إلياذة عراقئيل:
ملحمة شعرية في زمن الاحتلال
كمال عبد الرحمن
شاعر وناقد من العراق
تشتغل النصوص الملحمية على توظيف حشود من الأمكنة والأزمنة والأسماء والتواريخ وكل ما من شأنه أن يبرز هذه الثورة الإنسانية على سطح الذاكرة والتذكر ،بل وقد تتجاوز هذه النصوص كل هذا الحشد لتشتغل على تقرير البوح بما هو مألوف أو غير مألوف وحيث يتقعر الأسى بدلالات الخراب في فراديس معطلة،فأن السياق الشعري يخرج من جادته المعجمية المألوفة ليتجذر في مستوى جمالي ،هاتكا مألوفات رتيبة في التجارب الشعورية، وسابرا أبعاد هذا الخراب بترويضه لمفردة الزمن، ومتأملا في انزياحاتها التي تكسر أعراف اللغة وتقترف المشاكسة في خضم حركة تهتك حجب الأمكنة المطوقة بالمألوف،وتتجه صوب تأسيسات أولية لفراديس أخرى يفترض أنها لاتتقن الحطب . والشعر عبد الجبار الجبوري قدم في ملحمته العراقية نصا يشتغل على ايدولوجيات الأسى العراقي ذلك الخراب الذي شاكسه الجبوري في قصيدة (إلياذة عراقئيل)وارتكز على إيقاعات(داخلية/خارجية) ذات صدى قوي في تشكيلة مفردات النص ، ويتواشج طرفا هذه الثنائية المتضادة في نسج حركة متصارعة تبقى مشتعلة في إطار الذات المغتبطة بحبر الأسى والثورة والأحزان:
(مرة أخرى/ البلاد التي تمسك بيديها /شمس القرى/ تلبس خوذة الحرب/وتنادي ياقوم إن الجراد قادم-/ والوقت أضيق من أفق ينأى/ والسماء لن تلد غير العراق.....)ومرورا بسجل أوجاع القصيدة وعنفوان الغضب ،فأن الانتفاضة تشرأب بأعناقها رغم سلطة الأكاذيب المزمنة التي أدمنتها فراديسنا القاحلة:
(تنفض غبار الحزن المنقوع بلظى الآهات/عراقئيل تنهض من خرائب العصور/ وتزيح آثام دهور آفلة/ ووطن القوه في بئر النسيان..) ولعل باستطاعتناان نميز في هذه القصيدة /النص عددا من الأنساق:
أولا:إصرار الشاعر على اقتراف الغضب صرخة بوجه التصدع والنكوص البشري..
ثانيا:محاولة كشف عيوب ايدولوجيات تقوم أساسا على الخطأ،ثم تعممه على نقاط الضعف في الإنسان وبخاصة إنسان مجتمعاتنا المسلوبة إرادتها من (الولادة إلى القبر)
ثالثا:تجريب خلق جدلية لايأسية بين الانسنة والشيئنة .وبمعنى آخر استنهاض همم (أو رمم) الجامد وتحويلها إلى كائن نابض بالدفء والحياة ،ومسخ الكائن النابض (بلا حياة) وتحويله الىجماد بلا مشاعر وأحاسيس...
ورابعا:
مواصفات تراجيديا المعجم الشعري وعلى كثير من هذه الأنساق تستند قصيدة (إلياذة عراقئيل) ولعل واحدة من حسنات هذا النص الملحمي اعتماده على سلسلة من مفردات المعجم الشعري نجملها على النحو الأتي:
عناقيد الأفعال: تشتغل هذه القصيدة على سلسلة لاتتوقف من عناقيد الافعا ل المبنية على رباعية (العرض/المرجعي/الغضب/الخراب).
العرض:
(والسماء لن تلد غير العراق/يجرون أسلحة الموت والدمار إلى مدن مضيئة /وقرى من نهار)(في لحظة حرب/تنهض القلوب الواجفة /والعيون الراجفة) (ويهطل على ارض العراق مطر اسود/مطر بلون الزمان / ووجه القتيل....الخ....
