بالشرقاطي .. رسالة من داسكي إلى حبيبته هيكارو في كوكب الأرض
ضياء حجاب ياسين الشرقاطي
حبيبتي هيكارو ...
منذ ذلك الصيف الأسود الذي احتلت فيه قوات فيكا الكبير كوكب الأرض .. وأنا اقتات على الذكريات .. وكأن ساعة حياتي قد توقفت فجأة عند هذا الحدث ...
ثمة أشياء كثيرة قد انكسرت في دواخلي ...
أتذكرها على مر الثواني .. تلك اللقاءات التي كنا نسرقها من والدك دامبي وهو مشغول في مراقبة اليوفو .. أو تلك التي كنا نسرقها من الدكتور امون في مركز بحوث الفضاء ...
كنت أطبع القبلة على وجنتك الخجولة وأنا اهمس لك :-
- أتمنى لو تتوقف ألان جميع ساعات العالم .. وتتوقف أشياء الكون كلها عن الحركة .. ونحن ملتصقان ...
ومنذ اليوم الأول الذي أتيت فيه إلى هنا .. وأنا أعاني فراغاً في جميع الأغلفة الروحية والجسدية .. وحاجتي إلى الأوكسجين لا تعادلها إلا حاجتي الخرافية للعودة إلى كوكب الأرض ...
سأعود إلى كوكب الأرض ...
سأعود في يوم ما .. على الأقل لأموت فيه ...
عزيزتي هيكارو ...
كيف هي محلتنا .. وبيوتها القديمة .. وطرقاتها الضيقة .. وناسها الطيبون .. وأطفالها المشاكسون .. ودكاكينها الصغيرة ؟...
وكيف حال حبيباتي السابقات ؟...
مريم شلونها ؟...
هل تزوجت ؟...
ومن هو السعيد ؟...
لقد كان مرورها في الدربونة شرفا للدربونة !...
وكان حضورها يخفي كل شيء .. حتى الشمس واسيا سيل !...
لكنني كنت احبك أنت أكثر ...
وعندما كنت أتابع مسلسل حب وحرب .. لاحظت إن وجنتي فاتن خطيبة فوزي نبيل خسران كانتا كوجنتيك .. فكنت احسد فوزي .. حتى صار الصار وما تهنى بيهن ...
هنا .. ليس ثمة طعم لشيء ...
السماء الصافية .. والأمسيات الهادئة .. والهواء النقي ...
حتى الجنس ليس له طعم !...
فبرغم إن النسوان هنا بكثر الهم على قلوب العراقيين .. لكن جميع هذه الوجوه المدورة البيضاء .. وجميع هذه الأجساد التي تظهر أكثر مما تخفي .. لا تساوي كاحل عراقية !...
لقد تابعت انتخابات مجالس المحافظات عندكم .. وأسعدني أن يصعد بلدي درجة أخرى في سلم الديمقراطية .. وعلى المرء أن يعترف إن نتائجها التي ابتسمت لرئيس الوزراء كانت واقعية جدا .. فالرجل يتصدر قائمة الوطنيين القلائل على الساحة السياسية .. وإذا ما بقي في العراقيين عقل حتى الانتخابات القادمة .. فانا ادعوهم لإعادة انتخابه مرة أخرى .. وأنا متأكد إن الانتخابات القادمة ستكون بشفافية كليبات جنيفر لوبيز وهيفا وهبي !...
ومع ذلك .. فالمهم عندي أولا وأخيرا .. إن العراقيين لم تأخذهم الديمقراطية إلى ابعد مما يجب ...
•- آني عراقي ...
•- آني من بغداد ...
•- آني من الحلة ...
•- من الديوانية ...
•- من ديالى ...
•- آني أحب الدولمة ...
•- آني أحب السمج المسكوف ...
•- العراقي يكول شكو ماكو ...
•- الصبح اودي الجهال للمدرسة ...
•- العراقي شلون نعرف ؟...
•- من غيرته ...
•- من شهامته ...
•- العراق لكل العراقيين ...
نحن شعب عاطفي من لب الأرض إلى عنان السماء .. وإلا كيف تفسرين لي عودة احد أصدقائي .. واسمه وسام .. إلى بغداد .. بعد وصوله إلى هنا ببضعة أسابيع نتيجة إدمانه على أغاني حسام الرسام !...
أتذكر إنني قلت له منذ اليوم الأول الذي وصل فيه إلى هنا :- انته مو راعي طويله !.. وفي مساء احد الأيام .. تحدث مع والدته عبر الهاتف وبدأ يبكي كطفل أضاع الطريق وهو يغني لها :-
انحرمتي هوايه يا يمه انحرمتي
غير فراكنا وهمنا شعرفتي
صديقتي هيكارو ...
تابعت قبل أيام برنامجا صباحيا على إحدى القنوات الفضائية العراقية .. حيث ناقش مقدموه الثلاثة خبرا عن طبيب هندي حكم عليه بالسجن عام واحد بسبب تلقيه رشوة تعادل خمسين سنت تقريبا !.. لكن مقدمي البرنامج لم يتوسعوا في مناقشة الموضوع حفاظا على وظائفهم !...
