في سبيل الاصلاح " معالم على الطريق "
د. منتصر العيداني
اذا اخذنا بالاجماع كابرز وسيلة لاقرار رأي بشكل " ديمقراطي " فالنتيجة هي عدم وجود نموذج واضح للنظام السياسي العراقي الحالي ، فرؤساء الحكومات الثلاث (اياد علاوي ،ابراهيم الجعفري، نوري المالكي ) اعربوا جهارا نهارا بذلك .
فقد صرح د. اياد علاوي بأن اميركا وضعت نموذجا غربيا للديقراطية في العراق ، وقبله تصريح رئيس الوزراء نوري المالكي بان طبيعة النظام السياسي غير واضحة دستوريا .
وفي سياق موازي تصريحات مشابهة من د. ابراهيم الجعفري، ولنبدا من التوصيف النظمي للنموذج الديمقراطي في العراق والذي اطلق عليه " بالديمقراطية التوافقية " فاي ديمقراطية واي توافقية هذه ؟؟
وفقا لسياق المصطلح التاريخي لهذا النموذج الذي نشا وطبق في الدول الاسكندنافية الاوربية ، هناك مجتمعات حديثة بدرجة ما ارست البنية التحتية و القومية والمؤسساتية ، ثم تدخل التوافقية كاليات مساندة لقواعد اللعبة الديمقراطية فلا تقع الاقليات تحت رحمة ما يسمى بدكتاتورية الاغلبية في دول متعددة التركيبة، وعليه فالدرس الاول يقول " بدون الحداثة الاجتماعية سنقع في فخ المصطلح " لذا فان مفردة التوافقية هي مبدا مقحم على الفكر الديمقراطي و معطلة للمبدا القائم على حكم الاكثرية الفائزة بالانتخابات و تلغي مبدا المعارضة البرلمانية لان الجميع ممثل في الحكومة فمن يعارض من ؟ سيسكت الجميع على الجميع بعد اقتسام الثمن وبالتالي فنحن امام " حكم القلة " . وهذا يسقط كل مفاهيم التوازن والمحاسبة والرقابة في القانون الدستوري ، من جانب اخر فان مصطلح التوافقية يذهب الى المكونات الاجتماعية وليس الى الفرد بوصفه ركيزة اساسية من ركائز المجتمع الديمقراطي وبدون وجود الفرد ينتفي وجود المجتمع السياسي الصحيح بل ستعود الى المجتمعات " القرو وسطية" القائمة على حكم الطوائف التي معها يسقط مفهوم دولة – امة ، فهناك امم وهناك اوطان . فضلا عن ذلك فالتوافقية بسياقها المفاهيمي الديمقراطي هي توافقية "ممأسسة" وليس توافقية اشخاص تتم غالبا عبر الموبايل بين زعامات وشخصيات تستند الى اطر شكلية و تتزعم ما يسمى باحزاب الشخصيات لا هياكل مؤسسية تفرز قياداتها عبر انظمة داخلية ومؤتمر عام. لذلك فان المضمون الحقيقي لديمقراطيتها التوافقية هو المحاصصية الطائفية العرقية اي اللاديمقراطية .
الاهم من كل ما تقدم ان هذه التوافقات السياسية لاتستند على قواعد دستورية ، لانهاتحولت الى اعراف دستورية تنظم عمل والية صنع واتخاذ القرار السياسي وهذا الدستور العرفي اكثر قوة من الدستور المدون ، و يتم تجاهل نصوص دستورية في عدة مناسبات فتقام مثلا هيئات سياسية كالمجلس السياسي بلا سند دستوري ، من جانب اخر التوافقات او المحاصصات لايمكن خرقها وهي اكثر قدسية من الدستور او ربما حتى من القيم الدينية التي حتما لا تعارض الثقافة الدستورية من منطلق القاعدة الفقهية "جلب المصالح ودرأ المفاسد" . وعليه فان تشخيص الداء يعتبر نصف العلاج ، والاتفاق وليس التوافق على مواضع الخلل الدستوري هو الاهم للاصلاح السياسي لان العلاج لن يكون صعبا اذا ما امتلك الفرقاء ثقافة الاعتراف بالخطا وهي الفضيلة المفقودة في الثقافة الاجتماعية العراقية " في جانبها الرعوي " وهو ما يعد مدخلا للسلوك والثقافة السياسية اي ان تتخلص من عقلية الراعي والقطيع وكلب الحراسة . واعتبرها هي المرحلة الاولى في رحلة علاج اوجاع الجسد السياسي والاجتماعي.
