهه نظر القوة الطامحة؟ فلأنها وبحكم ترتيبات الوقت والبناء لم تكن قد اقفلت الحلقات الاولية لانطلاق العراق كقوة مهابة الجانب في ذاك الوقت ( كان لازال عظمه طرياً ) ولم يكن ليحتمل أن يقاتل المثلث الصهيو – امريكي - الفارسي مجتمعين فآثر ان يحني رأسه لهذه العاصفه ليقينه بأن الحرب قادمه لامحال ولن تكون حرب بالانابه بل بالمواجهه المباشرة .
وكان سوء الحظ من وجهه نظر القوة الطامعه انها كشفت تحيز سياستها امام الشعب العربي وامام شعوب المنطقة مما جعلها شريكاً او طرفاً لاتقبل شهادته عندما يتعلق الامر بالحق العربي والنزاع العربي الصهيوني. وكان من سوء حظها ايضاً انها بدت كعملاق يقاتل بعقل طفل غير ناضج بلداً مثل العراق الذي لم يتجاوز بعد عتبة دول العالم الثالث بعد.
فكان على القوتان ان ترتبا أوراقهما لبداية جولة جديدة من الصـــراع فسارعت القيادة الطامحـــة ( العراق ) الى تفعيل قانون الحكم الذاتي مع الاكراد لتفويت الفرصة على البرزاني ليكون كحصان طروادة امريكي في شمال العراق, وأتجه بعد ذلك الى تهدئة الوضع مع ايران بالاتفاق معها على ترتيبات خاصة بالحدود وبشط العرب, واتجهت القوة الطامعه بفتح حقلي الغام لتعويق النهوض العربي بقيادة العراق بأن بدأت بالتهيئه للحرب الاهلية في لبنان وبالتهيئه لاتفاقيات فك الاشتباك الثاني والذي كام مقدمةً لاتفاقيات كامب ديفيد.
وتوقفنا في الحلقه الاولى عند فقرة انه باللحظة التي كان العراق يوقع بها اوراق اتفاقية الجزائر كان مهندس السياسة الخارجية الامريكية والذي لازال الى الان يضع خطوطها العريضة هنري كسنجر يوقع وثائق انهاء خدمات الشاه محمد رضا بهلوي , واستخدام الشاه روح الله آيه الله الخميني ولكن كشاه معمم لان الدين سوف يكون الطابع الذي يدير الامور في منطقة الشرق الاوسط على مدى الخليقة.
يتبع في الحلقه الثالثه ان شاء الله
بقلم قتيبة محمد الجبوري
القوى الطامعه والقوى الطامحه
الحلقه الثانيه
بقلم: قتيبة محمد الجبوري
تحدثنا في حلقتنا الاولى عن بدايات النهوض العربي والتي أصبحت حاله نهوضه تؤشر حاله خطره يجب الانتباه لها وأخذها بالحسبان وكان لهذا النهوض دلالته والتي يمكن التذكير بها من خلال مجموعه نقاط أشرت هذه الحاله من النهوض وهي :
حاله كسر حاجز الرعب من البعبع الصهيوني بعبور قناه السويس واقتحام خط بارليف وتدمير القطعات في الجهه الشرقيه من قناة السويس وامام كاميرات المراقبين الذين اهلهم هذا الفعل العربي الارفض للهزيمه من عدو مسخ.
اقتحام هضبه الجولان واسترجاع مجموعه مواقع هامه فيها وصولاً الى مستعمرات صهيونيه بالعمق الصهيوني.
دخول العراق بثقله الاقليمي عسكرياً، بشريا, اقتصادياً, سياسياً وشعبياً في هذه الحرب واصبح رؤيه الطوابير القتاليه في طول العراق وعرضه وهي تتجه الى الجبهه في سوريا من الامور التي اعتادها الشعب وباركها وتمنى ان يكون من ضمنها .
حصول حاله من التضامن العربي نتيجه ضغط الشارع العربي الذي بدأ يرى نتائج دخول الجيش العراقي الى الحرب وتغيريه نتائج المعارك من تراجع باتجاه تهديد دمشق الى انتصارات وصلت الى العمق الصهيوني وبحيره طبريه تحديداً.
