حوار مع الشاعر والاعلامي زاهي وهبي
زاهي وهبي ... للامكنة ارواح تختزن كل مامر عليها لذا انا ابن المكان الذي نشأت فيه
حاورته نبراس المعموري
بيروت
حمل مذ نعومة اظفاره قضية وطن وشعب يرنو الى الحرية فكان الاعتقال تارة والعمل الصحفي تارة اخرى ومن ثم البرامج السياسية وصولا الى البرامج الاجتماعية و الثقافية ..جاد ورسمي في التعامل يحمل رقيا وهدوءا منقطع النظير لكنه تناغم مع موسيقى ديوانه الاخير راقصيني قليلا وصدح بانفاس شاعر ابتهج للحياة بطريقة مختلفة قد يراها البعض غريبة لكن من يشاهد برنامج ست الحبايب وخليك بالبيت يدرك جيدا ان ذلك الشاعر قد اختلط نبضه بقضايا انسانية وواقعية ...في احد مقاهي بيروت كان الشاعر و الاعلامي زاهي وهبي مقدم برنامج خليك بالبيت خير ضيف في بيت حوارت خاصة ...
*******************
نظرت الى العالم بعيني امرأة
اتمنى ان ازور العراق واتعرف على مبدعي كردستان
كل العلل التي تنخر الجسد اللبناني والعراقي سببها المشكلة الطائفية
نحن ضحايا الغرق في الوحل الطائفي والمذهبي
الاعلام العربي يغرق في التسييس والفؤية .
احترز من الوقوع في فخ الادعاء والاوهام والاورام الذاتية
لو خيرت اليوم بجنسية ثالثة لكانت الجنسية العراقية
*******************
اي صفة ترغب ان تسمى بها الاعلامي ام الشاعر ام الانسان ؟
كل الامور التي تشيرين اليها بمثابة روافد تصب في مجرى واحد هو مجرى الانسان الذي امثله قبل اي صفة تصبح اسما ، الانسان اولا بالنسبة لي وكل ما اقوم به وما اقدمه غايته الانسان اولا ولكن اذا كان لابد من خيار او اجابة بالطبع الشعر هو الاقرب تعبيرا ، الاعلام مهنتي والشعر حياتي وشاشة التلفزيون شاشة جماعية يحاول الاعلامي ان يفتح نافذة للاخرين ، الورقة البيضاء شاشة فردية ذاتية يفتح مايشاء من خلالها نافذة للنفس اولا ومن خلالها يطل على الاخرين .
لماذا هذه الانتقالة من السياسة التي رافقها الاعتقال الى الاعلام ومن ثم الشعر ؟
بالنسبة الى المعتقل فلاشك ترك اثرا كبيرا علية دخلته يافعا في عمر ال17 سنة بسبب عملي ضمن المقاومة وقد خرجت بعد مرور عام على اعتقالي كانت تجربة مهمة واثرت كثيرا واعتبر العام الذي قضيته في المعتقل اكبر بكثير عن عمري حينها نظرا لغنى التجربة وعمقها .
لكن مذ نعومة اظافري واحلامي وانا ارغب في ان اقدم الشاعر الذي انا فيه الى العالم اكثر من اي امر اخر حتى العمل التلفزيوني لم يكن واحدا من نشاطاتي جاء الامر مصادفة وحين عملت في التلفزيون وجدت ان الاعلام الثقافي والفني هو الاقرب لي من الاعلام السياسي والعمل السياسي ، رغم كان لي تجربة في تقديم البرامج السياسية لم تعمر طويلا لان همي كان هم شاعر .
هل تعتقد ان هناك فرق في حجم الاعلام العراقي واللبناني من حيث استيعاب الوضع الحالي ؟
هناك فارق بين الاعلاميين اللبنانيين والعراقيين نظرا للضروف التي عاشها العراق والتي كانت ضيقة وغير متوسعة عكس لبنان ولكن المشكلة في الاعلام العربي عموما انه يتحول جزء من هذا المستنقع الذي يشير اليه وينطلق من اجندات غير اعلامية حيث يغرق في التسييس والفؤية .
هل تجد اليوم هناك اعلامي تجاوز التخندقات السياسية ؟
هذا يعود للاعلاميين كافراد وليس للمؤسسات لان معظم المؤسسات تنطلق من غايتين اما سياسية واما تجارية ولا هم اخر لها ، لذلك يقع على الاعلاميين انفسهم توسيع هامش الحرية امامهم والتحرر قدر الامكان من الاعباء الحزبية والايدلوجية.