د. منتصر العيداني
اذا اخذنا بالاجماع كابرز وسيلة لاقرار رأي بشكل " ديمقراطي " فالنتيجة هي عدم وجود نموذج واضح للنظام السياسي العراقي الحالي ، فرؤساء الحكومات الثلاث (اياد علاوي ،ابراهيم الجعفري، نوري المالكي ) اعربوا جهارا نهارا بذلك .
فقد صرح د. اياد علاوي بأن اميركا وضعت نموذجا غربيا للديقراطية في العراق ، وقبله تصريح رئيس الوزراء نوري المالكي بان طبيعة النظام السياسي غير واضحة دستوريا .
وفي سياق موازي تصريحات مشابهة من د. ابراهيم الجعفري، ولنبدا من التوصيف النظمي للنموذج الديمقراطي في العراق والذي اطلق عليه " بالديمقراطية التوافقية " فاي ديمقراطية واي توافقية هذه ؟؟
وفقا لسياق المصطلح التاريخي لهذا النموذج الذي نشا وطبق في الدول الاسكندنافية الاوربية ، هناك مجتمعات حديثة بدرجة ما ارست البنية التحتية و القومية والمؤسساتية ، ثم تدخل التوافقية كاليات مساندة لقواعد اللعبة الديمقراطية فلا تقع الاقليات تحت رحمة ما يسمى بدكتاتورية الاغلبية في دول متعددة التركيبة، وعليه فالدرس الاول يقول " بدون الحداثة الاجتماعية سنقع في فخ المصطلح " لذا فان مفردة التوافقية هي مبدا مقحم على الفكر الديمقراطي و معطلة للمبدا القائم على حكم الاكثرية الفائزة بالانتخابات و تلغي مبدا المعارضة البرلمانية لان الجميع ممثل في الحكومة فمن يعارض من ؟ سيسكت الجميع على الجميع بعد اقتسام الثمن وبالتالي فنحن امام " حكم القلة " . وهذا يسقط كل مفاهيم التوازن والمحاسبة والرقابة في القانون الدستوري ، من جانب اخر فان مصطلح التوافقية يذهب الى المكونات الاجتماعية وليس الى الفرد بوصفه ركيزة اساسية من ركائز المجتمع الديمقراطي وبدون وجود الفرد ينتفي وجود المجتمع السياسي الصحيح بل ستعود الى المجتمعات " القرو وسطية" القائمة على حكم الطوائف التي معها يسقط مفهوم دولة – امة ، فهناك امم وهناك اوطان . فضلا عن ذلك فالتوافقية بسياقها المفاهيمي الديمقراطي هي توافقية "ممأسسة" وليس توافقية اشخاص تتم غالبا عبر الموبايل بين زعامات وشخصيات تستند الى اطر شكلية و تتزعم ما يسمى باحزاب الشخصيات لا هياكل مؤسسية تفرز قياداتها عبر انظمة داخلية ومؤتمر عام. لذلك فان المضمون الحقيقي لديمقراطيتها التوافقية هو المحاصصية الطائفية العرقية اي اللاديمقراطية .
