جالس "الصحوات" والسؤال المحيّر
ما الحل بعد رحيل المحتل؟
محمد العماري
لقد ثبت لكل ذي عقل سليم بان شهرالعسل مع أمريكا,التي تتعامل مع الآخرين وفق مفهوم زواج المتعة والمصلحة فقط, لا يدوم كثيرا مهما كان شكل وجنس وجمال العروس أو العريس. ولا فرق لديها بين وزيرأو لص محترف طالما إن الأثنين يقدمان لها الخدمات المطلوبة ويستلمان منها الثمن المتفق عليه. ولا تشذّ تشكيلات مجالس الصحوات, ذات الأسماء والصفات المختلفة ,عن هذه القاعدة. كما إن عقد العمل أو العمالة لصالح القوات الغازية في العراق والانخراط في مشاريعها العدوانية لا يُمنح, كما أثبتت تجارب السنوات الماضية, الاّ وفق الشروط التي يمليها ربّ العمل الأمريكي الذي يملك وحده الحقّ بفسخ عقد العمل في الوقت الذي يناسبه أو تمديده إذا إقتضت حاجته. وهذا بالضبط ما حصل مع أفراد وتنظيمات وعصابات وشراذم مختلفة بعد أن أدّت واجبها المطلوب والمحدّد لها سلفا وألقيّ بها بعد ذلك في مزبلة التاريخ, وأحمد الجلبي أفضل مثال.
وبديهي أن أمريكا تملك الكثير من الأساليب والطرق للتخلّص من عبء العملاء والمأجورين الذين إمتصّت كلّ قطرة من أدميتهم وحوّلتهم الى أدواة طيّعة. ومن هذه الأساليب أنها سلّمت مجالس الصحوات, لتضرب عصفورين بحجر واحد,الى حكومة العميل نوري المالكي مع أطنان من الدولارات تحت ذريعة دفع رواتبهم وإنخراط بعضهم في قوى الجيش والشرطة التابعين للمنطقة الخضراء. وكان تسليمهم الى حكومة المالكي الطائفية, التي تستلم أوامرها مباشرة من جارة السوء إيران, بمثابة إعلان حرب عليهم. فثمة أكثر من خصم خصوصا من المليشيات والعصابات المسلّحة التابعة للحكومة المالكية ينتظراللحظة المناسبة لتصفية الحساب معهم. وقد لا ينفعهم تصريح نوري المالكي الذي قال فيه" لن نتخلّى عن الصحوات فهم ابناء العراق .. ونعتزّ بمساهمتهم في أرساء الأمن في البلاد". لأن كلاما من هذا النوع لا هدف له غيرالدعاية والاستهلاك المحلّي.
لكن مجالس الصحوات هذه, والتي نشأت وسمنت برعاية وحماية الأمريكان ودولاراتهم, أصيبت بعمى الألوان على ما يبدو وفقدت القدرة, ربما بسبب الدلال الزائد الذي تلقته من قوات الاحتلال الأمريكية, على فهم مجريات الأحداث في بلد محتلّ إنقلبت فيه المفاهيم رأسا على عقب وإختلط حابل القيم بنابلها وتعدّدت الولاءات والرايات والعمائم. وكاد الوطن, لولا أبنائه الخيرين في فصائل المقاومة العراقية الباسلة, أن يتحوّل الى أوطان والشعب العراقي الى شعوب. وفي خضم هذا الطوفان والهيجان السياسي والاجتماعي والأمني وتفشي الفساد المالي والاداري تصوّرأصحاب الصحوات, دون نكران حسن نيّة بعضهم في خدمة المواطنين أو إضطراره للعمل فيها, بأنهم أصحاب الأمر والنهي لأن أمريكا تقف الى جانبهم.
واليوم , وبعدأن أنتهى دورهم وإستطاعوا أن ينقذوا حياة الكثير من الجنود الأمريكان, يجد قادة وأعضاء مجالس الصحوات أنفسهم وجها لوجه أمام السؤال الذي تحاشوه على ما يبدو لفترة طويلة الا وهو" ما الحل بعد رحيل المحتل؟". خصوصا وإنهم كانوا يدركون إن القوات الأمريكية الغازية ستغادرالعراق مدحورة مهزومة مهما طال الزمن وكثرت التضحيات. وما حصل مؤخرا في منطقة الفضل وسط بغداد من قتل وإعتقالات وترويع السكان على يد قوات الحكومة العميلة وأسيادها الأمريكان ليس الاّ حلقة من مسلسل طويل سوف تتابع حكومة المنطقة الخضراء فصوله في أكثر من مكان. فالتُهم لديها جاهزة وأوامرالقاء القبض كذلك. ويكفيها أن تلصق تهمة الانتماء الى" القاعدة" أو الى حزب البعث المحضور في العراق "الديمقراطي جدا "أو الى أية جهة لا تعجبها من أجل تصفية الحساب معها.
