كــان العــراق بـمـا شـــدا
شعر : عبد الرحمن عمار
كان العراقُ بما شَدا ،
أسماؤه من فِضَّةٍ ،
ونُجومُه عُشْبٌ يُلَّوِّحُ للنّدى ،
وترابُه خَصْبٌ ربيعيٌّ ،
وأُفْقُ النخلِ مَزْهُوٌّ ،
وشاطِئُه المدى .
كان العراقُ حديقةً ورقاءَ ،
تُنْبِتُ عبرَ ماضيه وحاضِرِه الغدا ،
فتُراثُه من ألف إيقاعٍ
وإيقاعٍ ،
تَناغَمَ عزْفُه في أَلف حاضِرَةٍ
وحاضِرَةٍ ،
وألفُ حكايةٍ
وحكايةٍ ،
وقصِيدُه يروي الملاحمَ
في جِهاتِ الأرضِ ...
يرويها ،
وحاديها الصدى .
كان العراقُ بصيرةً ،
تَهَبُ الضياءَ لكلِّ من ضلَّ الطريقَ ،
وما اهتَدى ،
فالقدسُ قِبلَتُه ،
ودارُ الشامِ جَنَّتُه ،
وماء النيلِ كَوْثَرُه ،
وأمواجُ البحارِ مَراحُه ،
وهو الدَّريئَةُ صدرُه العاري ،
ومن أوتار مُهْجَتِه رِباطُ الخيلِ ،
والرمحُ العَصِيُّ على العِدى .
******
كان العراقُ بما شَدا ..
كان العراقْ ،
واليومَ تنكسرُ المرايا ،
والشظايا في رؤى العينين ،
بَعْثَرَت القوافي ،
بالذي عكَسَته من حِنّاءِ تُرْبَتِه ،
ومن أوهاج راحتِه ،
فلا شجرٌ يُطِلُّ على رفيف الماءِ
مَزْهُوّاًَ ،
ولا تتبادلُ النَّكَباتِ أَوطانٌ ،
كأن نُخاعَها ، في هاوِياتِ النفسِ ،
مُهْتَرِئٌ ،
فلا تدري على أيِّ الضُّلوع ،
تميل واهِنَةً ،
وتجهلُ كيف تسكُبُ عِشْقَها المأسورَ
في كأسٍ دِهاقْ ،
وإلى ضِفاف النًَّجْمِ ،
تجهلُ كيف ترفَعُه ،
وتَبْتَكِرُ العِناقْ .
******
كان العراقُ بما شَدا ..
كان العراقْ ،
واليومَ أصبح كلُّ ما نسَجَ العراق
من الأماني ،
في مَهَبِّ الريحِ أَشلاءً ،
تبَعْثَرَ صوتُه ،
ما بين لَغْوِ الأخوةِ الأَعداءِ ،
من خلف الستارِ ،
وفي دهاليز النهارِ ،
وبين حِقْدٍ أَوْقَدَته ،
وهي هاذِيةٌ ،
صُنوفُ خيانةٍ عَظُمَت ،
وهاجَ هِياجُها الظمآنُ ،
وانطَلَقت على قدمٍ وساقْ ،
كي تعكِسَ الآياتِ ،
بُغْيَتُها ـ كما تروي ـ الخلاصُ
لشعبها من شعبها الطاغي
الظَّلومُ ..!!! ،
فكان زحفٌ فوق ظهرٍ معدنيٍّ ..
كان زَحْفٌ عبْرَ فيلٍ أَعْجَمِيٍّ ..
كان زحفٌ ثالثٌ ، ودمٌ يُراقُ ..
دَمٌ يُراقُ ..
دَمٌ يُراقْ
فتَئنُّ في عُمْقِ القصيدةِ نخلةٌ ،
تَنْشَقُّ عن أَلَمٍ ،
وعن صوتٍ ينادي السِنْدِبادَ ،
لتتّقي أَلمَ الوِثاقْ .
