لا عليك يا باراك أوباما .. لقد رأينا البدايةَ والنهاية
محمد العماري
لم نكن على الاطلاق واحدا من أولئك الين عقدوا آمالا كبيرة أوعوّلوا كثيرا على وصول باراك حسين أوباما الىالبيت الأسود في واشنطن. رغم إن تيارالتفاؤل الجارف الذي رافق ترشيحه ومن ثم إنتخابه رئيسا لأمريكا مسّنا بعض الشيء, ولأسباب ليست بالضرورة سياسية. وسبق ان كتبنا, شأن الكثير ممن أبدوا رأيهم في هذا الموضوع, بان أمريكا لا يحكمها أو يدير شؤونها مَن يجلس في المكتب البيضاوي. فصحيح إن لكل رئيس تأثيره ونفوذه وقوة شخصيته وكارزميته. لكن الصحيح أيضا هو إن الرئيس في أمريكا, مهما علا شأنه وعظُم أمره, يبقى مكبّلا بسلسلة من القيود التي تفرضها عليه"المؤسسة" الحاكمة التي تمسك خيوط اللعبة السياسية برمتها وتجمع بين يديها معظم القوى السرية والعلنية المؤثرة في حياة المواطن الأمريكي, بما فيها حياة الرئيس نفسه.
وقبل أيام قلائل رفض باراك أوباماالسماح بشرصورالتعذيب البشعة التي مارسها "روّاد الحرية والديمقراطية"الأمريكان في سجن أبو غريب في بغداد المحتلّة من قبلهم. وإستخدم نفس الحجّة التي كان يستخدمها مجرم الحرب جورج بوش الابن, الا وهي الحفاظ على الأمن القومي الأمريكي وحماية جنوده المنتشرين في أرض العرب والمسلمين, كغزاة ومحتلّين وقتلة ولصوص, من ردود فعل لا تُحمد عقباها. لكن أوباما, رغم ما يُقال عنه من ذكاءعميق وثقافة واسعة وإحتراف سياسي, لا يمكنه أن يخفي شمس الحقيقة الناصعة بغربال الأمن القومي المتهريء. لأن تلك الجرائم ليس فقط موثّقة بالصوت والصورة والكتابة بل هي محفورة في أعماق أعماق مئات بل آلاف الضحايا الأبرياء الذين تمّت تجرية أبشع ديمقراطية عرفها العالم على أجسادهم ونفوسهم وأرواحهم, وسحقت أدميتهم وإنسانيتهم وأُهينت كرامتهم الى الأبد.
وقد يتوهّم البعض, خصوصا الحكام العرب, بان باراك أوباما سوف يأتينا حاملا غصن الزيتون وحسرات الندم وكثيرمن عبارت الاعتذارعمّا لحق بناعلى يد سلفه, بل أسلافه من حكام أمريكا, من جرائم ومجازر وإنتهاكات وظلم طالت ملايين الأبرياء في العراق وفلسطين وأفغانسان والصومال وغيرها. لكن كدأب جميع رؤساء أمريكا,الذين يجيدون دسّ السم في العسل ويقدمونه لنا بملاعق ذهبية ونحن بدورنا نتناوله عسلهم المسموم بعيون مغمضة وأذهان شاردة, سوف يستخدم باراك اوباما كل قدراته اللغوية والبلاغية والأدبية في جعل الحكام العرب, ومعهم زعماءالدول الاسلامية الأخرى, يزدادون إنبطاحا وإنشراحا وإنفتاحاعلى الكيان الصهيوني اللقيط مقابل حفنة من الهراء والوعود.