طبعا لا أحد يعلم على وجه الدقّة أي مصير ينتظر مجالس الصحوات والاسناد وما شابهها من تشكيلات مسلّحة في الشهورالقلائل القادمة. خصوصا وإن أمريكا وجيشها العرمرم المهزوم على وشك الرحيل من العراق بعد أن فقد كلّ أمل في تحقيق إنجاز ما ولو على الورق وذهبت أدراج الرياح جميع خططه ومشاريعة العدوانية الرامية الى ترويض الشعب العراقي ومصادرة خيراته وثرواته وقراره السياسي وهويته الوطنية وإنتمائه العربي. وليس من المعقول أن تكون لدى أمريكا, التي تبحث عمّن يمد لها يد العون للهروب"المشرّف" من العراق, القدرة والوقت, ناهيك عن الارادة, للاهتمام ليس فقط بمجالس الصحوات التي فقدت صلاحيتها, بل بالحكومة العميلة نفسها.
ما الحل بعد رحيل المحتل؟
محمد العماري
لقد ثبت لكل ذي عقل سليم بان شهرالعسل مع أمريكا,التي تتعامل مع الآخرين وفق مفهوم زواج المتعة والمصلحة فقط, لا يدوم كثيرا مهما كان شكل وجنس وجمال العروس أو العريس. ولا فرق لديها بين وزيرأو لص محترف طالما إن الأثنين يقدمان لها الخدمات المطلوبة ويستلمان منها الثمن المتفق عليه. ولا تشذّ تشكيلات مجالس الصحوات, ذات الأسماء والصفات المختلفة ,عن هذه القاعدة. كما إن عقد العمل أو العمالة لصالح القوات الغازية في العراق والانخراط في مشاريعها العدوانية لا يُمنح, كما أثبتت تجارب السنوات الماضية, الاّ وفق الشروط التي يمليها ربّ العمل الأمريكي الذي يملك وحده الحقّ بفسخ عقد العمل في الوقت الذي يناسبه أو تمديده إذا إقتضت حاجته. وهذا بالضبط ما حصل مع أفراد وتنظيمات وعصابات وشراذم مختلفة بعد أن أدّت واجبها المطلوب والمحدّد لها سلفا وألقيّ بها بعد ذلك في مزبلة التاريخ, وأحمد الجلبي أفضل مثال.
وبديهي أن أمريكا تملك الكثير من الأساليب والطرق للتخلّص من عبء العملاء والمأجورين الذين إمتصّت كلّ قطرة من أدميتهم وحوّلتهم الى أدواة طيّعة. ومن هذه الأساليب أنها سلّمت مجالس الصحوات, لتضرب عصفورين بحجر واحد,الى حكومة العميل نوري المالكي مع أطنان من الدولارات تحت ذريعة دفع رواتبهم وإنخراط بعضهم في قوى الجيش والشرطة التابعين للمنطقة الخضراء. وكان تسليمهم الى حكومة المالكي الطائفية, التي تستلم أوامرها مباشرة من جارة السوء إيران, بمثابة إعلان حرب عليهم. فثمة أكثر من خصم خصوصا من المليشيات والعصابات المسلّحة التابعة للحكومة المالكية ينتظراللحظة المناسبة لتصفية الحساب معهم. وقد لا ينفعهم تصريح نوري المالكي الذي قال فيه" لن نتخلّى عن الصحوات فهم ابناء العراق .. ونعتزّ بمساهمتهم في أرساء الأمن في البلاد". لأن كلاما من هذا النوع لا هدف له غيرالدعاية والاستهلاك المحلّي.
لكن مجالس الصحوات هذه, والتي نشأت وسمنت برعاية وحماية الأمريكان ودولاراتهم, أصيبت بعمى الألوان على ما يبدو وفقدت القدرة, ربما بسبب الدلال الزائد الذي تلقته من قوات الاحتلال الأمريكية, على فهم مجريات الأحداث في بلد محتلّ إنقلبت فيه المفاهيم رأسا على عقب وإختلط حابل القيم بنابلها وتعدّدت الولاءات والرايات والعمائم. وكاد الوطن, لولا أبنائه الخيرين في فصائل المقاومة العراقية الباسلة, أن يتحوّل الى أوطان والشعب العراقي الى شعوب. وفي خضم هذا الطوفان والهيجان السياسي والاجتماعي والأمني وتفشي الفساد المالي والاداري تصوّرأصحاب الصحوات, دون نكران حسن نيّة بعضهم في خدمة المواطنين أو إضطراره للعمل فيها, بأنهم أصحاب الأمر والنهي لأن أمريكا تقف الى جانبهم.
