عودة نتنياهو... ما الذي تغيّر؟!
عبد اللطيف مهنا
سلَّم القرار الإسرائيلي إلى من خلفه في سدة الحكم، مؤكداً شعوره ب"الارتياح و الفخر". كان هذا هو إيهود أولمرت رئيس الوزراء الخائض حربين فاشلتين ضد العرب في لبنان و غزة... حربان فاشلتان لناحية عدم تحقيق استهدافاتهما، و ليس في قدرتهما الدموية و التدميرية الهائلة، وواجه الراحل و لازال يواجه مسلسلاً من تحقيقات الشرطة حول تهم تلاحقه بالفساد. أما القادم أو من سلَّمه المقود من بعده فكان هو بنيامين نتنياهو، الذي انتظر لمدة عشرة سنوات ليعود لرئاسة الحكومة... و أية حكومة؟!
إنها حكومة كل الكيان الإسرائيلي بلا منازع، بتقسيماته يساراً و يميناً و ما بينهما، و حتى أقصى أقصى يمين اليمين المغالي تطرفاً لدرجة الهذيان، فاستحق بذلك أن يغدو زعيماً متوجاً لمجتمع في غالبيته قد أصبح أوكاد من على يمينه، فكان هو، انتخابياً، خير من يعبَّر عنه، و لدرجة أن يغدو حزب "كاديما"، أو حزب شارون، ما غيره، هو المعارضة!!!
و عليه، أعلنها "حكومة وحدة وطنية"، فكانت لا رضاء المؤتلفين هي الحكومة الأكبر في تاريخ كيانه، فضمت ثلاثين وزيراً و تسعة نواب لرئيسها، و كانت من شأنها أن تستحق دخول موسوعة "غينيس" بامتياز باعتبارها أيضاً الأشد يمينية و عنصرية و تطرفاً، ليس في إسرائيل فحسب بل و العالم الراهن... و لأنها "حكومة وحدة وطنية" نالت أغلبية 74 عضواً في الكنيست، و لا غرو، فهي ضمت أحزاب، الليكود، العمل، إسرائيل بيتنا، شاس، البيت اليهودي، و يهدوت هاتورة... صفوة عنصريي مجتمعهم الاستعماري الإحلالي المتطرف بالضرورة انسجاماً مع طبيعته ذاتها... و بما فيهم ذاك الحزب اليساري المزعوم وفق التقسيمات الصهيونية، ذاك الذي أسس الكيان، و قاد أغلب و أهم حروبه و احتلالاته، و المهندس البادئ للعملية التهويدية المسماة بالاستيطان، و زعيمه الحالي وزير الحرب الجنرال إيهود باراك، الذي يُعرف بأنه ممارس قتل الفلسطينيين بيديه و من لا يهمه أن يخفي يديه الملطختين بدمهم بل يفاخر بسفك ما لطخهما به... باراك الذي، وفق تعبير اللبؤة الموسادية التي غدت زعيمة المعارضة تسيبي ليفني، بات يرمز "إلى مماسح حزب العمل، التي هي بالكاد مجرد رماد لا يغطي عيوب هذه الحكومة"، هو من يشكل واحدة من أثافي هذه الحكومة العتيدة، أي ثالث الثلاثي أو أركانها التي قامت عليهم... إلى جانب رئيسها نتنياهو، ووزير خارجيتها افيغدور ليبرمان... بالمناسبة زعيمة المعارضة هذه لم تجد ما تبدأ به معارضتها إلا هجاء كثرة الحقائب الوزارية فيها، و كلفة هذه الكثرة اقتصادياً، و عدم جدواها، و انعدام نزاهة أعضائها!
بيد أن نجم هذه الحكومة التي يرأسها من جاء إلى السياسة من عالم الإعلان، هو بجدارة وزير خارجيتها، أو وجهها الديبلوماسي، أفيغدور ليبرمان، داعية الترانسفير، أو طرد ما تبقى من الفلسطينيين في وطنهم، لاسيما منهم المليون و قرابة النصف في المحتل من فلسطين عام 1984، و الذي جاء إلى بلادهم المحتلة من مولدافيا، حيث كان يعمل حارساً لأحد ملاهيها الليلية، و الذي كانت أولى نشاطاته بعد التنصيب هي مثوله أمام محققي الشرطة في تحقيقات حول تهم الفساد و الرشوة و تبييض الأموال!