هل تعتقد ان المشكلة اللبنانية شبيه للمشكلة العراقية ؟
طبعا التشابه كبير لكن الفارق حجم العراق الجغرافي والسكاني يفوق اضعاف حجم لبنان وهذا يجعل المشكلة اكثر بروزا ونفورا لكن في الجوهر نحن ضحايا الغرق في الوحل الطائفي والمذهبي ولايكفي لوم الاخرين على مايجري لنا و ما يجري هو من صنع ايدينا ونتيجة فشل الانظمة والحكام وكذلك المعارضات والاحزاب وحركات التحرر في تحقيق انجازات حقيقية على الارض .
برايك ماسبب الحراك الحاصل والاختلاف حول الاتفاق في الساحة اللبنانية ؟
اكثر ماؤلمني في الواقع العربي واللبناني خاصة هو تنامي الغرائز الطائفية والمذهبية التي تسهل على الدول الكبرى التلاعب بنا وبمصائرنا واستغرب كيف انجرف الناس وراء عصبياتهم المذهبية والطائفية وتناسوا القضايا الهامة والجوهرية ، لست ضليعا بالتحليل السياسي خصوصا عندما يتعلق الامر بالازقة والزواريب الحزبية والمذهبية والمناطقية لكن ارد كل العلل التي تنخر الجسد اللبناني الى المشكلة الطائفية التي تبقي الباب مشرعا امام كل الرياح .
ماسبب حصولك على جنسية ثانية وهي الجنسية الفلسطينية ؟
الاسباب عديدة منها الانحياز المطلق للقضية الفلسطينية مذ تفتح الوعي لي ولكن السبب المباشر هو انني كنت ضيفا في احد البرامج التلفزيونية وقلت ردا على سؤال انني لو خيرت بين جواز سفر امريكي وفلسطيني لخترت الفلسطيني بلا تردد فاندهش المذيع وقال ام معظم اللبنانيين والعرب يبحثون عن جنسية اوربية او امريكية لتسهل تنقلهم فأجبته حينها ان ايماني بالقضية مع علمي المسبق مما سيسسبه لي الجواز الفلسطيني بالمطارات العربية خاصة ، في الصباح التالي تلقيت اتصالا من السفير الفلسطيني في عمان لانه لم يكن سفارة فلسطينية في بيروت يبلغني ان الرئيس محمود عباس يمنحني جنسية وجواز سفر وذهبت الى عمان حيث اقيمت حفلة بحضور الشاعر المرحوم محمود درويش وعدد من المثقفين وتسلمت جواز سفري الجديد الذي لعتبره بمثابة وسام كبير خصوصا انني اول عربي ينال هذه الحضوة .
لنبتعد عن السياسة وناقش محورا اخر ...تذكر في اغلب لقاءاتك ان اول صديقين ينبوع وعصفور هل اثر المكان في مخيلة زاهي وهبي ؟
المكان ليس مجرد جغرافية والبيت ليس فقط حجرا وترابا. للامكنة ارواح تحتزن كل مامر عليها من تجارب ومن ما تركه الاسلاف لذا انا ابن المكان نشأت نشاة وجدانية عالية في بيت ترابي تفجر فيه ينبوع ماء وعشعشعت فيه طيور السنونو وتملاه الوالدة بلادعية والصلوات وهذا انحفر عميقا في وجداني ثم انني ابن البيئة الاوسع لكل مايمثله ولاحقا ابن المدينة او ابن الامتزاج .
ايهما اكثر تاثيرا البيئة الثقافية ام البيئة الاسرية ؟
انا اؤمن بالحسنات وازعم انني ولدت شاعرا جد امي كان شاعرا واجدتهم كانوا يحفظون الشعر برمته غيبيا لكن الحسنات براي تحتاج كاي غرسة الى تغذية وري وهنا ياتي دور التربية والثقافة ، والدتي اورثتني مخزونا كبيرا من المعرفة الادبية ورغم كونها امراة بسيطة لكنها سليلة بيت يروج بالشعر وتردد قصائد وابيات لشعراء عرب .