واليوم , وبعدأن أنتهى دورهم وإستطاعوا أن ينقذوا حياة الكثير من الجنود الأمريكان, يجد قادة وأعضاء مجالس الصحوات أنفسهم وجها لوجه أمام السؤال الذي تحاشوه على ما يبدو لفترة طويلة الا وهو" ما الحل بعد رحيل المحتل؟". خصوصا وإنهم كانوا يدركون إن القوات الأمريكية الغازية ستغادرالعراق مدحورة مهزومة مهما طال الزمن وكثرت التضحيات. وما حصل مؤخرا في منطقة الفضل وسط بغداد من قتل وإعتقالات وترويع السكان على يد قوات الحكومة العميلة وأسيادها الأمريكان ليس الاّ حلقة من مسلسل طويل سوف تتابع حكومة المنطقة الخضراء فصوله في أكثر من مكان. فالتُهم لديها جاهزة وأوامرالقاء القبض كذلك. ويكفيها أن تلصق تهمة الانتماء الى" القاعدة" أو الى حزب البعث المحضور في العراق "الديمقراطي جدا "أو الى أية جهة لا تعجبها من أجل تصفية الحساب معها.
طبعا لا أحد يعلم على وجه الدقّة أي مصير ينتظر مجالس الصحوات والاسناد وما شابهها من تشكيلات مسلّحة في الشهورالقلائل القادمة. خصوصا وإن أمريكا وجيشها العرمرم المهزوم على وشك الرحيل من العراق بعد أن فقد كلّ أمل في تحقيق إنجاز ما ولو على الورق وذهبت أدراج الرياح جميع خططه ومشاريعة العدوانية الرامية الى ترويض الشعب العراقي ومصادرة خيراته وثرواته وقراره السياسي وهويته الوطنية وإنتمائه العربي. وليس من المعقول أن تكون لدى أمريكا, التي تبحث عمّن يمد لها يد العون للهروب"المشرّف" من العراق, القدرة والوقت, ناهيك عن الارادة, للاهتمام ليس فقط بمجالس الصحوات التي فقدت صلاحيتها, بل بالحكومة العميلة نفسها.
السبت يناير 21, 2017 12:06 pm من طرف عدنان المعموري
» قصيده بعنوان كافي
الجمعة ديسمبر 19, 2014 7:50 am من طرف عدنان المعموري
» عن لسان ام الشاعر الراحل رحيم المالكي
الأحد يوليو 06, 2014 1:52 pm من طرف عدنان المعموري
» القصيدة التي أغضبت سلاطين المنطقة الخضراء
الثلاثاء أكتوبر 02, 2012 12:44 pm من طرف عدنان المعموري
» قصة مؤثرة عن غيرة النساء
الجمعة يونيو 29, 2012 1:06 am من طرف عدنان المعموري
» أبن شقيق الجعفري يكشف تفاصيل الاعتداء عليه بالضرب من قبل أبن شقيقة المالكي وأقربائه
الأربعاء مايو 23, 2012 12:06 pm من طرف عدنان المعموري
» يا احبيب / صاحب الضويري
السبت مايو 12, 2012 12:24 am من طرف عدنان المعموري
» خانقين..الوردة البيضاء..مدينة التآخي والسلام
الخميس فبراير 16, 2012 12:16 pm من طرف حسين:خانقين
» هدية لكم جميعا..مع باقات من النرجس من على سفوح جبال كردستان
الخميس فبراير 16, 2012 5:21 am من طرف حسين:خانقين
» الأشعة..منافعها واضرارها وهذا الحديث مع طبيبة اختصاصية في م. خانقين
الخميس فبراير 16, 2012 5:06 am من طرف حسين:خانقين
» دعوة للمشاركة
الخميس أكتوبر 06, 2011 9:22 am من طرف د.مسلم بديري
» قصص قصيرة جدا
الإثنين يوليو 18, 2011 5:00 pm من طرف د.مسلم بديري
» قصيدة (جيش الشيب) للشاعر الشاب سعد السوداني
الجمعة يونيو 24, 2011 11:49 am من طرف عدنان المعموري
» قصيدة (جيش الشيب) للشاعر الشاب سعد السوداني
الجمعة يونيو 24, 2011 11:47 am من طرف عدنان المعموري
» زعلتك صدك
الثلاثاء يونيو 21, 2011 1:22 pm من طرف عدنان المعموري
» يا احبيب /للشاعر صاحب الضويري
الإثنين يونيو 13, 2011 11:49 am من طرف عدنان المعموري
» أكميله للشاعر عارف مأمون
الإثنين أبريل 04, 2011 8:17 am من طرف عدنان المعموري
» كل ساعة انذبح من عرست لليوم وكل ساعة انسحك بجدام تذكارك
الإثنين أبريل 04, 2011 8:13 am من طرف عدنان المعموري
» قراءة الواقع الثقافي في العراق
السبت مارس 12, 2011 1:13 pm من طرف قاسم المعموري
» اشعل فتيلها الكادحون والرافضون للظلم
الثلاثاء مارس 08, 2011 1:05 pm من طرف قاسم المعموري