المرأة والديمقراطية
عقيلة عبد الحسين الدهان/مركز الفرات للتنمية والدراسات الإستراتيجية
أي تغيير حضاري عند أُمةِ من الأمم لا يمكن الاستدلال عليه إلا من خلال الأواصر السلوكية التي تربط أبناءها وتشدهم إلى بعض من خلال طبيعة العلاقة التي تقوم بين مكونات تلك الأمة وحجم الصلات التي تربطهم وما يستعملونه من مواد ووسائل لتحقيق أغراضهم الحياتية العامة.
وتشكل المرأة رقماً كبيراً في المجتمع النهائي في ما تواجهه المجتمعات اليوم من تحديات جوهرية تتعلق بواقع الفرد والإسرة والمجتمع خصوصا عندما تقف هذه التحديات عائقاً أمام مشاركتها الفعالة، وتمكينها من نيل حقوقها السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
إلا إن هذا المفهوم في مجتمع الديمقراطية، لا يطبق كواقع عملي دون الإشارة إلى دور المرأة لأنها الأكثر حماساً واندفاعاً في أي مشروع وطني فهي غالباً ما تحول القضايا من خاصة إلى عامة لمواقفها المميزة في عملية البناء وما تختزنه من العطاء، لذلك فالمجتمع بحاجة للفهم والجدية وحسن التقييم ولا يمكن الوصول إلى التنمية الواقعية دون تنمية وتطوير الوعي السياسي لدى المرأة، وإن كان الأمر بالدرجة الأولى رهن بيد المرأة نفسها، وهذا التطوير النفسي والعقلي سواء لدى المرأة أو الرجل إنما هو حجر البناء الأساسي للنجاح العام.
ففكرة المشاركة الإيجابية في الحياة وتوزيع الفرص وتحقيق العدالة وفرز القدرات بتوازن سليم وتحقيق الرفاه الاجتماعي، يضمن الاستمرار الحقيقي للمشاركة الفعالة بشرط الالتزام بمبادئ الخير والعفة والأخلاق ونكران الذات التي تحث عليها الشرائع السماوية وجميع الأفكار الإنسانية، بضمنها الديمقراطية التي ما هي إلا نتاج موروث ثقافي تاريخي يتفاعل مع أحداث الحاضر.
من هنا لابد من معالجة الوضع الجديد للمرأة ضمن إطار ثقافي عراقي واقعي ودون إقصاء فئوي أو جهوي. ولا شك أن لذلك تأثيره الواضح على النشء الجديد، باعتبار إن المرأة حاضنة الحياة وتأثيرها كبير في التربية والسلوك اليومي، ومن ذلك قولهم (إن المرأة التي تهز المهد بيد، تهز العالم باليد الأخرى).
فالأمر إذن يطلب تفعيل وتعزيز دورها من خلال خلق عناصر نسائية متميزة في مجالات الحياة السياسية والبرلمانية وزيادة الدورات التدريبية من قبل المؤسسات الحكومية وغير الحكومية فهي بحاجة لذلك الدعم لأن تجربتها ضيقة المدى في المجتمع العراقي خاصة، بل تكاد تكون معدومة بسبب سياسة النظام السابق والسياسات التي سبقته.
ومن حق المرأة أيضاً في مجتمع ديمقراطي، التمتع بظروف أمنية ومعيشية وخدمية جيدة، فتحقيق الأمن الاقتصادي والصحي وعلى مستوى أعم، الأمن الوطني والقومي، حق أساسي ليس للمرأة فقط وإنما لكل مواطن، ولكن الإشارة إلى المرأة العراقية قبل كل شيء لأنها صاحبة اليد الطولى في الصبر والجهاد والتحمل لسنوات طويلة، ولا زالت فحقوقها جزء لا يتجزأ من حق المجتمع بأكمله، وتحقيق أمنها هو تحقيق لأمن المجتمع وكل ما يحقق لها يعود للمجتمع والعكس صحيح.
وصدق الرسول الأكرم (ص) إذ يقول: (ما أكرم المرأة إلا كريم، وما أهانها إلا لئيم). فعليك أفضل الصلوات وأتم التسليم يا معلم الإنسانية العظيم.
* عضو الجمعية الوطنية العراقية
عقيلة عبد الحسين الدهان/مركز الفرات للتنمية والدراسات الإستراتيجية
أي تغيير حضاري عند أُمةِ من الأمم لا يمكن الاستدلال عليه إلا من خلال الأواصر السلوكية التي تربط أبناءها وتشدهم إلى بعض من خلال طبيعة العلاقة التي تقوم بين مكونات تلك الأمة وحجم الصلات التي تربطهم وما يستعملونه من مواد ووسائل لتحقيق أغراضهم الحياتية العامة.
وتشكل المرأة رقماً كبيراً في المجتمع النهائي في ما تواجهه المجتمعات اليوم من تحديات جوهرية تتعلق بواقع الفرد والإسرة والمجتمع خصوصا عندما تقف هذه التحديات عائقاً أمام مشاركتها الفعالة، وتمكينها من نيل حقوقها السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
إلا إن هذا المفهوم في مجتمع الديمقراطية، لا يطبق كواقع عملي دون الإشارة إلى دور المرأة لأنها الأكثر حماساً واندفاعاً في أي مشروع وطني فهي غالباً ما تحول القضايا من خاصة إلى عامة لمواقفها المميزة في عملية البناء وما تختزنه من العطاء، لذلك فالمجتمع بحاجة للفهم والجدية وحسن التقييم ولا يمكن الوصول إلى التنمية الواقعية دون تنمية وتطوير الوعي السياسي لدى المرأة، وإن كان الأمر بالدرجة الأولى رهن بيد المرأة نفسها، وهذا التطوير النفسي والعقلي سواء لدى المرأة أو الرجل إنما هو حجر البناء الأساسي للنجاح العام.
