almamory

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
almamory

شبكة نبراس الثقافية..شبكة حرة مستقله

شعار الشبكه

المواضيع الأخيرة

» قصه ومحاوره ابوذيات
كيانية العراق....مقومات النشوء والبناء.... اعداد د. منتصر العيداني Emptyالسبت يناير 21, 2017 12:06 pm من طرف عدنان المعموري

» قصيده بعنوان كافي
كيانية العراق....مقومات النشوء والبناء.... اعداد د. منتصر العيداني Emptyالجمعة ديسمبر 19, 2014 7:50 am من طرف عدنان المعموري

» عن لسان ام الشاعر الراحل رحيم المالكي
كيانية العراق....مقومات النشوء والبناء.... اعداد د. منتصر العيداني Emptyالأحد يوليو 06, 2014 1:52 pm من طرف عدنان المعموري

» القصيدة التي أغضبت سلاطين المنطقة الخضراء
كيانية العراق....مقومات النشوء والبناء.... اعداد د. منتصر العيداني Emptyالثلاثاء أكتوبر 02, 2012 12:44 pm من طرف عدنان المعموري

» قصة مؤثرة عن غيرة النساء
كيانية العراق....مقومات النشوء والبناء.... اعداد د. منتصر العيداني Emptyالجمعة يونيو 29, 2012 1:06 am من طرف عدنان المعموري

» أبن شقيق الجعفري يكشف تفاصيل الاعتداء عليه بالضرب من قبل أبن شقيقة المالكي وأقربائه
كيانية العراق....مقومات النشوء والبناء.... اعداد د. منتصر العيداني Emptyالأربعاء مايو 23, 2012 12:06 pm من طرف عدنان المعموري

» يا احبيب / صاحب الضويري
كيانية العراق....مقومات النشوء والبناء.... اعداد د. منتصر العيداني Emptyالسبت مايو 12, 2012 12:24 am من طرف عدنان المعموري

» خانقين..الوردة البيضاء..مدينة التآخي والسلام
كيانية العراق....مقومات النشوء والبناء.... اعداد د. منتصر العيداني Emptyالخميس فبراير 16, 2012 12:16 pm من طرف حسين:خانقين

» هدية لكم جميعا..مع باقات من النرجس من على سفوح جبال كردستان
كيانية العراق....مقومات النشوء والبناء.... اعداد د. منتصر العيداني Emptyالخميس فبراير 16, 2012 5:21 am من طرف حسين:خانقين

» الأشعة..منافعها واضرارها وهذا الحديث مع طبيبة اختصاصية في م. خانقين
كيانية العراق....مقومات النشوء والبناء.... اعداد د. منتصر العيداني Emptyالخميس فبراير 16, 2012 5:06 am من طرف حسين:خانقين

» دعوة للمشاركة
كيانية العراق....مقومات النشوء والبناء.... اعداد د. منتصر العيداني Emptyالخميس أكتوبر 06, 2011 9:22 am من طرف د.مسلم بديري

» قصص قصيرة جدا
كيانية العراق....مقومات النشوء والبناء.... اعداد د. منتصر العيداني Emptyالإثنين يوليو 18, 2011 5:00 pm من طرف د.مسلم بديري

» قصيدة (جيش الشيب) للشاعر الشاب سعد السوداني
كيانية العراق....مقومات النشوء والبناء.... اعداد د. منتصر العيداني Emptyالجمعة يونيو 24, 2011 11:49 am من طرف عدنان المعموري

» قصيدة (جيش الشيب) للشاعر الشاب سعد السوداني
كيانية العراق....مقومات النشوء والبناء.... اعداد د. منتصر العيداني Emptyالجمعة يونيو 24, 2011 11:47 am من طرف عدنان المعموري

» زعلتك صدك
كيانية العراق....مقومات النشوء والبناء.... اعداد د. منتصر العيداني Emptyالثلاثاء يونيو 21, 2011 1:22 pm من طرف عدنان المعموري

» يا احبيب /للشاعر صاحب الضويري
كيانية العراق....مقومات النشوء والبناء.... اعداد د. منتصر العيداني Emptyالإثنين يونيو 13, 2011 11:49 am من طرف عدنان المعموري

» أكميله للشاعر عارف مأمون
كيانية العراق....مقومات النشوء والبناء.... اعداد د. منتصر العيداني Emptyالإثنين أبريل 04, 2011 8:17 am من طرف عدنان المعموري

» كل ساعة انذبح من عرست لليوم وكل ساعة انسحك بجدام تذكارك
كيانية العراق....مقومات النشوء والبناء.... اعداد د. منتصر العيداني Emptyالإثنين أبريل 04, 2011 8:13 am من طرف عدنان المعموري

» قراءة الواقع الثقافي في العراق
كيانية العراق....مقومات النشوء والبناء.... اعداد د. منتصر العيداني Emptyالسبت مارس 12, 2011 1:13 pm من طرف قاسم المعموري

» اشعل فتيلها الكادحون والرافضون للظلم
كيانية العراق....مقومات النشوء والبناء.... اعداد د. منتصر العيداني Emptyالثلاثاء مارس 08, 2011 1:05 pm من طرف قاسم المعموري

المتواجدون الآن ؟

ككل هناك 118 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 118 زائر

لا أحد


[ مُعاينة اللائحة بأكملها ]


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 277 بتاريخ الخميس نوفمبر 21, 2024 10:19 am

شبكه نبراس الثقافيه

جميع المواضيع المطروحة في أقسام الشبكه تعبر عن وجهة نظر أصحابها.

