قصيدة العشق العربي بقلم قتيبة محمد الجبوري

أقمتِ العِشقَ عشقكِ في فؤادي ... وعِشقُكِ في كبدي لطالما قد أقامـا
أحِبُ صوت همسكِ وهمس صوتكِ... وما كُنا التقينا ولا حتى لِمامـــا
فيا ليتِ نهاري يكون ليلكِ ... ويا ليتَ صُبحَ وجهكِ لا يجلوه الظلاما
ويا ليتَ طيرالحمام كانت رسلٌ بيننا ... لتحملَ لكم في رسائلنا الغرامـا
رسائل حملنا فيها ما قد كابدنا فيكم ... في نائيكم عنا من غير اسبابا
ولعل منكِ تأتينا ريحُ الصَبا ... وتحملُ الينا عِطركِ وعِطرَ الثيابا
فجاء عطركِ ملءالروح اريجهُ وعادت الريح منا وحملناها الجوابا
فحي الله ريح أبنه مالكٍ ... وحي الله مَسرىَ هبوبها من أين كانا
فيا مُطلق الريح من أكنتها ... أرفق بعنق الحبيب من ان يُضاما
وترفق برمش عينٍ وصدع انفٍ ... فحسبنا الله فيهم وحسب الواحدَ الديانا
وسربُ حمامٍ منكِ يطير الينا ... ويلقي كتاباً نُقٌبلهُ ونجعلهُ إمامـــا
لو تبسمت علينا حسبت ثغرها ... من فرط حلاوته يسيل منه الشهد رِضابا
وشامة طيبت ثغر فاكي ... فما جملته وطيب ثغركِ الشاما
أذا ما انكشفت شفتيها عن لؤلؤٍ ... حسبت ان القمر قد انشق فاضاءا
إن تبتسمت في الليل البهيمٌ ... أضاء دُجى الليل من ثغرِها والنابا
يا لَيْتَها وَجَدَتْ فينا ما وَجَدْنا فيِهَا ... وما كانَ ألا حُبٌّ وَوَجْدٌ قد دامَا
أَسْهُر لِهَمِّي وَغمي وهيَ تُقتلنِي ... تباَتْ في ِقَلْبِي وأَمْسَى فؤادها غِلاقاَ
لاشيءَ يُشفينا مِنْ دُونِ رُؤْيَتِها...هلْ يُشفى عليلٌ دون هرق الدماءا؟
لما رحلتم عنا رغم الهوى ... ويوم تبلل من مدامعك اللثاما
ويوم بكيتِ حين ارتحالِ ... وهمومٍ تواشككِ منازعةً كاللجاما
كل الحب في الدنيا هو لغوٍ ... الا حبي لك فقد برى وكشف مني العظاما
وكل العشق ماقالت به الكتبُ ... ويبقى عشقي لك لا يحويه كِتابا
تعالي اكشفي عن حشاشتنا وترفقي ... هل ترين زفيراً منه او شِهاقا؟
فأن قال الله أطرحوا من زنى أرضاً ... فما ثنى القولَ وقال أرجموا أذا هوانا