الحاله السابقه أوجدت حاله أرباك على الانظمه العربيه المحسوبه على الرجعيه او على نقيضها للمشاركة في هذه الحرب ليس مالياً كما جرت العاده العربيه وكرمها الحاتمي , بل أوجد حاله ضغط باتجاه ارسال قطعات عسكريه وليست فقط رمزيه بل مؤثره بالمعادله العسكريه الى جبهات القتال.
التاثير على اقتصاديات الدول الصناعيه ودول العالم بتأميم النفط العراقي والتهديد بتاميم نفوط اخرى في بلدان اخرى مما جعل المنطقه تعيش وفرة مداخيل نفطيه أعقبت حرب تشرين.
قيام الدول التي كانت تعتبرها امريكا حتى ذلك الوقت بأنها انظمه صديقه لها بوقف الانتاج والامداد الى الدول الغربيه وقاد هذه المهمه المملكه العربيه السعوديه وعاهلها المغفور له فيصل وكان هذا الفعل متناغماً مع ما تنقله البيانات العسكريه من الجبهات بأن القوات العربيه تسترجه ليس فقط الارض بل تسترجع الكرامه التي حاولت القوى الطامعه ان تهينها وتذلها في حروب سابقه.
أيجاد حاله من التوازن النفسي بين الشعب العربي بأن الهم العربي هو هماً مشتركاً على الرغم من تسويق البوق الصهيو- أمريكي أن سكان هذه المنطقه ( المنطقة العربيه ) هم مجموعه شعوب وليست شعباً واحداً, هذا التوازن الشعبي تبعه حاله من التفاهم والتضامن العربي على صعيد الأنظمة ولو بالحد الادنى وهي الحاله التي كان يطمح لها الشعب العربي في ظروف تلك الحرب والاوضاع المحيطه بها.
أتجاه العراق مباشرة بعد الحرب الى بناء صناعته العسكرية المستقلة وكان القرار الاهم هو توجه العراق بتنويع مصادر تسليحه وكانت فرنسا باكورة هذا التعاون مع المنطقة العربية.
سوف ارتكز في هذه الحلقة على النقطة الاخيرة من تأشير حالات النهوض العربي وهي توجة العراق اولاً والدول العربية فيما بعد الى بناء قاعدة صناعية عسكرية رصينه وعلى تنويع السلاح المستورد الى المنطقة العربية. وكان للقيادة العراقية قراءه مسبوقة لما ستوؤل عليه المنطقة فيما بعد بين الاتحاد السوفيتي واميركا قطبي تلك الفترة وأعمدة النظام العالمي القديم عالم الحرب البارده.
فالقيادة العراقية تستطيع ان تتفهم حال ونوع المساعده التي تقدمها القيادة السوفيتيه الى العرب بالسلاح والمعلومات وهي هنا تريد هذه المعونة الى اقصى مدى, ولكنها في نفس الوقت تتفهم القيادة العراقيه أن الاتحاد السوفيتي هو احد قطبي نظام مابعد الحرب العالمية الثانية وملتزم بحفظ التوازن والسلم الدولي في جميع ارجاء المعموره وهذا الذي كانت لاتريدة القياده العراقية.
فالقراءة المتانية لقرار العراق بتنويع مصادر سلاحه فرنسي اولا وبرازيلي ارجنتيني صيني فيما بعد حرر العراق والاتحاد السوفيتي من قيود سياسيه والتزامات دولية واخلاقية فيما بينهم تُلزم كلا الطرفين باتباعها وكانت معظم هذه الاتفاقيات المرافقة لعقود السلاح السوفيتي تتقاطع مع التوجه السياسي للقيادة العراقيه والتزامها القومي تجاه قاعدتها القطرية والقومية, فحتى تكون هناك حرب أقليميه في المنطقة يتوجب أولاً تامين مصادر وصول السلاح والذخيره, هذا التامين يفرض على الدولة ان تسلم أهم اسرارها العسكريه والتسليحية مكشوفه امام العدو مما يزيد من حالة الانكفاء الى الخلف وتعرية شعاراته أمام جماهيرها في العراق والوطن العربي.
فكان التوجه بهذا الموضوع باتجاهين متوازيين متسارعيين على طول الخط , الاتجاه الاول بناء مصانع او نواة مصانع للذخائر ولو على صعيد الاسلحة الخفيفة والمتوسطة والاتجاة الاخر التفكير ووضع الخطوط العريضة لبناء مصانع للذخيرة والسلاح وبخطوط انتاج مختلفة ومتنوعه.