يقول المثل الشعبي، المكتوب يقرأ من عنوانه، و حكومة نتنياهو هذه يمكن قراءتها سلفاً، حتى من قبل شبه الأميين العرب في معرفة طبيعة عدوهم... أي تُقرأ، أو تكفي قراءتها، من سماع ما قيل في حفل تنصيبها... ما قاله رئيسها، ووزير خارجيتها، و ما تفضل به الداهية الأشر رئيس دولتهم اسحاق بيريز:
مثلاً، عند نتينياهو مشاكل إسرائيل محصورةً في اثنتين فحسب، واحدتهما اقتصادية و الأخرى أمنية، و عليه، هي في نظره تجد نفسها أمام "هذين الاختبارين"، أو "هاتين الأزمتين اللتين هما نتاج تطورات دولية هائلة، و ليست أفعالنا في الماضي أساس لهما"!
المشكلة الاقتصادية مردها الأزمة الاقتصادية الكونية، أما الأمنية، فهي تكمن عنده في "صعود الإسلام المتطرف" في العالم، حيث "الخطر الأكبر على البشرية ينبع من إمكانية تسلح نظام راديكالي بسلاح نووي أو تسلح نووي بنظام راديكالي"... هو هنا يقدم أطروحة جديدة كبديل عن أخرى سابقة له حول صدام الحضارات!
إذن ببساطة مردها منطق استعماري تليد، لا مشكلة أخرى هنا خلاف مثل هذا الخطر المحدد، حيث المسكينة "إسرائيل تتطلع لتحقيق السلام التام مع العالمين العربي و الإسلامي"، و هو تطلع بالنسبة له مدعوم، "بمصلحة مشتركة بين إسرائيل و الدول العربية في مواجهة التنين المتعصب الذي يهددنا جميعاً"... و ماذا عن الفلسطينيين أو الإرهابيين الذين يصرون على تحرير وطنهم المغتصب ؟!
إنه بالنسبة لنتينياهو و أطراف ائتلاف حكومته و من انتخبوهم، ليس ثمة من قضية فلسطينية، و ليس ثمة ما يستوجب الصراع الدائر أصلاً، و السلام مع العرب المعتدين، يبدأ بالتعليم... بتلقين الأطفال العرب، و إعداد الأمة العربية، "للإقرار بأن إسرائيل هي الدولة القومية للشعب اليهودي"... و للفلسطينيين تحديداً يقول:
إنه ببساطة، "إذا كنتم حقاً تريدون السلام فيمكن تحقيق السلام"... إنه وفق أطروحته المعروفة تحقيق "السلام الإقتصادي" و ليست مسألة تحرير وطن مغتصب، و بعدها كفى الله المؤمنين شر القتال... و لمزيد من إبداء حسن النية، يعلن إزماعه العمل مع سلطة الحكم الذاتي الإداري المحدود تحت الإحتلال، في ثلاثة مسارات متوازية، إقتصادية، أمنية، سياسية، حيث يقول: "إننا نتطلع للمساعدة في التطوير المكثف للإقتصاد الفلسطيني و العلاقات الإقتصادية بينه و بين إسرائيل، و ستدعم آلية فلسطينية تحارب الإرهاب، و سنجري مفاوضات مع السلطة متطلعين للتوصل إلى اتفاق دائم"... و ماذا عن ليبرمان؟
يمكن تلخيص ليبرمان فيما يلي: لا، لأنابولس، و لا لحل الدولتين، و لا للانسحاب من الجولان، و قطر دولة متطرفة، و العراق ليست دولة... و إسرائيل تنازلت عن أراض تزيد عن ثلاثة أضعافها... تنازلت عن سيناء، في كامب ديفيد، لصالح مصر... شريكة السلام التي إن لم يزر رئيسها إسرائيل فبوسعه، وفق تصريح ليبرمان الشهير، "أن يذهب إلى الجحيم"!
ليبرمان خاطب الإسرائيليين "هل تريدون السلام؟ استعدوا للحرب، و كونوا أقوياء". و "هناك وثيقة واحدة تُلزمنا أقرت في الحكومة هي خارطة الطريق رغم أني صوّت ضدها"... الخارطة التي يعد المهم فيها عنده هو "تفكيك المنظمات الإرهابية و إقامة سلطة فعالة" في مكافحتها لهذه المنظمات... هذا فلسطينياً، أما بالنسبة لسوريا المحتلة أراضيها، فهو يعرض عليها "السلام مقابل السلام، لا سلام مقابل التنازل عن الأرض" المحتلة، التي يعتبر الجلاء عنها عنده تنازلاً!
