الليبرالية الديمقراطية في الوعي التاريخي
راغب الركابي
أبداً لا يصح التمييز بين القيم الليبرالية والثقافة الديمقراطية، لأنهما في الواقع حقيقتان متمازجتان ومتماهيتان وتتحركان في الإتجاه نفسه.
فالقيم الليبرالية: هي التعبير عن معنى الحياة الطبيعية القادرة على صناعة المجتمع الصالح، و التي بإستطاعتها تأهيل الفرد ليكون شعوره بالمسؤولية شعوراً جمعياً حقيقياً، لذلك فهي أي القيم الليبرالية تؤسس لبناء المجتمع المدني - مجتمع العدل والحرية والسلام -.
والثقافة الديمقراطية: هي حركة وعي الشعب وتحرره من عقد الأستبداد والدكتاتورية، وإيمانه بالتبادل السلمي والطبيعي للسلطة عبر الإختيار والإنتخاب الشعبي الحر.
والفصل بينهما فصل بين ثقافة الشعب وقيمه لأرتباط ذلك كله بمصالح الأفراد الحيوية، من من هنا يكون التمييز بين الثقافة والقيم تمييز بين الواجب والحلال في الشرط الشرعي والشرط الموضوعي للقضية الواحدة أو في القضية الواحدة، ولا نجد من يميل إلى ذلك سوى البدائيين في العمل السياسي من النرجسيين وخصوم الحرية، وصفة ذلك في المنطق الطبيعي هو ترف عقلي محض وتسطيح لا غير.
والحجةالتي يقدمها أنصار التمييز بين القيم الليبرالية والثقافة الديمقراطية لا تندرج في البحث في الكبريات من القضايا السياسية والاستراتيجية المتعلقة بعملية التحول الطبيعي نحو الديمقراطي، بل بالقضايا التي تتعلق بأسلوب ولغة الخطاب الإجتماعي، فالبعض يعتبر الليبرالية هي خصوص معنى الحرية كذات دون الصفات، هذا الكلام لا يميز في الأساس بين الحرية والحاجة بل لا يميز بين الإختيار والحرية، تماما مثلما لا يميز بين الفكر ومحتوى التفكير، وقد أشار إلى ذلك جان ستيوارت ميل [في الحرية] ذلك الكتاب الذي يُعد مرجعاً نظرياً إلى اليوم، [حتى في المجتمع الأمريكي ذاته].
وشعبنا العراقي الذي خرج من سطوة الاستبداد، يعرف تماماً الشيء الذي يحقق له أمنه ومستقبله، ولأنه كذلك فلا يلزمه التفريق والتمييز بين القيم الليبرالية والثقافة الديمقراطية، وعليه ان يترك الجدل في ذلك حتى تستكمل الليبرالية الديمقراطية دورة الحياة الضرورية لها، وذلك منهج نتبعه في الوعي بالإعتماد على السياقات التاريخية الخاصة والمراحل التاريخية المركبة التي تعتمد الوعي التاريخي.
والليبرالية عندنا هي
فلسفة الحياة التي تنمي لدى المجتمع مفهوم الحرية الإقتصادية والسياسية والثقافية، وهي بهذا اللحاظ تعتبر إن مستقبل الشعب مرتبط بتطور الوعي الديمقراطي لديه، ذلك الوعي الذي يعمم مفهوم الإرادة الحرة المسؤولة، ومن خلالها كذلك يمكننا تعميم ثقافة الديمقراطية لتشمل كل فئات ومكونات الشعب، وهذه الكلية في كلامنا إنما تقدمها الليبرالية بإعتبارها ضرورة تاريخية أو لنقل حتمية تاريخية، لا يمكن حصرها بفريق ايديولوجي معين أو محدد، فالليبرالية تفتح صدرها للجميع لا تلغي أحداً في حساباتها ولا تسمح بذلك.
لأنها: حركة وعي إجتماعي وتنظيم اقتصادي وسياسي، وهي ليست ظاهرة تاريخية متغيرة كما يظن البعض، بل هي حركة دائمة الصيرورة والتقدم تعبر عن جدل التاريخ وتطوره، لذلك تستوعب حركة التغير المجتمعي وتمده بأسباب الدوام والإستمرارية والتجدد، وكما أوضحنا في مقال سابق إن التواصل بين الليبرالية الكلاسيكية والليبرالية الجديدة هو تواصل قيمي مضطرد، أي إنه تواصل موضوعي وتواصل تاريخي يمر عبر أو من خلال التجربة التاريخية التي تختزن المضمون الليبرالي العام، لذلك فهي بهذا اللحاظ فلسفة نظرية وعملية للحرية والحياة في الفكر السياسي المعاصر، وتطابق قيمها مع ثقافة الديمقراطية هو تطابق في الخيارات والمسارات كافة.