*اللاحظ انك تذكر والدتك في كل مرة هل يعني هذا ان المراة اثرت فيك ؟
انا ابن امي فوالدي عاش بعيدا في استرايا ومن خلال نشاتي في كنف امي تولد في داخلي انحياز مطلق الى جانب المراة ولان هذه الام هي الام والاب والاخ والصديقة اعترف انني نظرت الى العالم بعيني امراة واليوم بعد النضج والسنوات التي مرت ارى ان العالم اجمل حين يرى بمنظار اثر في رغم كل ماتعيشه المراة من كبت .
*هل هذا كان سببا وراء فكرة برنامجك ست الحبايب ؟
بالطبع دائما اردد كنت ارى وجه امي في قسمات كل الامهات الاتي قابلتهن في البرنامج .
*عناويين دواوينك هل اختلفت عن مضمونها خصوصا فيما يتعلق بكتابتك الشعر للمراة ؟
اذا قررنا ان الشعر يقرا من عنوانه بين معترفين وهذي ليست قاعدة فبعد الكتابين الاولين حطاب الحيرة وصادق قمرا اما العناوين الاخرى تحتلها المراة بجدارة مثل في مهب النساء ، ماذا تفعلين بي، تتبرج لاجلي ، ليعرفك مايكل انجلو واخيرا راقصيني قليلا ..فلمراة تحضر شعري ولكنها لاتحضر كانثى بل كانسانة على اختلاف حالاتها .
*هل يعني ذلك انك تعترض على طريقة كتابة الشعر لنزار قباني في وصفه للمراة ؟
لا اعترض على نزار او سواه لان الشعر وجهات نظر ورؤيا فردية الى العالم ولكل شاعر الحق في ان يرى مايشاء ، انا شخصيا تاثرت بمراهقتي بشعر نزار قباني قبل ان اتعرف على شعراء الجنوب وشعراء فلسطين وغيرهم ، اليوم اؤمن انه لايوجد شيئ اسمه الشعر لا اؤمن بال التعريف بل هناك شعر من هذا النوع وذاك الاسلوب لكن فيما يتعلق بالنظرة الى المراة اعترف ان الانوثة تعنيني كثيرا وتحاكيني كثيرا وتناديني الى الى غواياها وعوالمها ولكنني لا اكتفي بها بابا واحدا لولوج عالم المراة لان عالم المراة اشمل واعمق واكبر .
ماهي اقرب البرامج التي تعدها وتقدمها الى قلبك من على قناة المستقبل اللبنانية ؟
اكيد برنامج خليك بالبيت الاقرب والذي يبدا سنته الرابعة عشر بعد رمضان المبارك حيث استضفت مئات المبدعين العرب تجاوز عددهم ال700 ضيفا وايضا برنامج ست الحبايب .
اكثر الضيوف تاثيرا ؟
لا استطيع الاختيار صعب علية الاختيار لان الحلقات اغلبها مؤثرة .
كيف ترى اختيارك من قبل مجلة نيوز ويك الامريكية من بين 43 شخصية عربية الاكثر تاثيرا ؟
اولا اشكر كل من يختارني ضمن مجموعة متميزة او مؤثرة وافرح بهذا الامر لكن انظر اليه بواقعية وعقلانية واعتبره راي الجهة التي قامت به وليس بالضرورة تكون حقيقية .
هل هذا تواضع ؟
ليس تواضعا ولكن نوع من الاحتراس لتحرز الوقوع في فخ الادعاء والاوهام والاورام الذاتية مع اعتزازي لكل كلمة طيبة ورأي يحترم عملي والاثر الذي تتركه هذه المسائل عليه هو السعي لان اكون على قدر فقط الناس بي وعدم تغييب ظن هؤلاء دون التخلي عن قناعاتي ومبادئي وخياراتي في هذه الدنيا .
ماذا سيكون جوابك اذا ما وجهت لك دعوة من العراق للمشاركة في احد المهرجانات الثقافية ؟
اذا كانت الضروف الامنية تسمح ، انا اتمنى ان ازور العراق ويؤلمني انني لا اعرف بغداد ولم ازر العراق بتاتا ، احدى امنياتي ان ازور العراق شمالا ووسطا وجنوبا، العراق بالنسبة لي مكون اساسي من مكونات وعيي ووجداني من خلال شعراءه ورسامية وموسيقييه .