المرجعي:
بدءا من العنونة التي هي(إلياذة=رمز الملحمة+عراقئيل=عراق الإله-عراق الرب-عراق الله بلغتنا وتصورنا الاني) إلى ذلك الحشد من المرجعيات التاريخية والتراثية والأسطورية والدينية وفي ضمن ذلك تاريخنا المعاصرL(أنا نينورتا ملك نينوى /جئتكم أعيد مجد نينوى/مدن بعلامات صاهلة/ وأنبياء وملوك وملائكة من حرير الإلهة/والحضارات كلها بين يديك/عراقئيل /تصرخ بوجه مملكة يهوذا القاسية القلب/ ومن خرائب بابل وأشور تصاعد أبخرة الموت/في زقورة أور/ ومعابد أوروك ،غابات اريدو وجبين انكيدو حيطان باشطابيا قلعة آشور مسلة اشنونا ولبت عشتار ومواكب آشور بانيبال أو /تختفي أعمدة سمرقند خلف غيوم طويس/تستيقظ عيون مدوزا/ كانت هناك الزنجيلي يوما/ أنقاض تبكي/تمر عربات آشورية متجهة من قوينجق إلى بابل/اجراءسفاحين فاجرين من عيلام وتكساس /هنا قامت نينوى ارانجا الحضر وار يدو وكالح شلمنصر الثاني /اعرف يا بغداد /من قطع رأس المنصور بالله وحز رقبة نبوخذنصر والمأمون وأشعل يوم 9/4/2009 حرائق بغداد اعرفهم واحدا واحدا....وقتل أهلها هناك...
الغضب:
قصيدة الشاعر عبد الجبار الجبوري(إلياذة عراقئيل)ملحمة قائمة على الغضب الصافي/الغضب الحق:
(ترتبك البلاد التي دمرتها الطائرات الصديقة)( الصبية الذاهبون إلى مدارس بلا صفوف..أو...لعنات لعنات تخرج من أفواه النسوة والشيوخ/أدخنة تتصاعد من عيني رجل فقد عقله أو فقد ظله لافرق/وطفلة لم يبق من أهلها سواها/ البلاد التي تلبس خوذة الحرب/ السماء لن تلد غير العراق/ بغداد تسبح في الظلام /لاشيء سوى الظلام...
الخراب:
اللازمة الرابعة:في المعجم الشعري لدى الجبوري في قصيدته الملحمية هذه هي (الخراب)بل الخراب الكبير الذي لايشبهه خراب:
(ومن خرائب بابل واشورتصاعد أبخرة الموت/تجترح الفصول أضرحة أخرى للرحيل/ ويهطل على ارض السواد مطر اسود/2-تجيء قوافل الخراب على هوادج من ورق القفار/تسقط الشمس ملفعة بالغبار /3-كانت هناك بيوت الزنجيلي يوما/ أنقاض تبكي / وأحجار تبحث عن رصيف/4-انشق الليل وتعالت ضحكات المار ينز العاهرة/امتلأت شوارع المدن الجريحة بالدماء والعويل/بالجثث المحروقة بالفسفور الأبيض/حرائق ودخان وظلام يغطي سماء عراقئيل...