كم أتمنى لو تحتلنا الهند وتطبق علينا قوانينها الرائعة !!...
•- انته كل عقلك !...
•- انته شلون صايييير !...
•- كيف تجرؤ ايها الوقح ؟!...
•- كم ينطبق عليك قول السياب :- لم أنت أحقر ما يكون عليه إنسان حقير !...
لكن إذا حدث هذا .. فالسؤال الذي يطرح نفسه أرضا .. ويضرب نفسه أرضا .. ويصيح ويولول ويمزق دشداشته ويهيل التراب على رأسه كأم عراقية فقدت أبنائها الثلاثة في انفجار سيارة مفخخة ...
•- كيف ستوفر حكومة الاحتلال الهندي سجونا لمئات من المسؤولين الحاليين في الوزارات والمحافظات ودوائر الدولة ؟!!!...
أخيرا ...
كوني بخير حبيبتي هيكارو .. وحفظ الله شعبنا وأرضنا .. وسلمي لي كثيرا على عمي دامبي .. ودجلة والفرات .. وتمثال السياب .. وقبر أطوار بهجت !...
ضياء حجاب ياسين الشرقاطي
حبيبتي هيكارو ...
منذ ذلك الصيف الأسود الذي احتلت فيه قوات فيكا الكبير كوكب الأرض .. وأنا اقتات على الذكريات .. وكأن ساعة حياتي قد توقفت فجأة عند هذا الحدث ...
ثمة أشياء كثيرة قد انكسرت في دواخلي ...
أتذكرها على مر الثواني .. تلك اللقاءات التي كنا نسرقها من والدك دامبي وهو مشغول في مراقبة اليوفو .. أو تلك التي كنا نسرقها من الدكتور امون في مركز بحوث الفضاء ...
كنت أطبع القبلة على وجنتك الخجولة وأنا اهمس لك :-
- أتمنى لو تتوقف ألان جميع ساعات العالم .. وتتوقف أشياء الكون كلها عن الحركة .. ونحن ملتصقان ...
ومنذ اليوم الأول الذي أتيت فيه إلى هنا .. وأنا أعاني فراغاً في جميع الأغلفة الروحية والجسدية .. وحاجتي إلى الأوكسجين لا تعادلها إلا حاجتي الخرافية للعودة إلى كوكب الأرض ...
سأعود إلى كوكب الأرض ...
سأعود في يوم ما .. على الأقل لأموت فيه ...
عزيزتي هيكارو ...
كيف هي محلتنا .. وبيوتها القديمة .. وطرقاتها الضيقة .. وناسها الطيبون .. وأطفالها المشاكسون .. ودكاكينها الصغيرة ؟...
وكيف حال حبيباتي السابقات ؟...
مريم شلونها ؟...
هل تزوجت ؟...
ومن هو السعيد ؟...
لقد كان مرورها في الدربونة شرفا للدربونة !...
وكان حضورها يخفي كل شيء .. حتى الشمس واسيا سيل !...
لكنني كنت احبك أنت أكثر ...
وعندما كنت أتابع مسلسل حب وحرب .. لاحظت إن وجنتي فاتن خطيبة فوزي نبيل خسران كانتا كوجنتيك .. فكنت احسد فوزي .. حتى صار الصار وما تهنى بيهن ...
هنا .. ليس ثمة طعم لشيء ...
السماء الصافية .. والأمسيات الهادئة .. والهواء النقي ...
حتى الجنس ليس له طعم !...
فبرغم إن النسوان هنا بكثر الهم على قلوب العراقيين .. لكن جميع هذه الوجوه المدورة البيضاء .. وجميع هذه الأجساد التي تظهر أكثر مما تخفي .. لا تساوي كاحل عراقية !...
لقد تابعت انتخابات مجالس المحافظات عندكم .. وأسعدني أن يصعد بلدي درجة أخرى في سلم الديمقراطية .. وعلى المرء أن يعترف إن نتائجها التي ابتسمت لرئيس الوزراء كانت واقعية جدا .. فالرجل يتصدر قائمة الوطنيين القلائل على الساحة السياسية .. وإذا ما بقي في العراقيين عقل حتى الانتخابات القادمة .. فانا ادعوهم لإعادة انتخابه مرة أخرى .. وأنا متأكد إن الانتخابات القادمة ستكون بشفافية كليبات جنيفر لوبيز وهيفا وهبي !...
ومع ذلك .. فالمهم عندي أولا وأخيرا .. إن العراقيين لم تأخذهم الديمقراطية إلى ابعد مما يجب ...
•- آني عراقي ...
•- آني من بغداد ...
•- آني من الحلة ...
•- من الديوانية ...
•- من ديالى ...
•- آني أحب الدولمة ...
•- آني أحب السمج المسكوف ...
•- العراقي يكول شكو ماكو ...
•- الصبح اودي الجهال للمدرسة ...
•- العراقي شلون نعرف ؟...
•- من غيرته ...
•- من شهامته ...
•- العراق لكل العراقيين ...