صور الشبكه اليوم

فائق حسن

دخول

لقد نسيت كلمة السر


    كيانية العراق....مقومات النشوء والبناء.... اعداد د. منتصر العيداني

    منتصر العيداني
    منتصر العيداني
    عضو
    عضو


    عدد الرسائل : 17
    تاريخ التسجيل : 20/02/2009

    كيانية العراق....مقومات النشوء والبناء.... اعداد د. منتصر العيداني Empty كيانية العراق....مقومات النشوء والبناء.... اعداد د. منتصر العيداني

    مُساهمة  منتصر العيداني الأربعاء أبريل 01, 2009 1:40 pm


    كيانية العراق....مقومات النشوء والبناء

    اعداد : د. منتصر العيداني
    مدخل :
    العراق مجتمع قديم ودولة حديثة ، نظرة استشراقيــة في مطلع القرن الماضي ، خلال لحظة موت وولادة في ا ن واحد ، لحظة صدام بين عالمين قديم وحديث ، كفاعل خارجي واجه ارهاصات سوسيولوجية لقوى محلية جنينية تتبلور من مخلفات نظام ينهار واخر مفروض ينهض رويدا هذه التركيبة التي انتجت دولتنا المعاصرة بوجهين احدهما روح تقليدية والاخر مظهر معاصر ، هذه النشأة طرحت اشكالية الكينونة العراقية في صيغتها الحالية بين نظرة إستشراقية عادت برداء جديدً ، وقراءة جديدة هي مدار بحثنا .

    الإشكالية :
    في خضم المرحلة الراهنة من البناء السياسي للعراق ما بعد 2003 أو ما عرف بالدولة العراقية الثانية ، اثير تساؤل من رحم التكوين ، مفاده يدور حول وجود العراق الحديث ، بين فريق يذهب الى انه تركيبه بريطانية / كولونيالية مصطنعة ، وفريق اخر يعيده الى جذوره التأريخية البعيدة . ولعل هذه الإشكالية تصلح مدخلا لدراسة موضوعة العراق المعاصر .

    مقاربات:
    طرح العديد من الباحثين نظرية التشكيل الحديث للعراق ، ومن بينهم المؤرخ هنري فوستر الذي ذهب الى ان كلمة العراق برزت وطبقت حديثاً في الاستعمال من لب التشكيل والتأليف الذي أعقب الحرب العالمية الأولى ، فهي ليست مجرد دليل بل جزء ومحتوى لعصر جديد هو تكوين الدولة بين شعوب متأخرة وفي جو جديد من الأممية .(1)

    كذلك أعتقد الباحث العراقي عباس الكليدار ان العراق لم يكن كياناً سياسياً قبل عام 1918 وبعد انفصاله عن الدولة العثمانية اصبح دولة العراق وضمن هذا الاتجاه يبرز الأكاديمي العراقي غسان عطية الذي يتفق مع مسابقيه في انكار وجود كيان ومجتمع عراقي قبل الاستعمار البريطاني .(2)

    إن هذه الاراء لا تنفي عن العراق قبل 1921 حقه الدولة فقط إلا انها تنفي كذلك وبالمرة عن العراق سابقاَ التسمية والكيان والشعب. ومن هؤلاء مفكرون بارزون مثل فؤاد عجمي وبرنارد لويس حيث ينظران الى المنطقة العربية والعالم الأسلامي كخليط من مجموعات اثنية وطائفية متصارعة لا يجمع بينها جامع .
    اما الطرف الاخر فيقف على النقيض تماماً ويتبنى احد اتجاهاته الحديثة رأيا يعتبر العراق حتمية الجغرافيا والتاريخ ، وفقاً للباحث العراقي سليم مطر ، العراق ليس بالصدفة أطلق عليه " بلاد الرافدين " لان وجوده ككيان تشكل منذ الازل حول النهرين الخالدين ، وميزة العراق انه وادي خصب محاط من كل ناحية بحدود طبيعية رسمتها التضاريس الجغرافية فمن الشرق جبال زاغروس وهضبة ايران ومن الشمال جبال طوروس وهضاب القفقاس وهضبة الاناضول ومن الغرب هضبة الشام الممتدة حتى جبال سوريا ولبنان ومن الجنوب هضبة الجزيرة العربية .
    اذن العراق وفقا لهذا الرأي كان موحداً على مر التاريخ ، وحتـــى في فترات السيطرة الاجنبية ، ليس بسبب ارادة الناس خصوصاً لكن بسبب ارادة الطبيعة .(3)

    الى ذلك اعتبر غسان سلامة بان الحدود التي وضعتها الدول الاستعمارية الى المنطقة العربية لم تكن اعتباطية مائة بالمائة وليست مطلقة لنزوات موظف في وزارة المستعمرات . وان العراق المعاصر وهو وريث طبيعي لسلسلة من الأنظمة السياسية التي انبثقت من بلاد الرافدين ، بحيث يمكن لأي عراقي معاصر ان يلاحظ مراحل من تاريخه كانت فيها بلاده كياناً سياسياً متميزاً .(4)

    فرضية البحث : من المهــم ان نحدد ما نعنيه بكيانية العراق " انه النسق الاجتماعي الذي يحقق المتطلبات الاساسية لاستمرار وبقاء طويل المدى اعتماداً على مصادره وموارده الخاصة "
    من هنا نعتقد بأن هذه الكيانية كمفهوم رمزي – نسق ثقافي – او كمعطى تاريخي – وقائع احداث – عبرت عن نفسها بصيغ وأشكال مختلفة تبعاً للسياقات التأريخية والثوابت الجغرافيا – السياسية الراهنة . وتقع معالجتنا لهذه لهذه الفرضية في المحاور التالية .
    المنهجية : هنا لا نتحدث عن المنهج تحديداً ، والذي تعتمد فيه اعادة استقراء ثلاثة عوامل ( اجتماعي / جغرافي / سياسي ) في ضوء العلاقة بين اردارةالانسان وارادة الطبيعة التي توافقت تاريخياً في صياغة كيانية العراق ثم اسهمت لاحقاً ضمن مقتضيات العصر في خلق الثقافة الاجتماعية والوعي السياسي من خلال تطور العامل الاداري في صياغة الفعاليات الاقتصادية والاجتماعية ضمن مدرك تكوين الطابع القومي للأمة .
    اما المنهجية التي نقصدها فهي عملية الطرح والمعالجة وفقاً لأتجاهات البحث العلمي او المناهج المعتمدة في السياسة والاجتماع . بمعنى كيفية توظيف المناهج في بلورة المفاهيم التي تتضمنها الدراسة . وقبا استعراض إشكالية المنهجية لا بد من إضاءة لما تقدم من مقاربات .
    منتصر العيداني
    منتصر العيداني
    عضو
    عضو


