حسن العلوي .. سيرة سرسري - أحمد السماوي
في عام 1983 وقف حسن العلوي في بيت الحاج رضا الأسدي (والد نجاح الأسدي) وأمام جمع من علماء الدين ووجوه المعارضة العراقية وقال:
أنا السيد حسن بن السيد عليوي العلوي .. أنا كنت من سرسرية صدام حسين .. فهل لي عندكم من توبة؟ فرد عليه الشيخ محمد باقر الناصري قائلاً: إذا كانت توبتك مخلصة فقد قبلناها.
ويجب أن أوضح هنا، بأنني لم أقصد بعنوان المقالة أن أشتم الرجل .. وإنما هو الذي وصف نفسه بذلك الوصف، في لحظة اعتبرها كثيرون، بأنها لحظة صفاء مع النفس، ثم ظهر أنها ليست سوى لقطة انتهازية عابرة، أراد بها حسن العلوي أن يخترق المعارضة ويتصدر صفوفها.
ولنبدأ قصة الرجل منذ بدايته .. وقبل أن نبدأ لابد من الإشارة إلى أن لحسن العلوي حاسة (انتهازية) فظيعة، استطاع أن يتعرّف من خلالها، مرات عديدة، على الجهة التي يستطيع أن يستفيد منها والتي بالتالي يجب أن يقف إلى جانبها.
فرغم ما زرع فقر عائلة حسن العلوي المدقع – فوالده عامل يقيم وعائلته في أكواخ الكرخ الطينية – عندها من عداوة وحسد شديدين، لعائلة ابن خاله عدنان الحمداني الغنية الموسرة، فقد تزوج من أخت الأخير. واتخذ من علاقته به، طريقاً للوصول إلى صدام حسين والتقرب منه. فالمعروف أن عدنان حسين – وحتى إعدامه عام 1979 – كان أقرب البعثيين لصدام حسين وأكثرهم تأثيراً عليه. وهكذا انتقل حسن العلوي – بجهود ابن خاله عدنان – من منصب إلى منصب حتى أصبح رئيساً لتحرير مجلة ألف باء.
ولابد هنا من الإشارة إلى أن حسن العلوي، كان قد سمى ابنه البِكر (عمراً)، وصار يُكنّى بأبي عمر. وليس لهذه الملاحظة من معنى، لولا أن حسن العلوي نفسه، وفي كتابه الشيعة والدولة القومية، ذكر بأن الموظفين الشيعة الكبار في الدولة العراقية يسمون أولادهم بأسماء سنّية ليغطوا على شيعيتهم، وليتقربوا من مراكز القرار، وقد ضرب حسن العلوي مثلاً بحسين الصافي وزير العدل آنذاك والذي سمى ابنه عمر (وضرب لنا مثلاً ونسي خلقه).
وعندما وقعت انتفاضة النجف عام 1977 سارع حسن العلوي، وفي مجلته ألف باء، بتقديم بعض نشطاء الانتفاضة، وفي مقدمتهم عباس هادي عجينة، ووصفهم بأنهم لوطيون .. الخ. (ألف باء، العدد 440، 23 شباط 1977).
المفارقة أن حسن العلوي وبعد انضمامه للمعارضة، وفي كتابه العراق دولة المنظمة السرية (ص 29)، اعتبر ربط صدام حسين لاغتيال اللواء عبد الكريم مصطفى نصرت زعيم حزب البعث اليساري بعلاقة شاذة بأنها (تخلو من الشهامة) !.
إن حسن العلوي يصوّر للقراء والمشاهدين علاقته بصدام حسين، علاقة صديق بصديقه، ورفيق برفيقه، وأحياناً يريد أن يومئ لنا بأن علاقته بصدام هي كعلاقة هيكل بعبد الناصر. ولا أعتقد أن الأمر ينطلي على أي عراقي، فصدام حوّل جميع من حوله إلى خدم ومرافقين وتابعين، بحيث أن كل أعضاء (مجلس قيادة الثورة) كانوا يخاطبونه بكلمة (سيدي)، وعندما يسلمون عليه في المناسبات، كانوا لا يجرؤون على تقبيله وإنما يقومون بتقبيل أكتافه. بل وجعل من الرجل الذي كسبه (أي صدام) إلى الحزب، أواخر عام 1958، وهو غانم عبد الجليل، مديراً لمكتبه، وكأنه أراد بذلك تحقيره واستصغاره. (على حافة الهاوية، ص 104 – 105).