إن من شأن قراءة متأنية للقصيدة (الياذةعراقئيل للشاعر عبد الجبار الجبوري)أن تضع المتلقي في سلسلة من المشاهد الدرامية السرمدية الغائمة بالأسئلة،تنبعث منها ثورات الغضب وشيء بها ذلك الالتهاب النفساني الحارق لدى الناص،ذلك الذي فجر ينابيع للأسى ترجمات من لغة الحجر إلى واقع ملحمي يشتغل خارج غواشي التبعر والانغلاق ، إن الجبوري مسكون بالصراخ ،مأهول بالغضب وهو يرى سماء تمطر دما وأرضا تتحول خضرتها إلى رماد،وهو يخرج من غيبوبات الأسى إلى فضاءات الانتفاضة وحتى لو فرضنا جدلا أن ثمة تشابهات في موجات الصراخ التي يطلقها الشاعر بين دهليز النص ،لكن لكل صرخة هوية ومذاق مختلف:
اتبعوني ولا تبالوا للغبار/هاهم آلهة الفسق والفجور والدمار/يجرون أسلحة الموت إلى مدن مضيئة /وقرى ونهار/2-ويقول ..هنا انسفح دم الحسين الطاهر في كربلاء/هنا مساقط الشموس ونبض الحكمة بغداد/هنا ترقد أضرحة الأجداد....البلاد ترسم سورة الخلاص)
ويشتغل الشاعر في هذه القصيدة أيضا على بلورة الغائص من التأزم الإنساني العام في فضاءات مغلقة تحت وابل من القهر العظيم، املآ بزوغ شموس أخرى قادرة على إعادة أو تشكيل اطر خربة إلى ايدولوجيات يمكن إحياؤها وإخراجها من دياجير السياسات الزمنية المقعرة إلى بشائر تتلالا في جبين الأبيض من الايدولوجي الإنساني،هذا الذي خرج توا من محرقة الأسى إلى مشاريع الصفاء ، لكن هذا الصفاء لايعلن على رؤؤس الأشهاد فحسب بل يعلق على باصرة (البعيد/ القريب)في استعراض أمجاد الماضي أيام كان متلألأ بالمجد والعنفوان ، ورغم أن سرابيل الكارثة ( الذاتية – العامة ) التي تتجسد من خلالها هندسة الأسى ، تقف على مهب النيران إلا أن الشاعر يقتحم سعيرها فاضحا ممالك الرماد التي تضيء خرافات من جمر روحها واشتعالات كابية تخبو هناك ، لتحيا هنا من جديد ، حيث تسمو على طول جسد القصيدة / النص خارجة من رهاب الانسحاق في بوتقة الحزن ، هذا الحزن الذي لا ينتهي إلا ليبدأ من جديد، لكن الشاعر يخرج من رماد القصيدة نسرا باسلا يختطف في صولته النارية الغربان والببغاوات وكل طائر لئيم وهو يصرخ في فضاءات الجمر:
( هنا مجد الأمجاد
عراقئيل وطن الشموس .
والسماء لن تلد غير العراق ) .......
** شاعر وناقد من العراق
** ملحمة عراقئيل نشرت
في جريدة الزمان طبعتي لندن وبغداد في 14 / 4 / 2009
ملحمة شعرية في زمن الاحتلال
كمال عبد الرحمن
شاعر وناقد من العراق
تشتغل النصوص الملحمية على توظيف حشود من الأمكنة والأزمنة والأسماء والتواريخ وكل ما من شأنه أن يبرز هذه الثورة الإنسانية على سطح الذاكرة والتذكر ،بل وقد تتجاوز هذه النصوص كل هذا الحشد لتشتغل على تقرير البوح بما هو مألوف أو غير مألوف وحيث يتقعر الأسى بدلالات الخراب في فراديس معطلة،فأن السياق الشعري يخرج من جادته المعجمية المألوفة ليتجذر في مستوى جمالي ،هاتكا مألوفات رتيبة في التجارب الشعورية، وسابرا أبعاد هذا الخراب بترويضه لمفردة الزمن، ومتأملا في انزياحاتها التي تكسر أعراف اللغة وتقترف المشاكسة في خضم حركة تهتك حجب الأمكنة المطوقة بالمألوف،وتتجه صوب تأسيسات أولية لفراديس أخرى يفترض أنها لاتتقن الحطب . والشعر عبد الجبار الجبوري قدم في ملحمته العراقية نصا يشتغل على ايدولوجيات الأسى العراقي ذلك الخراب الذي شاكسه الجبوري في قصيدة (إلياذة عراقئيل)وارتكز على إيقاعات(داخلية/خارجية) ذات صدى قوي في تشكيلة مفردات النص ، ويتواشج طرفا هذه الثنائية المتضادة في نسج حركة متصارعة تبقى مشتعلة في إطار الذات المغتبطة بحبر الأسى والثورة والأحزان:
(مرة أخرى/ البلاد التي تمسك بيديها /شمس القرى/ تلبس خوذة الحرب/وتنادي ياقوم إن الجراد قادم-/ والوقت أضيق من أفق ينأى/ والسماء لن تلد غير العراق.....)ومرورا بسجل أوجاع القصيدة وعنفوان الغضب ،فأن الانتفاضة تشرأب بأعناقها رغم سلطة الأكاذيب المزمنة التي أدمنتها فراديسنا القاحلة:
(تنفض غبار الحزن المنقوع بلظى الآهات/عراقئيل تنهض من خرائب العصور/ وتزيح آثام دهور آفلة/ ووطن القوه في بئر النسيان..) ولعل باستطاعتناان نميز في هذه القصيدة /النص عددا من الأنساق:
أولا:إصرار الشاعر على اقتراف الغضب صرخة بوجه التصدع والنكوص البشري..
