الرسالة الاخيرة من باريس الى نوري المالكي
سيف الخياط
وانا استعد لكتابة هذه المقالة وقعت بين يدي احدى الصحف الفرنسية في عدد سابق وقد نشر على صفحتها الاولى ما وصفته الصحيفة بـ "الفضيحة التي انتهت على افضل ما يكون"، وتلك الفضيحة تتلخص بالتالي،
احد وزراء فرنسا استخدم علاقاته الشخصية مع مسؤول في السلطة المحلية "البلدية" بغية الاستعجال بمنح ابن الوزير سكن ملائم اي تقديم ملفه على ملف اشخاص عاديين قد تقدموا بالطلب قبل ابن السيد الوزير، فقامت فرنسا ولم تقعد وظلت صحفها تطارد الوزير في طبعاتها الصباحية والمسائية، حتى اجبرت الحكومة على اقالة الوزير وانتهت تلك الفضيحة على "افضل ما يكون".
ما اسلفت في ذكره هو عينة صغيرة من الديمقراطية ونموذج مصغر جدا لدولة القانون التي نريد تحقيقها في العراق عقب سنوات الدكتاتورية والفساد والاستبداد والتردي والتخلف، فبسلطة القانون وحرية الاعلام والتعديدة والانفتاح وملاحقة المفسدين بغض النظر عن انتماءاتهم الحزبية والعرقية والطائفية، بهذه جميعا نستطيع بناء دولة القانون التي ننشدها منذ سنين وقدمنا لها الالاف من المناضلين على معابد الحرية، ولكوننا في بداية التاسيس صار لزاما الالتزام اكثر بمادئ الحرية والعدالة والمساواة وصار لزاما اكثر تنفيذ القانون على الجميع بدون استثناء، فالاساس هو المهم وما بني على خطأ ستكون نتيجته خطأ.
وعلى الرغم من الانجازات المحدودة والمعدودة التي شهدها العراق في ظل حكومة المالكي الا ان قلوب وعقول الكثيرين تشد على ايدي الحكومة وتعبر في جميع الحالات عن الاحترام والتقدير العالي، وكانت نتيجة الانتخابات المحلية مؤشر على ان العراقيين وفي عقلهم الباطن توجد تخوفات من عودة الاستبداد مرة اخرى وتخوفات اخرى من فقدان الحرية المحدودة، وتطلعات واحلام كبيرة الى دولة القانون، ولهذا سعت الايادي الى انتخاب قائمة ائتلاف دولة القانون ليس لاسباب دينية او عرقية او نفعية وانما اثارهم وحفزهم الاختيار الدقيق لكلمة القانون التي طالما حلموا بها وطالما ضحوا من اجلها.. والقانون هو واحدة من هويات العراق التي يجب ان تسترد.. وطالما اثارتني مسلة حمورابي التي تتوسط متحف اللوفر وسط باريس وكم هو عظيم ذلك الشعور حينما اقف الى جانبها واحدث بعض الزائرين للمتحف بانني من تلك البلاد حضارة بلاد ما بين النهرين "ميزوبوتيميا" التي سنت اول قانون.. ولكن لا اخفيك سرا ايضا عظم المرارة والحسرة وانا اشاهد الاستغراب والاستفهام من عيون هؤلاء وهم يسالون عن العراق الان الخالي من القانون.
لكن في حال النظر على واقع الحال المتردي والذي ينذر بحال سيء في غالب الظن هو الالتفاف على هذا الشعار والمنهج الذي خطه المالكي لائتلافه، وواحدة من هذه المخاطر التي تنذر بعودة الدكتاتورية الحزبية هي سلوك وممارسات بعض اعضاء هذا الائتلاف وعناصر حزب الدعوة والمؤتلفين معه، وهذا الامر يستدعي وبصورة عاجلة وضع المالكي على جهاز كشف الكذب ليتبين لنا الخط الابيض من الخط الاسود، ومعرفة حقيقة ما توسوس به نفسه وما تراوده من هواجس وطموح غير مشروع يقلق الكثيرين منا، الا وهو اعادة العجلة الى الوراء بواسطة الاستحواذ على الدولة وما فيها تحت حكم رجال حزب الدعوة، واتمنى ان يكون هذا قد حصل في لحظة غفلة منك..