نحن شعب عاطفي من لب الأرض إلى عنان السماء .. وإلا كيف تفسرين لي عودة احد أصدقائي .. واسمه وسام .. إلى بغداد .. بعد وصوله إلى هنا ببضعة أسابيع نتيجة إدمانه على أغاني حسام الرسام !...
أتذكر إنني قلت له منذ اليوم الأول الذي وصل فيه إلى هنا :- انته مو راعي طويله !.. وفي مساء احد الأيام .. تحدث مع والدته عبر الهاتف وبدأ يبكي كطفل أضاع الطريق وهو يغني لها :-
انحرمتي هوايه يا يمه انحرمتي
غير فراكنا وهمنا شعرفتي
صديقتي هيكارو ...
تابعت قبل أيام برنامجا صباحيا على إحدى القنوات الفضائية العراقية .. حيث ناقش مقدموه الثلاثة خبرا عن طبيب هندي حكم عليه بالسجن عام واحد بسبب تلقيه رشوة تعادل خمسين سنت تقريبا !.. لكن مقدمي البرنامج لم يتوسعوا في مناقشة الموضوع حفاظا على وظائفهم !...
كم أتمنى لو تحتلنا الهند وتطبق علينا قوانينها الرائعة !!...
•- انته كل عقلك !...
•- انته شلون صايييير !...
•- كيف تجرؤ ايها الوقح ؟!...
•- كم ينطبق عليك قول السياب :- لم أنت أحقر ما يكون عليه إنسان حقير !...
لكن إذا حدث هذا .. فالسؤال الذي يطرح نفسه أرضا .. ويضرب نفسه أرضا .. ويصيح ويولول ويمزق دشداشته ويهيل التراب على رأسه كأم عراقية فقدت أبنائها الثلاثة في انفجار سيارة مفخخة ...
•- كيف ستوفر حكومة الاحتلال الهندي سجونا لمئات من المسؤولين الحاليين في الوزارات والمحافظات ودوائر الدولة ؟!!!...
أخيرا ...
كوني بخير حبيبتي هيكارو .. وحفظ الله شعبنا وأرضنا .. وسلمي لي كثيرا على عمي دامبي .. ودجلة والفرات .. وتمثال السياب .. وقبر أطوار بهجت !...
السبت يناير 21, 2017 12:06 pm من طرف عدنان المعموري
» قصيده بعنوان كافي
الجمعة ديسمبر 19, 2014 7:50 am من طرف عدنان المعموري
» عن لسان ام الشاعر الراحل رحيم المالكي
الأحد يوليو 06, 2014 1:52 pm من طرف عدنان المعموري
» القصيدة التي أغضبت سلاطين المنطقة الخضراء
الثلاثاء أكتوبر 02, 2012 12:44 pm من طرف عدنان المعموري
» قصة مؤثرة عن غيرة النساء
الجمعة يونيو 29, 2012 1:06 am من طرف عدنان المعموري
» أبن شقيق الجعفري يكشف تفاصيل الاعتداء عليه بالضرب من قبل أبن شقيقة المالكي وأقربائه
الأربعاء مايو 23, 2012 12:06 pm من طرف عدنان المعموري
» يا احبيب / صاحب الضويري
السبت مايو 12, 2012 12:24 am من طرف عدنان المعموري
» خانقين..الوردة البيضاء..مدينة التآخي والسلام
الخميس فبراير 16, 2012 12:16 pm من طرف حسين:خانقين
» هدية لكم جميعا..مع باقات من النرجس من على سفوح جبال كردستان
الخميس فبراير 16, 2012 5:21 am من طرف حسين:خانقين
» الأشعة..منافعها واضرارها وهذا الحديث مع طبيبة اختصاصية في م. خانقين
الخميس فبراير 16, 2012 5:06 am من طرف حسين:خانقين
» دعوة للمشاركة
الخميس أكتوبر 06, 2011 9:22 am من طرف د.مسلم بديري
» قصص قصيرة جدا
الإثنين يوليو 18, 2011 5:00 pm من طرف د.مسلم بديري
» قصيدة (جيش الشيب) للشاعر الشاب سعد السوداني
الجمعة يونيو 24, 2011 11:49 am من طرف عدنان المعموري
» قصيدة (جيش الشيب) للشاعر الشاب سعد السوداني
الجمعة يونيو 24, 2011 11:47 am من طرف عدنان المعموري
» زعلتك صدك
الثلاثاء يونيو 21, 2011 1:22 pm من طرف عدنان المعموري
» يا احبيب /للشاعر صاحب الضويري
الإثنين يونيو 13, 2011 11:49 am من طرف عدنان المعموري
» أكميله للشاعر عارف مأمون
الإثنين أبريل 04, 2011 8:17 am من طرف عدنان المعموري
» كل ساعة انذبح من عرست لليوم وكل ساعة انسحك بجدام تذكارك
الإثنين أبريل 04, 2011 8:13 am من طرف عدنان المعموري
» قراءة الواقع الثقافي في العراق
السبت مارس 12, 2011 1:13 pm من طرف قاسم المعموري
» اشعل فتيلها الكادحون والرافضون للظلم
الثلاثاء مارس 08, 2011 1:05 pm من طرف قاسم المعموري