اليوم.... وبعد ان نجت بغداد من محاولة اغتيالها بعبوة الطائفية الناسفة تلك العبوة التي زُرعت في نفوس العراقين الذين استطاعو ان يبطلوا مفعولها بتلاحمهم ووحدتهم وبعد ان إنحسرت قليلاً غيوم الموت المجاني الذي زُرع بارض الرافدين وارتوى من دماء اهلها الابرياء .ظلت ذاكرتي مصابة بأورام كثيرة من مأسي واحزان أبت أن تنطوي تحت خيمة التفاءل والامل وظلت تبحث في حطام هذا الزمان عن نافذة تطل من خلالها على سنوات هاجرت مع اصحابها لكن بصماتها ظلت ترسم خيوط الامل بعودة فجر جديد .
لقد طُحنت أيامي بليا ليها بين مطرقة القلم وسندان (الماوس) فلا قلمي الثرثار يُكرمني بسكوته ويكف عن نزف تلك الكلمات التي لم اجني من ثمارها سوى التهم ! ولا هذا (الماوس) يرحمني من ذالك اللهاث اليومي وراء فريسة من اخبار هنا وهناك حيث يتجول في اروقة العالم مبتداً من نهاية صفحة بوش السوداء التي أنطوت بعارها بعد أن خُتمت بقبلة الوداع و مرورا بفوز اوباما والأزمة المالية العالمية وانتهاءاً بزوبعة الانتخابات ودوامة البحث عن رئيس للبرلمان .
ذاكرتي أسيرة لصور لا لون لها سوى لون الرماد لسنوات عجاف مرت علينا ليس لها ملامح ولا عنوان إلا أن خبر عودة الفنان حمودي الحارثي ( عبوسي ) الى بغداد فتح نافذة من تلك الذاكرة المتورمة لتطل على زمن ساحر وبسيط عاد بي لذكريات تحمل بين طياتها اياما لها نكهة الفرح .اياماً لا وجود للخوف في قاموسها حيث مدرستي التي يرتفع العلم بها كلما ارتفعت اصواتنا وهي تردد وطن مدة على الافق جناحة وارتدى مجد الحضارات وشاحا ... ويعلو صدى صوتنا فوق الجبال وفي احضان الهور ويداعب نخيل البصرة . اياما لم تضيع فيها بغداد هويتها رغم اختلاف المذاهب والأديان والانتماءات الموجودة بها بل ظلت كقوس قزح يجمل بعضه بعظاً .
لقد عجزت عن سلخ تلك الشخصية المرحة والبسيطة من رحم ذاك الزمان الذي لم نبرح من محطات الترحم عليه كلما شاهدنا اثار الدمارالذي لم تخطيء سهامه المسمومة لا بيت ولاجامع ولا مدرسة لتحول كل مرابعنا الخضر الى بقايا وأطلال. لقد فكت ذاكرتي طوق اسرها من الموت والخوف وحلقت في سماء ذاك الزمان بعد ومضة من ذكر هذه الشخصية البسيطة .
عبوسي ذالك ( الملعون )الذي أسس مدرسة للضحك مبنية على مقالب بريئة أول ضحاياها أستاذه (حجي راضي) فنراه مرة معلما متبرعاً لمحو الامية ومرة اخرى طالب مشاكس لا تخلو قائمة ( الوكاح ) من أسمه يوما حتى في حال غيابه ! وكما هم أعضاء البرلمان فاغلبهم غائبون وفي قوائم الرواتب والمخصصات حاضرون! حقاً انه عالم عبوسي المجنون ولكنه مع الأسف لا يحمل براءته .
السبت يناير 21, 2017 12:06 pm من طرف عدنان المعموري
» قصيده بعنوان كافي
الجمعة ديسمبر 19, 2014 7:50 am من طرف عدنان المعموري
» عن لسان ام الشاعر الراحل رحيم المالكي
الأحد يوليو 06, 2014 1:52 pm من طرف عدنان المعموري
» القصيدة التي أغضبت سلاطين المنطقة الخضراء
الثلاثاء أكتوبر 02, 2012 12:44 pm من طرف عدنان المعموري
» قصة مؤثرة عن غيرة النساء
الجمعة يونيو 29, 2012 1:06 am من طرف عدنان المعموري
» أبن شقيق الجعفري يكشف تفاصيل الاعتداء عليه بالضرب من قبل أبن شقيقة المالكي وأقربائه
الأربعاء مايو 23, 2012 12:06 pm من طرف عدنان المعموري
» يا احبيب / صاحب الضويري
السبت مايو 12, 2012 12:24 am من طرف عدنان المعموري
» خانقين..الوردة البيضاء..مدينة التآخي والسلام
الخميس فبراير 16, 2012 12:16 pm من طرف حسين:خانقين
» هدية لكم جميعا..مع باقات من النرجس من على سفوح جبال كردستان
الخميس فبراير 16, 2012 5:21 am من طرف حسين:خانقين
» الأشعة..منافعها واضرارها وهذا الحديث مع طبيبة اختصاصية في م. خانقين
الخميس فبراير 16, 2012 5:06 am من طرف حسين:خانقين
» دعوة للمشاركة
الخميس أكتوبر 06, 2011 9:22 am من طرف د.مسلم بديري
» قصص قصيرة جدا
الإثنين يوليو 18, 2011 5:00 pm من طرف د.مسلم بديري
» قصيدة (جيش الشيب) للشاعر الشاب سعد السوداني
الجمعة يونيو 24, 2011 11:49 am من طرف عدنان المعموري
» قصيدة (جيش الشيب) للشاعر الشاب سعد السوداني
الجمعة يونيو 24, 2011 11:47 am من طرف عدنان المعموري
» زعلتك صدك
الثلاثاء يونيو 21, 2011 1:22 pm من طرف عدنان المعموري
» يا احبيب /للشاعر صاحب الضويري
الإثنين يونيو 13, 2011 11:49 am من طرف عدنان المعموري
» أكميله للشاعر عارف مأمون
الإثنين أبريل 04, 2011 8:17 am من طرف عدنان المعموري
» كل ساعة انذبح من عرست لليوم وكل ساعة انسحك بجدام تذكارك
الإثنين أبريل 04, 2011 8:13 am من طرف عدنان المعموري
» قراءة الواقع الثقافي في العراق
السبت مارس 12, 2011 1:13 pm من طرف قاسم المعموري
» اشعل فتيلها الكادحون والرافضون للظلم
الثلاثاء مارس 08, 2011 1:05 pm من طرف قاسم المعموري