الكوميديا الايرانية السوداء-24
مستقبل الانتفاضة والنظام (1-2)
عبد الكريم عبد الله
abdollah1950@gmail.com
من المؤكد ان ملهاة الانتخابات التي اصطلحنا على تسميتها الكوميديا الايرانية السوداء، انتجت ثمرة مرة للنظام، طيبة لقوى المعارضة والشعب الايراني حين كشفت عمق الهوة القائمة بين النظام وشعوب ايران وفجرت الصراع الكامن علنا وفي الشارع ضد الراس الاكبر مباشرة اي ضدالولي الفقيه خامنئي وهو ما كنا نتوقعه بناءا على رصدنا لمسار الاحداث طيلة ثلاثين عاما من العلاقة بين الشعوب الايرانية وجلادها الاكبر الولي الفقيه وما لم يكن يتوقعه احد اخر كسابقة نظرا لنجاح النظام في خداع الكثيرين من المتابعين لحركة الحياة السياسية على الساحة الايرانية الداخلية بشكل خاص بسبب سياسته القائمة على قمع الاعلام وغلق الابواب في وجهه لمعرفة الحقيقة، بينما كنا نراكم احداثا سابقة تجلت في تظاهرات الطلبة والعمال والموظفين والنساء وشرائح شعبية متضررة اخرى والشعارات التي رفعت خلال هذه التظاهرات وردود افعال النظام والمواطنين لنصل الى النتيجة التي ذكرناها في كتاباتنا السابقة التي بدت وكانها تنبؤات، وعلى اية حال يبرز الان سؤال على جانب كبير من الاهمية هو ما الذي تجري اليه الامور الان وعلى المدى المنظور على الساحة الايرانية؟ او ما هو مستقبل الانتفاضة والنظام؟؟ وتجيب المقاومة الايرانية على هذا السؤال بالقول، ان هناك نتيجتين محتملتين مستقبلاً هما ان يفشل النظام في رأب الصدع في القمة بين صفوفه وفي النهاية يخفق في قمع الانتفاضة. وفي مثل هذا السيناريو، الانتفاضة ستستمرّ حتى سقوط النظام. أما النتيجة المحتملة الثانية فهي أن النظام يستطيع رأب الصدع في القمة ويقمع الانتفاضة بالكامل. وفي الحالة الاولى تقول المقاومة:
((- من الواضح أن استمرار الانتفاضة سيكون السيناريو المناسب والأكثر فائدة للمقاومة، وعلينا أن نبذل من الجهود أقصى ما يمكن لتحقيق ذلك، لأن سقوط نظام ولاية الفقيه ووصول نظام جديد، حتى لو كان نظاما ديمقراطيا نسبيا إلى السلطة يفيدان أكبر الفائدة بالنسبة للمواطنين والمقاومة الإيرانية. فليس مهمًا لدى المقاومة طبيعة دورها أو كمية تأثيرها بعد سقوط النظام. المهم أن تمارس حقّها في النشاط السياسي والحياة السياسية في ظل النظام الجديد وتكون لها مكاتبها الخاصة وتكون قادرة على المشاركة في الانتخابات الحرّة. وفي تلك الحالة، فان أفضل مقياس سيكون قرار وصوت الشعب.
- وتمضي المقاومة في اجابتها على السؤال بالقول :يفترض بعض الناس بأنّه إذا استمرت الانتفاضة فقد تحاول بعض القوى العالمية صنع بدائل جديدة للنظام ليستبعدوا المقاومة عن المسرح السياسي. هذه الفرضية خاطئة تمامًا من وجهة نظر المقاومة .. فالهدف الوحيد للمقاومة ومنظمة مجاهدي خلق الإيرانية تحديدا لم يكن إلا إسقاط نظام ولاية الفقيه وتحقيق الديمقراطية في إيران ، وإذا كانت هناك بدائل أخرى تصنع وتسقط ولاية الفقيه فهذا هو الهدف المنشود للمقاومة وترحب به. لا تريد منظمة مجاهدي خلق الإيرانية إلا حق النشاط السياسي الحر وانتخابات حرّة. ناهيك عن كون التجربة قد أثبتت أن صنع البديل ليس مهمّة سهلة، وخلال السنوات الـ30 الماضية اخفقت كلّ الجهود لتأسيس بديل ، يمكن ان يحل محل منظمة مجاهدي خلق الإيرانية والمجلس الوطني لمقاومة الإيرانية.