******
إني ،
وإذْ هَمَدَت جُفونُ الليلِ ،
قد أيقَظَُتُ جَمْرَكَ يا هوى بغدادْ ،
وحملتُ وهْجَكَ في دموعِ قصيدتي ،
ومضيتُ أستَجْلي المدى ،
فإذا بها بغدادُ سيّدةُ السّبايا ،
تُبتَلى في كلِّ عصرٍ ،
حيث في موروثها الأبديِّ ،
يمتدُّ السوادْ ،
ويظلُّ يتبَعُه إلى أصداءِ غُربتِه
السوادْ .
فالعَلْقَمِيُّ كما عَهِدنا ،
والتَّتارُ هم التَّتارُ ،
وصفحةُ التاريخِ تقْلِبُ ذاتها ،
وتُعيدُ رسمَ خطوطِها المتموّجاتِ ،
بأَضْـلُعِ المَوْتى ،
على طَلَلٍ يُغَطّيه الرمادْ .
******
ما لي إلى بغدادَ ،
والقدمان تلتمسانِ في عَجْزٍ ،
ثرى بغدادْ ..
ما لي إلى غَدِها السبيلُ ،
أو الوُصولُ ،
وإنما تبني القصيدةُ فجرَها ،
أيامَ تنهضُ لهفةُ العُشّاقِ
في لغة الفؤادْ ،
وقصيدتي امرأةٌ مُوَلَّهَةٌ ،
أراوِدُها على كَشْفِ الرؤى ،
فيهِلُّ من أَلَقِ العيونِ حنينُها ،
وتذوبُ وَجْداً عند مُنْعَطَفِ الكلامِ ..
تذوبُ وَجْداً في هوى بغدادْ .
فإذا بحلمِ السِّنْدِبادِ سَحابةٌ ،
ترنو عُذوبَتُها إلى شجر النخيلِ ..
إذا بوجهِ السندبادِ ،
يُطِلُّ من موج البحارِ ،
مُوَرَّداً بدمٍ ،
تَوَهَّجَ في قناديل الوِدادْ ،
فيمُدُّ بالنَّبَضاتِ وادي الرافدَينِ يقينُه ،
ويرى رؤوساً أَيْنَعَت ،
والزَّرْعُ قد بلغت سنابِلُه الحَصادْ ،
ويرى هناك الدربَ ممتَداً ووَعْراً ،
والوصولُ إلى نهاياتِ القصيدةِ ،
دونه خَرْطُ القَتادْ ،
فيهِزُّ في عُمْقِ القصيدةِ طائرُ الفينيقِ ،
أوتارَ النُّهوضِ ،
ومن رمادِ رمادِه المنثورِ ،
يُوقِظُ في معاييرِ الشَّهادةِ طَلْقََةً ،
مَشْفوعَةً بنداءِ : حَيَّ على الزِّنادْ .
شعر : عبد الرحمن عمار
كان العراقُ بما شَدا ،
أسماؤه من فِضَّةٍ ،
ونُجومُه عُشْبٌ يُلَّوِّحُ للنّدى ،
وترابُه خَصْبٌ ربيعيٌّ ،
وأُفْقُ النخلِ مَزْهُوٌّ ،
وشاطِئُه المدى .
كان العراقُ حديقةً ورقاءَ ،
تُنْبِتُ عبرَ ماضيه وحاضِرِه الغدا ،
فتُراثُه من ألف إيقاعٍ
وإيقاعٍ ،
تَناغَمَ عزْفُه في أَلف حاضِرَةٍ
وحاضِرَةٍ ،
وألفُ حكايةٍ
وحكايةٍ ،
وقصِيدُه يروي الملاحمَ
في جِهاتِ الأرضِ ...
يرويها ،
وحاديها الصدى .
كان العراقُ بصيرةً ،
تَهَبُ الضياءَ لكلِّ من ضلَّ الطريقَ ،
وما اهتَدى ،
فالقدسُ قِبلَتُه ،
ودارُ الشامِ جَنَّتُه ،
وماء النيلِ كَوْثَرُه ،
وأمواجُ البحارِ مَراحُه ،
وهو الدَّريئَةُ صدرُه العاري ،
ومن أوتار مُهْجَتِه رِباطُ الخيلِ ،
والرمحُ العَصِيُّ على العِدى .
