البعرة تدل على البعير-خليفة فهيم الجزائري _ صحفي

البعرة تدل على البعير





خليفة فهيم الجزائري _ صحفي





يكون السيد حسن نصر الله بظهوره الأخير والذي بدا فيه فاقدا لكل تلك الخطابات الحماسية التعبوية المعهودة و الدسمة لدى البعض، على منابر تصريحاته التي فقدها هذه المرة ولا ندري هل وقع منه ذلك سهوا أم تفريط ،ففي الخطاب الذي توقعه الكثير أن يكون قوي وبلسان فصيح، وعقل رصين ،لان وقفة الزعيم أو خطابه كان من موقف الدفاع عن النفس ،بعد الاتهام الصريح الموجه له ولتنظيمه ،بالحجة الدامغة من دولة عربية كبيرة يحسب لها ألف حساب ويصعب الاستهانة بها أو بجهاز أمنها ،فقد حدث العكس وبدا الرجل وكأنه تلميذ كسول ،لم ينجز واجباته المدرسية متحججا بمشاكل عائلية منها الانشغالات خارج البيت العائلي ،كالذهاب لحضور عزاء قريب وافته المنية وذلك ربما ليشفق به ويعفوا عنه معلمه ،ويواسيه زملائه ،هكذا بدا الزعيم حين بدأ في كشف أوراقه على المباشر أولا باعترافاته الضمنية والتي مفادها أن العنصر المعتقل في مصر"سامي شهاب" هو فعلا عضو في حزب الله ،كلفه بمهام لنقل الأسلحة إلى غزة عبر تراب الدولة المصرية بدون علم الأخيرة وهو ما يعد خرقا لسيادة هذه الدولة، وكل القوانين الدولية تمنع ويعاقب كل مخالف لها حتى ولو كان بجلده وهذا معروف لدى الجميع،بالمناسبة لقد تم توقيفي أنا شخصيا ذات مرة من سنة 2000 بمدينة العريش بسبب عدم احترامي لمدة التأشيرة وتم ترحيلي في ظروف جد صعبة لازلت اذكرها ولا أنكر أني اخترقت قانون دولة ذات سيادة ، والسؤال الذي ربما يطرحه الكثير على الزعيم حسن نصر الله ،هو كيف تكلف عنصر من عناصر حزبك وتجهزه بجميع المتطلبات من مال وأسلحة حيث قدرت الأموال بالملايين والأسلحة بآلاف القطع، بل وبلغت حد إنشاء ورش التصنيع داخل دولة جارة ذات سيادة قدمت الكثير للقضية الفلسطينية، وكيف تقول يا سيادة الزعيم أن عنصرك كان يعمل "عتالا"وحده في صحاري سناء ،فهل يعقل ذلك يا زعيم ولا اعتقد أن هناك من يهضم هذا التبرير إلا السذج؟ وبالنظر إلى المبلغ المالي والكم الهائل من الأسلحة تكون تهم ارتباط العنصر الموقوف بعناصر أخرى وتشكيل خلية أمر لا مفر منه ،وإلا كيف يستطيع عنصر واحد أن يتصرف بكل تلك الأموال والأسلحة في صحاري سيناء التي قهرت الجيوش وهذا ما يدين السيد حسن نصر الله ويكذبه، إذا ما حاول أن ينفي علاقة العناصر الموقوفة بعضو حزبه "سامي شهاب" المؤسف، أن السيد حسن نصر الله أنكر أن تكون هناك أي علاقة لـ "سامي شهاب" بالعناصر الأخرى رغم أن كل المعطيات والدلائل تؤكد صلته بل وتشكيله لخلية وأكثر،كما اشرنا سابقا وبذلك يكون السيد حسن نصر الله وضع نفسه سهوا في موضع أو موقف الاحتلال الأمريكي في العراق من جثث المرتزقة التي يحرقها ويرمي بها في النهرين أما القتلى ذوي الأهل فترسل جثثهم في صناديق إلى أمريكا كما هو معروف والحال قد لا يختلف عند السيد حسن نصر الله ، أما عن رده فيما يخص نشر المذهب الشيعي ،فقد رد السيد حسن نصر الله بأنه لا يعقل أن يقوم شخص واحد بهذا العمل وهناك أماكن عديدة في لبنان لم يمسها نشاط التشيع ،فعلا يا زعيم ونحن لم نقل انك من "الفاتحين" ولم يقوم احد في وقتنا هذا بنشر ديانة ما لغرض نشرها وترسيخها في مجتمع ما كدين، بل الدين أصبح يستغل ويوظف لأغراض سياسية ليس إلا ونحن لسنا ضد الحركات التحررية وخاصة في العراق وفلسطين قضيتنا الجوهرية ولا ضد حركة حزب الله التي نكن لها كل التقدير ولا ضد المذهب الشيعي لكن يؤسفني أن أقول لك مقالهالفرنسي اليميني "جون ماري لوبان" عن العرب "أحب وأتعامل مع العرب لكن في بلدانهم" ومن الحكمة السياسية في اعتقادي فأي حركة تحررية في ساحة المعركة تتمتع بالنضج السياسي لا تزج بنفسها في هكذا معارك جانبية خاصة مع دول الجوار ولو كان السيد حسن نصر الله حكيما لا أسرع وتقدم بالاعتذار إلى جمهورية مصر، مباشرة بعد توقيف " سامي شهاب" ولا اعتقد أن الإخوة المصريين قد يرفضون اعتذاره أو على الأقل يبقى يحتفظ بذلك الود ،الذي اكتسبه بين الجماهير قبل أن تأتي وسائل الإعلام على الأخضر واليابس وينشر الغسيل ،وتتحول القطرة التي أفاضت الكأس إلى سيل من التجاذب الذي قد لا ينتهي بل يزيد و يمتد إلى أطراف أخرى فيجرها معه إلى معارك استنزاف ،وما كل هذه الخلافات إلا دليل على أن أعداء الأمة العربية لازالوا نافذين ومؤثرين في سياساتنا و البعرة فعلا تدل على البعير..... فما هكذا تورد الإبل يا حسن نصر الله.