إن قرار باراك أوباما بزيارة السعودية أولا ومن ثمّ حطّ الرحال في القاهرة لألقاء خطبته العصماء هناك وفي حضرة فرعون مصر حسني مبارك, دليل قاطع على أن التنافس على أشدّه بين الرياض والقاهرة من أجل التزلّف والتملّق لراعية الارهاب أمريكا ولرئيسها, سواء كان إسمه جورج بوش أو باراك حسين أوباما, فلا فرق على الاطلاق. واللي ياخذ أميّ يصير عمّي, كما يقول المثل الشعبي. ولعلّ أوباما,الذي غيّر من مسار وبرنامج زيارته الى أرض العرب المستباحة, حصل من مملكة آل سعود السوداء على ما يغريه كثيرا ويجعل لعابه يسيل رغبة وتشوّقا. فالرجل لم يأتِ من أجل سواد عيون العرب والمسلمين بل من أجل النفط والكيان الصهيوني الغاصب وإستخدام أموال وخزائن العرب وأراضيهم,التي هي أصلا تحت تصرف العم سام وفي أية لحظة, في إشعال نيران حروب جديدة في المنطقة تكون الشعوب العربية وقودها وضحاياها.
إن إدارة المجرم بوش الصغيرتركت لباراك أوباما, وربما لمن يأتي من بعده إرثا ثقيلا وجراحا نازفة في بلاد العرب والمسلمين. فما زالت القوات الأمريكية تحتلّ العراق وأفغانستان, ووتيرة قتل أبناء هذين البلدين متواصلة بشكل يومي. وما زال الشعب الفلسطيني يعيش محاصرا من جميع الجهات بعد أن تحوّل ما تبقى من أرضه المسلوبة من قبل قطعان الصهاينة, الى مركز إعتقال نازي كبير. مُضافا الى ذلك الانحيازالأمريكي الأعمى واللامحدود للكيان الصهيوني, والمشاركة الفعالة بالمال والسلاح والدعم المطلق في المحافل الدولية, في كلّ جرائمه وإنتهاكاته وعدوانه المستمرعلى الفلسطينيين المحاصرين في غزة والضفة الغربية.
وبكل تأكيد سوف يُقدم باراك أوباما, باسلوب عذب تطرب له آذان الحكام العرب, ونيابة عن القادة الصهاينة, لائحة جديدة من المطالب تلغي جميع العناصرالايجابية, رغم شحّتها وقلّتها, في الاتفاقيات والتفاهمات السابقة. وتنهي بشكل لا لبس فيه الثوابت الوطنية الفلسطينية أو تضعها على رفّ النسيان والاهمال الأبدي. وبالمقابل سوف يترك لنا باراك حسين أوباما أقوالا جميلة وإبتسامات مجانية قد تنفعنا مستقبلا في الردح المتبادل والضحك على ذقون وعقول بعضنا البعض.
محمد العماري
لم نكن على الاطلاق واحدا من أولئك الين عقدوا آمالا كبيرة أوعوّلوا كثيرا على وصول باراك حسين أوباما الىالبيت الأسود في واشنطن. رغم إن تيارالتفاؤل الجارف الذي رافق ترشيحه ومن ثم إنتخابه رئيسا لأمريكا مسّنا بعض الشيء, ولأسباب ليست بالضرورة سياسية. وسبق ان كتبنا, شأن الكثير ممن أبدوا رأيهم في هذا الموضوع, بان أمريكا لا يحكمها أو يدير شؤونها مَن يجلس في المكتب البيضاوي. فصحيح إن لكل رئيس تأثيره ونفوذه وقوة شخصيته وكارزميته. لكن الصحيح أيضا هو إن الرئيس في أمريكا, مهما علا شأنه وعظُم أمره, يبقى مكبّلا بسلسلة من القيود التي تفرضها عليه"المؤسسة" الحاكمة التي تمسك خيوط اللعبة السياسية برمتها وتجمع بين يديها معظم القوى السرية والعلنية المؤثرة في حياة المواطن الأمريكي, بما فيها حياة الرئيس نفسه.
