دم غالي ....ودم رخيص
بعد حفنة من اسابيع قليلة قلت فيها شهية الموت لولائم الجثث المقامة على شرف الاحتلال ودول الجوار وبعد ان لاح في دجى ليل بغداد الطويل خيط من خيوط الفجر زرع براعم للأمل بميلاد يوم جديد وبداء ليل بغداد الجميلة يسحرنا بعد أن اغتيل مرات ومرات .... لكن نيسان تأمر علينا كما تامرت علينا حكومات ودول ساعية بكل ما تحمل من حقد وقوة لتجعل من ارض الرافدين ارض تزرع الحياة لتحصد الموت.
ليس غريبا أن تنتقل عدوى الشهور الدامية الى نيسان لكن الغريب هذه المرة هو ان تتعالى اصوات محلية ودولية بالتنديد والشجب والاستنكارصابة جام غضبها واتهامها على ( نيسان ) وعلى كل من دبر وخطط لجعل ايامه طُعما تصطاد به زوارهم ! اصوات ظلت مصابة بالخرس الشيطاني في وقت كانت فيه كل شهورنا نيسان بل اقسى منه واشد وطئة اذاً ما الجديد في نيسان هذا ؟
هل لان ولائم الموت المجاني الذي ظل سنوات يلتهم أخضر العراقيين ويابسهم أضيف له دم أخر ! دم (غالي) لا يشبه دماء العراقيين !.... تلك الدماء التي أدمن الموت رائحتها و دون أن تعلم ذنبها ودون أن تجد من يحصيها ويعدها عداً ودون أن تحضى ( كغيرها) بقيادات تتوعد بالثار والانتقام وترعد بالتهديد والوعيد وتحذر من الرد العنيف متناسية أن طباخ السم أول ذائق له ! وكأن هناك حقا دم غالي ودم رخيص! ولكل قتيل نائحة إلا العراقي فلا نائحة له ويرمى على الطرقات سقط متاع !!
ففي ظل إنفلات الحدود والانفجار الاقتصادي المدمر ظل الموت أول صادراتهم سواء ذلك الموت ( المفخخ ) بالسيارات والعبوات آو المعلب عن طريق تلك الأطنان من ( الاكس باير ) من الغذاء والدواء منتهي الصلاحية . لكن كاتم الصوت (العربي والعالمي ) ظل سيد المشهد المأساوي لجرائم الجارة الفتاكة والاحتلال تلك الجرائم التي حولت ارض الخيرات إلى ارض لتصفية الحسابات وخطفت كل مشروع إبتسامة من وجه العراقيين وكأن ما خلقت صدورنا إلا للرصاص وما خالقنا إلا لنموت !
ففي الوقت الذي ظل فيه رصاص الاحتلال يمارس دوره الهمجي بحصد أرواح العراقيين بدم بارد بين قتل خطا وقتل متعمد ورصاصة طائشة ورصاصة عاقلة وتحت ذرائع ما انزل الله بها من سلطان أعطته حق استباحة الدم و هتك الأعراض بجرائم لها أول وليس لها أخر فهناك ألف (عبير وعبير) داخل السجون وخارجها ظلت وصمة عار في جبين الحكومة عاجزة عن تهز نخوتها. وهناك في ساحة النسور أسوأ شاهد وأبشع دليل على واحدة من مئات الجرائم التي اقترفتها شلة ضالة من المجرمين و المرتزقة بحق مواطنين عزل لكن الحكومة وكما هو شأنها دائما ظلت خرساء لا حول لها ولا قوة متبعة سياسة (غض البصر) خوفا على نعمتها من الزوال وكأن تلك الدماء التي سالت كانت قرابين ضحت بها من اجل كراسيها ومن اجل إرضاء ولية نعمتها ( أمريكا ) !
لكن يبدو أن الدم والشرف أخر اهتمامات الحكومة وأخر بند في جدول أعمالها تلك الأعمال التي تبد ا بالتصارع على المكاسب والمناصب والفوز بها بكل الطرق والوسائل المشروعة منها وغير المشروعة لتنتهي بالهروب ( المحتوم ) مرورا بسرقات و رشاوي وتهريب ظلت بعيدة عن طائلة القانون وقريبة من مرأى ومسمع البرلمان........ ذلك البرلمان الكسيح الذي أصيب بالشلل بعد أن نفذ في صميمه سهم ( الحصانة ) ذلك السهم الذي أخطا قُوتنا ودمنا فلا حصانة تحمي مفردات البطاقة التموينية من الهزال والانكماش خاصةً بعد أن أصبحت ( سودانية ) في الكمية والنوع ! لتتشرف بعد ذلك بنيل المرتبة الأولى بالفساد !