انها رسالة قد تكون الاخير في محضر الصمت الذي لذت به منذ ان حطت قدمي منفاي الجديد الذي هو استمرار للمنفى القديم الذي بدأته في تسعينيات القرن الماضي في رحلة العمل من اجل عراق القانون والحرية والتعددية، وكانت بواعث هذا الصمت هو الترقب لما ستؤل اليه الامور دون انتقاد مستمر او اعاقة كما يعتبرها البعض، وقلنا لننظر ما هم فاعلون وسوف نوقف اقلامنا حتى لا نعيق مسيرتهم ولا نزعج تفكيرهم بضوضائنا كما قالها لي احدهم من قيادة حزب الدعوة... وقلنا ان كان صديقك لا يريد صدقك فلندعه يقع في شر اعماله.. وما قلم المالكي عنا ببعيد واذا كان الامر يقتصر على ذلك التوقيع الذي يودي بحياة الفرد على حبل مشنقة فالاقلام كثيرة "ولكم في ذلك عبرة يا أولي الالباب".
ما اثارني فعلا على كتابة هذه الرسالة هو ما جرى للزميل الصحفي الرائع ابن الناصرية الدافئة عماد العبادي مقدم برنامج افكار بلا اسوار عبر قناة الديار الفضائية، وفبركة عملية امنية مزعومة ضده بغية تصفيته او اذلاله او اعاقته وتخويفه من قبل شخص مسؤول في موقعين الاول حزب الدعوة والثاني الحكومة المحلية في محافظة ذي قار وهو نائب المحافظ "احمد طه الشيخ علي".
وفي الامر يا دولة رئيس الوزراء تفصيلين.
الاول.. انت تعرف كما نحن نعرف من هو عماد العبادي ابن العائلة الكريمة وحفيد شيوخ عشيرة "الـ عبادة" في الناصرية وكما كان عونا قبل سقوط النظام للكثير من ابناء مدينته عندما كان الطاغوت جاثما على صدر شعبنا ولم تسجل عليه ملاحظات تذكر من دور كان يلعبه سلبيا ضد المدنيين والابرياء من ضحايا النظام المقبور على عكس الكثيرين من المتلونين الذي تملقوا كثيرا وعذبوا كثيرا وصارت لهم الحضوة اليوم لديكم ولدى احزاب سياسية كثيرة وصاروا يتسنمون المناصب والمواقع تلوه الاخرة.. وكما شهدت انت وعلى مقربة من الحدث ومن عماد العبادي الدور المهم والكبير الذي اقدره عاليا انا على المستوى الشخصي الذي لعبه عماد العبادي في تعزيز حرية التعبير وعمله الدؤوب طيلة الاعوام الستة الماضية في قناة الديار في ظل ظروف صعبة وقاهرة كانت تمنع بسطاء الناس من الخروج في حين كان هو يشرع ابواب فضائية الديار المستقلة للصراخ بصوت عال بوجهة الارهابيين والقتلة، واستمر عمله هذا بتواصل فريد من نوعه عجزنا عنه نحن وعجز عنه الكثيرين من الصحفيين.. وفي الوقت الذي كنا فيه نناور بين الحين والاخر بالسفر والتوقف عن العمل لفترات الا ان العبادي ظل شاهرا سيفه وسط بغداد المظلمة يدق نعش الدكتاتورية بمسامير حرية التعبير، ان عماد العبادي لا يقتصر دورة على الاعلام وحسب كما تعرف يارئيس الوزراء اكثر مني.
ان حرية التعبير هي الدعامة الاولى والاساس في بناء الدولة الديمقراطية الحلم.. وبالتالي كان لزاما علينا وعلى كل زملائه الوقوف الى جانبه لاعتبارين الاول انه زميل المهنة وما مسه مسنا، وثانيا وهو الاهم انني اشم رائحة الخيانة يا رئيس الوزراء خيانة تبدأ بالوطن وتنتهي بدماء زملائك انت من المجاهدين في صفوف حزب الدعوة الذين قدموا دمائهم من اجل دولة القانون والعدل.. والخيانة تتجسد في ظلم العراقيين والاستبداد عليهم والاستخفاف بهم ومطاردتهم وتلفيق التهم لهم.