ولقد ساعدت خطوة القيادة العراقية بتأميم ماتبقى من حصص نفطيه وقطع مجموعه من الدول العربيه قطع وليس تأميم ولمدد لم تتجاوز في أحسن حالاته 4 شهور, ساعدت هذه الامور على تدفق سيل بدأ للوهله الاولى انه غير قابل للنضوب وهو الدولار الامريكي على المنطقة ( برميل النفط قبل حرب تشرين 1973 تقريباً اربعه دولارات بعد الحرب وصل الى سقف 45 دولاراً ) .
ففي الوقت الذي أفسد هذا المال دولاً وشعوباً في المنطقة , كان له فوائد جمة في العراق وقيادتة حيث سرع تدفق المال الجديد عملية تسريع بناء العراق الجديد وباتجاهات افقدت أعصاب القيادة العراقية نتيجة ضغوطات التنمية والتعميروأعادة بناء البلد. ووصل الامر الى الحد الذي أجتمع به الرئيس الشهيد صدام حسين وكان حينئذً نائبا لمجلس قيادة الثورة وكان يقود عملية التطوير والتصنيع , وصل الامر ان أجتمع بوزراء ووكلاء وزراء ومدراء وهددهم بأن الوزارة او الموسسة التي سوف تُعيد مبلغ الى خزينة الدولة يزيد عن 5% من الميزاينية المرصودة للوزارة او المؤسسة فأنه سوف يحاسبها تحت طائلة تعويق بناء العراق, أكرر سيحاسبها تحت طائلة تعويق عملية البناء للبلد.
ولا أريد أن اعطي فرصه للمشككين في تلك الفترة أن يقولوا أن الوزارات أخذت تبذر الاموال يميناً وشمالاً فقط لانفاقها وعدم الاحتفاظ بأي مبلغ خوفاً من عقاب القيادة له ولوزارته, حيث أن كل وزاره كانت تحنوي على ديوان رقابه مالي مستقل عن مكتب الوزير ومرتبط بمكتب النائب لمجلس قيادة الثوره وهناك مجلس رقابه مالي مركزي يراقب مجالس الرقابه الفرعية لضمان عدم الفساد الاداري وشراء الذمم والاشراف على قنوات صرف الاموال.
وتحول العراق الى ورشة عمل كبيرة بدءاً من تاريخ كسر الحصار النفطي الذي فرضته عليه الشركات في 27 آذار 1974 ولغايه منتصف الثمانينات تسارعت وتباطاءت وتيره هذا البناء تبعاً لخارطة
الالغام الذي وضعتها القوى الطامعه الدوائر الصيهو- امريكو- فارسيه في طريق القوى الطامحه الوطنية ومن بين هذه الالغام التمرد العميل لمسعود البرزاني في شمال العراق والتحرش الايراني في شط العرب وشمال العراق ايضاً.
وهذا الأمر كنت قد نوهت عنه في الحلقة الاولى عندما قلت ان القوتان الطامحة والطامعة ولسوء حظ كليهما قد أشتبكتا في الوقت الغير مناسب في المكان الغير نتاسب بالاساليب الغير مناسبة. أما لماذا غير مناسب من وجهه نظر القوة الطامحة؟ فلأنها وبحكم ترتيبات الوقت والبناء لم تكن قد اقفلت الحلقات الاولية لانطلاق العراق كقوة مهابة الجانب في ذاك الوقت ( كان لازال عظمه طرياً ) ولم يكن ليحتمل أن يقاتل المثلث الصهيو – امريكي - الفارسي مجتمعين فآثر ان يحني رأسه لهذه العاصفه ليقينه بأن الحرب قادمه لامحال ولن تكون حرب بالانابه بل بالمواجهه المباشرة .
وكان سوء الحظ من وجهه نظر القوة الطامعه انها كشفت تحيز سياستها امام الشعب العربي وامام شعوب المنطقة مما جعلها شريكاً او طرفاً لاتقبل شهادته عندما يتعلق الامر بالحق العربي والنزاع العربي الصهيوني. وكان من سوء حظها ايضاً انها بدت كعملاق يقاتل بعقل طفل غير ناضج بلداً مثل العراق الذي لم يتجاوز بعد عتبة دول العالم الثالث بعد.
