جلال الصغيريشارك في الأنتخابات الإيرانية ويمنعها على العراقيين الدكتور ثامر عبد الحميد المرهج

جلال الصغيريشارك في الأنتخابات الإيرانية ويمنعها على العراقيين

الدكتور ثامر عبد الحميد المرهج
في البدء أود أن أشير الى إني رجل أكاديمي عراقي، أعمل أستاذاً في جامعة البحرين، لا أحب السياسة، ولا أتعاطى مع مفرداتها، لذلك اخترت طائعاً العمل والإقامة في البحرين، فهذه الدولة الصغيرة تمنح لضيوفها مساحة من الحرية، وهامشاً في التفكير الحر. كما إني أكره التفرقة، والعنصرية، والطائفية. لكنَّ تقاطعي مع السياسة، لايبعد تفكيري عن هموم شعبي، وقضايا وطني المصيرية مهما كان حجمها.

وأمس، وأنا أتابع قناة الفضائية العراقية، إستوقفني النقل الخاص بجلسة مجلس النواب، وتحديداً موضوع قانون الإنتخابات، حيث تحدث في هذه الجلسة عدد غير قليل من النواب العراقيين، وقد كان من بينهم كريم اليعقوبي، وجلال الدين الصغير، وعبد الكريم العنزي، وحميد مجيد موسى، وقد فاجأني النائب جلال الدين الصغير في حديثه عن مشاركة العراقيين المقيمين في الخارج عندما وقف معترضاً بشدة على مشاركتهم في الإنتخابات القادمة، مطالباً بمنع أكثر من خمسة ملايين عراقي دفعتهم الظروف القسرية الى مغادرة وطنهم العراق من هذه المشاركة الوطنية، والديمقراطية والدستورية.
ومن البديهي أن يفاجأني النائب الصغير بإعتراضه على المشاركة، إذ ليس هناك في كل برلمانات العالم نائب يعترض على مشاركة أبناء شعبه في تقرير مصير بلدهم، سواء كانوا في الداخل، او في الخارج.
وكم تمنيت أن يكون للنائب الصغير موقف آخر، موقف مميز وقوي يدعم مشاركة العراقيين في الخارج، وليس العكس. فالصغير أحد النواب العراقيين الذين جاءوا الى البرلمان بأصوات الناخبين في الداخل والخارج معاً، وعلى عاتقه مسؤولية وطنية وأخلاقية تفرض عليه المطالبة بحقوق الشعب العراقي، فضلاً عن أن النائب جلال الدين الصغير يعرف ويقدِّر حقوق (المواطنين) في الخارج أكثرمن غيره، فهو الذي شارك في الإنتخابات الرئاسية الإيرانية التي جرت قبل شهور، بإعتباره مواطناً إيرانياً يحق له دستورياً الإدلاء بصوته الإنتخابي، لذا فإن عليه تفهم حقوق المواطنين العراقيين في الخارج أيضاً، فيساعدهم على المشاركة في الإنتخابات، مثلما شارك هو في الإنتخابات الإيرانية، وقد برر الصغير إعتراضه على توقعه بتزوير الأنتخابات في الخارج، وكأن الإنتخابات في الداخل لم تتعرض للتشكيك من الصغير وغيره من النواب، وإلا لم جاءوا برئيس مفوضية الإنتخابات الى البرلمان لإستجوابه؟؟
وللمفارقة، فإن النائب عبد الكريم العنزي الذي وقف أمس معترضاً على مشاركة العراقيين في الخارج بالإنتخابات البرلمانية القادمة، كان هو الآخر قد شارك في الإنتخابات الإيرانية، بإعتباره مواطناً إيرانياً - على ذمة بعض الصحف الخليجية، ومواقع الأنترنيت - التي نشرت وقتها إنباء عن مشاركة عدد من النواب العراقيين في الإنتخابات الإيرانية، والمضحك في تبرير النائب العنزي قوله بأن فساداً مالياً يعتري إنتخابات الخارج. فهل أن إنتخابات ( الداخل)، ومجمل العملية السياسية، كانت نظيفة من الفساد المالي والإداري؟