    عدد الرسائل : 17
    تاريخ التسجيل : 20/02/2009

    كيانية العراق....مقومات النشوء والبناء.... اعداد د. منتصر العيداني Empty رد: كيانية العراق....مقومات النشوء والبناء.... اعداد د. منتصر العيداني

    مُساهمة  منتصر العيداني الأربعاء أبريل 01, 2009 1:46 pm

    المعطى التاريخي :
    اذا كان رأي الفريق الاول " العراق المصطنع " يعتمد على وقائع معاصرة مطلع القرن الماضي غالبها مطروق وحاضر في الذهن ، فأن الرأي الاخر القائم على تاريخية العراق تسمية وكياناً وشعباً يلزم ايراد او ابراز الشواهد عليه .
    في مجال التسمية ، لسنا في صدد عن الوصول اللغوية القديمة لكلمة " عراق " والتي وردت بصيغ مقاربة في العديد من اسماء المدن الرافدية القديمة بما يمثل جذراً لغوياً واوروك / اراك ..الخ )
    بقدر ما يهمنا عبر مختلف العصور إشارة الى الاقليم والشعب الذي يشغله تقريباً العراق الحديث.
    ولعل اول ما يتبادر الى الذهن القول الذائع للشاعر قيس ابن الملوح :
    يقولون ليلى في العراق مريضة فياليتني كنت الطبيب المداويا وقد ورد في الحديث الشريف العديد من المرات من بينها ان ابا الانبياء ابراهيم الخليل هم ان يدعو عليهم " العراقيون " وقد قام المؤرخ العراقي بهجت الأثري ببغداد الأحاديث الشريفة التي ذكر فيها العراق و العراقييين فأثبت العديد منها . كما وردت كذلك نهج البلاغة وخطب العديد من الصحابة والولاة والامراء .(5) ومنها ماذكره الجاحظ في كتابه البيان والتبيين عندما درس المجتمع العراقي في وقته وقسمه الى شريحتين هما " الخاصة " و " العامة " .
    معتمداً على الموقع الاجتماعي وليس معيار اثني او مذهبي او مناطقي وهو اتفق مع ابن المقفع ودراسته في هذا الصدد ، هنا نورد مقولة الجاحظ في ذكر احوال العراقيين " ان العلة في عصيان اهل العراق على الامراء هي انهم اهل نظر وذو فطنة ثاقبة ومع النظر والفطنة يكون التنقيب والبحث " (6)
    وقد خاطب الامام علي ( كرم الله وجهه ) الناس بمسجد الكوفة بقوله " يا أهل العراق" وبعده كذلك خاطب الحجاج الناس في الكوفة بهذا الخطاب " يا اهل العراق " والأمثلة في هذا الصدد كثيرة .
    اما الحدود الجغرافية لإقليم العراق ، فقد وردت في خريطة بابلية يعود تاريخها الى 2004 عام ق.م ، ويظهر العراق فيها بأسم ( بابل واشور والاهوار الجنوبية ) . ثم في خرائط الجغرافيين العرب والمسلمين مثل ابي زيد البلخي ( 943 م ) ، ابن حوقل ( 977م ) والمستوفي ( 74.هـ )
    وتشير هذه الخرائط الى رقعة العراق بنهاياته المعروفة والتي تتماثل الى حد واضح مع حدوده الحالية .(7)
    وفي البعد التاريخي للأستقرار ، كانت ثوابت البيئة وراء ظهور ما يعرف بالحالة العراقية في حضارة وادي الرافدين ، بمعنى حالة التنظيم الاجتماعي والسلوك المديني التي عرفتها ابتداءاً دول المدن السومرية في الاف الثالث ق.م في جنوب ووسط العراق مثل " اوز" " اريدو " " لجش " ...الخ
    وبسبب تطور العلاقة التفاعلية بين معطيات البيئة الطبيعية والقدرات البشرية ، الفكرية ، تطورت مرحلة دول المدن الى ظهور مرحلة الدولة الموحدة بعد النصف الثاني من الالف الثالث ق.م لغرض استيعاب توسع النشاطات الاقتصادية والتطور العمراني بعد زيادة الكثافة السكانية في تلك المدن وبالتالي الضغط على الموارد المحدودة " الانتاج الزراعي والتبادل التجاري " فظهرت امبراطوريات اور وبابل .
    وفي مرحلة الدولة العربية – الاسلامية تطورت العلاقة بين ابناء العراق وبيئتهم ، حيث قسمت موارد الارض وطرق استثمارها ووسائل ريها حسب شروط حيازتها من خراج وعهد وأحياء ارض الموت " وفقاً للشريعة الاسلامية " ، تم تطوير النقل النهري وتحسين طرق المواصلات وتأمينها مما ادى الى تصاعد النشاط الاقتصادي ( التجاري / المالي ) بموازاة التطور المدني والثقافي في العهد الأموي وبلغ ذروته في العهد العباسي .(Cool
    لذلك فالعراق كان بيئة لنشوء حضارات كبرى عبر العصور ، ما كان ان تقوم وتزدهر لولاء نشوء مجتمع منظم وشعب مستقر واقليم وبيئة خاصة وداعمة تتوفر على مستلزمات النهضة الحضارية من تنوع ( ايكولوجي / طوبوغرافي ) ومن منافذ للتواصل مع العالم برا وبحرا ، ومن تضاريس ذا تحصينات للدفاع ضد الغزوات " الجبال " والهضاب شرقاً وشمالاً والبوادي والقفار والبطائح جنوباً وغرباً"، لذلك فالعراق فعلاً هو هبة النهرين ، وان هذا الجسد الجغرافي هو ظاهرة تاريخية اجتماعية سياسية ثقافية لها جذورها العميقة منذ عصر فجر السلالات وصولاً الى الحضارة العربية – الاسلامية .

