طريق العودة الى العلمانية
نبراس المعموري
تميز النظام السياسي في العراق عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية كونه نظاما علمانيا وليس دينيا حيث التنظيمات السياسية ذات التوجهات القومية او الماركسية والسبب يعود في ذلك الى كون العراق ومذ تاسيس الدولة الحديثة عام 1921 ولغاية سقوط نظام صدام حسين لم يشهد ضغطا او جهدا ذو امكانية عالية لجعله بلدا ذو توجه ديني، وهذا بالتالي ادى الى ان يكون شكل الدولة العراقية شكلا علمانيا لا دينيا والاغلب يعلمون ان العلمانية تعني فصل الدين عن السياسة وهذا ادى الى ان يكون شكل المجتمع العراقي شكلا علمانيا ليبراليا لانه فصل الامور الدينية عن السياسية الا ان هذا الشكل الذي كان من ابرز ملامح الدولة العراقية اخذ يتلاشى تدريجيا وبالذات بعد احداث 2003 حيث سيطرة التيارات الدينية بشكل واضح ليتغير ذلك الصرح المعروف بارض العلم والثقافة والفنون الى ارض خراب والسبب في ذلك يعود الى عوامل كثيرة امتدت لفترات زمنية سبقة سقوط نظام صدام وكانت قد ولدت من رحم الصراع الدائر بين الشرق والغرب والحرب الباردة وانهيار الاتحاد السوفيتي و تحالف الولايات المتحدة مع اكثر المناطق العربية تدينا او تعتبر القبلة والمركز الديني المهم الا وهي السعودية لغرض الحد والقضاء على النفوذ السوفيتي، وهنا ياتي السؤال المهم الذي يولد من شعار الولايات المتحدة الذي رفعته بعد احداث الحادي عشر من سيبتمبر وهو محاربة الارهاب...... كيف تحارب الارهاب وهي من صنعته وطورته من خلال تشجيعها للمعسكرات ومدهم بالسلاح والمال في افغانستان وانشاء مايسمى بصندوق دعم المجاهدين مقره في جنيف وبتمويل امريكي سعودي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وبعودة الى موضوعنا الرئيسي لانني لا اريد الاطالة بما صنعته امريكا وبالذات بوش في المنطقة لان انجازاتها لا تعد ولا تحصى ...فهذه المعسكرات شجعت على انتشار كثير من التيارات والجماعات المتطرفة رغم محاولة نظام صدام للحد من تاثيرها او انتشارها باعتماد ما اطلق عليه حينها بالحملات الايمانية ...الا اننا نعلم جيدا كيف كانت ترسم الخطوط ابتداءا بحرب ايران و الكويت والحصار و من ثم اسلحة الدمار الشامل لتاتي بعدها احداث 2003 لتكون الحد الفاصل لهذه المسالة مستغلة بذلك التدهور الاقتصادي والمعاشي للمواطن العراقي الذي عانة ما عانة بسبب الحروب والاندفاع .... فنشأ وضع جديد تمثل بساحة خالية من حركات سياسية ذات هوية واضحة وفقدان مؤلم للهوية الوطنية ومحاولة فاشلة للانتقال من نظام شمولي الى نظام ديمقراطي او نهج للعب على افكار ومشاعر السواد الاعظم من المتضررين من ابناء هذا البلد الجريح رغم ان النهج الجديد الذي يعى بالديمقراطية الذي بدا الترويج له ليس بالامر الهين لانه يعتمد الفكر والممارسة وهذا لايمكن تحقيقه الا في ظل ارضية صحيحة وحقيقية لغرض تطبيقها .....فكان التطبيق متجسد بالانتخابات الاولى رغم ان الارضية غير مؤهلة لذلك لكنها للاسف الشديد مؤهلة لتكون ارضا للرموز والمرجعيات والتيارات الدينية ذات الاهداف البعيدة كل البعد عن الشكل الحقيقي للشارع العراقي العلماني واصبحت الطائفية والعنصرية هي سيدتا الشارع وانبثقت حكومتان بفكر ديني بعيد وخالي من التوجهات العلمانية والليبرالية وبالتالي شهدنا بأم اعيننا ما اصاب بلدنا من دمار وانهيار في شتى مفاصل الدولة ...... وهنا بات من الضروري البحث عن العلاج لذلك الانهيار الغير بسيط ،علينا ان نستفيد من تجارب الغير ولعل الجارة تركيا خير تجربة يستعان بها وذلك لانها بلد مسلم انتهجت درب العلمانية للخلاص من التخلف وصارت في موقع مرموق ...