هل تسند اميركا احتلالها للعراق لملالي طهران بعد الهروب ؟
الدكتور غالب الفريجات
الادارة الاميركية قد نفضت يدها من مشروعاتها الامبراطورية ، التي كانت ترسمها في الغرف المظلمة قبل غزو العراق واحتلاله ، نظرا لحجم المقاومة العراقية الباسلة التي كبدتها عشرات الآلاف من القتلى والجرحى ، ومليارات الدولارات كانت مقدمة للازمة الاقتصادية التي ضربتها ، الى جانب ان سياسة الحزب الديمقراطي تؤمن بتحقيق اهداف الادارة الاميركية بالاساليب الحريرية، بدلا من الاساليب الحديدية التي يؤمن بها الجمهوريون .
الاميركان لا تحكمهم مبادئ وأخلاق كغيرهم من الامبرياليين والاستعماريين ، وكل اهتمامهم يعتمد على قياس الربح والخسارة ، في المفهوم السياسي الذي يعتنقوه ( البراجماتية ) ، وهم ليسوا في واد المغامرة غير المحسوبة الربح ، الا اذا اصيبوا بالغباء السياسي ، كما اصيبوا بغباء قيادة ادارة بوش الصغير ، او كما انقادوا للوبي الصهيوني الذي من مصلحته الاجهاز على النظام الوطني في العراق ، وبالاضافة الى ذلك الخبث البريطاني الذي سهلت عليه قيادة بوش السياسية الغبية ، الى جانب ان الجمهوريين ، وبشكل خاص اليمين المتصهين في الحزب الجمهوري ، قد وجد في تلك السياسة ما يخدم اهدافه .
في ضوء ما سبق فالسؤال الذي يطرح نفسه ، هل ستقوم الادارة الاميركية باسناد احتلال العراق الى الفرس ؟ ، الذين يشاركونها الاحتلال ، تقديرا لجهودهم قبل الغزو والاحتلال ، الى جانب ان من اسند اليهم بادارة شؤون العراق المحتل هم عملاء ايران وعبيدها وخدمها .
مما لا شك فيه ان الفرس يملكون مشروعا قوميا فارسيا ، يتوجه بالتمدد على حساب الاراضي العربية ، كما هو واضح من احتلالهم للاهواز والجزر العربية ، ومشاركة الاميركان في احتلال العراق ، والتدخل في الشؤون الداخلية العربية من خلال الدعم المالي ، وخاصة في الساحة اللبنانية والفلسطينية ، فمن كانت هذه ممارساته ، ليس بغريب عليه ان يقيم اتفاقا من تحت الطاولة مع الاميركان ، كما اقام اتفاق التفاهم قبل الاحتلال ، رغم الجعجعة الكلامية الفارسية ضد الشيطان الاكبر والكيان الصهيوني، والتي لم تقدم طهران على ترجمة حرف واحد ، من كل هذا الكم الهائل من الشتم والضجيج الكلامي الفارغ ، الذي تسوقه ايران وعملاؤها في المنطقة .
الفرس قد يهربون الى الأمام للتخلص من مشاكلهم الداخلية ، ويدفعون بقواتهم باتجاه العراق ، لملئ الفراغ الذي يتوهمونه بعد هروب القوات الاميركية ، وهم يبنون استراتيجيتهم على عملائهم في المنطقة الخضراء ، وعلى العناصر المخابراتية الفارسية ، التي تتواجد بكثرة في جميع مفاصل الدولة العراقية العميلة ، وهم سيظنون واهمين ان كل من قام عملاء المنطقة الخضراء بتجنيدهم في الجيش والسلطة والمخابرات سيقاتلون الى جانبهم ، وسيتخلون عن عراقيتهم ، ومن هنا كان لموقف المقاومة من كل هؤلاء في عدم التعرض لهم الا في الحالات الواجبة والضرورية ، مع مطالبة جميع هذه العناصر بالتخندق في خندق المقاومة والوطن ، هو موقف ذكي من المقاومة ، لان معركة العراق مع اعداء العراق المحتلين من اميركان في المقدمة، وفرس في نهاية المطاف .
ان الفرس لن يتخلوا عن اطماعهم في العراق والمنطقة العربية ، الا بعد تجرع كأس السم الثانية، في مدة لا تتجاوز ربع قرن ، وسيسجلون للعراقيين الانتصار الثاني عليهم في هذه المرة بفترة قياسية ، لان المقاومة التي هزمت المشروع الامبراطوري الاميركي لن يعجزها هزيمة ملالي طهران المهووسين بالتاريخ الامبراطوري الفارسي .