هنا نلاحظ أنه بالنسبة لآخر طبعة في الحكومات الإسرائيلية يعد الوضوح سيد الموقف، و ربما هذا وحده هو المختلف الذي يحسب لها، ليس ثمة أرض عربية محتلة، و لا قضية شعب مشرد أغتصبت أرضه و احتل وطنه، و بالتالي فليس ثمة ما يستوجب هذا الصراع الدائر منذ أكثر من قرن على فلسطين، أو ليس هناك من قضية مركزية للعرب فيها... و هنا، و لترسيخ مثل هذا المنطق، لابد من اختلاق العدو البديل عن عدوهم التاريخي، هذا القوي المستقوي بالغرب الذي يطرح عليهم السلام مقابل السلام لا أكثر، و نأتي هنا إلى ما قاله بيريز في حفل التنصيب:
"إن حاجة العرب للسلام مرتبطة بالخطر الإيراني على الجزء العربي من منطقتنا". و عليه، يمكن فهم المسعى الغربي الذي يجد صدى لدى بعض العرب، الحاث على قيام تحالف بين المُعتدي و المعتدى عليه لمواجهة مثل هذا الخطر البديل المزعوم، بالإضافة إلى مواجهة خطر ما يسمى الإرهاب أو ما وصفه نتنياهو "التنين المتعصب" في العالم الإسلامي!
عبر مقابلة مع صحيفة "أتلانتيك"، حدد نتنياهو لأوباما أجندته الرئاسية بقوله: "إن أمام الرئيس الأمريكي مهمتان كبيرتان: لإصلاح الوضع الإقتصادي، و منع إيران من امتلاك سلاح نووي"... و أنذر الأمريكان: أنه "إذا لم يسارع أوباما لمعالجة النووي الإيراني بنفسه، فأنا سأفعل ذلك"؟!
... إنها إسرائيل ذاتها، تلك التي كانت و ظلت و ستظل أسيرة طبيعتها و المنسجمة معها... العدو الذي لازال العرب يصرون على أن خيار السلام هو خيارهم الاستراتيجي الوحيد معها، أو هذه التي أصبح الإعتراف بها مطلباً "فلسطينياً"، حيث تطالب رام الله غزة في حواريهما القاهري بذلك، كشرط أو كجزء من الحلول الموصوفة ب"الخلاقة" لمتحارجة المصالحة الفلسطينية الفلسطينية المنشودة، أو هذه التي تأجل حوارها لأسابيع بانتظار التوافق على هذه "الخلاقة" المستعصية!
...إنها إسرائيل... و ما الذي تغيّر؟! أرحل أولمرت أم عاد نتنياهو؟!
عبد اللطيف مهنا
عبد اللطيف مهنا
سلَّم القرار الإسرائيلي إلى من خلفه في سدة الحكم، مؤكداً شعوره ب"الارتياح و الفخر". كان هذا هو إيهود أولمرت رئيس الوزراء الخائض حربين فاشلتين ضد العرب في لبنان و غزة... حربان فاشلتان لناحية عدم تحقيق استهدافاتهما، و ليس في قدرتهما الدموية و التدميرية الهائلة، وواجه الراحل و لازال يواجه مسلسلاً من تحقيقات الشرطة حول تهم تلاحقه بالفساد. أما القادم أو من سلَّمه المقود من بعده فكان هو بنيامين نتنياهو، الذي انتظر لمدة عشرة سنوات ليعود لرئاسة الحكومة... و أية حكومة؟!
إنها حكومة كل الكيان الإسرائيلي بلا منازع، بتقسيماته يساراً و يميناً و ما بينهما، و حتى أقصى أقصى يمين اليمين المغالي تطرفاً لدرجة الهذيان، فاستحق بذلك أن يغدو زعيماً متوجاً لمجتمع في غالبيته قد أصبح أوكاد من على يمينه، فكان هو، انتخابياً، خير من يعبَّر عنه، و لدرجة أن يغدو حزب "كاديما"، أو حزب شارون، ما غيره، هو المعارضة!!!