******
كان العراقُ بما شَدا ..
كان العراقْ ،
واليومَ تنكسرُ المرايا ،
والشظايا في رؤى العينين ،
بَعْثَرَت القوافي ،
بالذي عكَسَته من حِنّاءِ تُرْبَتِه ،
ومن أوهاج راحتِه ،
فلا شجرٌ يُطِلُّ على رفيف الماءِ
مَزْهُوّاًَ ،
ولا تتبادلُ النَّكَباتِ أَوطانٌ ،
كأن نُخاعَها ، في هاوِياتِ النفسِ ،
مُهْتَرِئٌ ،
فلا تدري على أيِّ الضُّلوع ،
تميل واهِنَةً ،
وتجهلُ كيف تسكُبُ عِشْقَها المأسورَ
في كأسٍ دِهاقْ ،
وإلى ضِفاف النًَّجْمِ ،
تجهلُ كيف ترفَعُه ،
وتَبْتَكِرُ العِناقْ .
******
كان العراقُ بما شَدا ..
كان العراقْ ،
واليومَ أصبح كلُّ ما نسَجَ العراق
من الأماني ،
في مَهَبِّ الريحِ أَشلاءً ،
تبَعْثَرَ صوتُه ،
ما بين لَغْوِ الأخوةِ الأَعداءِ ،
من خلف الستارِ ،
وفي دهاليز النهارِ ،
وبين حِقْدٍ أَوْقَدَته ،
وهي هاذِيةٌ ،
صُنوفُ خيانةٍ عَظُمَت ،
وهاجَ هِياجُها الظمآنُ ،
وانطَلَقت على قدمٍ وساقْ ،
كي تعكِسَ الآياتِ ،
بُغْيَتُها ـ كما تروي ـ الخلاصُ
لشعبها من شعبها الطاغي
الظَّلومُ ..!!! ،
فكان زحفٌ فوق ظهرٍ معدنيٍّ ..
كان زَحْفٌ عبْرَ فيلٍ أَعْجَمِيٍّ ..
كان زحفٌ ثالثٌ ، ودمٌ يُراقُ ..
دَمٌ يُراقُ ..
دَمٌ يُراقْ
فتَئنُّ في عُمْقِ القصيدةِ نخلةٌ ،
تَنْشَقُّ عن أَلَمٍ ،
وعن صوتٍ ينادي السِنْدِبادَ ،
لتتّقي أَلمَ الوِثاقْ .
******
إني ،
وإذْ هَمَدَت جُفونُ الليلِ ،
قد أيقَظَُتُ جَمْرَكَ يا هوى بغدادْ ،
وحملتُ وهْجَكَ في دموعِ قصيدتي ،
ومضيتُ أستَجْلي المدى ،
فإذا بها بغدادُ سيّدةُ السّبايا ،
تُبتَلى في كلِّ عصرٍ ،
حيث في موروثها الأبديِّ ،
يمتدُّ السوادْ ،
ويظلُّ يتبَعُه إلى أصداءِ غُربتِه
السوادْ .
فالعَلْقَمِيُّ كما عَهِدنا ،
والتَّتارُ هم التَّتارُ ،
وصفحةُ التاريخِ تقْلِبُ ذاتها ،
وتُعيدُ رسمَ خطوطِها المتموّجاتِ ،
بأَضْـلُعِ المَوْتى ،
على طَلَلٍ يُغَطّيه الرمادْ .
******
ما لي إلى بغدادَ ،
والقدمان تلتمسانِ في عَجْزٍ ،
ثرى بغدادْ ..
ما لي إلى غَدِها السبيلُ ،
أو الوُصولُ ،
وإنما تبني القصيدةُ فجرَها ،
أيامَ تنهضُ لهفةُ العُشّاقِ
في لغة الفؤادْ ،
وقصيدتي امرأةٌ مُوَلَّهَةٌ ،
أراوِدُها على كَشْفِ الرؤى ،
فيهِلُّ من أَلَقِ العيونِ حنينُها ،
وتذوبُ وَجْداً عند مُنْعَطَفِ الكلامِ ..
تذوبُ وَجْداً في هوى بغدادْ .