ونذكرهنا بتجربة عهد الشاه. فعندما سقط حكم الشاه، كان أعضاء منظمة مجاهدي خلق الإيرانية قد خرجوا من السجن حديثًا ولم تكن لديهم منظمة خارج السجن ولا أية آلة للدعاية والإعلام والتنظيم كما هو الآن. وكان عدد كوادرهم أقل من واحد بالمائة مما هو الآن. ولكن فور أن تمكنوا من ممارسة النشاط في بيئة شبه ديمقراطية استطاعوا سدّ الفراغ بسرعة وأصبحوا معارضة جدّية وبديلاً للنظام خلال بضعة أشهر. وفي غضون 11 شهرًا فقط بعد سقوط الشاه، انتشرت قاعدة منظمة مجاهدي خلق الإيرانية إلى حد شعر فيه خميني بقلق جاد بأنّه إذا بقى السّيد رجوي كمرشّح في الانتخابات الرئاسية، ثمّ تجري دورة ثانية من الانتخابات فسوف تكون لديه فرصة جيدة جدا للفوز. لذلك وعلى نقيض وعده السابق بأن لا يتدخّل في الانتخابات، أصدر خميني فتوى خلال أيام قليلة فقط قبيل الانتخابات برفض ترشيح السّيد رجوي))
ونحن نرى ان هذا التشخيص والتحليل والقراءة المنطقية والواقعية لمستقبل النظام هي القراءة الصحيحة التي لا تعتمد التصنع والفبركة والاجدعاء وانما هي قراءة قائمة على كل ما هو موجود وفاعل وهو ما تثبته حركة المتغيرات الان على الساحة الايرانية وتبلور التجمعات والاصطفافات بين الجماهير ورموزالنظام وفي الحلقة القادمة سنقرأ النتيجة المحتملة الثانية.
مستقبل الانتفاضة والنظام (1-2)
عبد الكريم عبد الله
abdollah1950@gmail.com
من المؤكد ان ملهاة الانتخابات التي اصطلحنا على تسميتها الكوميديا الايرانية السوداء، انتجت ثمرة مرة للنظام، طيبة لقوى المعارضة والشعب الايراني حين كشفت عمق الهوة القائمة بين النظام وشعوب ايران وفجرت الصراع الكامن علنا وفي الشارع ضد الراس الاكبر مباشرة اي ضدالولي الفقيه خامنئي وهو ما كنا نتوقعه بناءا على رصدنا لمسار الاحداث طيلة ثلاثين عاما من العلاقة بين الشعوب الايرانية وجلادها الاكبر الولي الفقيه وما لم يكن يتوقعه احد اخر كسابقة نظرا لنجاح النظام في خداع الكثيرين من المتابعين لحركة الحياة السياسية على الساحة الايرانية الداخلية بشكل خاص بسبب سياسته القائمة على قمع الاعلام وغلق الابواب في وجهه لمعرفة الحقيقة، بينما كنا نراكم احداثا سابقة تجلت في تظاهرات الطلبة والعمال والموظفين والنساء وشرائح شعبية متضررة اخرى والشعارات التي رفعت خلال هذه التظاهرات وردود افعال النظام والمواطنين لنصل الى النتيجة التي ذكرناها في كتاباتنا السابقة التي بدت وكانها تنبؤات، وعلى اية حال يبرز الان سؤال على جانب كبير من الاهمية هو ما الذي تجري اليه الامور الان وعلى المدى المنظور على الساحة الايرانية؟ او ما هو مستقبل الانتفاضة والنظام؟؟ وتجيب المقاومة الايرانية على هذا السؤال بالقول، ان هناك نتيجتين محتملتين مستقبلاً هما ان يفشل النظام في رأب الصدع في القمة بين صفوفه وفي النهاية يخفق في قمع الانتفاضة. وفي مثل هذا السيناريو، الانتفاضة ستستمرّ حتى سقوط النظام. أما النتيجة المحتملة الثانية فهي أن النظام يستطيع رأب الصدع في القمة ويقمع الانتفاضة بالكامل. وفي الحالة الاولى تقول المقاومة:
((- من الواضح أن استمرار الانتفاضة سيكون السيناريو المناسب والأكثر فائدة للمقاومة، وعلينا أن نبذل من الجهود أقصى ما يمكن لتحقيق ذلك، لأن سقوط نظام ولاية الفقيه ووصول نظام جديد، حتى لو كان نظاما ديمقراطيا نسبيا إلى السلطة يفيدان أكبر الفائدة بالنسبة للمواطنين والمقاومة الإيرانية. فليس مهمًا لدى المقاومة طبيعة دورها أو كمية تأثيرها بعد سقوط النظام. المهم أن تمارس حقّها في النشاط السياسي والحياة السياسية في ظل النظام الجديد وتكون لها مكاتبها الخاصة وتكون قادرة على المشاركة في الانتخابات الحرّة. وفي تلك الحالة، فان أفضل مقياس سيكون قرار وصوت الشعب.
- وتمضي المقاومة في اجابتها على السؤال بالقول :يفترض بعض الناس بأنّه إذا استمرت الانتفاضة فقد تحاول بعض القوى العالمية صنع بدائل جديدة للنظام ليستبعدوا المقاومة عن المسرح السياسي. هذه الفرضية خاطئة تمامًا من وجهة نظر المقاومة .. فالهدف الوحيد للمقاومة ومنظمة مجاهدي خلق الإيرانية تحديدا لم يكن إلا إسقاط نظام ولاية الفقيه وتحقيق الديمقراطية في إيران ، وإذا كانت هناك بدائل أخرى تصنع وتسقط ولاية الفقيه فهذا هو الهدف المنشود للمقاومة وترحب به. لا تريد منظمة مجاهدي خلق الإيرانية إلا حق النشاط السياسي الحر وانتخابات حرّة. ناهيك عن كون التجربة قد أثبتت أن صنع البديل ليس مهمّة سهلة، وخلال السنوات الـ30 الماضية اخفقت كلّ الجهود لتأسيس بديل ، يمكن ان يحل محل منظمة مجاهدي خلق الإيرانية والمجلس الوطني لمقاومة الإيرانية.