    أستدراك المنهجية :
    لم نشأ منذ البداية التوقف عن خطأ منهجي مما قد يفسر بانه خلاف اصطلاحي او تجريدي بحت ، اي في المظهر الموضوعي وليس في ذات الموضوع او المظهر الذاتي للموضوع . ان كافة المجتمعات والشعوب لم تكن قبل ظهور الرأسمالية وبروز الطبقة الطبقة الوسطى ثم البرجوازية فالعصر الصناعي لاحقاً ، لم تكن هذه الجماعات السكانية تمثل منصهرة موحدة بالمعنى السياسي الحديث للأصطلاح ( جماعة قومية / امة ) والذي يتبلور في صيغة الدولة – الامة – التي هي من منتجات الاقتصاد القومي الذي نشأ منذ عصر النهضة الاوربي .
    فالسوق الواسع / المفتوح والبضاعة الكبيرة كانت من الشروط الموضوعية لجمع شتات السكان والمناطق والاصقاع عبر شبكة مواصلات واتصالات وتنظيم حكومي للأدارة والقضاء والامن والاقتصاد من خلال توحيد الضرائب والمكوس وقبلها العملة .
    ان الحقيقة التاريخية تؤكد نشوء النظام الرأسمالي في أحضان الحكم الملكي المستبد في مرحلة التراكم الاولى لرأس المال ، واعتمدت هذه الدولة على الحملات العسكرية الاستعمارية-الاستكشافات الجغرافية – ثم مع دخول العصر الصناعي والحاجة للتمركز الشديد للأموال من بين متطلبات اخرى ظهرت الحاجة الى دولة القانون والمؤسسات عبر الانظمة الديمقراطية المنتخبة .
    أذن بالقياس الى هذه التجربة والنظر الى واقع العالم الثالث ، لايمكن لنا المقارنة مثلا بين فرنسا وغانا في اي جانب ، فهما ينتميان الى منظومتين مختلفتين من الدول والأمم تبعاً لسياقين تاريخيين مختلفين ، اي ان المقارنة أو المنهج المقارن يجب ان يعتمد القياس العقلاني المنتج لا مجرد المشاكلة النظرية بمعزل عن السياق الطبيعي للظاهرةموضوع الدراسة ، بمعنى عدم النظر للأمس بمرآة اليوم ؟فتقيم تكوينات تاريخية عبر معايير معاصرة وهو الخطأ المنهجي الشائع بقصد او بسوء فهم ربما لاغراض ايدولوجية صرفة حين يتم التحدث اليوم في ميادين اكاديمية او اعلامية وسياسية عن عدم وجود شعب عراقي او طرح مفهوم الشعوب العراقية ، او القول ان العراق المعاصر هو كذبة بريطانية ..الخ ،طبعاً هذا القياس على طبيعة التكوين القومي للنموذج الأم في أوربا .
    ان تصويب هذا القياس اللامنطقي هو بالنظر الى المجتمع التقليدي او التقليدي / المحدث بأعتباره شعباً ومجتمعاً طبيعياً شمن سياقه وجد ويوجد في التاريخ الأنساني خارج / قبل او في ظل عدم وجود او تكامل دولة معاصرة ليس فقط الوجود الفيزيقي – إذا جاز التعبير او في ظل عدم وجود او تكامل دولة معاصرة ليس فقطج الوجود الفيزيقي – اذا جاز التعبير – بل ايضاً كثافته دولتية بوصفهما بوتقة الصهر والاندماج .
    وليس علينا القول ان هذا لم يكن شعباً ولا هو كائن الان بمفهوم النموذج فانه لذلك لن يكون شعباً بالمرة .
    وعلينا كذلك ان لا نخطئ عند الحديث عن الدولة العراقية المعاصرة منذ 1921 ، فهي لا زالت حتى هذه اللحظة مشروعاً غير منجز بالتالي ينبغي النظر لمكونات هذه الدولة بمنظار مركب .
    من هنا نعود الى التساؤل عن التجليات المعاصرللكيانية العراقية ، بكلمة اخرى صور قيام مجتمع وطني عراقي في تاريخنا الحديث وطبعاً هذا لا يشمل قراءة لمجمل ذلك التاريخمما لايسمع له المجال هنا بقدر ما يمكن التوقف عن المحطات المفصلية لهذا التاريخ وهي في تقديرنا المتواضع مرحلة التأسيس ثم قيام الجمهورية وأخيراً المرحلة الراهنة ما بعد/2003
    منتصر العيداني
    منتصر العيداني
    عضو
    عضو


    عدد الرسائل : 17
    تاريخ التسجيل : 20/02/2009

    كيانية العراق....مقومات النشوء والبناء.... اعداد د. منتصر العيداني Empty رد: كيانية العراق....مقومات النشوء والبناء.... اعداد د. منتصر العيداني