ففكرة المشاركة الإيجابية في الحياة وتوزيع الفرص وتحقيق العدالة وفرز القدرات بتوازن سليم وتحقيق الرفاه الاجتماعي، يضمن الاستمرار الحقيقي للمشاركة الفعالة بشرط الالتزام بمبادئ الخير والعفة والأخلاق ونكران الذات التي تحث عليها الشرائع السماوية وجميع الأفكار الإنسانية، بضمنها الديمقراطية التي ما هي إلا نتاج موروث ثقافي تاريخي يتفاعل مع أحداث الحاضر.
من هنا لابد من معالجة الوضع الجديد للمرأة ضمن إطار ثقافي عراقي واقعي ودون إقصاء فئوي أو جهوي. ولا شك أن لذلك تأثيره الواضح على النشء الجديد، باعتبار إن المرأة حاضنة الحياة وتأثيرها كبير في التربية والسلوك اليومي، ومن ذلك قولهم (إن المرأة التي تهز المهد بيد، تهز العالم باليد الأخرى).
فالأمر إذن يطلب تفعيل وتعزيز دورها من خلال خلق عناصر نسائية متميزة في مجالات الحياة السياسية والبرلمانية وزيادة الدورات التدريبية من قبل المؤسسات الحكومية وغير الحكومية فهي بحاجة لذلك الدعم لأن تجربتها ضيقة المدى في المجتمع العراقي خاصة، بل تكاد تكون معدومة بسبب سياسة النظام السابق والسياسات التي سبقته.
ومن حق المرأة أيضاً في مجتمع ديمقراطي، التمتع بظروف أمنية ومعيشية وخدمية جيدة، فتحقيق الأمن الاقتصادي والصحي وعلى مستوى أعم، الأمن الوطني والقومي، حق أساسي ليس للمرأة فقط وإنما لكل مواطن، ولكن الإشارة إلى المرأة العراقية قبل كل شيء لأنها صاحبة اليد الطولى في الصبر والجهاد والتحمل لسنوات طويلة، ولا زالت فحقوقها جزء لا يتجزأ من حق المجتمع بأكمله، وتحقيق أمنها هو تحقيق لأمن المجتمع وكل ما يحقق لها يعود للمجتمع والعكس صحيح.
وصدق الرسول الأكرم (ص) إذ يقول: (ما أكرم المرأة إلا كريم، وما أهانها إلا لئيم). فعليك أفضل الصلوات وأتم التسليم يا معلم الإنسانية العظيم.
* عضو الجمعية الوطنية العراقية
السبت يناير 21, 2017 12:06 pm من طرف عدنان المعموري
» قصيده بعنوان كافي
الجمعة ديسمبر 19, 2014 7:50 am من طرف عدنان المعموري
» عن لسان ام الشاعر الراحل رحيم المالكي
الأحد يوليو 06, 2014 1:52 pm من طرف عدنان المعموري
» القصيدة التي أغضبت سلاطين المنطقة الخضراء
الثلاثاء أكتوبر 02, 2012 12:44 pm من طرف عدنان المعموري
» قصة مؤثرة عن غيرة النساء
الجمعة يونيو 29, 2012 1:06 am من طرف عدنان المعموري
» أبن شقيق الجعفري يكشف تفاصيل الاعتداء عليه بالضرب من قبل أبن شقيقة المالكي وأقربائه
الأربعاء مايو 23, 2012 12:06 pm من طرف عدنان المعموري
» يا احبيب / صاحب الضويري
السبت مايو 12, 2012 12:24 am من طرف عدنان المعموري
» خانقين..الوردة البيضاء..مدينة التآخي والسلام
الخميس فبراير 16, 2012 12:16 pm من طرف حسين:خانقين
» هدية لكم جميعا..مع باقات من النرجس من على سفوح جبال كردستان
الخميس فبراير 16, 2012 5:21 am من طرف حسين:خانقين
» الأشعة..منافعها واضرارها وهذا الحديث مع طبيبة اختصاصية في م. خانقين
الخميس فبراير 16, 2012 5:06 am من طرف حسين:خانقين
» دعوة للمشاركة
الخميس أكتوبر 06, 2011 9:22 am من طرف د.مسلم بديري
» قصص قصيرة جدا
الإثنين يوليو 18, 2011 5:00 pm من طرف د.مسلم بديري
» قصيدة (جيش الشيب) للشاعر الشاب سعد السوداني
الجمعة يونيو 24, 2011 11:49 am من طرف عدنان المعموري
» قصيدة (جيش الشيب) للشاعر الشاب سعد السوداني
الجمعة يونيو 24, 2011 11:47 am من طرف عدنان المعموري
» زعلتك صدك
الثلاثاء يونيو 21, 2011 1:22 pm من طرف عدنان المعموري
» يا احبيب /للشاعر صاحب الضويري
الإثنين يونيو 13, 2011 11:49 am من طرف عدنان المعموري
» أكميله للشاعر عارف مأمون
الإثنين أبريل 04, 2011 8:17 am من طرف عدنان المعموري
» كل ساعة انذبح من عرست لليوم وكل ساعة انسحك بجدام تذكارك
الإثنين أبريل 04, 2011 8:13 am من طرف عدنان المعموري
» قراءة الواقع الثقافي في العراق
السبت مارس 12, 2011 1:13 pm من طرف قاسم المعموري
» اشعل فتيلها الكادحون والرافضون للظلم
الثلاثاء مارس 08, 2011 1:05 pm من طرف قاسم المعموري