فعلى قادة ذلك التيار ان يوحدوا صفوفهم وان يعتمدوا برنامجا سياسيا واضحا لاعادة بناء الدولة من جديد خصوصا ان التجربة المريرة التي عشناها ستكون حافزا لعودة الفكر العلماني الليبرالي من جديد كنت اتمنى ان تكون انتخابات مجالس المحافظات خير دليل على وحدة الصف العلماني ليكون كيانا موحدا لا مقسما ضمن احزاب وكيانا وافراد ، لكنني اتأمل خيرا بما ستفرزه انتخابات مجلس النواب وهناك قدرا من الوقت لتوحيد الصفوف والعودة برداء العلمانية بالشكل الصحيح
نبراس المعموري
تميز النظام السياسي في العراق عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية كونه نظاما علمانيا وليس دينيا حيث التنظيمات السياسية ذات التوجهات القومية او الماركسية والسبب يعود في ذلك الى كون العراق ومذ تاسيس الدولة الحديثة عام 1921 ولغاية سقوط نظام صدام حسين لم يشهد ضغطا او جهدا ذو امكانية عالية لجعله بلدا ذو توجه ديني، وهذا بالتالي ادى الى ان يكون شكل الدولة العراقية شكلا علمانيا لا دينيا والاغلب يعلمون ان العلمانية تعني فصل الدين عن السياسة وهذا ادى الى ان يكون شكل المجتمع العراقي شكلا علمانيا ليبراليا لانه فصل الامور الدينية عن السياسية الا ان هذا الشكل الذي كان من ابرز ملامح الدولة العراقية اخذ يتلاشى تدريجيا وبالذات بعد احداث 2003 حيث سيطرة التيارات الدينية بشكل واضح ليتغير ذلك الصرح المعروف بارض العلم والثقافة والفنون الى ارض خراب والسبب في ذلك يعود الى عوامل كثيرة امتدت لفترات زمنية سبقة سقوط نظام صدام وكانت قد ولدت من رحم الصراع الدائر بين الشرق والغرب والحرب الباردة وانهيار الاتحاد السوفيتي و تحالف الولايات المتحدة مع اكثر المناطق العربية تدينا او تعتبر القبلة والمركز الديني المهم الا وهي السعودية لغرض الحد والقضاء على النفوذ السوفيتي، وهنا ياتي السؤال المهم الذي يولد من شعار الولايات المتحدة الذي رفعته بعد احداث الحادي عشر من سيبتمبر وهو محاربة الارهاب...... كيف تحارب الارهاب وهي من صنعته وطورته من خلال تشجيعها للمعسكرات ومدهم بالسلاح والمال في افغانستان وانشاء مايسمى بصندوق دعم المجاهدين مقره في جنيف وبتمويل امريكي سعودي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وبعودة الى موضوعنا الرئيسي لانني لا اريد الاطالة بما صنعته امريكا وبالذات بوش في المنطقة لان انجازاتها لا تعد ولا تحصى ...فهذه المعسكرات شجعت على انتشار كثير من التيارات والجماعات المتطرفة رغم محاولة نظام صدام للحد من تاثيرها او انتشارها باعتماد ما اطلق عليه حينها بالحملات الايمانية ...الا اننا نعلم جيدا كيف كانت ترسم الخطوط ابتداءا بحرب ايران و الكويت والحصار و من ثم اسلحة الدمار الشامل لتاتي بعدها احداث 2003 لتكون الحد الفاصل لهذه المسالة مستغلة بذلك التدهور الاقتصادي والمعاشي للمواطن العراقي الذي عانة ما عانة بسبب الحروب والاندفاع .... فنشأ وضع جديد تمثل بساحة خالية من حركات سياسية ذات هوية واضحة وفقدان مؤلم للهوية الوطنية ومحاولة فاشلة للانتقال من نظام شمولي الى نظام ديمقراطي او نهج للعب على افكار ومشاعر السواد الاعظم من المتضررين من ابناء هذا البلد الجريح رغم ان النهج الجديد الذي يعى بالديمقراطية الذي بدا الترويج له ليس بالامر الهين لانه يعتمد الفكر والممارسة وهذا لايمكن تحقيقه الا في ظل ارضية صحيحة وحقيقية لغرض تطبيقها .....