    مُساهمة  منتصر العيداني الأربعاء أبريل 01, 2009 1:51 pm

    اللحظات المفصلية:
    تمتاز المراحل الثلاثة بكونها مراحل انتقالية / تكوينية ، لازال فيها النظام السياسي قيد التفكير / النظر , او مرحلة إعادة تعريف النظام السياسي عبر مؤسساته كمعطى بنيوي ، كما ان هذه المراحل امتازت بسمة التوحيد – على الاغلب – في النهج السياسي اصطلاحاً – الوطني – بمعنى ان المجتمع وجد فرصة قال فيها كلمته اثناء التطورات السابقة واللاحقة ، وان الدولة كانت معومة على اكثر من صعيد .
    اللحظة التكوينية الاولى – 1919 – 1921 :
    يدور بحثنا هنا عن الموقف الذي اتخذته مختلف المكونات العراقية من موضوع قيام حكم وطني في العراق، وموضوعة الحكم الفيصلي – العربي تحت اشراف بريطاني ، وبالتالي المضمون المقترح او المفترض او المفروض لهذه الدولة .
    القراءة العلمية يجب ان تميز بين كل هذه الاطاريح ، وان رفض المضامين والاليات التي تنطوي عليها كل أطروحة او بعضاً منها , يجب ان لا يفسر على صعيد ردود الافعال المعرضة بانها رفض لمجمل المشروع الاستغلالي / الوطني , وهو مالم يكن المغزى وراء موقف غالباً – طبعاً وجود استثناءات – ولكن هذه الاستثناءات جيرت لاحقاً لصالح مواقف سياسية متعارضة في الصراع حول السلطة .
    ان الخطوط الرئيسية لفهم الموقف في تلك اللحظة يتلخص في :
    1. الثقافة المسيطرة: ذات الطابع القبلي / العشائري والتي تعارض فكرة الحكومة المركزية او اية سيطرة / سلطة مفروضة بشكل مباشر ، الا ان هذه السمة السلبية لعبت دوراً مزدوجاً وكانت ذا اثر ايجابي في رفض الاستعماريين الجدد لاختلافهم دينياً وثقافياً عن العراقيين وبالتالي دافعة حكم وطني مستقل .
    2. الوقف السياسي : ان بعض العراقيين ، العرب ، سنة مثل عبد الرحمن الكيلاني وطالب النقيب وحكمت سلمان وغيرهم ، وكذلك شيعة ويتصدرهم المراجع المنفيين لاحقاً ، لم يكونوا موافقين اساساً او كانت موافقتهم مشروطة على طبيعة الحكم المقترح للعراق وعنوانه الرئيسي حكومة عربية وفيصلية،بأشراف بريطاني وبالتالي من الطبيعي ان يلقى ذلك المعارضة الاكبر من قبل الكرد لعدم ايمانهم بالطابع الذي سيتخذه هذا الحكم وطبيعة حقوقهم القومية في أطاره خاصة بعد ان نكث البريطانيون بوعودهم لهم في معاهد سيفر ،وكما نكثوا قبل ذلك بوعودهم للعرب في الثورة العربية الكبرى،1916

    المشروع الوطني : ويتمثل في مشاركة كل تلك المكونات وان بدرجات متفاوته تبعاً لظروف المختلفة في الثورة العراقية الكبرى عام 1920 وقبل ذلك حركة الجهاد 1914- 1915 .
    لذلك فالموقف الكردي ضمن هذه القراءة لم يكن شاذاَ ، ولا هو فقط موقف ( عرقي) اذا جاز التعبير – اي رفض لباقي المكونات – بل هو صاحب قضية وهو ما يحاول الكثيرون اختزاله في نقطة ضيقة ولم تكن المشكب الوحيد وبنفس هذه النظرة القاصرة فسرت مواقف اخرى من منطلقات ( طائفية ) ، في حين كانت مواقف وطنية خالصة مع عدم انكار بعض من تلك المنطلقات كجزء من الثقافة – الاجتماعية لأي مجتمع انساني .
    فالقيادات والساسة الكرد طالما ناصروا وتكاتفوا وعملوا ضمن الحركات السياسية الوطنية في كل انحاء العراق بل ونشأت احزابهم في كنف تلك الحركات ولعل اصدق مثل هو تأسيس حزب البارتي في بغداد عام 1946 .