ولهذا قلت وأقولها مرة ثانية: إننا في العراق يجب ان لا نفرق في خياراتنا التي تصنع التقدم لنا، ولقد إدراكنا نحن في - الحزب الليبرالي الديمقراطي العراقي – هذه الحقيقة منذ البداية حين أطلقنا على تنظيمنا هذا – الليبرالي الديمقراطي - وليس الليبرالي وحسب.
وهذا يعني إننا نستطيع بناء المجتمع السياسي الذي يسمح بالتداول السلمي للسلطة من خلال التعدد والمشاركة مع الجميع، وهذا هو الممكن الذي يساهم في بلورة رؤية سياسية موحدة للعملية الديمقراطية، تظم كل الأطراف والمكونات الشعبية، فالوصول للديمقراطية هدف نسعى إليه مع الآخرين من قوميين ويساريين وإسلاميين، لأن مصلحتنا واحدة مع الجميع، ولايجوز بحال سلب حق النضال من أجل الديمقراطية من القوى الأخرى هذا هو الذي نؤمن به والذي نعمل من أجله، فالليبرالية الديمقراطية خيار الجميع، حين يكون هذا الجميع أو يتمثل بالإرادة العامة.
راغب الركابي
راغب الركابي
أبداً لا يصح التمييز بين القيم الليبرالية والثقافة الديمقراطية، لأنهما في الواقع حقيقتان متمازجتان ومتماهيتان وتتحركان في الإتجاه نفسه.
فالقيم الليبرالية: هي التعبير عن معنى الحياة الطبيعية القادرة على صناعة المجتمع الصالح، و التي بإستطاعتها تأهيل الفرد ليكون شعوره بالمسؤولية شعوراً جمعياً حقيقياً، لذلك فهي أي القيم الليبرالية تؤسس لبناء المجتمع المدني - مجتمع العدل والحرية والسلام -.
والثقافة الديمقراطية: هي حركة وعي الشعب وتحرره من عقد الأستبداد والدكتاتورية، وإيمانه بالتبادل السلمي والطبيعي للسلطة عبر الإختيار والإنتخاب الشعبي الحر.
والفصل بينهما فصل بين ثقافة الشعب وقيمه لأرتباط ذلك كله بمصالح الأفراد الحيوية، من من هنا يكون التمييز بين الثقافة والقيم تمييز بين الواجب والحلال في الشرط الشرعي والشرط الموضوعي للقضية الواحدة أو في القضية الواحدة، ولا نجد من يميل إلى ذلك سوى البدائيين في العمل السياسي من النرجسيين وخصوم الحرية، وصفة ذلك في المنطق الطبيعي هو ترف عقلي محض وتسطيح لا غير.
والحجةالتي يقدمها أنصار التمييز بين القيم الليبرالية والثقافة الديمقراطية لا تندرج في البحث في الكبريات من القضايا السياسية والاستراتيجية المتعلقة بعملية التحول الطبيعي نحو الديمقراطي، بل بالقضايا التي تتعلق بأسلوب ولغة الخطاب الإجتماعي، فالبعض يعتبر الليبرالية هي خصوص معنى الحرية كذات دون الصفات، هذا الكلام لا يميز في الأساس بين الحرية والحاجة بل لا يميز بين الإختيار والحرية، تماما مثلما لا يميز بين الفكر ومحتوى التفكير، وقد أشار إلى ذلك جان ستيوارت ميل [في الحرية] ذلك الكتاب الذي يُعد مرجعاً نظرياً إلى اليوم، [حتى في المجتمع الأمريكي ذاته].
وشعبنا العراقي الذي خرج من سطوة الاستبداد، يعرف تماماً الشيء الذي يحقق له أمنه ومستقبله، ولأنه كذلك فلا يلزمه التفريق والتمييز بين القيم الليبرالية والثقافة الديمقراطية، وعليه ان يترك الجدل في ذلك حتى تستكمل الليبرالية الديمقراطية دورة الحياة الضرورية لها، وذلك منهج نتبعه في الوعي بالإعتماد على السياقات التاريخية الخاصة والمراحل التاريخية المركبة التي تعتمد الوعي التاريخي.
والليبرالية عندنا هي
فلسفة الحياة التي تنمي لدى المجتمع مفهوم الحرية الإقتصادية والسياسية والثقافية، وهي بهذا اللحاظ تعتبر إن مستقبل الشعب مرتبط بتطور الوعي الديمقراطي لديه، ذلك الوعي الذي يعمم مفهوم الإرادة الحرة المسؤولة، ومن خلالها كذلك يمكننا تعميم ثقافة الديمقراطية لتشمل كل فئات ومكونات الشعب، وهذه الكلية في كلامنا إنما تقدمها الليبرالية بإعتبارها ضرورة تاريخية أو لنقل حتمية تاريخية، لا يمكن حصرها بفريق ايديولوجي معين أو محدد، فالليبرالية تفتح صدرها للجميع لا تلغي أحداً في حساباتها ولا تسمح بذلك.