ومن جهة أخرى فإن حسن العلوي، غير معروف بالشجاعة، ولا بقوة الشخصية، ولا بالشهامة، حتى يقنعنا بأنه كان لا يرضى بأن يعامله صدام إلا بندية واحترام.
إن حسن العلوي أًصبح أحد أتباع صدام المقربين إليه، بما كان يدبجه له من مقالات التمجيد والمديح، التي وصلت حد السماجة. كما في مقاله الشهير عن البلاغة الجديدة، التي تتمثل في خطب صدام، والتي دونها بلاغة الجاحظ، وبالتالي فإن على المثقفين العرب، ألا يبحثوا عن قواعد البلاغة عند الجرجاني وغيره، وإنما عليهم أن يتعلموها من خطب صدام حسين.
وأذكر أن أحد علماء الدين الكبار علّق وهو يقرأ مقالة العلوي هذه بأنه لو كان محل صدام لأمر بإحضار هذا الكاتب – ولم نكن يومئذ نعرف من هذا العلوي، وكانت الشائعات تقول أنه مدرس لغة عربية من مدينة الفلوجة – والقول له إنك تضحك عليّ بمقالك هذا، فأنا لا أتكلم ولا أخطب إلا بالعامية، فعن أي بلاغة تتحدث !!
وعندما قبض صدام على عدنان حسين – عام 1979 – كان حسن العلوي في لندن، فأرسل من هناك، وفي موقف يدل على نذالة الرجل وخسّته، برقيته المشهورة التي قال فيها: (انتصاركم على المؤامرة الخيانية الغادرة للأمة العربية وقضاياها ومستقبلها المشرق .. الخ). (ألف باء، العدد 567، 8 آب 1976).
ولكن صدام المعروف بحماقته وعشائريته، لم يصدّق حسن العلوي، وهو يشتم ابن خاله عدنان حسين، بل طبّق عليه قانون معاقبة ذوي المتهم حتى الدرجة الرابعة، وألقاه في السجن. ويعلّق حسن العلوي على ذلك قائلاً: (إنه لا يصدق أن شخصاً مثلي كان يحبه). (العراق دولة المنظمة السرية، ص 74)
وفي السجن تبرّع حسن العلوي، بتأليف كتاب أسماه (دماء على نهر الكرخة)، شتم فيه التشيّع والشيعة وإيران. فقرر فاضل براك مدير الأمن العام آنذاك، أن يرسل حسن العلوي ليصدر صحيفة في الخارج، وزوده بمليون دولار. ولكن حسن العلوي أخذ المليون وهرب إلى أسبانيا، حيث اختفى هناك. ولكنه فوجئ بتلفون شقته يرن، وإذا بفاضل براك يعاتبه بود ورقة. فأدرك حسن العلوي أن الأمن العراقي قد استدل عليه، فهرب إلى سوريا.
أنا السيد حسن بن السيد عليوي العلوي .. أنا كنت من سرسرية صدام حسين .. فهل لي عندكم من توبة؟ فرد عليه الشيخ محمد باقر الناصري قائلاً: إذا كانت توبتك مخلصة فقد قبلناها.
ويجب أن أوضح هنا، بأنني لم أقصد بعنوان المقالة أن أشتم الرجل .. وإنما هو الذي وصف نفسه بذلك الوصف، في لحظة اعتبرها كثيرون، بأنها لحظة صفاء مع النفس، ثم ظهر أنها ليست سوى لقطة انتهازية عابرة، أراد بها حسن العلوي أن يخترق المعارضة ويتصدر صفوفها.
ولنبدأ قصة الرجل منذ بدايته .. وقبل أن نبدأ لابد من الإشارة إلى أن لحسن العلوي حاسة (انتهازية) فظيعة، استطاع أن يتعرّف من خلالها، مرات عديدة، على الجهة التي يستطيع أن يستفيد منها والتي بالتالي يجب أن يقف إلى جانبها.