لمن قرات من الشعراء العراقيين ؟
الجميع من السياب ونازك الملائكة والنواب وسركون بولس وشركوا وسليم بركات ولميعة عباس وغيرهم الى الشعراء والكتاب الشباب على سبيل المثال جنان جاسم حلاوي ، حاكم مروان ، ادم حاتم ومسرحيين وغيرهم واستضفت عشرات العراقيين من خلال برنامج خليك بالبيت ابتداءا بدري حسون وسعدون جابر الى كاظم الساهر ونصير شمة وكوكب حمزة وغيرهم وسيكون ضيفي بعد رمضان النحات محمد غني حكمت .
ماهي الجنسية الثالثة التي يرغب بها زاهي وهبي؟
انا لي جنسيتان هما اللبنانية والفلسطينية ولو خيرت اليوم بثالثة لكانت العراقية تضامن مع الشعب العراقي ومع مايعانية حاليا .
زاهي وهبي ... للامكنة ارواح تختزن كل مامر عليها لذا انا ابن المكان الذي نشأت فيه
حاورته نبراس المعموري
بيروت
حمل مذ نعومة اظفاره قضية وطن وشعب يرنو الى الحرية فكان الاعتقال تارة والعمل الصحفي تارة اخرى ومن ثم البرامج السياسية وصولا الى البرامج الاجتماعية و الثقافية ..جاد ورسمي في التعامل يحمل رقيا وهدوءا منقطع النظير لكنه تناغم مع موسيقى ديوانه الاخير راقصيني قليلا وصدح بانفاس شاعر ابتهج للحياة بطريقة مختلفة قد يراها البعض غريبة لكن من يشاهد برنامج ست الحبايب وخليك بالبيت يدرك جيدا ان ذلك الشاعر قد اختلط نبضه بقضايا انسانية وواقعية ...في احد مقاهي بيروت كان الشاعر و الاعلامي زاهي وهبي مقدم برنامج خليك بالبيت خير ضيف في بيت حوارت خاصة ...
*******************
نظرت الى العالم بعيني امرأة
اتمنى ان ازور العراق واتعرف على مبدعي كردستان
كل العلل التي تنخر الجسد اللبناني والعراقي سببها المشكلة الطائفية
نحن ضحايا الغرق في الوحل الطائفي والمذهبي
الاعلام العربي يغرق في التسييس والفؤية .
احترز من الوقوع في فخ الادعاء والاوهام والاورام الذاتية
لو خيرت اليوم بجنسية ثالثة لكانت الجنسية العراقية
*******************
اي صفة ترغب ان تسمى بها الاعلامي ام الشاعر ام الانسان ؟
كل الامور التي تشيرين اليها بمثابة روافد تصب في مجرى واحد هو مجرى الانسان الذي امثله قبل اي صفة تصبح اسما ، الانسان اولا بالنسبة لي وكل ما اقوم به وما اقدمه غايته الانسان اولا ولكن اذا كان لابد من خيار او اجابة بالطبع الشعر هو الاقرب تعبيرا ، الاعلام مهنتي والشعر حياتي وشاشة التلفزيون شاشة جماعية يحاول الاعلامي ان يفتح نافذة للاخرين ، الورقة البيضاء شاشة فردية ذاتية يفتح مايشاء من خلالها نافذة للنفس اولا ومن خلالها يطل على الاخرين .
لماذا هذه الانتقالة من السياسة التي رافقها الاعتقال الى الاعلام ومن ثم الشعر ؟
بالنسبة الى المعتقل فلاشك ترك اثرا كبيرا علية دخلته يافعا في عمر ال17 سنة بسبب عملي ضمن المقاومة وقد خرجت بعد مرور عام على اعتقالي كانت تجربة مهمة واثرت كثيرا واعتبر العام الذي قضيته في المعتقل اكبر بكثير عن عمري حينها نظرا لغنى التجربة وعمقها .
لكن مذ نعومة اظافري واحلامي وانا ارغب في ان اقدم الشاعر الذي انا فيه الى العالم اكثر من اي امر اخر حتى العمل التلفزيوني لم يكن واحدا من نشاطاتي جاء الامر مصادفة وحين عملت في التلفزيون وجدت ان الاعلام الثقافي والفني هو الاقرب لي من الاعلام السياسي والعمل السياسي ، رغم كان لي تجربة في تقديم البرامج السياسية لم تعمر طويلا لان همي كان هم شاعر .