وقبل أيام قلائل رفض باراك أوباماالسماح بشرصورالتعذيب البشعة التي مارسها "روّاد الحرية والديمقراطية"الأمريكان في سجن أبو غريب في بغداد المحتلّة من قبلهم. وإستخدم نفس الحجّة التي كان يستخدمها مجرم الحرب جورج بوش الابن, الا وهي الحفاظ على الأمن القومي الأمريكي وحماية جنوده المنتشرين في أرض العرب والمسلمين, كغزاة ومحتلّين وقتلة ولصوص, من ردود فعل لا تُحمد عقباها. لكن أوباما, رغم ما يُقال عنه من ذكاءعميق وثقافة واسعة وإحتراف سياسي, لا يمكنه أن يخفي شمس الحقيقة الناصعة بغربال الأمن القومي المتهريء. لأن تلك الجرائم ليس فقط موثّقة بالصوت والصورة والكتابة بل هي محفورة في أعماق أعماق مئات بل آلاف الضحايا الأبرياء الذين تمّت تجرية أبشع ديمقراطية عرفها العالم على أجسادهم ونفوسهم وأرواحهم, وسحقت أدميتهم وإنسانيتهم وأُهينت كرامتهم الى الأبد.
وقد يتوهّم البعض, خصوصا الحكام العرب, بان باراك أوباما سوف يأتينا حاملا غصن الزيتون وحسرات الندم وكثيرمن عبارت الاعتذارعمّا لحق بناعلى يد سلفه, بل أسلافه من حكام أمريكا, من جرائم ومجازر وإنتهاكات وظلم طالت ملايين الأبرياء في العراق وفلسطين وأفغانسان والصومال وغيرها. لكن كدأب جميع رؤساء أمريكا,الذين يجيدون دسّ السم في العسل ويقدمونه لنا بملاعق ذهبية ونحن بدورنا نتناوله عسلهم المسموم بعيون مغمضة وأذهان شاردة, سوف يستخدم باراك اوباما كل قدراته اللغوية والبلاغية والأدبية في جعل الحكام العرب, ومعهم زعماءالدول الاسلامية الأخرى, يزدادون إنبطاحا وإنشراحا وإنفتاحاعلى الكيان الصهيوني اللقيط مقابل حفنة من الهراء والوعود.
إن قرار باراك أوباما بزيارة السعودية أولا ومن ثمّ حطّ الرحال في القاهرة لألقاء خطبته العصماء هناك وفي حضرة فرعون مصر حسني مبارك, دليل قاطع على أن التنافس على أشدّه بين الرياض والقاهرة من أجل التزلّف والتملّق لراعية الارهاب أمريكا ولرئيسها, سواء كان إسمه جورج بوش أو باراك حسين أوباما, فلا فرق على الاطلاق. واللي ياخذ أميّ يصير عمّي, كما يقول المثل الشعبي. ولعلّ أوباما,الذي غيّر من مسار وبرنامج زيارته الى أرض العرب المستباحة, حصل من مملكة آل سعود السوداء على ما يغريه كثيرا ويجعل لعابه يسيل رغبة وتشوّقا. فالرجل لم يأتِ من أجل سواد عيون العرب والمسلمين بل من أجل النفط والكيان الصهيوني الغاصب وإستخدام أموال وخزائن العرب وأراضيهم,التي هي أصلا تحت تصرف العم سام وفي أية لحظة, في إشعال نيران حروب جديدة في المنطقة تكون الشعوب العربية وقودها وضحاياها.
إن إدارة المجرم بوش الصغيرتركت لباراك أوباما, وربما لمن يأتي من بعده إرثا ثقيلا وجراحا نازفة في بلاد العرب والمسلمين. فما زالت القوات الأمريكية تحتلّ العراق وأفغانستان, ووتيرة قتل أبناء هذين البلدين متواصلة بشكل يومي. وما زال الشعب الفلسطيني يعيش محاصرا من جميع الجهات بعد أن تحوّل ما تبقى من أرضه المسلوبة من قبل قطعان الصهاينة, الى مركز إعتقال نازي كبير. مُضافا الى ذلك الانحيازالأمريكي الأعمى واللامحدود للكيان الصهيوني, والمشاركة الفعالة بالمال والسلاح والدعم المطلق في المحافل الدولية, في كلّ جرائمه وإنتهاكاته وعدوانه المستمرعلى الفلسطينيين المحاصرين في غزة والضفة الغربية.