فإذا بحلمِ السِّنْدِبادِ سَحابةٌ ،
ترنو عُذوبَتُها إلى شجر النخيلِ ..
إذا بوجهِ السندبادِ ،
يُطِلُّ من موج البحارِ ،
مُوَرَّداً بدمٍ ،
تَوَهَّجَ في قناديل الوِدادْ ،
فيمُدُّ بالنَّبَضاتِ وادي الرافدَينِ يقينُه ،
ويرى رؤوساً أَيْنَعَت ،
والزَّرْعُ قد بلغت سنابِلُه الحَصادْ ،
ويرى هناك الدربَ ممتَداً ووَعْراً ،
والوصولُ إلى نهاياتِ القصيدةِ ،
دونه خَرْطُ القَتادْ ،
فيهِزُّ في عُمْقِ القصيدةِ طائرُ الفينيقِ ،
أوتارَ النُّهوضِ ،
ومن رمادِ رمادِه المنثورِ ،
يُوقِظُ في معاييرِ الشَّهادةِ طَلْقََةً ،
مَشْفوعَةً بنداءِ : حَيَّ على الزِّنادْ .
السبت يناير 21, 2017 12:06 pm من طرف عدنان المعموري
» قصيده بعنوان كافي
الجمعة ديسمبر 19, 2014 7:50 am من طرف عدنان المعموري
» عن لسان ام الشاعر الراحل رحيم المالكي
الأحد يوليو 06, 2014 1:52 pm من طرف عدنان المعموري
» القصيدة التي أغضبت سلاطين المنطقة الخضراء
الثلاثاء أكتوبر 02, 2012 12:44 pm من طرف عدنان المعموري
» قصة مؤثرة عن غيرة النساء
الجمعة يونيو 29, 2012 1:06 am من طرف عدنان المعموري
» أبن شقيق الجعفري يكشف تفاصيل الاعتداء عليه بالضرب من قبل أبن شقيقة المالكي وأقربائه
الأربعاء مايو 23, 2012 12:06 pm من طرف عدنان المعموري
» يا احبيب / صاحب الضويري
السبت مايو 12, 2012 12:24 am من طرف عدنان المعموري
» خانقين..الوردة البيضاء..مدينة التآخي والسلام
الخميس فبراير 16, 2012 12:16 pm من طرف حسين:خانقين
» هدية لكم جميعا..مع باقات من النرجس من على سفوح جبال كردستان
الخميس فبراير 16, 2012 5:21 am من طرف حسين:خانقين
» الأشعة..منافعها واضرارها وهذا الحديث مع طبيبة اختصاصية في م. خانقين
الخميس فبراير 16, 2012 5:06 am من طرف حسين:خانقين
» دعوة للمشاركة
الخميس أكتوبر 06, 2011 9:22 am من طرف د.مسلم بديري
» قصص قصيرة جدا
الإثنين يوليو 18, 2011 5:00 pm من طرف د.مسلم بديري
» قصيدة (جيش الشيب) للشاعر الشاب سعد السوداني
الجمعة يونيو 24, 2011 11:49 am من طرف عدنان المعموري
» قصيدة (جيش الشيب) للشاعر الشاب سعد السوداني
الجمعة يونيو 24, 2011 11:47 am من طرف عدنان المعموري
» زعلتك صدك
الثلاثاء يونيو 21, 2011 1:22 pm من طرف عدنان المعموري
» يا احبيب /للشاعر صاحب الضويري
الإثنين يونيو 13, 2011 11:49 am من طرف عدنان المعموري
» أكميله للشاعر عارف مأمون
الإثنين أبريل 04, 2011 8:17 am من طرف عدنان المعموري
» كل ساعة انذبح من عرست لليوم وكل ساعة انسحك بجدام تذكارك
الإثنين أبريل 04, 2011 8:13 am من طرف عدنان المعموري
» قراءة الواقع الثقافي في العراق
السبت مارس 12, 2011 1:13 pm من طرف قاسم المعموري
» اشعل فتيلها الكادحون والرافضون للظلم
الثلاثاء مارس 08, 2011 1:05 pm من طرف قاسم المعموري