و عليه، أعلنها "حكومة وحدة وطنية"، فكانت لا رضاء المؤتلفين هي الحكومة الأكبر في تاريخ كيانه، فضمت ثلاثين وزيراً و تسعة نواب لرئيسها، و كانت من شأنها أن تستحق دخول موسوعة "غينيس" بامتياز باعتبارها أيضاً الأشد يمينية و عنصرية و تطرفاً، ليس في إسرائيل فحسب بل و العالم الراهن... و لأنها "حكومة وحدة وطنية" نالت أغلبية 74 عضواً في الكنيست، و لا غرو، فهي ضمت أحزاب، الليكود، العمل، إسرائيل بيتنا، شاس، البيت اليهودي، و يهدوت هاتورة... صفوة عنصريي مجتمعهم الاستعماري الإحلالي المتطرف بالضرورة انسجاماً مع طبيعته ذاتها... و بما فيهم ذاك الحزب اليساري المزعوم وفق التقسيمات الصهيونية، ذاك الذي أسس الكيان، و قاد أغلب و أهم حروبه و احتلالاته، و المهندس البادئ للعملية التهويدية المسماة بالاستيطان، و زعيمه الحالي وزير الحرب الجنرال إيهود باراك، الذي يُعرف بأنه ممارس قتل الفلسطينيين بيديه و من لا يهمه أن يخفي يديه الملطختين بدمهم بل يفاخر بسفك ما لطخهما به... باراك الذي، وفق تعبير اللبؤة الموسادية التي غدت زعيمة المعارضة تسيبي ليفني، بات يرمز "إلى مماسح حزب العمل، التي هي بالكاد مجرد رماد لا يغطي عيوب هذه الحكومة"، هو من يشكل واحدة من أثافي هذه الحكومة العتيدة، أي ثالث الثلاثي أو أركانها التي قامت عليهم... إلى جانب رئيسها نتنياهو، ووزير خارجيتها افيغدور ليبرمان... بالمناسبة زعيمة المعارضة هذه لم تجد ما تبدأ به معارضتها إلا هجاء كثرة الحقائب الوزارية فيها، و كلفة هذه الكثرة اقتصادياً، و عدم جدواها، و انعدام نزاهة أعضائها!
بيد أن نجم هذه الحكومة التي يرأسها من جاء إلى السياسة من عالم الإعلان، هو بجدارة وزير خارجيتها، أو وجهها الديبلوماسي، أفيغدور ليبرمان، داعية الترانسفير، أو طرد ما تبقى من الفلسطينيين في وطنهم، لاسيما منهم المليون و قرابة النصف في المحتل من فلسطين عام 1984، و الذي جاء إلى بلادهم المحتلة من مولدافيا، حيث كان يعمل حارساً لأحد ملاهيها الليلية، و الذي كانت أولى نشاطاته بعد التنصيب هي مثوله أمام محققي الشرطة في تحقيقات حول تهم الفساد و الرشوة و تبييض الأموال!
يقول المثل الشعبي، المكتوب يقرأ من عنوانه، و حكومة نتنياهو هذه يمكن قراءتها سلفاً، حتى من قبل شبه الأميين العرب في معرفة طبيعة عدوهم... أي تُقرأ، أو تكفي قراءتها، من سماع ما قيل في حفل تنصيبها... ما قاله رئيسها، ووزير خارجيتها، و ما تفضل به الداهية الأشر رئيس دولتهم اسحاق بيريز:
مثلاً، عند نتينياهو مشاكل إسرائيل محصورةً في اثنتين فحسب، واحدتهما اقتصادية و الأخرى أمنية، و عليه، هي في نظره تجد نفسها أمام "هذين الاختبارين"، أو "هاتين الأزمتين اللتين هما نتاج تطورات دولية هائلة، و ليست أفعالنا في الماضي أساس لهما"!
المشكلة الاقتصادية مردها الأزمة الاقتصادية الكونية، أما الأمنية، فهي تكمن عنده في "صعود الإسلام المتطرف" في العالم، حيث "الخطر الأكبر على البشرية ينبع من إمكانية تسلح نظام راديكالي بسلاح نووي أو تسلح نووي بنظام راديكالي"... هو هنا يقدم أطروحة جديدة كبديل عن أخرى سابقة له حول صدام الحضارات!
