دروشة.. علمانية
فاديا سعد
إنه لمن دواعي سروري أن أتقدم بالمباركة للمسلمين في عيد الأضحى، و تهانيّ مضاعفة لمن أجاد إعمال فكره في أمور دينه ودنياه، فحلل واستنتج وتبنى موقفاً إنسانياًًُ أوسع من نظرة ضيقة في طقوس الأضحى.
وهذه صلاتي:
أشكرك يا الله لأني ولدت بذيول فلول الأحزاب وبداية عصر التفكير الحر، وفلول عبادة الفرد، وأشكرك لأني لم أضطر لأن أكون مع أحداث العنف في كرة القدم المصرية الجزائرية.
وأشكرك يا وهّاب لأني امرأة لا تخجل بأنوثتها. أنوثة إذا سمعت فهمت، وإذا قرأت تعمقت، وإذا نظرت أبصرت، و أشكر صنيعك لأنك اخترت لي بيئة لا تشجع على ختن البنات في جسدها وعقلها ولن أعيش يوم يصير الختان لرجلي ويدي وعيني.
أشكرك يارب لأنك جعلتني امرأة علمانية أقدم الصلاة لك وليس لرجال من صنعك، حتى لو أفتوا باسمك فكفروني.
أشكرك لأنك منحتني ذاكرة منتعشة مستمرة استمرار دورة الأرض حول محورها وحول الشمس كي لا أنسى المجازر البشرية التي يقودونها باسمك، وأشكرك يا رب لأني أعرف قيمة الضمير، و نبذ العنف. أشكر ك على البيئة الطيبة التي ولدت فيها فهي بسيطة بساطة الحب. عميقة عمق مدّ الكف للسلام على خلقك من كل جنس ولون.
أشكرك لأن البيئة التي اخترتها لي جمعت جمال اقتراب الجبل من النهر والشجر من الزهر، بيئة يتدفق فيها الينبوع بمقدار تدفق المشاعر، بيئة تحتضن الدماغ المتمدن وتقدره.
وأشكرك على منحك لي أخا مثل الذي عندي من أمي وأبي لأنه فتح لي الباب على مصراعيه وأنا في الثالثة عشر من عمري ولم يدفعني للاختباء عن الغرباء، ولم يقل لي يوما:
وضعت رأسي في الطين.
جلبت العار علينا
وين بدي خبي حالي؟
فعرفت وتعلمت وأحببت وتولهت.
أشكركما والديلأنكما علمتماني ألا أسرق الفرح من عيون السّني والشيعي والدرزي، والهندي واليهودي ومن عيون الذي يعيش في واق واق.
أشكرك لأنك جعلت الدماغ البشري يتطور قريباً أو بعيداً عن مشيئتك، فاخترعت آلة التصوير والفضائيات التي تكشف ما كان مخبأ، وأشكرك على المساحة الواسعة التي منحتها لي بالانترنت لأنه عرفني على الكثيرين والكثيرات ممن أثروا بي عميقاً سلباً وإيجاباً، لأطبق مقولتك الشهيرة بحذافيرها: " وجعلناكم شعوباً لتتعارفوا".
أشكرك يارب لأنك إلها للجميع، وأشكرك لأنك فوق الجميع وأذكى الجميع، وأرجوك أن تقبل هديتي المتواضعة بأنك فوق الجميع وأذكى الجميع، و أضفهما لأسمائك الحسنى كي تكذّب ادعاءات الشريرين من ديني ودين الآخرين، وحزبي وحزب الآخرين من العلمانيين والمكفرين والشموليين وغير الشموليين.
أشكرك لأني لم أعلق آمالي في نصرة قضيتي، على مقتل الأبرياء في السند والهند وفي الشمال والجنوب، ولا في درب التبانة والدروب الأخرى، ولم أعلق آمالي في نصرة قضيتي، على اغتصاب حرية رأي الآخرين، ولم أعلق أمالي في نصرة قضيتي على قرصنة مواقع الآخرين.