فرغم ما زرع فقر عائلة حسن العلوي المدقع – فوالده عامل يقيم وعائلته في أكواخ الكرخ الطينية – عندها من عداوة وحسد شديدين، لعائلة ابن خاله عدنان الحمداني الغنية الموسرة، فقد تزوج من أخت الأخير. واتخذ من علاقته به، طريقاً للوصول إلى صدام حسين والتقرب منه. فالمعروف أن عدنان حسين – وحتى إعدامه عام 1979 – كان أقرب البعثيين لصدام حسين وأكثرهم تأثيراً عليه. وهكذا انتقل حسن العلوي – بجهود ابن خاله عدنان – من منصب إلى منصب حتى أصبح رئيساً لتحرير مجلة ألف باء.
ولابد هنا من الإشارة إلى أن حسن العلوي، كان قد سمى ابنه البِكر (عمراً)، وصار يُكنّى بأبي عمر. وليس لهذه الملاحظة من معنى، لولا أن حسن العلوي نفسه، وفي كتابه الشيعة والدولة القومية، ذكر بأن الموظفين الشيعة الكبار في الدولة العراقية يسمون أولادهم بأسماء سنّية ليغطوا على شيعيتهم، وليتقربوا من مراكز القرار، وقد ضرب حسن العلوي مثلاً بحسين الصافي وزير العدل آنذاك والذي سمى ابنه عمر (وضرب لنا مثلاً ونسي خلقه).
وعندما وقعت انتفاضة النجف عام 1977 سارع حسن العلوي، وفي مجلته ألف باء، بتقديم بعض نشطاء الانتفاضة، وفي مقدمتهم عباس هادي عجينة، ووصفهم بأنهم لوطيون .. الخ. (ألف باء، العدد 440، 23 شباط 1977).
المفارقة أن حسن العلوي وبعد انضمامه للمعارضة، وفي كتابه العراق دولة المنظمة السرية (ص 29)، اعتبر ربط صدام حسين لاغتيال اللواء عبد الكريم مصطفى نصرت زعيم حزب البعث اليساري بعلاقة شاذة بأنها (تخلو من الشهامة) !.
إن حسن العلوي يصوّر للقراء والمشاهدين علاقته بصدام حسين، علاقة صديق بصديقه، ورفيق برفيقه، وأحياناً يريد أن يومئ لنا بأن علاقته بصدام هي كعلاقة هيكل بعبد الناصر. ولا أعتقد أن الأمر ينطلي على أي عراقي، فصدام حوّل جميع من حوله إلى خدم ومرافقين وتابعين، بحيث أن كل أعضاء (مجلس قيادة الثورة) كانوا يخاطبونه بكلمة (سيدي)، وعندما يسلمون عليه في المناسبات، كانوا لا يجرؤون على تقبيله وإنما يقومون بتقبيل أكتافه. بل وجعل من الرجل الذي كسبه (أي صدام) إلى الحزب، أواخر عام 1958، وهو غانم عبد الجليل، مديراً لمكتبه، وكأنه أراد بذلك تحقيره واستصغاره. (على حافة الهاوية، ص 104 – 105).
ومن جهة أخرى فإن حسن العلوي، غير معروف بالشجاعة، ولا بقوة الشخصية، ولا بالشهامة، حتى يقنعنا بأنه كان لا يرضى بأن يعامله صدام إلا بندية واحترام.
إن حسن العلوي أًصبح أحد أتباع صدام المقربين إليه، بما كان يدبجه له من مقالات التمجيد والمديح، التي وصلت حد السماجة. كما في مقاله الشهير عن البلاغة الجديدة، التي تتمثل في خطب صدام، والتي دونها بلاغة الجاحظ، وبالتالي فإن على المثقفين العرب، ألا يبحثوا عن قواعد البلاغة عند الجرجاني وغيره، وإنما عليهم أن يتعلموها من خطب صدام حسين.
وأذكر أن أحد علماء الدين الكبار علّق وهو يقرأ مقالة العلوي هذه بأنه لو كان محل صدام لأمر بإحضار هذا الكاتب – ولم نكن يومئذ نعرف من هذا العلوي، وكانت الشائعات تقول أنه مدرس لغة عربية من مدينة الفلوجة – والقول له إنك تضحك عليّ بمقالك هذا، فأنا لا أتكلم ولا أخطب إلا بالعامية، فعن أي بلاغة تتحدث !!