ولا حصانة توقف شلال الدم النازف بصيحات من الاحتجاج والاستنكار مطالبة بالقصاص العادل والعاجل ضد كل يد امتدت لتقتل نفس أو تقلع شجرة أو تحرق مدرسة ؟ أو تخطف لقمة من فم مليون ونصف يتيم عراقي !!!
اذاً من سيثأر لخبزنا الذي عضهُ الجوع ..... ودماءنا التي أهدر الاحتلال حرمتها بجرائمه التي أندت جبين العالم ...... إلا جبين الحكومة ؟
ولك الله يا عراق
ليلى الكعبي
المغرب العربي
أواخر نيسان2009
l.kabee@yahoo.com
بعد حفنة من اسابيع قليلة قلت فيها شهية الموت لولائم الجثث المقامة على شرف الاحتلال ودول الجوار وبعد ان لاح في دجى ليل بغداد الطويل خيط من خيوط الفجر زرع براعم للأمل بميلاد يوم جديد وبداء ليل بغداد الجميلة يسحرنا بعد أن اغتيل مرات ومرات .... لكن نيسان تأمر علينا كما تامرت علينا حكومات ودول ساعية بكل ما تحمل من حقد وقوة لتجعل من ارض الرافدين ارض تزرع الحياة لتحصد الموت.
ليس غريبا أن تنتقل عدوى الشهور الدامية الى نيسان لكن الغريب هذه المرة هو ان تتعالى اصوات محلية ودولية بالتنديد والشجب والاستنكارصابة جام غضبها واتهامها على ( نيسان ) وعلى كل من دبر وخطط لجعل ايامه طُعما تصطاد به زوارهم ! اصوات ظلت مصابة بالخرس الشيطاني في وقت كانت فيه كل شهورنا نيسان بل اقسى منه واشد وطئة اذاً ما الجديد في نيسان هذا ؟
هل لان ولائم الموت المجاني الذي ظل سنوات يلتهم أخضر العراقيين ويابسهم أضيف له دم أخر ! دم (غالي) لا يشبه دماء العراقيين !.... تلك الدماء التي أدمن الموت رائحتها و دون أن تعلم ذنبها ودون أن تجد من يحصيها ويعدها عداً ودون أن تحضى ( كغيرها) بقيادات تتوعد بالثار والانتقام وترعد بالتهديد والوعيد وتحذر من الرد العنيف متناسية أن طباخ السم أول ذائق له ! وكأن هناك حقا دم غالي ودم رخيص! ولكل قتيل نائحة إلا العراقي فلا نائحة له ويرمى على الطرقات سقط متاع !!
ففي ظل إنفلات الحدود والانفجار الاقتصادي المدمر ظل الموت أول صادراتهم سواء ذلك الموت ( المفخخ ) بالسيارات والعبوات آو المعلب عن طريق تلك الأطنان من ( الاكس باير ) من الغذاء والدواء منتهي الصلاحية . لكن كاتم الصوت (العربي والعالمي ) ظل سيد المشهد المأساوي لجرائم الجارة الفتاكة والاحتلال تلك الجرائم التي حولت ارض الخيرات إلى ارض لتصفية الحسابات وخطفت كل مشروع إبتسامة من وجه العراقيين وكأن ما خلقت صدورنا إلا للرصاص وما خالقنا إلا لنموت !
ففي الوقت الذي ظل فيه رصاص الاحتلال يمارس دوره الهمجي بحصد أرواح العراقيين بدم بارد بين قتل خطا وقتل متعمد ورصاصة طائشة ورصاصة عاقلة وتحت ذرائع ما انزل الله بها من سلطان أعطته حق استباحة الدم و هتك الأعراض بجرائم لها أول وليس لها أخر فهناك ألف (عبير وعبير) داخل السجون وخارجها ظلت وصمة عار في جبين الحكومة عاجزة عن تهز نخوتها. وهناك في ساحة النسور أسوأ شاهد وأبشع دليل على واحدة من مئات الجرائم التي اقترفتها شلة ضالة من المجرمين و المرتزقة بحق مواطنين عزل لكن الحكومة وكما هو شأنها دائما ظلت خرساء لا حول لها ولا قوة متبعة سياسة (غض البصر) خوفا على نعمتها من الزوال وكأن تلك الدماء التي سالت كانت قرابين ضحت بها من اجل كراسيها ومن اجل إرضاء ولية نعمتها ( أمريكا ) !
