الوظيفة العامة خدمة و ليست غنيمة -
محمد عبد الجبار الشبوط
في عصور التخلف السابقة التي مرت على العراق، وبعضها على ايام الدولة العباسية، كان الطامعون بالوظيفة العامة، مثل تولي امارة منطقة، او ما شابه ذلك، يقومون بشراء الوظيفة من الخليفة، او ممن يملك سلطة البيع كالوزير الاول.
وفي احيان اخرى كانوا يقاتلون من اجلها في حال ضعف الخلافة. كان هؤلاء الطامعون بالوظيفة العامة يعتبرونها مكسبا او غنيمة ولا يعتبرونها خدمة عامة. وكانوا يتخذون من الوظيفة طريقة للثراء وتجميع الثروة وتشغيل المحاسيب والمحازيب والاقارب والارحام.
الامر يختلف في الدولة الحديثة. فليس الموظف العمومي الذي يأخذ اجرا على ما يقوم به من عمل الا اجيرا يقوم بخدمة الناس وفقا للعنوان الوظيفي الذي يحمله. وهذا ينطبق على رئيس الجمهورية كما ينطبق على رئيس الوزراء والوزراء انتهاء باصغر موظف في هيكل الحكم والادارة. وهذا لا يمنع من ظهور حالات فساد بطبيعة الحال، ولذا تضع الدولة الكثير من الضوابط من اجل الحد من ذلك.
لم يكن متوقعا بطبيعة الحال ان يتمكن الرجال والنساء الذين تولوا اولى المناصب الادارية في الدولة العراقية بعد سقوط دولة صدام، ابتداء من اعضاء مجلس الحكم المنحل، من تجسيد هذا المفهوم فورا، لأسباب كثيرة ليس من الضروري البحث فيها.
لكنهم للاسف رجحوا كفة الفساد الاداري والسياسي وزادوا من منسوبه ونسبته، حتى قفز العراق الى قمة القائمة الدولية لأكثر الدول فسادا في العالم. وكان المفهوم الذي يحرك هؤلاء يتلخص في ان الوظيفة العامة مكسب ومغنم مادي و وجاهي لصاحبه او لحزبه او لعائلته. ولذا نلاحظ على سبيل المثال ان اعضاء مجلس الحكم سارعوا الى تعيين اقاربهم واخوانهم واخواتهم وانسبائهم واعضاء احزابهم ومحاسبيهم في مناصب الدولة من دون التفات الى شرط الكفاءة والمقدرة، حتى صار بالامكان رسم الخارطة العائلية للسلطة العراقية، وقد فعلت ذلك في حينه احدى الصحف الاميركية الكبرى.
بعض من عينوه كان كفوءا، ولا اعتراض بهذا المقدار عليه، لكن البعض الاخر كان اميا، او قليل تحصيل، او غير مهيأ لتولي ما تولاه من مناصب. ولست انسى ان احد الاحزاب لم يجد من بين اعضائه من يصلح لمنصب وزاري مهم، فاضطر الى التعاقد من شخص اخر للمنصب، بعد ان رفض رئيس الوزراء المكلف كل من رشحهم الحزب.
وحين تداخل هذا المفهوم مع مفهوم المحاصصة الحزبية والطائفية انتج لنا حكومة، كالحكومة الراهنة التي يعترف رئيسها ان من بين اعضائها من هو ليس كفوءا للمنصب. الله اكبر! لِمَ تم استيزارُه اذن؟! ولِمَ لا يتم استبداله بسرعة؟ اسئلة لا يعرف المواطن العادي اجابة عنها
محمد عبد الجبار الشبوط
في عصور التخلف السابقة التي مرت على العراق، وبعضها على ايام الدولة العباسية، كان الطامعون بالوظيفة العامة، مثل تولي امارة منطقة، او ما شابه ذلك، يقومون بشراء الوظيفة من الخليفة، او ممن يملك سلطة البيع كالوزير الاول.
وفي احيان اخرى كانوا يقاتلون من اجلها في حال ضعف الخلافة. كان هؤلاء الطامعون بالوظيفة العامة يعتبرونها مكسبا او غنيمة ولا يعتبرونها خدمة عامة. وكانوا يتخذون من الوظيفة طريقة للثراء وتجميع الثروة وتشغيل المحاسيب والمحازيب والاقارب والارحام.
الامر يختلف في الدولة الحديثة. فليس الموظف العمومي الذي يأخذ اجرا على ما يقوم به من عمل الا اجيرا يقوم بخدمة الناس وفقا للعنوان الوظيفي الذي يحمله. وهذا ينطبق على رئيس الجمهورية كما ينطبق على رئيس الوزراء والوزراء انتهاء باصغر موظف في هيكل الحكم والادارة. وهذا لا يمنع من ظهور حالات فساد بطبيعة الحال، ولذا تضع الدولة الكثير من الضوابط من اجل الحد من ذلك.