ثانيا:محاولة كشف عيوب ايدولوجيات تقوم أساسا على الخطأ،ثم تعممه على نقاط الضعف في الإنسان وبخاصة إنسان مجتمعاتنا المسلوبة إرادتها من (الولادة إلى القبر)
ثالثا:تجريب خلق جدلية لايأسية بين الانسنة والشيئنة .وبمعنى آخر استنهاض همم (أو رمم) الجامد وتحويلها إلى كائن نابض بالدفء والحياة ،ومسخ الكائن النابض (بلا حياة) وتحويله الىجماد بلا مشاعر وأحاسيس...
ورابعا:
مواصفات تراجيديا المعجم الشعري وعلى كثير من هذه الأنساق تستند قصيدة (إلياذة عراقئيل) ولعل واحدة من حسنات هذا النص الملحمي اعتماده على سلسلة من مفردات المعجم الشعري نجملها على النحو الأتي:
عناقيد الأفعال: تشتغل هذه القصيدة على سلسلة لاتتوقف من عناقيد الافعا ل المبنية على رباعية (العرض/المرجعي/الغضب/الخراب).
العرض:
(والسماء لن تلد غير العراق/يجرون أسلحة الموت والدمار إلى مدن مضيئة /وقرى من نهار)(في لحظة حرب/تنهض القلوب الواجفة /والعيون الراجفة) (ويهطل على ارض العراق مطر اسود/مطر بلون الزمان / ووجه القتيل....الخ....
المرجعي:
بدءا من العنونة التي هي(إلياذة=رمز الملحمة+عراقئيل=عراق الإله-عراق الرب-عراق الله بلغتنا وتصورنا الاني) إلى ذلك الحشد من المرجعيات التاريخية والتراثية والأسطورية والدينية وفي ضمن ذلك تاريخنا المعاصرL(أنا نينورتا ملك نينوى /جئتكم أعيد مجد نينوى/مدن بعلامات صاهلة/ وأنبياء وملوك وملائكة من حرير الإلهة/والحضارات كلها بين يديك/عراقئيل /تصرخ بوجه مملكة يهوذا القاسية القلب/ ومن خرائب بابل وأشور تصاعد أبخرة الموت/في زقورة أور/ ومعابد أوروك ،غابات اريدو وجبين انكيدو حيطان باشطابيا قلعة آشور مسلة اشنونا ولبت عشتار ومواكب آشور بانيبال أو /تختفي أعمدة سمرقند خلف غيوم طويس/تستيقظ عيون مدوزا/ كانت هناك الزنجيلي يوما/ أنقاض تبكي/تمر عربات آشورية متجهة من قوينجق إلى بابل/اجراءسفاحين فاجرين من عيلام وتكساس /هنا قامت نينوى ارانجا الحضر وار يدو وكالح شلمنصر الثاني /اعرف يا بغداد /من قطع رأس المنصور بالله وحز رقبة نبوخذنصر والمأمون وأشعل يوم 9/4/2009 حرائق بغداد اعرفهم واحدا واحدا....وقتل أهلها هناك...