فكان على القوتان ان ترتبا أوراقهما لبداية جولة جديدة من الصـــراع فسارعت القيادة الطامحـــة ( العراق ) الى تفعيل قانون الحكم الذاتي مع الاكراد لتفويت الفرصة على البرزاني ليكون كحصان طروادة امريكي في شمال العراق, وأتجه بعد ذلك الى تهدئة الوضع مع ايران بالاتفاق معها على ترتيبات خاصة بالحدود وبشط العرب, واتجهت القوة الطامعه بفتح حقلي الغام لتعويق النهوض العربي بقيادة العراق بأن بدأت بالتهيئه للحرب الاهلية في لبنان وبالتهيئه لاتفاقيات فك الاشتباك الثاني والذي كام مقدمةً لاتفاقيات كامب ديفيد.
وتوقفنا في الحلقه الاولى عند فقرة انه باللحظة التي كان العراق يوقع بها اوراق اتفاقية الجزائر كان مهندس السياسة الخارجية الامريكية والذي لازال الى الان يضع خطوطها العريضة هنري كسنجر يوقع وثائق انهاء خدمات الشاه محمد رضا بهلوي , واستخدام الشاه روح الله آيه الله الخميني ولكن كشاه معمم لان الدين سوف يكون الطابع الذي يدير الامور في منطقة الشرق الاوسط على مدى الخليقة.
يتبع في الحلقه الثالثه ان شاء الله
بقلم قتيبة محمد الجبوري
السبت يناير 21, 2017 12:06 pm من طرف عدنان المعموري
» قصيده بعنوان كافي
الجمعة ديسمبر 19, 2014 7:50 am من طرف عدنان المعموري
» عن لسان ام الشاعر الراحل رحيم المالكي
الأحد يوليو 06, 2014 1:52 pm من طرف عدنان المعموري
» القصيدة التي أغضبت سلاطين المنطقة الخضراء
الثلاثاء أكتوبر 02, 2012 12:44 pm من طرف عدنان المعموري
» قصة مؤثرة عن غيرة النساء
الجمعة يونيو 29, 2012 1:06 am من طرف عدنان المعموري
» أبن شقيق الجعفري يكشف تفاصيل الاعتداء عليه بالضرب من قبل أبن شقيقة المالكي وأقربائه
الأربعاء مايو 23, 2012 12:06 pm من طرف عدنان المعموري
» يا احبيب / صاحب الضويري
السبت مايو 12, 2012 12:24 am من طرف عدنان المعموري
» خانقين..الوردة البيضاء..مدينة التآخي والسلام
الخميس فبراير 16, 2012 12:16 pm من طرف حسين:خانقين
» هدية لكم جميعا..مع باقات من النرجس من على سفوح جبال كردستان
الخميس فبراير 16, 2012 5:21 am من طرف حسين:خانقين
» الأشعة..منافعها واضرارها وهذا الحديث مع طبيبة اختصاصية في م. خانقين
الخميس فبراير 16, 2012 5:06 am من طرف حسين:خانقين
» دعوة للمشاركة
الخميس أكتوبر 06, 2011 9:22 am من طرف د.مسلم بديري
» قصص قصيرة جدا
الإثنين يوليو 18, 2011 5:00 pm من طرف د.مسلم بديري
» قصيدة (جيش الشيب) للشاعر الشاب سعد السوداني
الجمعة يونيو 24, 2011 11:49 am من طرف عدنان المعموري
» قصيدة (جيش الشيب) للشاعر الشاب سعد السوداني
الجمعة يونيو 24, 2011 11:47 am من طرف عدنان المعموري
» زعلتك صدك
الثلاثاء يونيو 21, 2011 1:22 pm من طرف عدنان المعموري
» يا احبيب /للشاعر صاحب الضويري
الإثنين يونيو 13, 2011 11:49 am من طرف عدنان المعموري
» أكميله للشاعر عارف مأمون
الإثنين أبريل 04, 2011 8:17 am من طرف عدنان المعموري
» كل ساعة انذبح من عرست لليوم وكل ساعة انسحك بجدام تذكارك
الإثنين أبريل 04, 2011 8:13 am من طرف عدنان المعموري
» قراءة الواقع الثقافي في العراق
السبت مارس 12, 2011 1:13 pm من طرف قاسم المعموري
» اشعل فتيلها الكادحون والرافضون للظلم
الثلاثاء مارس 08, 2011 1:05 pm من طرف قاسم المعموري