لم يكن متوقعا بطبيعة الحال ان يتمكن الرجال والنساء الذين تولوا اولى المناصب الادارية في الدولة العراقية بعد سقوط دولة صدام، ابتداء من اعضاء مجلس الحكم المنحل، من تجسيد هذا المفهوم فورا، لأسباب كثيرة ليس من الضروري البحث فيها.
لكنهم للاسف رجحوا كفة الفساد الاداري والسياسي وزادوا من منسوبه ونسبته، حتى قفز العراق الى قمة القائمة الدولية لأكثر الدول فسادا في العالم. وكان المفهوم الذي يحرك هؤلاء يتلخص في ان الوظيفة العامة مكسب ومغنم مادي و وجاهي لصاحبه او لحزبه او لعائلته. ولذا نلاحظ على سبيل المثال ان اعضاء مجلس الحكم سارعوا الى تعيين اقاربهم واخوانهم واخواتهم وانسبائهم واعضاء احزابهم ومحاسبيهم في مناصب الدولة من دون التفات الى شرط الكفاءة والمقدرة، حتى صار بالامكان رسم الخارطة العائلية للسلطة العراقية، وقد فعلت ذلك في حينه احدى الصحف الاميركية الكبرى.
بعض من عينوه كان كفوءا، ولا اعتراض بهذا المقدار عليه، لكن البعض الاخر كان اميا، او قليل تحصيل، او غير مهيأ لتولي ما تولاه من مناصب. ولست انسى ان احد الاحزاب لم يجد من بين اعضائه من يصلح لمنصب وزاري مهم، فاضطر الى التعاقد من شخص اخر للمنصب، بعد ان رفض رئيس الوزراء المكلف كل من رشحهم الحزب.
وحين تداخل هذا المفهوم مع مفهوم المحاصصة الحزبية والطائفية انتج لنا حكومة، كالحكومة الراهنة التي يعترف رئيسها ان من بين اعضائها من هو ليس كفوءا للمنصب. الله اكبر! لِمَ تم استيزارُه اذن؟! ولِمَ لا يتم استبداله بسرعة؟ اسئلة لا يعرف المواطن العادي اجابة عنها
السبت يناير 21, 2017 12:06 pm من طرف عدنان المعموري
» قصيده بعنوان كافي
الجمعة ديسمبر 19, 2014 7:50 am من طرف عدنان المعموري
» عن لسان ام الشاعر الراحل رحيم المالكي
الأحد يوليو 06, 2014 1:52 pm من طرف عدنان المعموري
» القصيدة التي أغضبت سلاطين المنطقة الخضراء
الثلاثاء أكتوبر 02, 2012 12:44 pm من طرف عدنان المعموري
» قصة مؤثرة عن غيرة النساء
الجمعة يونيو 29, 2012 1:06 am من طرف عدنان المعموري
» أبن شقيق الجعفري يكشف تفاصيل الاعتداء عليه بالضرب من قبل أبن شقيقة المالكي وأقربائه
الأربعاء مايو 23, 2012 12:06 pm من طرف عدنان المعموري
» يا احبيب / صاحب الضويري
السبت مايو 12, 2012 12:24 am من طرف عدنان المعموري
» خانقين..الوردة البيضاء..مدينة التآخي والسلام
الخميس فبراير 16, 2012 12:16 pm من طرف حسين:خانقين
» هدية لكم جميعا..مع باقات من النرجس من على سفوح جبال كردستان
الخميس فبراير 16, 2012 5:21 am من طرف حسين:خانقين
» الأشعة..منافعها واضرارها وهذا الحديث مع طبيبة اختصاصية في م. خانقين
الخميس فبراير 16, 2012 5:06 am من طرف حسين:خانقين
» دعوة للمشاركة
الخميس أكتوبر 06, 2011 9:22 am من طرف د.مسلم بديري
» قصص قصيرة جدا
الإثنين يوليو 18, 2011 5:00 pm من طرف د.مسلم بديري
» قصيدة (جيش الشيب) للشاعر الشاب سعد السوداني
الجمعة يونيو 24, 2011 11:49 am من طرف عدنان المعموري
» قصيدة (جيش الشيب) للشاعر الشاب سعد السوداني
الجمعة يونيو 24, 2011 11:47 am من طرف عدنان المعموري
» زعلتك صدك
الثلاثاء يونيو 21, 2011 1:22 pm من طرف عدنان المعموري
» يا احبيب /للشاعر صاحب الضويري
الإثنين يونيو 13, 2011 11:49 am من طرف عدنان المعموري
» أكميله للشاعر عارف مأمون
الإثنين أبريل 04, 2011 8:17 am من طرف عدنان المعموري
» كل ساعة انذبح من عرست لليوم وكل ساعة انسحك بجدام تذكارك
الإثنين أبريل 04, 2011 8:13 am من طرف عدنان المعموري
» قراءة الواقع الثقافي في العراق
السبت مارس 12, 2011 1:13 pm من طرف قاسم المعموري
» اشعل فتيلها الكادحون والرافضون للظلم
الثلاثاء مارس 08, 2011 1:05 pm من طرف قاسم المعموري