دراما عاشوراء... طقوس أم مسرح؟!
*ناظم السعود
السؤال الجوهري الذي طرحه الفنان والباحث المسرحي العراقي (مهدي هندو) في كتابه الصادر حديثا تحت عنوان (طقوس عاشوراء الدرامية وإشكالية التنظير المسرحي) واجده بالغ الأهمية والحساسية الثقافية قد حددّه هكذا :
(( لم لا نبحث نحن المسرحيون العراقيون في تراثنا الزاخر بالتاريخ والأسطورة والملحمة والطقس عن مادة خصبة نخلق منها مسرحا عراقي وعربي الخصوصية ؟)) ..وسيبقى هذا السؤال ناخزا صفحات الكتاب وفصوله ومباحثه على ما تضمنّه من أسئلة وخطابات أخر.
ولا شك أن الباحث لم يطرح سؤاله بهذا التماهي بين فعل المسرح والذات العراقية إلا بعد شعوره ب (هيمنة الغرب المسرحي على هذا الفن السامي ..) وضرورة التفكير لإيجاد مسرح عربي الخصوصية ، وهو يستعرض عدة أشكال مسرحية في ( اغلب البلدان العربية ) لعل أبرزها المسرح الاحتفالي في المغرب.
وقد انتبه الباحث لجهود دراسية وتنظيرية لباحثين عراقيين وعرب وجدت في بعض الطقوس الدينية والشعبية ما يجسد الهوية والخصوصية في المسرح لا سيما ( طقوس عاشوراء الدرامية التي يمكن أن توظّف اجتماعيا عن طريق مسرحتها لامتلاكها عناصر درامية وتراجيدية ..).
وإذ أصبح من البدهي الإقرار بوجود كثرة من العناصر الدرامية والتراجيدية في طقوس عاشوراء وإنها مشرعة للدرس والتجسيد منذ أكثر من ألف عام ، ولئن وجد المؤلف جوابا لسؤاله الذي نوهّنا به آنفا حين أكد على ان البحث أسفر واقعا وتاريخا عن وجود (مادة خصبة) فيكون من اليسير أن نخلص لتخريجه مفادها ان المنطق يفترض قيام مسرح مميز محدد بهوية وطنية بعيدا عن هيمنة الاشكال المسرحية الأخرى.. فهل يمكن الركون لهذا المنطق الذي يسنده التاريخ بوجهيه الشفاهي والمدوّن؟!.
الواقع ان المؤلف سعى في كتابه هذا إلى تأكيد فرضية مؤداها ان السبب في عدم وصول المسرحيين العراقيين إلى مسرح يميزهم عن التجارب الغربية والعربية يعود إلى إشكالية التنظير المسرحي القائمة في العراق وعدم طرح أسئلة تنظيرية حول ماهية المسرح القائم والمجسد لطقوس عاشورا وكان بإمكان هذا التنظير ان يحول ( الطقس ) الى (مسرح) نفتقده اليوم بكل تأكيد وهنا يوضح المؤلف فرضيته هذه (( التنظير المسرحي لطقوس عاشوراء الدرامية يمكن ان يرسم خطا جديدا لمسرح عربي أصيل فهو الأداة الوحيدة لإيجاد مسرحي خاص او مضمون مسرحي خاص لأنه يجمع في طياته تأسيس قواعد خاصة ومغايرة لما موجود من قواعد مسرحية غربية.. قواعد مستمدة من هذه الطقوس التي تمثل تراثا مهما ..)) .
وبرغم ان المؤلف يطوف بعيدا في أشكال وتيارات المسرح قديما وحديثا وكيف إنها لم تظهر او تترسخ الا من خلال جهود المنظرين المعاصرة واللاحقة ويأتي بأمثلة من المسرح الإغريقي واللامعقول والبريختي والاحتفالي وسوى ذلك ،إلا انه يصل الى القول ان طقوس عاشوراء الدرامية بقيت كما هي لم تتطور لتصبح مسرحا بمعنى الكلمة ولو أننا اعتبرنا طقوس (التشابيه) مسرحا لوجدنا ان هذا المسرح منغلق على نفسه ومخصص لعرض موضوع بعينه يتكرر سنويا!.