الاهم من كل ما تقدم ان هذه التوافقات السياسية لاتستند على قواعد دستورية ، لانهاتحولت الى اعراف دستورية تنظم عمل والية صنع واتخاذ القرار السياسي وهذا الدستور العرفي اكثر قوة من الدستور المدون ، و يتم تجاهل نصوص دستورية في عدة مناسبات فتقام مثلا هيئات سياسية كالمجلس السياسي بلا سند دستوري ، من جانب اخر التوافقات او المحاصصات لايمكن خرقها وهي اكثر قدسية من الدستور او ربما حتى من القيم الدينية التي حتما لا تعارض الثقافة الدستورية من منطلق القاعدة الفقهية "جلب المصالح ودرأ المفاسد" . وعليه فان تشخيص الداء يعتبر نصف العلاج ، والاتفاق وليس التوافق على مواضع الخلل الدستوري هو الاهم للاصلاح السياسي لان العلاج لن يكون صعبا اذا ما امتلك الفرقاء ثقافة الاعتراف بالخطا وهي الفضيلة المفقودة في الثقافة الاجتماعية العراقية " في جانبها الرعوي " وهو ما يعد مدخلا للسلوك والثقافة السياسية اي ان تتخلص من عقلية الراعي والقطيع وكلب الحراسة . واعتبرها هي المرحلة الاولى في رحلة علاج اوجاع الجسد السياسي والاجتماعي.
السبت يناير 21, 2017 12:06 pm من طرف عدنان المعموري
» قصيده بعنوان كافي
الجمعة ديسمبر 19, 2014 7:50 am من طرف عدنان المعموري
» عن لسان ام الشاعر الراحل رحيم المالكي
الأحد يوليو 06, 2014 1:52 pm من طرف عدنان المعموري
» القصيدة التي أغضبت سلاطين المنطقة الخضراء
الثلاثاء أكتوبر 02, 2012 12:44 pm من طرف عدنان المعموري
» قصة مؤثرة عن غيرة النساء
الجمعة يونيو 29, 2012 1:06 am من طرف عدنان المعموري
» أبن شقيق الجعفري يكشف تفاصيل الاعتداء عليه بالضرب من قبل أبن شقيقة المالكي وأقربائه
الأربعاء مايو 23, 2012 12:06 pm من طرف عدنان المعموري
» يا احبيب / صاحب الضويري
السبت مايو 12, 2012 12:24 am من طرف عدنان المعموري
» خانقين..الوردة البيضاء..مدينة التآخي والسلام
الخميس فبراير 16, 2012 12:16 pm من طرف حسين:خانقين
» هدية لكم جميعا..مع باقات من النرجس من على سفوح جبال كردستان
الخميس فبراير 16, 2012 5:21 am من طرف حسين:خانقين
» الأشعة..منافعها واضرارها وهذا الحديث مع طبيبة اختصاصية في م. خانقين
الخميس فبراير 16, 2012 5:06 am من طرف حسين:خانقين
» دعوة للمشاركة
الخميس أكتوبر 06, 2011 9:22 am من طرف د.مسلم بديري
» قصص قصيرة جدا
الإثنين يوليو 18, 2011 5:00 pm من طرف د.مسلم بديري
» قصيدة (جيش الشيب) للشاعر الشاب سعد السوداني
الجمعة يونيو 24, 2011 11:49 am من طرف عدنان المعموري
» قصيدة (جيش الشيب) للشاعر الشاب سعد السوداني
الجمعة يونيو 24, 2011 11:47 am من طرف عدنان المعموري
» زعلتك صدك
الثلاثاء يونيو 21, 2011 1:22 pm من طرف عدنان المعموري
» يا احبيب /للشاعر صاحب الضويري
الإثنين يونيو 13, 2011 11:49 am من طرف عدنان المعموري
» أكميله للشاعر عارف مأمون
الإثنين أبريل 04, 2011 8:17 am من طرف عدنان المعموري
» كل ساعة انذبح من عرست لليوم وكل ساعة انسحك بجدام تذكارك
الإثنين أبريل 04, 2011 8:13 am من طرف عدنان المعموري
» قراءة الواقع الثقافي في العراق
السبت مارس 12, 2011 1:13 pm من طرف قاسم المعموري
» اشعل فتيلها الكادحون والرافضون للظلم
الثلاثاء مارس 08, 2011 1:05 pm من طرف قاسم المعموري