    اللحظة التكوينية الثانية : 1958
    قبل ولوج في سياق المرحلة علينا ان نتذكر المواقف المشايهة في التاريخ " حيث البيرةقراطية القومية والجيش هما الادوات الرئيسية لتحقيق الوحدة القومية " (9) وبقدر ما اصبحت هذه العوامل دول تاريخية اكثر منها خصوصيات ثقافية او اجتماعية ولعلها لازمة من لوازم قيام الدولة – الامة .
    في هذا الصدد نفهم الحاجة الى خلق مشاعر واحاسيس الهوية القومية الواحدة وفق معايير عامة وشاملة تعلو فوق الانتماءات القبلية والدينية والاقليمية . وان الانقسامات التقليدية والحديثة . او الصراع بين المراكز الحضرية والريفية ، او الاختلافات الايدولوجية . وبالتالي من الممكن ان تتم التعبئة الاجتماعية والتجنيد السياسي في هذا السياق على أسس قومية / وطنية موحدة لذلك فان العهد الملكي اذا ما اعتبرناه مرحلة تأهيلية استطاع ان ينضج بشكل مباشر او غير مباشر عن قصد وارداة او بسبب اعادة الارتباط بين المجتمع العراقي والحضارة العالمية ، ان يهيئ مستلزمات نمو تلك المعايير حتى ولو بشكل قاصر ، فهي نقلة غير يسيرة استغرقت من الامم الاخرى تضحيات والام ومراحل كبيرة منذ منتصف الثلاثينيات اثمرت سياسة الحكومة في نشر وتوسيع قاعدة التعليم بمستوياته المختلفة ، قبل ذلك فان العسكريين كانوا الشريحة الاكبر من نواة الطبقة المثقفة العراقية في نشأتها الاولى منذ العهد العثماني الاخير علينا ان نتذكر ان اغلب الطبقات العليا " التقليدية " للمجتمع العراقي انذاك لم تكن ترغب في ادخال ابنائها السلك العسكري بأعتباره يختص بالشرائح الادنى التي تتكفل الدولة تعليمها ورعايتها اضافة الى طبيعة هذا العمل المرتبط بالمشاق والخضوع لما فوق ، طبعاً مع استثناءات عديدة .
    وفقا لتلك المعطيات ، برزت خلال هذه المرحلة ظاهرة عرفت ب " الوطنية العسكرية " (1.).
    ان جذور هذه الظاهرة تعود الى الاعوام1936-1941 ونمت لاحقاً في الاعوام 1948 صعوداً ، حيث ان المعايير المهنية الحديثة اصبحت تتمظهر لدي الجناح العسكري على الطبقة الوسطى الناشئة انذاك , بالمقابل تتراجع رواسب من المعايير التقليدية التي كانت لا تزال تحيا من بيئة مصطنعة من بنى قديمة اعتمد على احيائها الانكليز لإقامة توازنات داخلية ، كما استفاد منها ووظفها سياسيو المملكة والبلاط في شؤونهم الخاصة من جانب اخر ، وهي الورقة التي استخدمتها الانظمة الجمهورية المتعاقبة ، وادت الى الانتكاسة لمشروع الدولة الوطنية بعد بروز ظاهرة تريف السلطة السياسية . لكن السؤال المهم هنا هو العوامل الدافعة وراء نشوء هذه الظاهرة " الوطنية العسكرية " فهل هي تتابع طبيعي لنشوء ونمو الطبقة الوسطى كشريحة خلال العهد الملكي والتي لم يسمح لها بالوصول الى قمة السلطة فيما غزت مفاصل وهيكلية الدولة في المستويات الادنى .
    ام هي نتاج ثقافة اجتماعية من ضمن خصوصياتها العامة او تقاليدها الكبرى اعتبار القوة مثلا اعلى من مكونات الشخصية وهو ما يعبر عن السمة القيادية العسكرية ؟
    وبالتالي احتوت هذه الرمزية كل تناقضات وانقسامات المجتمع العمودية و الافقية وتجاوزتها من خلال نموذج ( الزعيم المحارب ) ؟ طبعاً مع الحسبان الخلفيات الاخرى ( سماته الشخصية ، اتجاهه السياسي ، مركزة الاجتماعي ) . ام هي ردة فعل ازاء ضعف المشروعية السياسية لنخبة الحاكمة وتهميشها لشرائح واسعة ومهمة من تركيبة المجمع العراقي وعدم فاعلية الاقنية الرسمية والبرلمانية في احداث التغير المطلوب واعادة التوازن الى مؤسسات الحكم والدولة ؟ عليه فالخيار الانسب " جهد وكلفة " هو الانقلاب العسكري ومع ان الاجابة على تلك التساؤلات موجودة ضمنا في مضامينها وهي مزيج من تلك القراءات ، وبقدر ما ليس من مهام بحثنا الاجابة على كل ما تقدم ، الا ان المهم هو الدلالة الانسانية ومفادها ان تلك القراءات وهي الخطوط الرئيسية لا تخرج عن مدار الارادة الواسعة لمكونات المجتمع ، اي قاسماً مشتركاً بين اغلب الخصوصيات الكامنة في القاع السوسيولوجي للأحداث .
    ان هذه اللحظة مثلت لحظة الاجماع الوطني الحديث ، مقابل لحظة الاجماع الوطني التقليدي في المرحلة الوطنية والمشروعية السياسية من خلال اكبر قدر من التأييد الشعبي لنظام سياسي عراقي حتى اليوم .
    منتصر العيداني
    منتصر العيداني
    عضو
    عضو


    عدد الرسائل : 17
    تاريخ التسجيل : 20/02/2009

    كيانية العراق....مقومات النشوء والبناء.... اعداد د. منتصر العيداني Empty رد: كيانية العراق....مقومات النشوء والبناء.... اعداد د. منتصر العيداني