الغضب:
قصيدة الشاعر عبد الجبار الجبوري(إلياذة عراقئيل)ملحمة قائمة على الغضب الصافي/الغضب الحق:
(ترتبك البلاد التي دمرتها الطائرات الصديقة)( الصبية الذاهبون إلى مدارس بلا صفوف..أو...لعنات لعنات تخرج من أفواه النسوة والشيوخ/أدخنة تتصاعد من عيني رجل فقد عقله أو فقد ظله لافرق/وطفلة لم يبق من أهلها سواها/ البلاد التي تلبس خوذة الحرب/ السماء لن تلد غير العراق/ بغداد تسبح في الظلام /لاشيء سوى الظلام...
الخراب:
اللازمة الرابعة:في المعجم الشعري لدى الجبوري في قصيدته الملحمية هذه هي (الخراب)بل الخراب الكبير الذي لايشبهه خراب:
(ومن خرائب بابل واشورتصاعد أبخرة الموت/تجترح الفصول أضرحة أخرى للرحيل/ ويهطل على ارض السواد مطر اسود/2-تجيء قوافل الخراب على هوادج من ورق القفار/تسقط الشمس ملفعة بالغبار /3-كانت هناك بيوت الزنجيلي يوما/ أنقاض تبكي / وأحجار تبحث عن رصيف/4-انشق الليل وتعالت ضحكات المار ينز العاهرة/امتلأت شوارع المدن الجريحة بالدماء والعويل/بالجثث المحروقة بالفسفور الأبيض/حرائق ودخان وظلام يغطي سماء عراقئيل...
إن من شأن قراءة متأنية للقصيدة (الياذةعراقئيل للشاعر عبد الجبار الجبوري)أن تضع المتلقي في سلسلة من المشاهد الدرامية السرمدية الغائمة بالأسئلة،تنبعث منها ثورات الغضب وشيء بها ذلك الالتهاب النفساني الحارق لدى الناص،ذلك الذي فجر ينابيع للأسى ترجمات من لغة الحجر إلى واقع ملحمي يشتغل خارج غواشي التبعر والانغلاق ، إن الجبوري مسكون بالصراخ ،مأهول بالغضب وهو يرى سماء تمطر دما وأرضا تتحول خضرتها إلى رماد،وهو يخرج من غيبوبات الأسى إلى فضاءات الانتفاضة وحتى لو فرضنا جدلا أن ثمة تشابهات في موجات الصراخ التي يطلقها الشاعر بين دهليز النص ،لكن لكل صرخة هوية ومذاق مختلف:
اتبعوني ولا تبالوا للغبار/هاهم آلهة الفسق والفجور والدمار/يجرون أسلحة الموت إلى مدن مضيئة /وقرى ونهار/2-ويقول ..هنا انسفح دم الحسين الطاهر في كربلاء/هنا مساقط الشموس ونبض الحكمة بغداد/هنا ترقد أضرحة الأجداد....البلاد ترسم سورة الخلاص)
ويشتغل الشاعر في هذه القصيدة أيضا على بلورة الغائص من التأزم الإنساني العام في فضاءات مغلقة تحت وابل من القهر العظيم، املآ بزوغ شموس أخرى قادرة على إعادة أو تشكيل اطر خربة إلى ايدولوجيات يمكن إحياؤها وإخراجها من دياجير السياسات الزمنية المقعرة إلى بشائر تتلالا في جبين الأبيض من الايدولوجي الإنساني،هذا الذي خرج توا من محرقة الأسى إلى مشاريع الصفاء ، لكن هذا الصفاء لايعلن على رؤؤس الأشهاد فحسب بل يعلق على باصرة (البعيد/ القريب)في استعراض أمجاد الماضي أيام كان متلألأ بالمجد والعنفوان ، ورغم أن سرابيل الكارثة ( الذاتية – العامة ) التي تتجسد من خلالها هندسة الأسى ، تقف على مهب النيران إلا أن الشاعر يقتحم سعيرها فاضحا ممالك الرماد التي تضيء خرافات من جمر روحها واشتعالات كابية تخبو هناك ، لتحيا هنا من جديد ، حيث تسمو على طول جسد القصيدة / النص خارجة من رهاب الانسحاق في بوتقة الحزن ، هذا الحزن الذي لا ينتهي إلا ليبدأ من جديد، لكن الشاعر يخرج من رماد القصيدة نسرا باسلا يختطف في صولته النارية الغربان والببغاوات وكل طائر لئيم وهو يصرخ في فضاءات الجمر:
( هنا مجد الأمجاد
عراقئيل وطن الشموس .