لأنها: حركة وعي إجتماعي وتنظيم اقتصادي وسياسي، وهي ليست ظاهرة تاريخية متغيرة كما يظن البعض، بل هي حركة دائمة الصيرورة والتقدم تعبر عن جدل التاريخ وتطوره، لذلك تستوعب حركة التغير المجتمعي وتمده بأسباب الدوام والإستمرارية والتجدد، وكما أوضحنا في مقال سابق إن التواصل بين الليبرالية الكلاسيكية والليبرالية الجديدة هو تواصل قيمي مضطرد، أي إنه تواصل موضوعي وتواصل تاريخي يمر عبر أو من خلال التجربة التاريخية التي تختزن المضمون الليبرالي العام، لذلك فهي بهذا اللحاظ فلسفة نظرية وعملية للحرية والحياة في الفكر السياسي المعاصر، وتطابق قيمها مع ثقافة الديمقراطية هو تطابق في الخيارات والمسارات كافة.
ولهذا قلت وأقولها مرة ثانية: إننا في العراق يجب ان لا نفرق في خياراتنا التي تصنع التقدم لنا، ولقد إدراكنا نحن في - الحزب الليبرالي الديمقراطي العراقي – هذه الحقيقة منذ البداية حين أطلقنا على تنظيمنا هذا – الليبرالي الديمقراطي - وليس الليبرالي وحسب.
وهذا يعني إننا نستطيع بناء المجتمع السياسي الذي يسمح بالتداول السلمي للسلطة من خلال التعدد والمشاركة مع الجميع، وهذا هو الممكن الذي يساهم في بلورة رؤية سياسية موحدة للعملية الديمقراطية، تظم كل الأطراف والمكونات الشعبية، فالوصول للديمقراطية هدف نسعى إليه مع الآخرين من قوميين ويساريين وإسلاميين، لأن مصلحتنا واحدة مع الجميع، ولايجوز بحال سلب حق النضال من أجل الديمقراطية من القوى الأخرى هذا هو الذي نؤمن به والذي نعمل من أجله، فالليبرالية الديمقراطية خيار الجميع، حين يكون هذا الجميع أو يتمثل بالإرادة العامة.
راغب الركابي
السبت يناير 21, 2017 12:06 pm من طرف عدنان المعموري
» قصيده بعنوان كافي
الجمعة ديسمبر 19, 2014 7:50 am من طرف عدنان المعموري
» عن لسان ام الشاعر الراحل رحيم المالكي
الأحد يوليو 06, 2014 1:52 pm من طرف عدنان المعموري
» القصيدة التي أغضبت سلاطين المنطقة الخضراء
الثلاثاء أكتوبر 02, 2012 12:44 pm من طرف عدنان المعموري
» قصة مؤثرة عن غيرة النساء
الجمعة يونيو 29, 2012 1:06 am من طرف عدنان المعموري
» أبن شقيق الجعفري يكشف تفاصيل الاعتداء عليه بالضرب من قبل أبن شقيقة المالكي وأقربائه
الأربعاء مايو 23, 2012 12:06 pm من طرف عدنان المعموري
» يا احبيب / صاحب الضويري
السبت مايو 12, 2012 12:24 am من طرف عدنان المعموري
» خانقين..الوردة البيضاء..مدينة التآخي والسلام
الخميس فبراير 16, 2012 12:16 pm من طرف حسين:خانقين
» هدية لكم جميعا..مع باقات من النرجس من على سفوح جبال كردستان
الخميس فبراير 16, 2012 5:21 am من طرف حسين:خانقين
» الأشعة..منافعها واضرارها وهذا الحديث مع طبيبة اختصاصية في م. خانقين
الخميس فبراير 16, 2012 5:06 am من طرف حسين:خانقين
» دعوة للمشاركة
الخميس أكتوبر 06, 2011 9:22 am من طرف د.مسلم بديري
» قصص قصيرة جدا
الإثنين يوليو 18, 2011 5:00 pm من طرف د.مسلم بديري
» قصيدة (جيش الشيب) للشاعر الشاب سعد السوداني
الجمعة يونيو 24, 2011 11:49 am من طرف عدنان المعموري
» قصيدة (جيش الشيب) للشاعر الشاب سعد السوداني
الجمعة يونيو 24, 2011 11:47 am من طرف عدنان المعموري
» زعلتك صدك
الثلاثاء يونيو 21, 2011 1:22 pm من طرف عدنان المعموري
» يا احبيب /للشاعر صاحب الضويري
الإثنين يونيو 13, 2011 11:49 am من طرف عدنان المعموري
» أكميله للشاعر عارف مأمون
الإثنين أبريل 04, 2011 8:17 am من طرف عدنان المعموري
» كل ساعة انذبح من عرست لليوم وكل ساعة انسحك بجدام تذكارك
الإثنين أبريل 04, 2011 8:13 am من طرف عدنان المعموري
» قراءة الواقع الثقافي في العراق
السبت مارس 12, 2011 1:13 pm من طرف قاسم المعموري
» اشعل فتيلها الكادحون والرافضون للظلم
الثلاثاء مارس 08, 2011 1:05 pm من طرف قاسم المعموري