إذن ببساطة مردها منطق استعماري تليد، لا مشكلة أخرى هنا خلاف مثل هذا الخطر المحدد، حيث المسكينة "إسرائيل تتطلع لتحقيق السلام التام مع العالمين العربي و الإسلامي"، و هو تطلع بالنسبة له مدعوم، "بمصلحة مشتركة بين إسرائيل و الدول العربية في مواجهة التنين المتعصب الذي يهددنا جميعاً"... و ماذا عن الفلسطينيين أو الإرهابيين الذين يصرون على تحرير وطنهم المغتصب ؟!
إنه بالنسبة لنتينياهو و أطراف ائتلاف حكومته و من انتخبوهم، ليس ثمة من قضية فلسطينية، و ليس ثمة ما يستوجب الصراع الدائر أصلاً، و السلام مع العرب المعتدين، يبدأ بالتعليم... بتلقين الأطفال العرب، و إعداد الأمة العربية، "للإقرار بأن إسرائيل هي الدولة القومية للشعب اليهودي"... و للفلسطينيين تحديداً يقول:
إنه ببساطة، "إذا كنتم حقاً تريدون السلام فيمكن تحقيق السلام"... إنه وفق أطروحته المعروفة تحقيق "السلام الإقتصادي" و ليست مسألة تحرير وطن مغتصب، و بعدها كفى الله المؤمنين شر القتال... و لمزيد من إبداء حسن النية، يعلن إزماعه العمل مع سلطة الحكم الذاتي الإداري المحدود تحت الإحتلال، في ثلاثة مسارات متوازية، إقتصادية، أمنية، سياسية، حيث يقول: "إننا نتطلع للمساعدة في التطوير المكثف للإقتصاد الفلسطيني و العلاقات الإقتصادية بينه و بين إسرائيل، و ستدعم آلية فلسطينية تحارب الإرهاب، و سنجري مفاوضات مع السلطة متطلعين للتوصل إلى اتفاق دائم"... و ماذا عن ليبرمان؟
يمكن تلخيص ليبرمان فيما يلي: لا، لأنابولس، و لا لحل الدولتين، و لا للانسحاب من الجولان، و قطر دولة متطرفة، و العراق ليست دولة... و إسرائيل تنازلت عن أراض تزيد عن ثلاثة أضعافها... تنازلت عن سيناء، في كامب ديفيد، لصالح مصر... شريكة السلام التي إن لم يزر رئيسها إسرائيل فبوسعه، وفق تصريح ليبرمان الشهير، "أن يذهب إلى الجحيم"!
ليبرمان خاطب الإسرائيليين "هل تريدون السلام؟ استعدوا للحرب، و كونوا أقوياء". و "هناك وثيقة واحدة تُلزمنا أقرت في الحكومة هي خارطة الطريق رغم أني صوّت ضدها"... الخارطة التي يعد المهم فيها عنده هو "تفكيك المنظمات الإرهابية و إقامة سلطة فعالة" في مكافحتها لهذه المنظمات... هذا فلسطينياً، أما بالنسبة لسوريا المحتلة أراضيها، فهو يعرض عليها "السلام مقابل السلام، لا سلام مقابل التنازل عن الأرض" المحتلة، التي يعتبر الجلاء عنها عنده تنازلاً!
هنا نلاحظ أنه بالنسبة لآخر طبعة في الحكومات الإسرائيلية يعد الوضوح سيد الموقف، و ربما هذا وحده هو المختلف الذي يحسب لها، ليس ثمة أرض عربية محتلة، و لا قضية شعب مشرد أغتصبت أرضه و احتل وطنه، و بالتالي فليس ثمة ما يستوجب هذا الصراع الدائر منذ أكثر من قرن على فلسطين، أو ليس هناك من قضية مركزية للعرب فيها... و هنا، و لترسيخ مثل هذا المنطق، لابد من اختلاق العدو البديل عن عدوهم التاريخي، هذا القوي المستقوي بالغرب الذي يطرح عليهم السلام مقابل السلام لا أكثر، و نأتي هنا إلى ما قاله بيريز في حفل التنصيب:
"إن حاجة العرب للسلام مرتبطة بالخطر الإيراني على الجزء العربي من منطقتنا". و عليه، يمكن فهم المسعى الغربي الذي يجد صدى لدى بعض العرب، الحاث على قيام تحالف بين المُعتدي و المعتدى عليه لمواجهة مثل هذا الخطر البديل المزعوم، بالإضافة إلى مواجهة خطر ما يسمى الإرهاب أو ما وصفه نتنياهو "التنين المتعصب" في العالم الإسلامي!