هل تعتقد ان هناك فرق في حجم الاعلام العراقي واللبناني من حيث استيعاب الوضع الحالي ؟
هناك فارق بين الاعلاميين اللبنانيين والعراقيين نظرا للضروف التي عاشها العراق والتي كانت ضيقة وغير متوسعة عكس لبنان ولكن المشكلة في الاعلام العربي عموما انه يتحول جزء من هذا المستنقع الذي يشير اليه وينطلق من اجندات غير اعلامية حيث يغرق في التسييس والفؤية .
هل تجد اليوم هناك اعلامي تجاوز التخندقات السياسية ؟
هذا يعود للاعلاميين كافراد وليس للمؤسسات لان معظم المؤسسات تنطلق من غايتين اما سياسية واما تجارية ولا هم اخر لها ، لذلك يقع على الاعلاميين انفسهم توسيع هامش الحرية امامهم والتحرر قدر الامكان من الاعباء الحزبية والايدلوجية.
هل تعتقد ان المشكلة اللبنانية شبيه للمشكلة العراقية ؟
طبعا التشابه كبير لكن الفارق حجم العراق الجغرافي والسكاني يفوق اضعاف حجم لبنان وهذا يجعل المشكلة اكثر بروزا ونفورا لكن في الجوهر نحن ضحايا الغرق في الوحل الطائفي والمذهبي ولايكفي لوم الاخرين على مايجري لنا و ما يجري هو من صنع ايدينا ونتيجة فشل الانظمة والحكام وكذلك المعارضات والاحزاب وحركات التحرر في تحقيق انجازات حقيقية على الارض .
برايك ماسبب الحراك الحاصل والاختلاف حول الاتفاق في الساحة اللبنانية ؟
اكثر ماؤلمني في الواقع العربي واللبناني خاصة هو تنامي الغرائز الطائفية والمذهبية التي تسهل على الدول الكبرى التلاعب بنا وبمصائرنا واستغرب كيف انجرف الناس وراء عصبياتهم المذهبية والطائفية وتناسوا القضايا الهامة والجوهرية ، لست ضليعا بالتحليل السياسي خصوصا عندما يتعلق الامر بالازقة والزواريب الحزبية والمذهبية والمناطقية لكن ارد كل العلل التي تنخر الجسد اللبناني الى المشكلة الطائفية التي تبقي الباب مشرعا امام كل الرياح .
ماسبب حصولك على جنسية ثانية وهي الجنسية الفلسطينية ؟
الاسباب عديدة منها الانحياز المطلق للقضية الفلسطينية مذ تفتح الوعي لي ولكن السبب المباشر هو انني كنت ضيفا في احد البرامج التلفزيونية وقلت ردا على سؤال انني لو خيرت بين جواز سفر امريكي وفلسطيني لخترت الفلسطيني بلا تردد فاندهش المذيع وقال ام معظم اللبنانيين والعرب يبحثون عن جنسية اوربية او امريكية لتسهل تنقلهم فأجبته حينها ان ايماني بالقضية مع علمي المسبق مما سيسسبه لي الجواز الفلسطيني بالمطارات العربية خاصة ، في الصباح التالي تلقيت اتصالا من السفير الفلسطيني في عمان لانه لم يكن سفارة فلسطينية في بيروت يبلغني ان الرئيس محمود عباس يمنحني جنسية وجواز سفر وذهبت الى عمان حيث اقيمت حفلة بحضور الشاعر المرحوم محمود درويش وعدد من المثقفين وتسلمت جواز سفري الجديد الذي لعتبره بمثابة وسام كبير خصوصا انني اول عربي ينال هذه الحضوة .
لنبتعد عن السياسة وناقش محورا اخر ...تذكر في اغلب لقاءاتك ان اول صديقين ينبوع وعصفور هل اثر المكان في مخيلة زاهي وهبي ؟
المكان ليس مجرد جغرافية والبيت ليس فقط حجرا وترابا. للامكنة ارواح تحتزن كل مامر عليها من تجارب ومن ما تركه الاسلاف لذا انا ابن المكان نشأت نشاة وجدانية عالية في بيت ترابي تفجر فيه ينبوع ماء وعشعشعت فيه طيور السنونو وتملاه الوالدة بلادعية والصلوات وهذا انحفر عميقا في وجداني ثم انني ابن البيئة الاوسع لكل مايمثله ولاحقا ابن المدينة او ابن الامتزاج .