    مُساهمة  منتصر العيداني الأربعاء أبريل 01, 2009 1:54 pm

    اللحظة التكوينية الثالثة 2003
    في هذه المرحلة عاش المجتمع العراقي في حالة لم يسبق له ان يمر بها ، وهي حالة انوميا حادة ، بمعنى لا معيارية ، او انهيار نظام الضبط السيوسيولوجي بدون بديل قائم ، سوى العودة الى بنيات مرحلة ما قبل الدولة ، فتشتت المجتمع الى مراكز القوة الاولية والقبلية / الدين المناطقية / علاقات الاستزلام ( انشطار والعيارين ) ..الخ .
    يجب التذكير ان هذا التشتت حدث على انقاض ومخلفات تكوينات تحديثية من مراحل سابقة ، لذلك فالحالة ليست مرحلة طبيعية اعتيادية بظرفها وتركيبها ، انما حالة من موت الراهن القديم وعدم ولادة الراهن الجديد ، فهي ولادة غير منجزة ،باختصار ازمة تاريخية .
    اذن ما هي المهام الكبرى المطروحة على هذه المرحلة ؟ انها ولا ريب مهمتين اساسيتين ، هما اعادة تعريف النظام السياسي وفقا لمعطيات اعادة تشكيل الهوية الوطنية العراقية ، اي نظام يتطابق مع الهوية او يمتلك مجازاً الهوية . اعتقد البعض ان الديمقراطية المسوقة تمثل الوصفة السحرية او المفتاح للخروج من هذا المأزق ولتحقيق المعادلة الصعبة – لا سيما ان العراق لم يوفق الى الديمقراطية / الليبرالية في المرحلة الاولى – العهد الملكي ، وتقاطع مع هذا الطراز الانظمة العسكرية – الاوتوقراطية للعهد الجمهوري تحتد لواء النهج الاشتراكي نظام رأسمالية الدولة بصيغتها المختلفة . ان تلك المراحل مع التباين في خصائصها ، وفي حين قضت انظمةعلى أخرى واستولت على السلطة الا انها لم تقض على الدولة . بمعنى انها استطاعت المحافظة بدرجات متفاوتة تبعاً لمراحلها على قدر من " النظام العام " و " الاستقرار " والمؤسسية الإدارية – الخدمية – العسكرية وحتى مستويات من المؤسسات الأمنية ، ذلك بدليل حدوث بعض مظاهر التحضر والتعليم والتصنيع وزيادة الدخل الفردي في مراحل معينة ، ان ما حدث عام 2003 هو اسقاط النظام والقضاء على الدولة بضربة واحدة ، فقضى على كل المرتكزات التي لا يمكن لبناء سياسي ان يقوم يدونها بل و الأخطر ولا لمجتمع ان يبقى قائما بدونها ، ان الخلاصة التي سيصل إليها أي باحث بل الأخطر ولا لمجتمع ان يبقى قائماً بدونها ، إن الخلاصة التي سيصل إليها أي باحث سوسيولوجي محايد هي ان المشروع السياسي الذي طرح لهذه المرحلة تحت عنوان الديمقراطية كان يعمل بنفس كفاءة الانظمة السابقة في تحلل الديمقراطية لكن من حيث يدري ولا يدري . فكيف ذلك ؟
    1. انها ديمقراطية ميكانيكية : تعتقد بان التركيب هو تجميع الاجزاء بعضها الى بعض الاخر ، وان الميكانزم هي الفرضيات الدستورية
    2. عليه لم تحمل الديمقراطية المنشودة سوءا من خلال الأجندة الأمريكية والقائمين عليها أو الأطرف الرئيسية المشاركة من الداخل ، لم تحمل أي قدر وأي قدرة من التكيف ولا نسبة من المرونة .
    لذلك كانت هذه العملية اشبه بمن يحطم الشيء الذي يحاول اصلاحه عبثا او جهلا ، وربما من زاوية ثانية " افضل مما يجب ,اسوء مما يجب " ، فمن البديهي في الدراسات الاجتماعية ان التغير الجذري مرة واحدة هي عملية محكوم عليها سلفاً بالاخفاق – من جانب ، وهي بلا ريب تدفع الى ردة فعل اكثر تطرفاً من الجميع , لان نفي القائم بالمرة لا يمنح أي فرصة للتحول من جانب اخر .
    ان التحديث السياسي ينبغي ان يحدث استفزازاً ايجابياً ولا يحقق قطعاً حدياً ، بل يؤمن الية التدرج او " المدرج " وهي المفهوم الاجتماعي الذي يقوم على الانتقال المرحلي من حالة او وضع الى اخر .
    يقدر مادل الاستعراض السابق على الاخفاق السياسي في صياغة المشروع الوطني ( المفترض ) فانه يظل في نظرنا اخفاق سياسي وان الجانب الاخر من المشهد العراقي يدل على القابليات الاجتماعية الحيوية ، وهو ما يعول عليه في النهوض من الحالة الراهنة كقاعدة للدمج السياسي – الوطني . اذا احسن استثمارها ، بمعنى ان الكيانية العراقية اذا لم تتمثل بعد في صيغة مشروع وطني فانها لا تعدم ذاتها في بواطن هذا المشروع وهو الذات العراقية ، هنا نرصد المؤشرات الإرادية واللاإرادية في المحاور الاساسية للوعي في الشخصية العراقية وتبرز من خلال المعنى الذاتي الذي يضعه الانسان في افعاله فيكون حسن عام مشترك ، ويمكن ان يكشف عن حقيقة مشاعر الفرد بعيداً عن " الخداع السطحي " الذي يرتدي جلبات التعصب الشخصي للخصوصيات وهي سمة في الثقافة الشعبية للمجتمعات التقليدية وهي سمة اما سطحية كما تقدم لانها لا تصمد امام السلوك البرغماتي للانسان العادي في الحياة اليومية " عالم العمل "
    وربما هي سمة ظرفية ناتجة عن الكبت السابق تتضاءل تدريجياً مع مسبباتها والاحتمال الاخيرانها تمثل مفهوم الرواسب الذي جاء به المفكر الاجتماعي (باريتو ) حين اعتبره لوعاً من السلوك غير العقلاني ، باعتبار ان الرواسب هي اتجاهات نفسية ترتبط بالعواطف والغرائز ، وطالما هو غير عقلاني فلن يستمر طويلا امام ثورة المعلومات . وقبل تأشير الخصائص الشخصية ينبغي استحضار ظروف المرحلة ، فالمجتمعات التي تواجه الحروب والاحتلال بأثاره المدمرة وما خلفه من الفوضى والخراب والموت يؤدي ذلك من بين ما يؤدي الى جانب من انكفاء الشخص على ذاته والشعور العام باليأس او اللاجدوى وانهيار شعور الفرد بأرتباطه بالمجتمع وهي مظاهر مختلفة لحالة من التغرب والاستلاب عاشتها اكثر المجتمعات تحضراً في مواقف مماثلة من التاريخ القريبق ، فما بالك بالمجتمع العراقي الذي فضلا عن عقود متواصلة من الحروب والمجاعة عانى ويلات الانظمة المستبدة والحكم الشمولي الذي صادر ارادة الانسان وحطم بناه المدنيه وتنظيماته السياسية بعد ان شوه بناه التقليدية ، فاعاده الى العصبية والعصبوية القديمة . ان خصائص الشخصية العراقية الاساسية عبر التاريخ الذي مررنا به في هذا البحث تمثلت في اتجاهات رئيسية ، هذه الاتجاهات هي ديناميات التفاعل بين الظاهرة الغاشمة – الظاهرة الاحتلالية في مرحلتنا هذه – والسمات الاجتماعية والثقافية والنفسية لمجتمعنا وهي:-
    1- اتجاهات نفسية :- ابرزها الروح المتأصلة للمقاومة والتمرد ازاء المظهر المادي للقوة المجردة (( القوة الغاشمة )) سواءاً كانت هذه القوة طبيعية او انسانية .
    2- اتجاهات ذهنية :- ابرزها ادراك الفرد لذاته في علاقته بالسلطة من منظورها الجديد ، بمعنى ان المجتمع ادرك بانه اصبح مكوناً من ذوات ولم يعد نختزلاً في شخص او شخصية او مجموعة صغيرة والاخرون مجرد امعات فلم يعد مجتمع امعات كما درجت عليه الممارسة التاريخية للسلطة السياسية
    3- اتجاهات نفسية – ذهنية – اجتماعية :- من خلال انماط من القدرات التنظيمية الطوعية كما في : -
    أ‌- تلبية المتطلبات الملحة بعد انهيار الدولة ووقوع الاحتلال مثلا (( متطلبات امنية وانسانية )) .
    ب‌- التعبئة والتجنيد الشعبي الملحوظ للحركات السياسية التي تعمل تحت اغطية مختلفة .
    ت‌- وجود حد ملحوظ من التواصل العمودي والافقي بين الفئات ووالسكان .
    ان هذه الاتجاهات وسواها مما لم يتسن رصدها افضت الى نتائج من الواقع السياسي العراقي هي :-
    1- ان الشعب العراقي مركب طبيعي لا يقبل الانقسام ,بمعنى ان أي مكون منفرد لا يمثل حقيقة قادرة على البقاء لضرورات طبيعية واجتماعية وجيوبوليتكية ، والدليل الواضح هو حالة الفوضى والعنف الدموي التي ادى اليها مشروع المحاصصة الطائفية / العرقية لاسيما اذا لاحظنا طبيعة واطراف هذه الصراعات .
    2- انماط الصراع الاساسية : ان هذه الصراعات في مستوياتها المختلفة لم تحدث غالباً بين اهالي منطقة او محافظة وبين اخرى . او بين اغنياء / فقراء ، او بين ريفي / مدني ، او بين نخبة او لغارشية / عامة الناس ، بل وقعت بين خارج / داخل ، اجنبي / وطني ، محتل / مقاوم ، طائفي / طايفي ، طائفي / غير طائفي . الخلاصة : ان كيانية العراق تنبع في جانبها الأرادوي من زاوية السمات الذاتية للأنسان الرافديني بتلاوينه المختلفة ، وان هذه السمات يمكن اجمالها من وجهة نظرنا المتواضعة في )):-
    منتصر العيداني
    منتصر العيداني
    عضو
    عضو


