الكاتبة العراقية .. ومحنة النشر!
ناظم السعود
لئن جارت ظروف ومستجدات كثيرة مرت على العراق طوال العقدين الأخيرين فإنها برزت بشكل فادح في الشأن الثقافي وحجمت أشكاله ومدياته, وهنا سأقصر حديثي على جانب واحد يعنيني كما يعني جل العاملين والناشطين في وسط خصب وصاخب ومنتج ’’بكسر التاء’’ كالوسط الثقافي العراقي .. لقد أصبح واضحاً للجميع ذلك الجفاف البشع الذي غطى مساحة واسعة من النشر الأدبي في حقوله وقنواته وحتى منتجيه, فلقد تضاءلت فرص النشر وانسحبت مطبوعات أدبية وثقافية وحتى الملاحق التي كانت تصدر سابقاً بشكل يومي وأسبوعي اختفت جميعاً وبات الأمر قاصراً على ما تمنحه الصحف من مساحات قليلة لا تفي باحتياجات الكتاب والأدباء وما لديهم من نصوص ومقالات وآراء تكاد تنام طويلاً في ادراج الصحف وتظهر اما مختزلة او مكتوباً عليها غير صالحة بسبب طولها! ولعل الكاتبة العراقية هي أكثر شرائح الأدباء والكتاب تعرضاً لهذه الإشكالية وسلبياتها, فالكاتبة لا تتوفر أمامها المساحة الكافية للتعبير وإيصال صوتها الى الملتقي ولعل السبب يكمن في ذلك الغياب المريع للمطبوع الأدبي الناطق بهموم الكاتبة ومستجدات رؤيتها وفي هذا تبرز الثغرة الكبيرة لانطفاء كم كبير من الأصوات النسوية وهي ما تزال في بدء تفتحها الإبداعي. وما يدهش في الأمر ان حلولاً كثيرة تظهر بين حين وآخر لهذا المعوق الثقافي او ذاك لكننا لم نشهد حتى يومنا هذا مبادرة صريحة لمد يد الغوث لأصوات ونتاجات الأدبيات العراقيات ولاسيما الشابات منهن اللواتي يجدن عسفاً كبيراً في نشر نتاجهن وإظهار ما في قرائحن من المطبوعات الخاصة بهذه الشريحة او تلك فهنالك مثلاً مطبوعات خاصة بالصحة او بالرياضة وبالفن وبالفكر .. الخ ولكننا لم نجد مطبوعاً واحداً يهتم بالكتابة العراقية إنتاجا ورؤية وجدلاً وتعبيراً عن الذات في هذا العالم, والمفارقة المؤلمة ان ثمة عدة عناوين تعنى بأنشطة حياتية واجتماعية ويومية مثل: لجان الرياضة النسوية/ منتديات ثقافية للمرأة/ واندية لممارسة أنشطة خاصة في المرأة وسوى ذلك من مسميات كثيرة في بغداد والمحافظات وليس من بينها نموذج واحد اهتم ب(أدب المرأة) وان هذه المنتديات والعناوين على تعددها وقدرتها الإدارية والبشرية لم تفلح في إصدار ولو مطبوع واحد يهتم بأدب الكاتبة العراقية وهمومها الخاصة في التعبير المميز في عالم ذي هيمنة ذكورية, كما ان وجود مثل هذا المطبوع (مجلة او جريدة او كتاب غير دوري) يمكن ان يوازي – إبداعيا – ما تضخه إبداعات المرأة في الحقول والأنشطة المتواجدة فيها لان اي نشاط اجتماعي او اقتصادي او تربوي لا يمكن ان يؤسس له وجوداً صلداً في المجتمع من دون ان تظهر قناة نشر خاصة به تواكبه وتنقل عنه وتؤسس له, وهذا للأسف لم يحصل في تقاليدنا الثقافية, ولا يمكن ان أنسى تلك الفتاة الشابة التي كانت تزورنا في مجلة ’’الشباب’’ قبل سنوات ومعها سجلات وأضابير من كتابات شتى في الأدب والفكر وحتى تصميم الأزياء وكنت عاجزاً عن نشر ما يردني منها إلا لماماً. ثم اختفت تلك الفتاة وعلى لسانها سؤال منكسر: أين سأنشر كتاباتي!؟؟
كاتب وصحفي عراقي
*nadhums@yahoo.com
» قصيده بعنوان كافي
» عن لسان ام الشاعر الراحل رحيم المالكي
» القصيدة التي أغضبت سلاطين المنطقة الخضراء
» قصة مؤثرة عن غيرة النساء
» أبن شقيق الجعفري يكشف تفاصيل الاعتداء عليه بالضرب من قبل أبن شقيقة المالكي وأقربائه
» يا احبيب / صاحب الضويري
» خانقين..الوردة البيضاء..مدينة التآخي والسلام
» هدية لكم جميعا..مع باقات من النرجس من على سفوح جبال كردستان
» الأشعة..منافعها واضرارها وهذا الحديث مع طبيبة اختصاصية في م. خانقين
» دعوة للمشاركة
» قصص قصيرة جدا
» قصيدة (جيش الشيب) للشاعر الشاب سعد السوداني
» قصيدة (جيش الشيب) للشاعر الشاب سعد السوداني
» زعلتك صدك
» يا احبيب /للشاعر صاحب الضويري
» أكميله للشاعر عارف مأمون
» كل ساعة انذبح من عرست لليوم وكل ساعة انسحك بجدام تذكارك
» قراءة الواقع الثقافي في العراق
» اشعل فتيلها الكادحون والرافضون للظلم