واما المفصل الثاني يا ابا اسراء
فدعني اقول وفي القلب حسرة وفي الروح غصة.. هل عقرت امهاتنا حتى لا تنجب غير الصغار اؤلائك الفاشلين الذين نعرفهم وندرك طينتهم حتى يتولوا امور المسلمين "وكحال ابا الحسنين حين تنازع عليها القوم وهو عليها كبير ومنها عفيف" لكنها جاءت على نفسه وهو يرى ابن كلبة عوت قد تولاها...
ولست هنا في معرض الشرح وطلب التوضيح للاسباب والمسببات التي تدفع حزبك لاختيار بعض العناصر ليديروا الدولة ومؤسساتها كحال احمد طه الشيخ علي الذي يتولى اليوم منصب نائب محافظ ذي قار والذي يصول ويجول بالسلطة الممنوحة اليه والمتعكز على نضال وجهاد من سبقوه من الشهداء والمنفيين.. وكلنا نعرفه وملفه ليس ببعيد عن متناول يديك.. ويمكنك احضاره كما احضرت ملف مشعان الجبوري يوم ما الى البرلمان.
انك اليوم يا رئيس الوزراء في موقع يراد منه الكثير واول المهام هو الخلاص من الاستبداد واشكاله والوانه وترسيخ سلطة القانون وتطهير مؤسسات الدولة من العناصر الفاسدة والمتلونه.. واول المهام ايضا الصدق في النوايا والاهداف.. وكما قررت ان يكون العراق دولة القانون ونحن معك في ذلك فعليك ان تخضع الجميع من حزبك ومن غيره لهذه السلطة.. وعلى الجميع ان يكونوا امام القانون بشفافيه تامه ليست كشفافية ابراهيم الجعفري التي مللنا منها وصارت شرشفا يمسح به كل شيء بل وصارت نقمة عليه ووحلا اطاح به واغرقه.. وما عاد لديك الكثير من الرصيد فما هي الا اشهر ويبدء السباق.
انها رسالة اخيرة في حضرة الصمت نريد لها اذنا صاغية وقلبا واعيا وعقلا مستنيرا وتحملا كبيرا للمسؤولية.. وهي حاجز امام الحصان الاسود عليه ان يقفز فوقه.. فالقانون وحده هو ما نريد ويجب على الجميع الخضوع اليه ويجب على احمد طه الشيخ علي ان يدلي باقواله ويعترف بالاسباب التي دفعته لمثل هذا العمل وكذلك جميع من يتحدث باسم حزب الدعوة وباسم رئيس الوزراء وكما علمت عن احمد طه الشيخ علي انه يقول انه من حزب رئيس الوزراء ومن قائمة ائتلاف دولة القانون.. ولكنه اول من وضع القانون تحت عجيزته فهل هذا هو ائتلافك يا رئيس الوزراء..
في النفس لوعة وحسرة وما عدت اطيق الصمت.. وللقلم صرير اخر له صدى يهز الجبال فتمعن جيدا فيما كتبت وافعلا جيدا من اجل دولة القانون.
jiji_iraq@yahoo.com
باريس
كتابات
سيف الخياط
وانا استعد لكتابة هذه المقالة وقعت بين يدي احدى الصحف الفرنسية في عدد سابق وقد نشر على صفحتها الاولى ما وصفته الصحيفة بـ "الفضيحة التي انتهت على افضل ما يكون"، وتلك الفضيحة تتلخص بالتالي،
احد وزراء فرنسا استخدم علاقاته الشخصية مع مسؤول في السلطة المحلية "البلدية" بغية الاستعجال بمنح ابن الوزير سكن ملائم اي تقديم ملفه على ملف اشخاص عاديين قد تقدموا بالطلب قبل ابن السيد الوزير، فقامت فرنسا ولم تقعد وظلت صحفها تطارد الوزير في طبعاتها الصباحية والمسائية، حتى اجبرت الحكومة على اقالة الوزير وانتهت تلك الفضيحة على "افضل ما يكون".
ما اسلفت في ذكره هو عينة صغيرة من الديمقراطية ونموذج مصغر جدا لدولة القانون التي نريد تحقيقها في العراق عقب سنوات الدكتاتورية والفساد والاستبداد والتردي والتخلف، فبسلطة القانون وحرية الاعلام والتعديدة والانفتاح وملاحقة المفسدين بغض النظر عن انتماءاتهم الحزبية والعرقية والطائفية، بهذه جميعا نستطيع بناء دولة القانون التي ننشدها منذ سنين وقدمنا لها الالاف من المناضلين على معابد الحرية، ولكوننا في بداية التاسيس صار لزاما الالتزام اكثر بمادئ الحرية والعدالة والمساواة وصار لزاما اكثر تنفيذ القانون على الجميع بدون استثناء، فالاساس هو المهم وما بني على خطأ ستكون نتيجته خطأ.