    عدد الرسائل : 17
    تاريخ التسجيل : 20/02/2009

    كيانية العراق....مقومات النشوء والبناء.... اعداد د. منتصر العيداني Empty رد: كيانية العراق....مقومات النشوء والبناء.... اعداد د. منتصر العيداني

    مُساهمة  منتصر العيداني الأربعاء أبريل 01, 2009 1:57 pm

    [size=24]التفاعل / الاستيعاب / التمثل

    1- التفاعل النشط مع البيئة الاجتماعية .
    2- استيعاب المتغيرات المستجدة والوافدة في اطار النسق الاجتماعي .
    3- التمثل وفالانسان العراقي يشكل ذاته بطريقة حيوية . ان هذه السمات وما سبقها من الخصائص ليست نوعا من الرصانة اللغوية وولعل الشواهد القريبة قبل البعيدة لازالت حاضرة في الذهن ولن نعود بعيدا وانما الى مرحلة الحصار الاقتصادي الذي دام 1990-2003 ولن نشهد لانفسنا لكي نتسم بالموضوعية وانما شهد على ذلك خبراء وباحثون واكاديميون متخصصون ليس اولهم د. تيم نبلوك الذي قال في معرض رصده للاثار الكارثية للحصار (اظهر قسم كبير من المجتمع العراقي استعدادا للقدرة على الابتكار ... ربما لاتوجد دولة اخرى استخدمت فيها هذه القدرة على الابداع في مواصلة استعمال المعدات التي لايمكن صيانتها واصلاح نظم الانتاج وتهيئة قطع الغيار للالات العاطلة (11) .كما لم يكن اخر الشاهدين جوزيف براودي وغيره .ان هذه القدرات سالفة الذكر هي محصلة تراكمية ناحجة عن مسيرة طويلة في مواجهة وتجاوز وتكييف التحديات التاريخية الكبرى , لذلك صنع الانسان كيانه الوطني باشكال مختلفة من خلال ظواهر اجتماعية وسياسية ومفاهيم ثقافية اولها الحملة الوطنية عام 1920 , ثم الطبقة الوسطى ممثلة عن الصياغة للاحاتث الوطنية العراقية , ولن يعجز هذه المرة كذلك وفقا لللاتجاهات الانفة . وفي ذهننا تصورات لمثل هذا المشروع الوطني الا انها قد تقع في منطقة اللامباح الان , لذلك نكتفي بالقول ان القوى التي تحمل بذرة هذ المشروع موجودة وقائمة وفاعلة لكن غير مفعلة وهي :-
    1- قوى داخل العملية السياسية .
    2- قوى خارج العملية السياسية.
    3- ائتلاف بين الاثنين .

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 22, 2024 12:37 pm