وعندما قبض صدام على عدنان حسين – عام 1979 – كان حسن العلوي في لندن، فأرسل من هناك، وفي موقف يدل على نذالة الرجل وخسّته، برقيته المشهورة التي قال فيها: (انتصاركم على المؤامرة الخيانية الغادرة للأمة العربية وقضاياها ومستقبلها المشرق .. الخ). (ألف باء، العدد 567، 8 آب 1976).
ولكن صدام المعروف بحماقته وعشائريته، لم يصدّق حسن العلوي، وهو يشتم ابن خاله عدنان حسين، بل طبّق عليه قانون معاقبة ذوي المتهم حتى الدرجة الرابعة، وألقاه في السجن. ويعلّق حسن العلوي على ذلك قائلاً: (إنه لا يصدق أن شخصاً مثلي كان يحبه). (العراق دولة المنظمة السرية، ص 74)
وفي السجن تبرّع حسن العلوي، بتأليف كتاب أسماه (دماء على نهر الكرخة)، شتم فيه التشيّع والشيعة وإيران. فقرر فاضل براك مدير الأمن العام آنذاك، أن يرسل حسن العلوي ليصدر صحيفة في الخارج، وزوده بمليون دولار. ولكن حسن العلوي أخذ المليون وهرب إلى أسبانيا، حيث اختفى هناك. ولكنه فوجئ بتلفون شقته يرن، وإذا بفاضل براك يعاتبه بود ورقة. فأدرك حسن العلوي أن الأمن العراقي قد استدل عليه، فهرب إلى سوريا.
السبت يناير 21, 2017 12:06 pm من طرف عدنان المعموري
» قصيده بعنوان كافي
الجمعة ديسمبر 19, 2014 7:50 am من طرف عدنان المعموري
» عن لسان ام الشاعر الراحل رحيم المالكي
الأحد يوليو 06, 2014 1:52 pm من طرف عدنان المعموري
» القصيدة التي أغضبت سلاطين المنطقة الخضراء
الثلاثاء أكتوبر 02, 2012 12:44 pm من طرف عدنان المعموري
» قصة مؤثرة عن غيرة النساء
الجمعة يونيو 29, 2012 1:06 am من طرف عدنان المعموري
» أبن شقيق الجعفري يكشف تفاصيل الاعتداء عليه بالضرب من قبل أبن شقيقة المالكي وأقربائه
الأربعاء مايو 23, 2012 12:06 pm من طرف عدنان المعموري
» يا احبيب / صاحب الضويري
السبت مايو 12, 2012 12:24 am من طرف عدنان المعموري
» خانقين..الوردة البيضاء..مدينة التآخي والسلام
الخميس فبراير 16, 2012 12:16 pm من طرف حسين:خانقين
» هدية لكم جميعا..مع باقات من النرجس من على سفوح جبال كردستان
الخميس فبراير 16, 2012 5:21 am من طرف حسين:خانقين
» الأشعة..منافعها واضرارها وهذا الحديث مع طبيبة اختصاصية في م. خانقين
الخميس فبراير 16, 2012 5:06 am من طرف حسين:خانقين
» دعوة للمشاركة
الخميس أكتوبر 06, 2011 9:22 am من طرف د.مسلم بديري
» قصص قصيرة جدا
الإثنين يوليو 18, 2011 5:00 pm من طرف د.مسلم بديري
» قصيدة (جيش الشيب) للشاعر الشاب سعد السوداني
الجمعة يونيو 24, 2011 11:49 am من طرف عدنان المعموري
» قصيدة (جيش الشيب) للشاعر الشاب سعد السوداني
الجمعة يونيو 24, 2011 11:47 am من طرف عدنان المعموري
» زعلتك صدك
الثلاثاء يونيو 21, 2011 1:22 pm من طرف عدنان المعموري
» يا احبيب /للشاعر صاحب الضويري
الإثنين يونيو 13, 2011 11:49 am من طرف عدنان المعموري
» أكميله للشاعر عارف مأمون
الإثنين أبريل 04, 2011 8:17 am من طرف عدنان المعموري
» كل ساعة انذبح من عرست لليوم وكل ساعة انسحك بجدام تذكارك
الإثنين أبريل 04, 2011 8:13 am من طرف عدنان المعموري
» قراءة الواقع الثقافي في العراق
السبت مارس 12, 2011 1:13 pm من طرف قاسم المعموري
» اشعل فتيلها الكادحون والرافضون للظلم
الثلاثاء مارس 08, 2011 1:05 pm من طرف قاسم المعموري