وعلى الرغم من الانجازات المحدودة والمعدودة التي شهدها العراق في ظل حكومة المالكي الا ان قلوب وعقول الكثيرين تشد على ايدي الحكومة وتعبر في جميع الحالات عن الاحترام والتقدير العالي، وكانت نتيجة الانتخابات المحلية مؤشر على ان العراقيين وفي عقلهم الباطن توجد تخوفات من عودة الاستبداد مرة اخرى وتخوفات اخرى من فقدان الحرية المحدودة، وتطلعات واحلام كبيرة الى دولة القانون، ولهذا سعت الايادي الى انتخاب قائمة ائتلاف دولة القانون ليس لاسباب دينية او عرقية او نفعية وانما اثارهم وحفزهم الاختيار الدقيق لكلمة القانون التي طالما حلموا بها وطالما ضحوا من اجلها.. والقانون هو واحدة من هويات العراق التي يجب ان تسترد.. وطالما اثارتني مسلة حمورابي التي تتوسط متحف اللوفر وسط باريس وكم هو عظيم ذلك الشعور حينما اقف الى جانبها واحدث بعض الزائرين للمتحف بانني من تلك البلاد حضارة بلاد ما بين النهرين "ميزوبوتيميا" التي سنت اول قانون.. ولكن لا اخفيك سرا ايضا عظم المرارة والحسرة وانا اشاهد الاستغراب والاستفهام من عيون هؤلاء وهم يسالون عن العراق الان الخالي من القانون.
لكن في حال النظر على واقع الحال المتردي والذي ينذر بحال سيء في غالب الظن هو الالتفاف على هذا الشعار والمنهج الذي خطه المالكي لائتلافه، وواحدة من هذه المخاطر التي تنذر بعودة الدكتاتورية الحزبية هي سلوك وممارسات بعض اعضاء هذا الائتلاف وعناصر حزب الدعوة والمؤتلفين معه، وهذا الامر يستدعي وبصورة عاجلة وضع المالكي على جهاز كشف الكذب ليتبين لنا الخط الابيض من الخط الاسود، ومعرفة حقيقة ما توسوس به نفسه وما تراوده من هواجس وطموح غير مشروع يقلق الكثيرين منا، الا وهو اعادة العجلة الى الوراء بواسطة الاستحواذ على الدولة وما فيها تحت حكم رجال حزب الدعوة، واتمنى ان يكون هذا قد حصل في لحظة غفلة منك..
انها رسالة قد تكون الاخير في محضر الصمت الذي لذت به منذ ان حطت قدمي منفاي الجديد الذي هو استمرار للمنفى القديم الذي بدأته في تسعينيات القرن الماضي في رحلة العمل من اجل عراق القانون والحرية والتعددية، وكانت بواعث هذا الصمت هو الترقب لما ستؤل اليه الامور دون انتقاد مستمر او اعاقة كما يعتبرها البعض، وقلنا لننظر ما هم فاعلون وسوف نوقف اقلامنا حتى لا نعيق مسيرتهم ولا نزعج تفكيرهم بضوضائنا كما قالها لي احدهم من قيادة حزب الدعوة... وقلنا ان كان صديقك لا يريد صدقك فلندعه يقع في شر اعماله.. وما قلم المالكي عنا ببعيد واذا كان الامر يقتصر على ذلك التوقيع الذي يودي بحياة الفرد على حبل مشنقة فالاقلام كثيرة "ولكم في ذلك عبرة يا أولي الالباب".
ما اثارني فعلا على كتابة هذه الرسالة هو ما جرى للزميل الصحفي الرائع ابن الناصرية الدافئة عماد العبادي مقدم برنامج افكار بلا اسوار عبر قناة الديار الفضائية، وفبركة عملية امنية مزعومة ضده بغية تصفيته او اذلاله او اعاقته وتخويفه من قبل شخص مسؤول في موقعين الاول حزب الدعوة والثاني الحكومة المحلية في محافظة ذي قار وهو نائب المحافظ "احمد طه الشيخ علي".
