أوباما والعرب وبينهما العراق الذي بات حرا مهدي قاسم

أوباما والعرب وبينهما العراق الذي بات حرا

مهدي قاسم

يمكن القول أن إعلان الرئيس الأمريكي الجديد أوباما بسحب غالبية القوات الأمريكية من العراق في منتصف العام المقبل ، إضافة إلى تأكيده على أن خيرات و ثروات العراق لا تخص غير الشعب العراقي ، سيهوى هذا الإعلان بمثابة صفعة مدوية و مباغتة على رأس العربان ، الذين أصروا وما زالوا على إن القوات الأمريكية ستبقى في العراق إلى أبد الآبدين ، وإن الأمريكيين سوف لا يخرجون من العراق إلا بعدما يمتصون أخر ما تبقى من قطرات النفط العراقي !!..

غير إن هذا الانسحاب والخروج المبكرين للقوات الأمريكية من العراق سيربكان العربان ويدحضان مزاعمهم و أكاذيبهم عما قليل ، و سيعريان تحاملهم الحاقد على الشعب العراقي أكثر فأكثر، وفي نفس الوقت سيعمقان شعورهم بالعبودية والإذلال كقطعان خراف مطيعة وطائعة ومستسلمة وغافية في إسطبلات وحظائر الحكام العرب الضيقة والمقفلة ..
بينما الشعب العراقي قد أصبح حرا وطليقا ، أو على وشك ذلك تماما ، إذ بإمكانه أن يختار حكامه ورجال سلطاته المحليين والحكوميين بإرادته الحرة ، بدلا من يُقاد كقطيع في الشاحنات وباصات النقل العام ، مثلما الحال مع معظم الشعوب العربية ، ليّصوت للحاكم الأبدي رغما على إرادته ورغبته و موقفه المبدئي وخياراته الحرة..
وهكذا و بعد مرور الوقت ، سيتعلم العربان شيئا فشيئا من الشعب العراقي ما معنى التضحية العظمى والغالية والثمينة من أجل الحرية ، وكيفية التخلص من حكام جائرين وفاسدين ووراثيين ، حكام مكانهم الحقيقي هو قمامة التاريخ ، بدلا من كراسي الحكم والسلطة المخملية !..
لقد اتهم العربان الشعب العراقي بالشعب المتمرد والثائر و إنه لا يستحق غير صدام وحجاج !!..
أجل قالواذلك مرارا و تكرارا ..
لأن سكونية الروح العبودية التي تأصلت في دواخل هؤلاء العربان قد منعتهم من معرفة الأسباب التي تدفع شعبا إلى التمرد والثورة والتغيير الجذري !..