وبكل تأكيد سوف يُقدم باراك أوباما, باسلوب عذب تطرب له آذان الحكام العرب, ونيابة عن القادة الصهاينة, لائحة جديدة من المطالب تلغي جميع العناصرالايجابية, رغم شحّتها وقلّتها, في الاتفاقيات والتفاهمات السابقة. وتنهي بشكل لا لبس فيه الثوابت الوطنية الفلسطينية أو تضعها على رفّ النسيان والاهمال الأبدي. وبالمقابل سوف يترك لنا باراك حسين أوباما أقوالا جميلة وإبتسامات مجانية قد تنفعنا مستقبلا في الردح المتبادل والضحك على ذقون وعقول بعضنا البعض.
السبت يناير 21, 2017 12:06 pm من طرف عدنان المعموري
» قصيده بعنوان كافي
الجمعة ديسمبر 19, 2014 7:50 am من طرف عدنان المعموري
» عن لسان ام الشاعر الراحل رحيم المالكي
الأحد يوليو 06, 2014 1:52 pm من طرف عدنان المعموري
» القصيدة التي أغضبت سلاطين المنطقة الخضراء
الثلاثاء أكتوبر 02, 2012 12:44 pm من طرف عدنان المعموري
» قصة مؤثرة عن غيرة النساء
الجمعة يونيو 29, 2012 1:06 am من طرف عدنان المعموري
» أبن شقيق الجعفري يكشف تفاصيل الاعتداء عليه بالضرب من قبل أبن شقيقة المالكي وأقربائه
الأربعاء مايو 23, 2012 12:06 pm من طرف عدنان المعموري
» يا احبيب / صاحب الضويري
السبت مايو 12, 2012 12:24 am من طرف عدنان المعموري
» خانقين..الوردة البيضاء..مدينة التآخي والسلام
الخميس فبراير 16, 2012 12:16 pm من طرف حسين:خانقين
» هدية لكم جميعا..مع باقات من النرجس من على سفوح جبال كردستان
الخميس فبراير 16, 2012 5:21 am من طرف حسين:خانقين
» الأشعة..منافعها واضرارها وهذا الحديث مع طبيبة اختصاصية في م. خانقين
الخميس فبراير 16, 2012 5:06 am من طرف حسين:خانقين
» دعوة للمشاركة
الخميس أكتوبر 06, 2011 9:22 am من طرف د.مسلم بديري
» قصص قصيرة جدا
الإثنين يوليو 18, 2011 5:00 pm من طرف د.مسلم بديري
» قصيدة (جيش الشيب) للشاعر الشاب سعد السوداني
الجمعة يونيو 24, 2011 11:49 am من طرف عدنان المعموري
» قصيدة (جيش الشيب) للشاعر الشاب سعد السوداني
الجمعة يونيو 24, 2011 11:47 am من طرف عدنان المعموري
» زعلتك صدك
الثلاثاء يونيو 21, 2011 1:22 pm من طرف عدنان المعموري
» يا احبيب /للشاعر صاحب الضويري
الإثنين يونيو 13, 2011 11:49 am من طرف عدنان المعموري
» أكميله للشاعر عارف مأمون
الإثنين أبريل 04, 2011 8:17 am من طرف عدنان المعموري
» كل ساعة انذبح من عرست لليوم وكل ساعة انسحك بجدام تذكارك
الإثنين أبريل 04, 2011 8:13 am من طرف عدنان المعموري
» قراءة الواقع الثقافي في العراق
السبت مارس 12, 2011 1:13 pm من طرف قاسم المعموري
» اشعل فتيلها الكادحون والرافضون للظلم
الثلاثاء مارس 08, 2011 1:05 pm من طرف قاسم المعموري