وفي الامر يا دولة رئيس الوزراء تفصيلين.
الاول.. انت تعرف كما نحن نعرف من هو عماد العبادي ابن العائلة الكريمة وحفيد شيوخ عشيرة "الـ عبادة" في الناصرية وكما كان عونا قبل سقوط النظام للكثير من ابناء مدينته عندما كان الطاغوت جاثما على صدر شعبنا ولم تسجل عليه ملاحظات تذكر من دور كان يلعبه سلبيا ضد المدنيين والابرياء من ضحايا النظام المقبور على عكس الكثيرين من المتلونين الذي تملقوا كثيرا وعذبوا كثيرا وصارت لهم الحضوة اليوم لديكم ولدى احزاب سياسية كثيرة وصاروا يتسنمون المناصب والمواقع تلوه الاخرة.. وكما شهدت انت وعلى مقربة من الحدث ومن عماد العبادي الدور المهم والكبير الذي اقدره عاليا انا على المستوى الشخصي الذي لعبه عماد العبادي في تعزيز حرية التعبير وعمله الدؤوب طيلة الاعوام الستة الماضية في قناة الديار في ظل ظروف صعبة وقاهرة كانت تمنع بسطاء الناس من الخروج في حين كان هو يشرع ابواب فضائية الديار المستقلة للصراخ بصوت عال بوجهة الارهابيين والقتلة، واستمر عمله هذا بتواصل فريد من نوعه عجزنا عنه نحن وعجز عنه الكثيرين من الصحفيين.. وفي الوقت الذي كنا فيه نناور بين الحين والاخر بالسفر والتوقف عن العمل لفترات الا ان العبادي ظل شاهرا سيفه وسط بغداد المظلمة يدق نعش الدكتاتورية بمسامير حرية التعبير، ان عماد العبادي لا يقتصر دورة على الاعلام وحسب كما تعرف يارئيس الوزراء اكثر مني.
ان حرية التعبير هي الدعامة الاولى والاساس في بناء الدولة الديمقراطية الحلم.. وبالتالي كان لزاما علينا وعلى كل زملائه الوقوف الى جانبه لاعتبارين الاول انه زميل المهنة وما مسه مسنا، وثانيا وهو الاهم انني اشم رائحة الخيانة يا رئيس الوزراء خيانة تبدأ بالوطن وتنتهي بدماء زملائك انت من المجاهدين في صفوف حزب الدعوة الذين قدموا دمائهم من اجل دولة القانون والعدل.. والخيانة تتجسد في ظلم العراقيين والاستبداد عليهم والاستخفاف بهم ومطاردتهم وتلفيق التهم لهم.
واما المفصل الثاني يا ابا اسراء
فدعني اقول وفي القلب حسرة وفي الروح غصة.. هل عقرت امهاتنا حتى لا تنجب غير الصغار اؤلائك الفاشلين الذين نعرفهم وندرك طينتهم حتى يتولوا امور المسلمين "وكحال ابا الحسنين حين تنازع عليها القوم وهو عليها كبير ومنها عفيف" لكنها جاءت على نفسه وهو يرى ابن كلبة عوت قد تولاها...
ولست هنا في معرض الشرح وطلب التوضيح للاسباب والمسببات التي تدفع حزبك لاختيار بعض العناصر ليديروا الدولة ومؤسساتها كحال احمد طه الشيخ علي الذي يتولى اليوم منصب نائب محافظ ذي قار والذي يصول ويجول بالسلطة الممنوحة اليه والمتعكز على نضال وجهاد من سبقوه من الشهداء والمنفيين.. وكلنا نعرفه وملفه ليس ببعيد عن متناول يديك.. ويمكنك احضاره كما احضرت ملف مشعان الجبوري يوم ما الى البرلمان.
انك اليوم يا رئيس الوزراء في موقع يراد منه الكثير واول المهام هو الخلاص من الاستبداد واشكاله والوانه وترسيخ سلطة القانون وتطهير مؤسسات الدولة من العناصر الفاسدة والمتلونه.. واول المهام ايضا الصدق في النوايا والاهداف.. وكما قررت ان يكون العراق دولة القانون ونحن معك في ذلك فعليك ان تخضع الجميع من حزبك ومن غيره لهذه السلطة.. وعلى الجميع ان يكونوا امام القانون بشفافيه تامه ليست كشفافية ابراهيم الجعفري التي مللنا منها وصارت شرشفا يمسح به كل شيء بل وصارت نقمة عليه ووحلا اطاح به واغرقه.. وما عاد لديك الكثير من الرصيد فما هي الا اشهر ويبدء السباق.