لا احد يتمنى ان يمارس الفرس تطبيق هوسهم الاخرق على حساب الوطن العربي ، ولكن ما العمل اذا اندفع ملالي طهران في عداء الامة ؟ ، هل سيبقى بعض من العرب ان يتحدث عن احتلال حلال يقوم به ملالي طهران ، واحتلال حرام تقوم به عتاة الصهيونية ؟ ، ام ان الاحتلال هو احتلال يجب مقاومته ، وليس هناك من اولوية على اي منهما على حساب الآخر ، وهل هناك قدسية لأرض عربية على حساب ارض عربية اخرى ؟ ، ام يجب ان نكون مع رأي ذاك الشيخ الجليل ، الذي يقول والله لو ان المحتل لبيتي مكياً لقاتلته .
الدكتور غالب الفريجات
الدكتور غالب الفريجات
الادارة الاميركية قد نفضت يدها من مشروعاتها الامبراطورية ، التي كانت ترسمها في الغرف المظلمة قبل غزو العراق واحتلاله ، نظرا لحجم المقاومة العراقية الباسلة التي كبدتها عشرات الآلاف من القتلى والجرحى ، ومليارات الدولارات كانت مقدمة للازمة الاقتصادية التي ضربتها ، الى جانب ان سياسة الحزب الديمقراطي تؤمن بتحقيق اهداف الادارة الاميركية بالاساليب الحريرية، بدلا من الاساليب الحديدية التي يؤمن بها الجمهوريون .
الاميركان لا تحكمهم مبادئ وأخلاق كغيرهم من الامبرياليين والاستعماريين ، وكل اهتمامهم يعتمد على قياس الربح والخسارة ، في المفهوم السياسي الذي يعتنقوه ( البراجماتية ) ، وهم ليسوا في واد المغامرة غير المحسوبة الربح ، الا اذا اصيبوا بالغباء السياسي ، كما اصيبوا بغباء قيادة ادارة بوش الصغير ، او كما انقادوا للوبي الصهيوني الذي من مصلحته الاجهاز على النظام الوطني في العراق ، وبالاضافة الى ذلك الخبث البريطاني الذي سهلت عليه قيادة بوش السياسية الغبية ، الى جانب ان الجمهوريين ، وبشكل خاص اليمين المتصهين في الحزب الجمهوري ، قد وجد في تلك السياسة ما يخدم اهدافه .
في ضوء ما سبق فالسؤال الذي يطرح نفسه ، هل ستقوم الادارة الاميركية باسناد احتلال العراق الى الفرس ؟ ، الذين يشاركونها الاحتلال ، تقديرا لجهودهم قبل الغزو والاحتلال ، الى جانب ان من اسند اليهم بادارة شؤون العراق المحتل هم عملاء ايران وعبيدها وخدمها .
مما لا شك فيه ان الفرس يملكون مشروعا قوميا فارسيا ، يتوجه بالتمدد على حساب الاراضي العربية ، كما هو واضح من احتلالهم للاهواز والجزر العربية ، ومشاركة الاميركان في احتلال العراق ، والتدخل في الشؤون الداخلية العربية من خلال الدعم المالي ، وخاصة في الساحة اللبنانية والفلسطينية ، فمن كانت هذه ممارساته ، ليس بغريب عليه ان يقيم اتفاقا من تحت الطاولة مع الاميركان ، كما اقام اتفاق التفاهم قبل الاحتلال ، رغم الجعجعة الكلامية الفارسية ضد الشيطان الاكبر والكيان الصهيوني، والتي لم تقدم طهران على ترجمة حرف واحد ، من كل هذا الكم الهائل من الشتم والضجيج الكلامي الفارغ ، الذي تسوقه ايران وعملاؤها في المنطقة .
الفرس قد يهربون الى الأمام للتخلص من مشاكلهم الداخلية ، ويدفعون بقواتهم باتجاه العراق ، لملئ الفراغ الذي يتوهمونه بعد هروب القوات الاميركية ، وهم يبنون استراتيجيتهم على عملائهم في المنطقة الخضراء ، وعلى العناصر المخابراتية الفارسية ، التي تتواجد بكثرة في جميع مفاصل الدولة العراقية العميلة ، وهم سيظنون واهمين ان كل من قام عملاء المنطقة الخضراء بتجنيدهم في الجيش والسلطة والمخابرات سيقاتلون الى جانبهم ، وسيتخلون عن عراقيتهم ، ومن هنا كان لموقف المقاومة من كل هؤلاء في عدم التعرض لهم الا في الحالات الواجبة والضرورية ، مع مطالبة جميع هذه العناصر بالتخندق في خندق المقاومة والوطن ، هو موقف ذكي من المقاومة ، لان معركة العراق مع اعداء العراق المحتلين من اميركان في المقدمة، وفرس في نهاية المطاف .