ايهما اكثر تاثيرا البيئة الثقافية ام البيئة الاسرية ؟
انا اؤمن بالحسنات وازعم انني ولدت شاعرا جد امي كان شاعرا واجدتهم كانوا يحفظون الشعر برمته غيبيا لكن الحسنات براي تحتاج كاي غرسة الى تغذية وري وهنا ياتي دور التربية والثقافة ، والدتي اورثتني مخزونا كبيرا من المعرفة الادبية ورغم كونها امراة بسيطة لكنها سليلة بيت يروج بالشعر وتردد قصائد وابيات لشعراء عرب .
*اللاحظ انك تذكر والدتك في كل مرة هل يعني هذا ان المراة اثرت فيك ؟
انا ابن امي فوالدي عاش بعيدا في استرايا ومن خلال نشاتي في كنف امي تولد في داخلي انحياز مطلق الى جانب المراة ولان هذه الام هي الام والاب والاخ والصديقة اعترف انني نظرت الى العالم بعيني امراة واليوم بعد النضج والسنوات التي مرت ارى ان العالم اجمل حين يرى بمنظار اثر في رغم كل ماتعيشه المراة من كبت .
*هل هذا كان سببا وراء فكرة برنامجك ست الحبايب ؟
بالطبع دائما اردد كنت ارى وجه امي في قسمات كل الامهات الاتي قابلتهن في البرنامج .
*عناويين دواوينك هل اختلفت عن مضمونها خصوصا فيما يتعلق بكتابتك الشعر للمراة ؟
اذا قررنا ان الشعر يقرا من عنوانه بين معترفين وهذي ليست قاعدة فبعد الكتابين الاولين حطاب الحيرة وصادق قمرا اما العناوين الاخرى تحتلها المراة بجدارة مثل في مهب النساء ، ماذا تفعلين بي، تتبرج لاجلي ، ليعرفك مايكل انجلو واخيرا راقصيني قليلا ..فلمراة تحضر شعري ولكنها لاتحضر كانثى بل كانسانة على اختلاف حالاتها .
*هل يعني ذلك انك تعترض على طريقة كتابة الشعر لنزار قباني في وصفه للمراة ؟
لا اعترض على نزار او سواه لان الشعر وجهات نظر ورؤيا فردية الى العالم ولكل شاعر الحق في ان يرى مايشاء ، انا شخصيا تاثرت بمراهقتي بشعر نزار قباني قبل ان اتعرف على شعراء الجنوب وشعراء فلسطين وغيرهم ، اليوم اؤمن انه لايوجد شيئ اسمه الشعر لا اؤمن بال التعريف بل هناك شعر من هذا النوع وذاك الاسلوب لكن فيما يتعلق بالنظرة الى المراة اعترف ان الانوثة تعنيني كثيرا وتحاكيني كثيرا وتناديني الى الى غواياها وعوالمها ولكنني لا اكتفي بها بابا واحدا لولوج عالم المراة لان عالم المراة اشمل واعمق واكبر .
ماهي اقرب البرامج التي تعدها وتقدمها الى قلبك من على قناة المستقبل اللبنانية ؟
اكيد برنامج خليك بالبيت الاقرب والذي يبدا سنته الرابعة عشر بعد رمضان المبارك حيث استضفت مئات المبدعين العرب تجاوز عددهم ال700 ضيفا وايضا برنامج ست الحبايب .
اكثر الضيوف تاثيرا ؟
لا استطيع الاختيار صعب علية الاختيار لان الحلقات اغلبها مؤثرة .
كيف ترى اختيارك من قبل مجلة نيوز ويك الامريكية من بين 43 شخصية عربية الاكثر تاثيرا ؟
اولا اشكر كل من يختارني ضمن مجموعة متميزة او مؤثرة وافرح بهذا الامر لكن انظر اليه بواقعية وعقلانية واعتبره راي الجهة التي قامت به وليس بالضرورة تكون حقيقية .
هل هذا تواضع ؟
ليس تواضعا ولكن نوع من الاحتراس لتحرز الوقوع في فخ الادعاء والاوهام والاورام الذاتية مع اعتزازي لكل كلمة طيبة ورأي يحترم عملي والاثر الذي تتركه هذه المسائل عليه هو السعي لان اكون على قدر فقط الناس بي وعدم تغييب ظن هؤلاء دون التخلي عن قناعاتي ومبادئي وخياراتي في هذه الدنيا .