أشكرك لأني لم أتخذ قرارات تخص الصالح العام بناء على حساسيات شخصية، وأشكرك لأني خارج التجمعات التقليدية، وأشكرك لأني لم أضطر لبيع كليتي وجزءا من كبدي لقاء المساهمة في نشر الثقافة، كما فعل شعراء وكتاب من بلدي والبلاد العربية.
أشكرك.. أشكرك
فاديا سعد
إنه لمن دواعي سروري أن أتقدم بالمباركة للمسلمين في عيد الأضحى، و تهانيّ مضاعفة لمن أجاد إعمال فكره في أمور دينه ودنياه، فحلل واستنتج وتبنى موقفاً إنسانياًًُ أوسع من نظرة ضيقة في طقوس الأضحى.
وهذه صلاتي:
أشكرك يا الله لأني ولدت بذيول فلول الأحزاب وبداية عصر التفكير الحر، وفلول عبادة الفرد، وأشكرك لأني لم أضطر لأن أكون مع أحداث العنف في كرة القدم المصرية الجزائرية.
وأشكرك يا وهّاب لأني امرأة لا تخجل بأنوثتها. أنوثة إذا سمعت فهمت، وإذا قرأت تعمقت، وإذا نظرت أبصرت، و أشكر صنيعك لأنك اخترت لي بيئة لا تشجع على ختن البنات في جسدها وعقلها ولن أعيش يوم يصير الختان لرجلي ويدي وعيني.
أشكرك يارب لأنك جعلتني امرأة علمانية أقدم الصلاة لك وليس لرجال من صنعك، حتى لو أفتوا باسمك فكفروني.
أشكرك لأنك منحتني ذاكرة منتعشة مستمرة استمرار دورة الأرض حول محورها وحول الشمس كي لا أنسى المجازر البشرية التي يقودونها باسمك، وأشكرك يا رب لأني أعرف قيمة الضمير، و نبذ العنف. أشكر ك على البيئة الطيبة التي ولدت فيها فهي بسيطة بساطة الحب. عميقة عمق مدّ الكف للسلام على خلقك من كل جنس ولون.
أشكرك لأن البيئة التي اخترتها لي جمعت جمال اقتراب الجبل من النهر والشجر من الزهر، بيئة يتدفق فيها الينبوع بمقدار تدفق المشاعر، بيئة تحتضن الدماغ المتمدن وتقدره.
وأشكرك على منحك لي أخا مثل الذي عندي من أمي وأبي لأنه فتح لي الباب على مصراعيه وأنا في الثالثة عشر من عمري ولم يدفعني للاختباء عن الغرباء، ولم يقل لي يوما:
وضعت رأسي في الطين.
جلبت العار علينا
وين بدي خبي حالي؟
فعرفت وتعلمت وأحببت وتولهت.
أشكركما والديلأنكما علمتماني ألا أسرق الفرح من عيون السّني والشيعي والدرزي، والهندي واليهودي ومن عيون الذي يعيش في واق واق.
أشكرك لأنك جعلت الدماغ البشري يتطور قريباً أو بعيداً عن مشيئتك، فاخترعت آلة التصوير والفضائيات التي تكشف ما كان مخبأ، وأشكرك على المساحة الواسعة التي منحتها لي بالانترنت لأنه عرفني على الكثيرين والكثيرات ممن أثروا بي عميقاً سلباً وإيجاباً، لأطبق مقولتك الشهيرة بحذافيرها: " وجعلناكم شعوباً لتتعارفوا".
أشكرك يارب لأنك إلها للجميع، وأشكرك لأنك فوق الجميع وأذكى الجميع، وأرجوك أن تقبل هديتي المتواضعة بأنك فوق الجميع وأذكى الجميع، و أضفهما لأسمائك الحسنى كي تكذّب ادعاءات الشريرين من ديني ودين الآخرين، وحزبي وحزب الآخرين من العلمانيين والمكفرين والشموليين وغير الشموليين.