ان الفرس لن يتخلوا عن اطماعهم في العراق والمنطقة العربية ، الا بعد تجرع كأس السم الثانية، في مدة لا تتجاوز ربع قرن ، وسيسجلون للعراقيين الانتصار الثاني عليهم في هذه المرة بفترة قياسية ، لان المقاومة التي هزمت المشروع الامبراطوري الاميركي لن يعجزها هزيمة ملالي طهران المهووسين بالتاريخ الامبراطوري الفارسي .
لا احد يتمنى ان يمارس الفرس تطبيق هوسهم الاخرق على حساب الوطن العربي ، ولكن ما العمل اذا اندفع ملالي طهران في عداء الامة ؟ ، هل سيبقى بعض من العرب ان يتحدث عن احتلال حلال يقوم به ملالي طهران ، واحتلال حرام تقوم به عتاة الصهيونية ؟ ، ام ان الاحتلال هو احتلال يجب مقاومته ، وليس هناك من اولوية على اي منهما على حساب الآخر ، وهل هناك قدسية لأرض عربية على حساب ارض عربية اخرى ؟ ، ام يجب ان نكون مع رأي ذاك الشيخ الجليل ، الذي يقول والله لو ان المحتل لبيتي مكياً لقاتلته .
الدكتور غالب الفريجات
السبت يناير 21, 2017 12:06 pm من طرف عدنان المعموري
» قصيده بعنوان كافي
الجمعة ديسمبر 19, 2014 7:50 am من طرف عدنان المعموري
» عن لسان ام الشاعر الراحل رحيم المالكي
الأحد يوليو 06, 2014 1:52 pm من طرف عدنان المعموري
» القصيدة التي أغضبت سلاطين المنطقة الخضراء
الثلاثاء أكتوبر 02, 2012 12:44 pm من طرف عدنان المعموري
» قصة مؤثرة عن غيرة النساء
الجمعة يونيو 29, 2012 1:06 am من طرف عدنان المعموري
» أبن شقيق الجعفري يكشف تفاصيل الاعتداء عليه بالضرب من قبل أبن شقيقة المالكي وأقربائه
الأربعاء مايو 23, 2012 12:06 pm من طرف عدنان المعموري
» يا احبيب / صاحب الضويري
السبت مايو 12, 2012 12:24 am من طرف عدنان المعموري
» خانقين..الوردة البيضاء..مدينة التآخي والسلام
الخميس فبراير 16, 2012 12:16 pm من طرف حسين:خانقين
» هدية لكم جميعا..مع باقات من النرجس من على سفوح جبال كردستان
الخميس فبراير 16, 2012 5:21 am من طرف حسين:خانقين
» الأشعة..منافعها واضرارها وهذا الحديث مع طبيبة اختصاصية في م. خانقين
الخميس فبراير 16, 2012 5:06 am من طرف حسين:خانقين
» دعوة للمشاركة
الخميس أكتوبر 06, 2011 9:22 am من طرف د.مسلم بديري
» قصص قصيرة جدا
الإثنين يوليو 18, 2011 5:00 pm من طرف د.مسلم بديري
» قصيدة (جيش الشيب) للشاعر الشاب سعد السوداني
الجمعة يونيو 24, 2011 11:49 am من طرف عدنان المعموري
» قصيدة (جيش الشيب) للشاعر الشاب سعد السوداني
الجمعة يونيو 24, 2011 11:47 am من طرف عدنان المعموري
» زعلتك صدك
الثلاثاء يونيو 21, 2011 1:22 pm من طرف عدنان المعموري
» يا احبيب /للشاعر صاحب الضويري
الإثنين يونيو 13, 2011 11:49 am من طرف عدنان المعموري
» أكميله للشاعر عارف مأمون
الإثنين أبريل 04, 2011 8:17 am من طرف عدنان المعموري
» كل ساعة انذبح من عرست لليوم وكل ساعة انسحك بجدام تذكارك
الإثنين أبريل 04, 2011 8:13 am من طرف عدنان المعموري
» قراءة الواقع الثقافي في العراق
السبت مارس 12, 2011 1:13 pm من طرف قاسم المعموري
» اشعل فتيلها الكادحون والرافضون للظلم
الثلاثاء مارس 08, 2011 1:05 pm من طرف قاسم المعموري