المقالة الخامس
محمد عبد الجبار الشبوط
دراسة استشرافية في احتمالات مستقبل العراق
استمرار الحرب الاهلية او التقسيم .. او دولة مدينة حديثة
استمرار الحرب الاهلية او التقسيم .. او دولة مدينة حديثة
تحدث صديقي المفكر حسين درويش العادلي عن ضرورة الحسم، وقال، وهو محق:" الدولة رهن ارادة القوى المتأتية من مبدأ الحسم، وعبر التاريخ لم تتشكل دولة بالترجي والتمني، والبناءات الكبرى والاستراتيجيات المصيرية لا تعرف انصاف الارادات والمواقف والحلول."
وهذا قول صحيح جدا يمكن البناء عليه.
والسؤال: باي مستوى يتم الحسم؟
ثمة ثلاثة مستويات للحسم:
الاول: الحسم على مستوى التكوينات الاثنية الكبرى، أي الشيعة والسنة والكرد، اضافة الى التركمان والاشوريين وغيرهم.
الثاني: الحسم على مستوى الاحزاب السياسية التي تتحرك في فضاءات هذه التكوينات.
الثالث: الحسم على مستوى الجماهير الشعبية.
والمستويات الثلاثة متداخلة كما سوف يظهر في ثنايا هذا الحديث.
المستوى الاول: حسم التكوينات:
يتعين على التكوينات الاثنية ان تحسم خياراتها المستقبلية. وفي هذا عليها ان تحدد هذه الخيارات، وسلبيات وايجابيات كل منها، ومتطلباتها، واكلافها، وطرق او اليات تحقيقها.
وامامها ثلاثة ممكنات:
الممكن الاول: الخيار المدمر
يتألف الوضع الراهن من ثلاثة اطراف اساسية وهي:
اولا، العملية السياسية التي تشمل عملية بناء الدولة وتشكيل السلطة.ويندرج تحت هذا العنوان عناصر فرعية كثيرة.
ثانيا، الجماعات المسلحة، التي تعمل تارة تحت عنوان المقاومة المسلحة ضد الاحتلال، وضد الحكومة التي تعتبرها عميلة له، او تعمل بوصفها مليشيات تتحرك بدوافع طائفية.
ثالثا، القوات المتعددة الجنسيات التي تعتبرها معظم اطراف العملية السياسية قوات صديقة، فيما تعتبرها الجماعات المسلحة وبعض اطراف العملية السياسية قوات احتلال.
يتشكل جوهر الوضع الراهن من خلال العلاقات الصراعية او التنافسية او التعاونية بين هذه الاطراف.
وتعاني العلاقات بين هذه الاطراف من توتر دائم تمظهر على مستويين: اولهما الانسداد الذي اصاب العملية السياسية، وثانيهما العنف المتبادل، الذي ينطبق عليه وصف الحرب الاهلية، كما يرى بعض الباحثين او يقترب من هذا الوصف كما يقول اخرون.
ويتميز الوضع الراهن بعدة خصائص او مظاهر ، منها:
1. غياب الهوية الوطنية الجامعة التي تشكل اساسا في بناء الامة وتشكيل الدولة، واعتماد مبدأ المحاصصة بديلا عن ذلك.
2. هشاشة الدولة وضعف الحكومة وعدم قدرتها على القيام بمهامها الاساسية، مقابل قوة التنظيمات الفرعية والقوى المسلحة خارج اطار الدولة.
3. تراجع العمل السياسي بمعناه الديمقراطي ولجوء الفعاليات السياسية الى ممارسات غير سياسية وغير ديمقراطية في صراعاتها البينية.
4. الصراعات المذهبية والعرقية العنيفة التي تشكل عناصر اولية في حرب اهلية شاملة. وهذان (2 و3) من عوامل انهيار الامن في البلاد.
5. الخراب الشامل في البنية التحتية والخدمات العامة.
6. الشلل الاقتصادي
من الممكن جدا افتراض امكانية ان يستمر الوضع الراهن فترة زمنية قد تطول، اذا لم تستطع اطرافه الثلاثة العثور على صيغة للخروج منه، أي على صيغة للحل.
ومن الممكن جدا ان يتوصل كل طرف منها الى صيغة لحل قد لا تحظى بقبول الاطراف الاخرى، او تكون ذات مردودات متفاوتة عليها، ما يزيد من صعوبة وصلها الى حل متفق عليه.