لكن يبدو أن الدم والشرف أخر اهتمامات الحكومة وأخر بند في جدول أعمالها تلك الأعمال التي تبد ا بالتصارع على المكاسب والمناصب والفوز بها بكل الطرق والوسائل المشروعة منها وغير المشروعة لتنتهي بالهروب ( المحتوم ) مرورا بسرقات و رشاوي وتهريب ظلت بعيدة عن طائلة القانون وقريبة من مرأى ومسمع البرلمان........ ذلك البرلمان الكسيح الذي أصيب بالشلل بعد أن نفذ في صميمه سهم ( الحصانة ) ذلك السهم الذي أخطا قُوتنا ودمنا فلا حصانة تحمي مفردات البطاقة التموينية من الهزال والانكماش خاصةً بعد أن أصبحت ( سودانية ) في الكمية والنوع ! لتتشرف بعد ذلك بنيل المرتبة الأولى بالفساد !
ولا حصانة توقف شلال الدم النازف بصيحات من الاحتجاج والاستنكار مطالبة بالقصاص العادل والعاجل ضد كل يد امتدت لتقتل نفس أو تقلع شجرة أو تحرق مدرسة ؟ أو تخطف لقمة من فم مليون ونصف يتيم عراقي !!!
اذاً من سيثأر لخبزنا الذي عضهُ الجوع ..... ودماءنا التي أهدر الاحتلال حرمتها بجرائمه التي أندت جبين العالم ...... إلا جبين الحكومة ؟
ولك الله يا عراق
ليلى الكعبي
المغرب العربي
أواخر نيسان2009
l.kabee@yahoo.com
السبت يناير 21, 2017 12:06 pm من طرف عدنان المعموري
» قصيده بعنوان كافي
الجمعة ديسمبر 19, 2014 7:50 am من طرف عدنان المعموري
» عن لسان ام الشاعر الراحل رحيم المالكي
الأحد يوليو 06, 2014 1:52 pm من طرف عدنان المعموري
» القصيدة التي أغضبت سلاطين المنطقة الخضراء
الثلاثاء أكتوبر 02, 2012 12:44 pm من طرف عدنان المعموري
» قصة مؤثرة عن غيرة النساء
الجمعة يونيو 29, 2012 1:06 am من طرف عدنان المعموري
» أبن شقيق الجعفري يكشف تفاصيل الاعتداء عليه بالضرب من قبل أبن شقيقة المالكي وأقربائه
الأربعاء مايو 23, 2012 12:06 pm من طرف عدنان المعموري
» يا احبيب / صاحب الضويري
السبت مايو 12, 2012 12:24 am من طرف عدنان المعموري
» خانقين..الوردة البيضاء..مدينة التآخي والسلام
الخميس فبراير 16, 2012 12:16 pm من طرف حسين:خانقين
» هدية لكم جميعا..مع باقات من النرجس من على سفوح جبال كردستان
الخميس فبراير 16, 2012 5:21 am من طرف حسين:خانقين
» الأشعة..منافعها واضرارها وهذا الحديث مع طبيبة اختصاصية في م. خانقين
الخميس فبراير 16, 2012 5:06 am من طرف حسين:خانقين
» دعوة للمشاركة
الخميس أكتوبر 06, 2011 9:22 am من طرف د.مسلم بديري
» قصص قصيرة جدا
الإثنين يوليو 18, 2011 5:00 pm من طرف د.مسلم بديري
» قصيدة (جيش الشيب) للشاعر الشاب سعد السوداني
الجمعة يونيو 24, 2011 11:49 am من طرف عدنان المعموري
» قصيدة (جيش الشيب) للشاعر الشاب سعد السوداني
الجمعة يونيو 24, 2011 11:47 am من طرف عدنان المعموري
» زعلتك صدك
الثلاثاء يونيو 21, 2011 1:22 pm من طرف عدنان المعموري
» يا احبيب /للشاعر صاحب الضويري
الإثنين يونيو 13, 2011 11:49 am من طرف عدنان المعموري
» أكميله للشاعر عارف مأمون
الإثنين أبريل 04, 2011 8:17 am من طرف عدنان المعموري
» كل ساعة انذبح من عرست لليوم وكل ساعة انسحك بجدام تذكارك
الإثنين أبريل 04, 2011 8:13 am من طرف عدنان المعموري
» قراءة الواقع الثقافي في العراق
السبت مارس 12, 2011 1:13 pm من طرف قاسم المعموري
» اشعل فتيلها الكادحون والرافضون للظلم
الثلاثاء مارس 08, 2011 1:05 pm من طرف قاسم المعموري