عبر مقابلة مع صحيفة "أتلانتيك"، حدد نتنياهو لأوباما أجندته الرئاسية بقوله: "إن أمام الرئيس الأمريكي مهمتان كبيرتان: لإصلاح الوضع الإقتصادي، و منع إيران من امتلاك سلاح نووي"... و أنذر الأمريكان: أنه "إذا لم يسارع أوباما لمعالجة النووي الإيراني بنفسه، فأنا سأفعل ذلك"؟!
... إنها إسرائيل ذاتها، تلك التي كانت و ظلت و ستظل أسيرة طبيعتها و المنسجمة معها... العدو الذي لازال العرب يصرون على أن خيار السلام هو خيارهم الاستراتيجي الوحيد معها، أو هذه التي أصبح الإعتراف بها مطلباً "فلسطينياً"، حيث تطالب رام الله غزة في حواريهما القاهري بذلك، كشرط أو كجزء من الحلول الموصوفة ب"الخلاقة" لمتحارجة المصالحة الفلسطينية الفلسطينية المنشودة، أو هذه التي تأجل حوارها لأسابيع بانتظار التوافق على هذه "الخلاقة" المستعصية!
...إنها إسرائيل... و ما الذي تغيّر؟! أرحل أولمرت أم عاد نتنياهو؟!
عبد اللطيف مهنا
السبت يناير 21, 2017 12:06 pm من طرف عدنان المعموري
» قصيده بعنوان كافي
الجمعة ديسمبر 19, 2014 7:50 am من طرف عدنان المعموري
» عن لسان ام الشاعر الراحل رحيم المالكي
الأحد يوليو 06, 2014 1:52 pm من طرف عدنان المعموري
» القصيدة التي أغضبت سلاطين المنطقة الخضراء
الثلاثاء أكتوبر 02, 2012 12:44 pm من طرف عدنان المعموري
» قصة مؤثرة عن غيرة النساء
الجمعة يونيو 29, 2012 1:06 am من طرف عدنان المعموري
» أبن شقيق الجعفري يكشف تفاصيل الاعتداء عليه بالضرب من قبل أبن شقيقة المالكي وأقربائه
الأربعاء مايو 23, 2012 12:06 pm من طرف عدنان المعموري
» يا احبيب / صاحب الضويري
السبت مايو 12, 2012 12:24 am من طرف عدنان المعموري
» خانقين..الوردة البيضاء..مدينة التآخي والسلام
الخميس فبراير 16, 2012 12:16 pm من طرف حسين:خانقين
» هدية لكم جميعا..مع باقات من النرجس من على سفوح جبال كردستان
الخميس فبراير 16, 2012 5:21 am من طرف حسين:خانقين
» الأشعة..منافعها واضرارها وهذا الحديث مع طبيبة اختصاصية في م. خانقين
الخميس فبراير 16, 2012 5:06 am من طرف حسين:خانقين
» دعوة للمشاركة
الخميس أكتوبر 06, 2011 9:22 am من طرف د.مسلم بديري
» قصص قصيرة جدا
الإثنين يوليو 18, 2011 5:00 pm من طرف د.مسلم بديري
» قصيدة (جيش الشيب) للشاعر الشاب سعد السوداني
الجمعة يونيو 24, 2011 11:49 am من طرف عدنان المعموري
» قصيدة (جيش الشيب) للشاعر الشاب سعد السوداني
الجمعة يونيو 24, 2011 11:47 am من طرف عدنان المعموري
» زعلتك صدك
الثلاثاء يونيو 21, 2011 1:22 pm من طرف عدنان المعموري
» يا احبيب /للشاعر صاحب الضويري
الإثنين يونيو 13, 2011 11:49 am من طرف عدنان المعموري
» أكميله للشاعر عارف مأمون
الإثنين أبريل 04, 2011 8:17 am من طرف عدنان المعموري
» كل ساعة انذبح من عرست لليوم وكل ساعة انسحك بجدام تذكارك
الإثنين أبريل 04, 2011 8:13 am من طرف عدنان المعموري
» قراءة الواقع الثقافي في العراق
السبت مارس 12, 2011 1:13 pm من طرف قاسم المعموري
» اشعل فتيلها الكادحون والرافضون للظلم
الثلاثاء مارس 08, 2011 1:05 pm من طرف قاسم المعموري