واذا ثبت ان الاطراف المعنية لم تعد تملك اليات وادوات للحل، فهذا يعني الوضع العراقي انتقل من حالة "المشكلة" الى حالة الازمة. وفي هذه الحالة لا مناص من افتراض دور ما لعامل خارجي مساعد على الخروج من المشكلة او الازمة.
قد تحاول الاطراف الى الوصول الى حل، بصورة مشتركة او بصورة منفردة، ولكن يتعين الانتباه الى ان قيمة أي حل تكمن في قدرته على تجاوز عناصر المشكلة الاساسية. فاذا لم تتمكن من ذلك، فان أي حل تطرحه لا يعدو ان يكون محاولة لأدارة الازمة وليس حلها. ويفترض ان تدرك الاطراف ان الحالة العراقية بحاجة الى حل وليس ادارة.
ولا تتعلق الحالة بالاشخاص بقدر تعلقها بالمناهج، ولذا فان أي مسعى يركز على الاشخاص دون المناهج لا يؤدي الى حل المشكلة، او الازمة. وهذا ينطبق على الطروحات التي تربط الحل المنشود بالاشخاص، المرشحين للزعامة، فهذا لا يمثل حلا للمشكلة، حيث ان الشخص الذي يتطلع الى الزعامة بحاجة الى امتلاك "رؤية" او "حل". بدونهما لن تظهر زعامة على مستوى الوطن، حتى لو ظهرت زعامات محلية او فئوية.
الممكن الثاني: الخيار المؤسف
عدل سابقا من قبل الاداره في الأربعاء مارس 18, 2009 1:10 am عدل 1 مرات
السبت يناير 21, 2017 12:06 pm من طرف عدنان المعموري
» قصيده بعنوان كافي
الجمعة ديسمبر 19, 2014 7:50 am من طرف عدنان المعموري
» عن لسان ام الشاعر الراحل رحيم المالكي
الأحد يوليو 06, 2014 1:52 pm من طرف عدنان المعموري
» القصيدة التي أغضبت سلاطين المنطقة الخضراء
الثلاثاء أكتوبر 02, 2012 12:44 pm من طرف عدنان المعموري
» قصة مؤثرة عن غيرة النساء
الجمعة يونيو 29, 2012 1:06 am من طرف عدنان المعموري
» أبن شقيق الجعفري يكشف تفاصيل الاعتداء عليه بالضرب من قبل أبن شقيقة المالكي وأقربائه
الأربعاء مايو 23, 2012 12:06 pm من طرف عدنان المعموري
» يا احبيب / صاحب الضويري
السبت مايو 12, 2012 12:24 am من طرف عدنان المعموري
» خانقين..الوردة البيضاء..مدينة التآخي والسلام
الخميس فبراير 16, 2012 12:16 pm من طرف حسين:خانقين
» هدية لكم جميعا..مع باقات من النرجس من على سفوح جبال كردستان
الخميس فبراير 16, 2012 5:21 am من طرف حسين:خانقين
» الأشعة..منافعها واضرارها وهذا الحديث مع طبيبة اختصاصية في م. خانقين
الخميس فبراير 16, 2012 5:06 am من طرف حسين:خانقين
» دعوة للمشاركة
الخميس أكتوبر 06, 2011 9:22 am من طرف د.مسلم بديري
» قصص قصيرة جدا
الإثنين يوليو 18, 2011 5:00 pm من طرف د.مسلم بديري
» قصيدة (جيش الشيب) للشاعر الشاب سعد السوداني
الجمعة يونيو 24, 2011 11:49 am من طرف عدنان المعموري
» قصيدة (جيش الشيب) للشاعر الشاب سعد السوداني
الجمعة يونيو 24, 2011 11:47 am من طرف عدنان المعموري
» زعلتك صدك
الثلاثاء يونيو 21, 2011 1:22 pm من طرف عدنان المعموري
» يا احبيب /للشاعر صاحب الضويري
الإثنين يونيو 13, 2011 11:49 am من طرف عدنان المعموري
» أكميله للشاعر عارف مأمون
الإثنين أبريل 04, 2011 8:17 am من طرف عدنان المعموري
» كل ساعة انذبح من عرست لليوم وكل ساعة انسحك بجدام تذكارك
الإثنين أبريل 04, 2011 8:13 am من طرف عدنان المعموري
» قراءة الواقع الثقافي في العراق
السبت مارس 12, 2011 1:13 pm من طرف قاسم المعموري
» اشعل فتيلها الكادحون والرافضون للظلم
الثلاثاء مارس 08, 2011 1:05 pm من طرف قاسم المعموري