وقبل ان انهي هذا العرض الموجز لبحثه القيم أود أن اهمس في اذن الصديق مهدي هندو: لقد رميت أسئلة ومؤاخذات كثيرة في جعب المسرحيين العراقيين وحملتهم مسؤولية عدم الوصول لمسرح عراقي مستمد من التراث الدرامي لطقوس عاشوراء ولكن ماذا عن الجهد التنظيري لمهدي هندو وهو المسرحي المتخصص والمخرج المعروف وكيف جسّد هو ما طالب الآخرين به؟!
nadhums@yahoo.com
صحفي وكاتب عراقي
السبت يناير 21, 2017 12:06 pm من طرف عدنان المعموري
» قصيده بعنوان كافي
الجمعة ديسمبر 19, 2014 7:50 am من طرف عدنان المعموري
» عن لسان ام الشاعر الراحل رحيم المالكي
الأحد يوليو 06, 2014 1:52 pm من طرف عدنان المعموري
» القصيدة التي أغضبت سلاطين المنطقة الخضراء
الثلاثاء أكتوبر 02, 2012 12:44 pm من طرف عدنان المعموري
» قصة مؤثرة عن غيرة النساء
الجمعة يونيو 29, 2012 1:06 am من طرف عدنان المعموري
» أبن شقيق الجعفري يكشف تفاصيل الاعتداء عليه بالضرب من قبل أبن شقيقة المالكي وأقربائه
الأربعاء مايو 23, 2012 12:06 pm من طرف عدنان المعموري
» يا احبيب / صاحب الضويري
السبت مايو 12, 2012 12:24 am من طرف عدنان المعموري
» خانقين..الوردة البيضاء..مدينة التآخي والسلام
الخميس فبراير 16, 2012 12:16 pm من طرف حسين:خانقين
» هدية لكم جميعا..مع باقات من النرجس من على سفوح جبال كردستان
الخميس فبراير 16, 2012 5:21 am من طرف حسين:خانقين
» الأشعة..منافعها واضرارها وهذا الحديث مع طبيبة اختصاصية في م. خانقين
الخميس فبراير 16, 2012 5:06 am من طرف حسين:خانقين
» دعوة للمشاركة
الخميس أكتوبر 06, 2011 9:22 am من طرف د.مسلم بديري
» قصص قصيرة جدا
الإثنين يوليو 18, 2011 5:00 pm من طرف د.مسلم بديري
» قصيدة (جيش الشيب) للشاعر الشاب سعد السوداني
الجمعة يونيو 24, 2011 11:49 am من طرف عدنان المعموري
» قصيدة (جيش الشيب) للشاعر الشاب سعد السوداني
الجمعة يونيو 24, 2011 11:47 am من طرف عدنان المعموري
» زعلتك صدك
الثلاثاء يونيو 21, 2011 1:22 pm من طرف عدنان المعموري
» يا احبيب /للشاعر صاحب الضويري
الإثنين يونيو 13, 2011 11:49 am من طرف عدنان المعموري
» أكميله للشاعر عارف مأمون
الإثنين أبريل 04, 2011 8:17 am من طرف عدنان المعموري
» كل ساعة انذبح من عرست لليوم وكل ساعة انسحك بجدام تذكارك
الإثنين أبريل 04, 2011 8:13 am من طرف عدنان المعموري
» قراءة الواقع الثقافي في العراق
السبت مارس 12, 2011 1:13 pm من طرف قاسم المعموري
» اشعل فتيلها الكادحون والرافضون للظلم
الثلاثاء مارس 08, 2011 1:05 pm من طرف قاسم المعموري