ونذكرهنا بتجربة عهد الشاه. فعندما سقط حكم الشاه، كان أعضاء منظمة مجاهدي خلق الإيرانية قد خرجوا من السجن حديثًا ولم تكن لديهم منظمة خارج السجن ولا أية آلة للدعاية والإعلام والتنظيم كما هو الآن. وكان عدد كوادرهم أقل من واحد بالمائة مما هو الآن. ولكن فور أن تمكنوا من ممارسة النشاط في بيئة شبه ديمقراطية استطاعوا سدّ الفراغ بسرعة وأصبحوا معارضة جدّية وبديلاً للنظام خلال بضعة أشهر. وفي غضون 11 شهرًا فقط بعد سقوط الشاه، انتشرت قاعدة منظمة مجاهدي خلق الإيرانية إلى حد شعر فيه خميني بقلق جاد بأنّه إذا بقى السّيد رجوي كمرشّح في الانتخابات الرئاسية، ثمّ تجري دورة ثانية من الانتخابات فسوف تكون لديه فرصة جيدة جدا للفوز. لذلك وعلى نقيض وعده السابق بأن لا يتدخّل في الانتخابات، أصدر خميني فتوى خلال أيام قليلة فقط قبيل الانتخابات برفض ترشيح السّيد رجوي))
ونحن نرى ان هذا التشخيص والتحليل والقراءة المنطقية والواقعية لمستقبل النظام هي القراءة الصحيحة التي لا تعتمد التصنع والفبركة والاجدعاء وانما هي قراءة قائمة على كل ما هو موجود وفاعل وهو ما تثبته حركة المتغيرات الان على الساحة الايرانية وتبلور التجمعات والاصطفافات بين الجماهير ورموزالنظام وفي الحلقة القادمة سنقرأ النتيجة المحتملة الثانية.
السبت يناير 21, 2017 12:06 pm من طرف عدنان المعموري
» قصيده بعنوان كافي
الجمعة ديسمبر 19, 2014 7:50 am من طرف عدنان المعموري
» عن لسان ام الشاعر الراحل رحيم المالكي
الأحد يوليو 06, 2014 1:52 pm من طرف عدنان المعموري
» القصيدة التي أغضبت سلاطين المنطقة الخضراء
الثلاثاء أكتوبر 02, 2012 12:44 pm من طرف عدنان المعموري
» قصة مؤثرة عن غيرة النساء
الجمعة يونيو 29, 2012 1:06 am من طرف عدنان المعموري
» أبن شقيق الجعفري يكشف تفاصيل الاعتداء عليه بالضرب من قبل أبن شقيقة المالكي وأقربائه
الأربعاء مايو 23, 2012 12:06 pm من طرف عدنان المعموري
» يا احبيب / صاحب الضويري
السبت مايو 12, 2012 12:24 am من طرف عدنان المعموري
» خانقين..الوردة البيضاء..مدينة التآخي والسلام
الخميس فبراير 16, 2012 12:16 pm من طرف حسين:خانقين
» هدية لكم جميعا..مع باقات من النرجس من على سفوح جبال كردستان
الخميس فبراير 16, 2012 5:21 am من طرف حسين:خانقين
» الأشعة..منافعها واضرارها وهذا الحديث مع طبيبة اختصاصية في م. خانقين
الخميس فبراير 16, 2012 5:06 am من طرف حسين:خانقين
» دعوة للمشاركة
الخميس أكتوبر 06, 2011 9:22 am من طرف د.مسلم بديري
» قصص قصيرة جدا
الإثنين يوليو 18, 2011 5:00 pm من طرف د.مسلم بديري
» قصيدة (جيش الشيب) للشاعر الشاب سعد السوداني
الجمعة يونيو 24, 2011 11:49 am من طرف عدنان المعموري
» قصيدة (جيش الشيب) للشاعر الشاب سعد السوداني
الجمعة يونيو 24, 2011 11:47 am من طرف عدنان المعموري
» زعلتك صدك
الثلاثاء يونيو 21, 2011 1:22 pm من طرف عدنان المعموري
» يا احبيب /للشاعر صاحب الضويري
الإثنين يونيو 13, 2011 11:49 am من طرف عدنان المعموري
» أكميله للشاعر عارف مأمون
الإثنين أبريل 04, 2011 8:17 am من طرف عدنان المعموري
» كل ساعة انذبح من عرست لليوم وكل ساعة انسحك بجدام تذكارك
الإثنين أبريل 04, 2011 8:13 am من طرف عدنان المعموري
» قراءة الواقع الثقافي في العراق
السبت مارس 12, 2011 1:13 pm من طرف قاسم المعموري
» اشعل فتيلها الكادحون والرافضون للظلم
الثلاثاء مارس 08, 2011 1:05 pm من طرف قاسم المعموري