والسماء لن تلد غير العراق ) .......
** شاعر وناقد من العراق
** ملحمة عراقئيل نشرت
في جريدة الزمان طبعتي لندن وبغداد في 14 / 4 / 2009
السبت يناير 21, 2017 12:06 pm من طرف عدنان المعموري
» قصيده بعنوان كافي
الجمعة ديسمبر 19, 2014 7:50 am من طرف عدنان المعموري
» عن لسان ام الشاعر الراحل رحيم المالكي
الأحد يوليو 06, 2014 1:52 pm من طرف عدنان المعموري
» القصيدة التي أغضبت سلاطين المنطقة الخضراء
الثلاثاء أكتوبر 02, 2012 12:44 pm من طرف عدنان المعموري
» قصة مؤثرة عن غيرة النساء
الجمعة يونيو 29, 2012 1:06 am من طرف عدنان المعموري
» أبن شقيق الجعفري يكشف تفاصيل الاعتداء عليه بالضرب من قبل أبن شقيقة المالكي وأقربائه
الأربعاء مايو 23, 2012 12:06 pm من طرف عدنان المعموري
» يا احبيب / صاحب الضويري
السبت مايو 12, 2012 12:24 am من طرف عدنان المعموري
» خانقين..الوردة البيضاء..مدينة التآخي والسلام
الخميس فبراير 16, 2012 12:16 pm من طرف حسين:خانقين
» هدية لكم جميعا..مع باقات من النرجس من على سفوح جبال كردستان
الخميس فبراير 16, 2012 5:21 am من طرف حسين:خانقين
» الأشعة..منافعها واضرارها وهذا الحديث مع طبيبة اختصاصية في م. خانقين
الخميس فبراير 16, 2012 5:06 am من طرف حسين:خانقين
» دعوة للمشاركة
الخميس أكتوبر 06, 2011 9:22 am من طرف د.مسلم بديري
» قصص قصيرة جدا
الإثنين يوليو 18, 2011 5:00 pm من طرف د.مسلم بديري
» قصيدة (جيش الشيب) للشاعر الشاب سعد السوداني
الجمعة يونيو 24, 2011 11:49 am من طرف عدنان المعموري
» قصيدة (جيش الشيب) للشاعر الشاب سعد السوداني
الجمعة يونيو 24, 2011 11:47 am من طرف عدنان المعموري
» زعلتك صدك
الثلاثاء يونيو 21, 2011 1:22 pm من طرف عدنان المعموري
» يا احبيب /للشاعر صاحب الضويري
الإثنين يونيو 13, 2011 11:49 am من طرف عدنان المعموري
» أكميله للشاعر عارف مأمون
الإثنين أبريل 04, 2011 8:17 am من طرف عدنان المعموري
» كل ساعة انذبح من عرست لليوم وكل ساعة انسحك بجدام تذكارك
الإثنين أبريل 04, 2011 8:13 am من طرف عدنان المعموري
» قراءة الواقع الثقافي في العراق
السبت مارس 12, 2011 1:13 pm من طرف قاسم المعموري
» اشعل فتيلها الكادحون والرافضون للظلم
الثلاثاء مارس 08, 2011 1:05 pm من طرف قاسم المعموري