أشكرك لأني لم أعلق آمالي في نصرة قضيتي، على مقتل الأبرياء في السند والهند وفي الشمال والجنوب، ولا في درب التبانة والدروب الأخرى، ولم أعلق آمالي في نصرة قضيتي، على اغتصاب حرية رأي الآخرين، ولم أعلق أمالي في نصرة قضيتي على قرصنة مواقع الآخرين.
أشكرك لأني لم أتخذ قرارات تخص الصالح العام بناء على حساسيات شخصية، وأشكرك لأني خارج التجمعات التقليدية، وأشكرك لأني لم أضطر لبيع كليتي وجزءا من كبدي لقاء المساهمة في نشر الثقافة، كما فعل شعراء وكتاب من بلدي والبلاد العربية.
أشكرك.. أشكرك
السبت يناير 21, 2017 12:06 pm من طرف عدنان المعموري
» قصيده بعنوان كافي
الجمعة ديسمبر 19, 2014 7:50 am من طرف عدنان المعموري
» عن لسان ام الشاعر الراحل رحيم المالكي
الأحد يوليو 06, 2014 1:52 pm من طرف عدنان المعموري
» القصيدة التي أغضبت سلاطين المنطقة الخضراء
الثلاثاء أكتوبر 02, 2012 12:44 pm من طرف عدنان المعموري
» قصة مؤثرة عن غيرة النساء
الجمعة يونيو 29, 2012 1:06 am من طرف عدنان المعموري
» أبن شقيق الجعفري يكشف تفاصيل الاعتداء عليه بالضرب من قبل أبن شقيقة المالكي وأقربائه
الأربعاء مايو 23, 2012 12:06 pm من طرف عدنان المعموري
» يا احبيب / صاحب الضويري
السبت مايو 12, 2012 12:24 am من طرف عدنان المعموري
» خانقين..الوردة البيضاء..مدينة التآخي والسلام
الخميس فبراير 16, 2012 12:16 pm من طرف حسين:خانقين
» هدية لكم جميعا..مع باقات من النرجس من على سفوح جبال كردستان
الخميس فبراير 16, 2012 5:21 am من طرف حسين:خانقين
» الأشعة..منافعها واضرارها وهذا الحديث مع طبيبة اختصاصية في م. خانقين
الخميس فبراير 16, 2012 5:06 am من طرف حسين:خانقين
» دعوة للمشاركة
الخميس أكتوبر 06, 2011 9:22 am من طرف د.مسلم بديري
» قصص قصيرة جدا
الإثنين يوليو 18, 2011 5:00 pm من طرف د.مسلم بديري
» قصيدة (جيش الشيب) للشاعر الشاب سعد السوداني
الجمعة يونيو 24, 2011 11:49 am من طرف عدنان المعموري
» قصيدة (جيش الشيب) للشاعر الشاب سعد السوداني
الجمعة يونيو 24, 2011 11:47 am من طرف عدنان المعموري
» زعلتك صدك
الثلاثاء يونيو 21, 2011 1:22 pm من طرف عدنان المعموري
» يا احبيب /للشاعر صاحب الضويري
الإثنين يونيو 13, 2011 11:49 am من طرف عدنان المعموري
» أكميله للشاعر عارف مأمون
الإثنين أبريل 04, 2011 8:17 am من طرف عدنان المعموري
» كل ساعة انذبح من عرست لليوم وكل ساعة انسحك بجدام تذكارك
الإثنين أبريل 04, 2011 8:13 am من طرف عدنان المعموري
» قراءة الواقع الثقافي في العراق
السبت مارس 12, 2011 1:13 pm من طرف قاسم المعموري
» اشعل فتيلها الكادحون والرافضون للظلم
الثلاثاء مارس 08, 2011 1:05 pm من طرف قاسم المعموري