فكان التطبيق متجسد بالانتخابات الاولى رغم ان الارضية غير مؤهلة لذلك لكنها للاسف الشديد مؤهلة لتكون ارضا للرموز والمرجعيات والتيارات الدينية ذات الاهداف البعيدة كل البعد عن الشكل الحقيقي للشارع العراقي العلماني واصبحت الطائفية والعنصرية هي سيدتا الشارع وانبثقت حكومتان بفكر ديني بعيد وخالي من التوجهات العلمانية والليبرالية وبالتالي شهدنا بأم اعيننا ما اصاب بلدنا من دمار وانهيار في شتى مفاصل الدولة ...... وهنا بات من الضروري البحث عن العلاج لذلك الانهيار الغير بسيط ،علينا ان نستفيد من تجارب الغير ولعل الجارة تركيا خير تجربة يستعان بها وذلك لانها بلد مسلم انتهجت درب العلمانية للخلاص من التخلف وصارت في موقع مرموق ...فعلى قادة ذلك التيار ان يوحدوا صفوفهم وان يعتمدوا برنامجا سياسيا واضحا لاعادة بناء الدولة من جديد خصوصا ان التجربة المريرة التي عشناها ستكون حافزا لعودة الفكر العلماني الليبرالي من جديد كنت اتمنى ان تكون انتخابات مجالس المحافظات خير دليل على وحدة الصف العلماني ليكون كيانا موحدا لا مقسما ضمن احزاب وكيانا وافراد ، لكنني اتأمل خيرا بما ستفرزه انتخابات مجلس النواب وهناك قدرا من الوقت لتوحيد الصفوف والعودة برداء العلمانية بالشكل الصحيح
السبت يناير 21, 2017 12:06 pm من طرف عدنان المعموري
» قصيده بعنوان كافي
الجمعة ديسمبر 19, 2014 7:50 am من طرف عدنان المعموري
» عن لسان ام الشاعر الراحل رحيم المالكي
الأحد يوليو 06, 2014 1:52 pm من طرف عدنان المعموري
» القصيدة التي أغضبت سلاطين المنطقة الخضراء
الثلاثاء أكتوبر 02, 2012 12:44 pm من طرف عدنان المعموري
» قصة مؤثرة عن غيرة النساء
الجمعة يونيو 29, 2012 1:06 am من طرف عدنان المعموري
» أبن شقيق الجعفري يكشف تفاصيل الاعتداء عليه بالضرب من قبل أبن شقيقة المالكي وأقربائه
الأربعاء مايو 23, 2012 12:06 pm من طرف عدنان المعموري
» يا احبيب / صاحب الضويري
السبت مايو 12, 2012 12:24 am من طرف عدنان المعموري
» خانقين..الوردة البيضاء..مدينة التآخي والسلام
الخميس فبراير 16, 2012 12:16 pm من طرف حسين:خانقين
» هدية لكم جميعا..مع باقات من النرجس من على سفوح جبال كردستان
الخميس فبراير 16, 2012 5:21 am من طرف حسين:خانقين
» الأشعة..منافعها واضرارها وهذا الحديث مع طبيبة اختصاصية في م. خانقين
الخميس فبراير 16, 2012 5:06 am من طرف حسين:خانقين
» دعوة للمشاركة
الخميس أكتوبر 06, 2011 9:22 am من طرف د.مسلم بديري
» قصص قصيرة جدا
الإثنين يوليو 18, 2011 5:00 pm من طرف د.مسلم بديري
» قصيدة (جيش الشيب) للشاعر الشاب سعد السوداني
الجمعة يونيو 24, 2011 11:49 am من طرف عدنان المعموري
» قصيدة (جيش الشيب) للشاعر الشاب سعد السوداني
الجمعة يونيو 24, 2011 11:47 am من طرف عدنان المعموري
» زعلتك صدك
الثلاثاء يونيو 21, 2011 1:22 pm من طرف عدنان المعموري
» يا احبيب /للشاعر صاحب الضويري
الإثنين يونيو 13, 2011 11:49 am من طرف عدنان المعموري
» أكميله للشاعر عارف مأمون
الإثنين أبريل 04, 2011 8:17 am من طرف عدنان المعموري
» كل ساعة انذبح من عرست لليوم وكل ساعة انسحك بجدام تذكارك
الإثنين أبريل 04, 2011 8:13 am من طرف عدنان المعموري
» قراءة الواقع الثقافي في العراق
السبت مارس 12, 2011 1:13 pm من طرف قاسم المعموري
» اشعل فتيلها الكادحون والرافضون للظلم
الثلاثاء مارس 08, 2011 1:05 pm من طرف قاسم المعموري