انها رسالة اخيرة في حضرة الصمت نريد لها اذنا صاغية وقلبا واعيا وعقلا مستنيرا وتحملا كبيرا للمسؤولية.. وهي حاجز امام الحصان الاسود عليه ان يقفز فوقه.. فالقانون وحده هو ما نريد ويجب على الجميع الخضوع اليه ويجب على احمد طه الشيخ علي ان يدلي باقواله ويعترف بالاسباب التي دفعته لمثل هذا العمل وكذلك جميع من يتحدث باسم حزب الدعوة وباسم رئيس الوزراء وكما علمت عن احمد طه الشيخ علي انه يقول انه من حزب رئيس الوزراء ومن قائمة ائتلاف دولة القانون.. ولكنه اول من وضع القانون تحت عجيزته فهل هذا هو ائتلافك يا رئيس الوزراء..
في النفس لوعة وحسرة وما عدت اطيق الصمت.. وللقلم صرير اخر له صدى يهز الجبال فتمعن جيدا فيما كتبت وافعلا جيدا من اجل دولة القانون.
jiji_iraq@yahoo.com
باريس
كتابات
السبت يناير 21, 2017 12:06 pm من طرف عدنان المعموري
» قصيده بعنوان كافي
الجمعة ديسمبر 19, 2014 7:50 am من طرف عدنان المعموري
» عن لسان ام الشاعر الراحل رحيم المالكي
الأحد يوليو 06, 2014 1:52 pm من طرف عدنان المعموري
» القصيدة التي أغضبت سلاطين المنطقة الخضراء
الثلاثاء أكتوبر 02, 2012 12:44 pm من طرف عدنان المعموري
» قصة مؤثرة عن غيرة النساء
الجمعة يونيو 29, 2012 1:06 am من طرف عدنان المعموري
» أبن شقيق الجعفري يكشف تفاصيل الاعتداء عليه بالضرب من قبل أبن شقيقة المالكي وأقربائه
الأربعاء مايو 23, 2012 12:06 pm من طرف عدنان المعموري
» يا احبيب / صاحب الضويري
السبت مايو 12, 2012 12:24 am من طرف عدنان المعموري
» خانقين..الوردة البيضاء..مدينة التآخي والسلام
الخميس فبراير 16, 2012 12:16 pm من طرف حسين:خانقين
» هدية لكم جميعا..مع باقات من النرجس من على سفوح جبال كردستان
الخميس فبراير 16, 2012 5:21 am من طرف حسين:خانقين
» الأشعة..منافعها واضرارها وهذا الحديث مع طبيبة اختصاصية في م. خانقين
الخميس فبراير 16, 2012 5:06 am من طرف حسين:خانقين
» دعوة للمشاركة
الخميس أكتوبر 06, 2011 9:22 am من طرف د.مسلم بديري
» قصص قصيرة جدا
الإثنين يوليو 18, 2011 5:00 pm من طرف د.مسلم بديري
» قصيدة (جيش الشيب) للشاعر الشاب سعد السوداني
الجمعة يونيو 24, 2011 11:49 am من طرف عدنان المعموري
» قصيدة (جيش الشيب) للشاعر الشاب سعد السوداني
الجمعة يونيو 24, 2011 11:47 am من طرف عدنان المعموري
» زعلتك صدك
الثلاثاء يونيو 21, 2011 1:22 pm من طرف عدنان المعموري
» يا احبيب /للشاعر صاحب الضويري
الإثنين يونيو 13, 2011 11:49 am من طرف عدنان المعموري
» أكميله للشاعر عارف مأمون
الإثنين أبريل 04, 2011 8:17 am من طرف عدنان المعموري
» كل ساعة انذبح من عرست لليوم وكل ساعة انسحك بجدام تذكارك
الإثنين أبريل 04, 2011 8:13 am من طرف عدنان المعموري
» قراءة الواقع الثقافي في العراق
السبت مارس 12, 2011 1:13 pm من طرف قاسم المعموري
» اشعل فتيلها الكادحون والرافضون للظلم
الثلاثاء مارس 08, 2011 1:05 pm من طرف قاسم المعموري