ماذا سيكون جوابك اذا ما وجهت لك دعوة من العراق للمشاركة في احد المهرجانات الثقافية ؟
اذا كانت الضروف الامنية تسمح ، انا اتمنى ان ازور العراق ويؤلمني انني لا اعرف بغداد ولم ازر العراق بتاتا ، احدى امنياتي ان ازور العراق شمالا ووسطا وجنوبا، العراق بالنسبة لي مكون اساسي من مكونات وعيي ووجداني من خلال شعراءه ورسامية وموسيقييه .
لمن قرات من الشعراء العراقيين ؟
الجميع من السياب ونازك الملائكة والنواب وسركون بولس وشركوا وسليم بركات ولميعة عباس وغيرهم الى الشعراء والكتاب الشباب على سبيل المثال جنان جاسم حلاوي ، حاكم مروان ، ادم حاتم ومسرحيين وغيرهم واستضفت عشرات العراقيين من خلال برنامج خليك بالبيت ابتداءا بدري حسون وسعدون جابر الى كاظم الساهر ونصير شمة وكوكب حمزة وغيرهم وسيكون ضيفي بعد رمضان النحات محمد غني حكمت .
ماهي الجنسية الثالثة التي يرغب بها زاهي وهبي؟
انا لي جنسيتان هما اللبنانية والفلسطينية ولو خيرت اليوم بثالثة لكانت العراقية تضامن مع الشعب العراقي ومع مايعانية حاليا .
السبت يناير 21, 2017 12:06 pm من طرف عدنان المعموري
» قصيده بعنوان كافي
الجمعة ديسمبر 19, 2014 7:50 am من طرف عدنان المعموري
» عن لسان ام الشاعر الراحل رحيم المالكي
الأحد يوليو 06, 2014 1:52 pm من طرف عدنان المعموري
» القصيدة التي أغضبت سلاطين المنطقة الخضراء
الثلاثاء أكتوبر 02, 2012 12:44 pm من طرف عدنان المعموري
» قصة مؤثرة عن غيرة النساء
الجمعة يونيو 29, 2012 1:06 am من طرف عدنان المعموري
» أبن شقيق الجعفري يكشف تفاصيل الاعتداء عليه بالضرب من قبل أبن شقيقة المالكي وأقربائه
الأربعاء مايو 23, 2012 12:06 pm من طرف عدنان المعموري
» يا احبيب / صاحب الضويري
السبت مايو 12, 2012 12:24 am من طرف عدنان المعموري
» خانقين..الوردة البيضاء..مدينة التآخي والسلام
الخميس فبراير 16, 2012 12:16 pm من طرف حسين:خانقين
» هدية لكم جميعا..مع باقات من النرجس من على سفوح جبال كردستان
الخميس فبراير 16, 2012 5:21 am من طرف حسين:خانقين
» الأشعة..منافعها واضرارها وهذا الحديث مع طبيبة اختصاصية في م. خانقين
الخميس فبراير 16, 2012 5:06 am من طرف حسين:خانقين
» دعوة للمشاركة
الخميس أكتوبر 06, 2011 9:22 am من طرف د.مسلم بديري
» قصص قصيرة جدا
الإثنين يوليو 18, 2011 5:00 pm من طرف د.مسلم بديري
» قصيدة (جيش الشيب) للشاعر الشاب سعد السوداني
الجمعة يونيو 24, 2011 11:49 am من طرف عدنان المعموري
» قصيدة (جيش الشيب) للشاعر الشاب سعد السوداني
الجمعة يونيو 24, 2011 11:47 am من طرف عدنان المعموري
» زعلتك صدك
الثلاثاء يونيو 21, 2011 1:22 pm من طرف عدنان المعموري
» يا احبيب /للشاعر صاحب الضويري
الإثنين يونيو 13, 2011 11:49 am من طرف عدنان المعموري
» أكميله للشاعر عارف مأمون
الإثنين أبريل 04, 2011 8:17 am من طرف عدنان المعموري
» كل ساعة انذبح من عرست لليوم وكل ساعة انسحك بجدام تذكارك
الإثنين أبريل 04, 2011 8:13 am من طرف عدنان المعموري
» قراءة الواقع الثقافي في العراق
السبت مارس 12, 2011 1:13 pm من طرف قاسم المعموري
» اشعل فتيلها الكادحون والرافضون للظلم
الثلاثاء مارس 08, 2011 1:05 pm من طرف قاسم المعموري