ايران المتحولة ومستقبل حلفائها الاقليميين!
قوة الزخم الايرانية انتهت بالكامل ومابقي مجرد اطلال لمشروع كان طموحاً وانتهى كسيحاً
داود البصري
دون أدنى شك فإن الزلزال الإيراني المفاجىء الذي هز عرش دولة و نظام الولي الفقيه لا ترتبط تردداته و توابعه ونتائجه بالشارع الإيراني الداخلي فقط, قدر ارتباطه الوثيق بمنظومة الأمن الإقليمي الشاملة التي تشكل طهران واحدة من بين أهم حلقاتها المركزية, وجيلنا يتذكر جيدا ماذا كانت النتائج المباشرة لسقوط عرش الطاووس البهلوي عام1979 على الأمن الإقليمي وبما أدى إلى اندلاع نيران الحرب العراقية - الإيرانية التي استهلكت العقد الأول من زمن الثورة الإيرانية وهي حرب كانت "نعمة من السماء" للنظام الكهنوتي في إيران والذي استغلها منذ بدايتها عام 1980 ليتحرك من تحت حجاب دخانها وجلبة صواريخها ومدافعها ويتمكن من التخلص من معارضيه الأشداء وإحياء الروح الوطنية الإيرانية القومية الجامحة ولو بغطاء الدين والمذهب والتي حرص على إطالتها في الوقت نفسه لأبعد مدى ممكن لإنهاء ترتيبات البيت الداخلي ولفرض واقع إقليمي جديد يتمكن من خلاله الخروج من حالة الحصار وتوحيد الصفوف وتعزيز النظام الديني "الأوليغاركي" وهو ما حدث فعلا وحيث تم إيقاف الحرب في صيف عام 1988 بضغط دولي فاعل بعد أن تحققت التطمينات الداخلية وبعد رحيل مؤسس النظام (الخميني) في يونيو 1989 تمكن خلفاؤه من المحيطين به ومن قادة الحرس الثوري والمؤسسات الدستورية وقتذاك و أبرزهم الشيخ هاشمي رفسنجاني العراب الأكبر للنظام من تجاوز أزمة الخلافة الخانقة التي كانت تشكل مأزقا حقيقيا للنظام الديني الإيراني.. فزعامة "كاريزمية" على النمط الخميني رغم فقدانها للكثير من وهجها خلال سنوات الحرب الطويلة والمرهقة إلا أنها لا يمكن أن تعوض بأي شخصية فقهية معروفة ولكن لا يطمئن لولائها للنظام, فكان الحل من خلال التدوير الداخلي و تصعيد إمام "جمعة طهران" السابق رئيس جمهوريتها خلال الحرب وهو السيد علي خامنئي ليكون الخليفة الأول للمرشد الأول و بمناورات دعم و ترتيب واضحة من الشيخ رفسنجاني رفيق المسيرة الطويلة للخامنئي ليستمر النظام بالآليات والأدوات والخطاب التثقيفي نفسها والاعتماد على جماهير الفقراء من أهل القرى الإيرانية الكثيرة في تغذية النظام واستمراريته بالعناصر الموالية. وكأي سلطة في الكون فإن العدة الأساسية لاستمراريتها هي القوة المسلحة التي تستطيع حماية النظام وبولاء مطلق يصل إلى درجة التقديس وهو مافعله النظام الديني من خلال دعم مؤسسة الحرس الثوري التي أضحت أقوى عدة وتنظيما من الجيش الإيراني الذي لا يمكن لأسباب عديدة الاطمئنان التام لولائه المطلق, كما بنيت المؤسسات الأمنية القمعية والاستخبارية الضاربة, وأتيحت الفرصة من خلال ارتفاع أسعار البترول للعودة لسياسة تصدير الثورة و بناء الحلفاء الإقليميين ودعمهم من خلال المهادنة حتى مع العدو القديم (نظام صدام حسين) في العراق الذي عمل الايرانيون على إسقاطه وأرسلوا الموجات البشرية لاجتياحه والوصول لكربلاء كما قالوا إلا أن فشلهم العسكري السابق قد عوضوه فيما بعد بالانفتاح السياسي إلى الدرجة التي شهدت العلاقات العراقية الإيرانية تبادل زيارات الوفود الحكومية.. فنائب صدام السابق عزة الدوري كان يزور طهران لا بل إنه وخلال أزمة اجتياح وغزو الكويت ثم قرب انطلاق حرب عاصفة الصحراء عام 1991 لم يتردد عن الطلب من الإيرانيين حماية سلاح الجو العراقي عبر تهريب الطائرات إلى ايران من أجل إنقاذها من تدمير قوات التحالف الدولي! وهي مسألة غريبة وغير مسبوقة في تاريخ العلاقات الدولية! وكالعادة اغتنم الإيرانيون الفرصة وقبلوا العرض العراقي لاستضافة الطائرات العراقية قبل أن ينقلبوا فيما بعد ليحتفظوا بالطائرات ويصادرونها بحجة أنها جزء من تعويضات الحرب القديمة! وليأكل النظام العراقي السابق "الخازوق" ولتتوضح طبيعة التفكير والتصرف السياسي للنظام الإيراني! الذي يتحين الفرص! وخلال مرحلة الحصار الدولي على العراق الذي أعقب تحرير الكويت نشط الإيرانيون في التهريب وكانت مساهمة أبناء الشيخ رفسنجاني وخصوصا ياسر واضحة ومعروفة في التعامل التجاري مع ابني صدام عدي وقصي والقصص معروفة في هذا الجانب, ثم جاءت قصة "تحرير العراق" وأحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 لتضع النظام الإيراني في قلب الأحداث وليتحول إلى حليف مهم للغرب في التخلص من أعداء النظام الإيراني في أفغانستان "نظام طالبان" الأصولي المتشدد الذي وصلت الأمور الإيرانية معه إلى حالة الحرب المباشرة لولا أن النظام الإيراني كان يعلم جيدا أن الغرب سيكفيه مؤونة المواجهة المباشرة, وفعلا كانت الحرب الأميركية لإسقاط نظام "طالبان" والتي ادى فيها النظام الإيراني دورا محوريا وستراتيجيا لأن في ذلك مصلحة مباشرة له, والضرورات تبيح المحظورات! فلا حرج من التعامل مع "الشيطان الأكبر" طالما إن هناك منفعة مباشرة للنظام الإيراني ثم جاءت لحظة الحقيقة والاختبار الكبرى بعد أن حان أوان التدخل الأميركي المباشر لإسقاط العدو القديم نظام صدام حسين في العراق وحيث انتهج الإيرانيون منهجا ذات وجهين الرسمي يرفض وينتقد الحملة الأميركية بينما الواقعي كان يتعامل بنشاط مع كل مفرداتها عبر تهيئة وإعداد القوى العراقية القديمة التي أزاح عنها التراب في جماعة المجلس الأعلى وقوات "التوابين" و بدعم من الحرس الثوري الإيراني الذي اعتبر الدخول والاحتلال الأميركي إلى العراق فرصة من السماء للتدخل الفاعل ولبناء القواعد ولتحقيق الحلم القديم في السيطرة المباشرة على العراق من خلال الأعوان الذين جاء يومهم وحان دورهم! وحصل ما حصل ليسقط النظام العراقي السابق وتجري مياه عديدة تحت كل الجسور ولتكون إيران هي المستفيد الأكبر من حالة الفوضى والانفلات العراقية وتسيب الحدود الدولية وتهشيم الدولة العراقية السابقة بالكامل لتعلن إيران انتصارها النهائي في الحرب العراقية الإيرانية بعد خمسة عشر عاما من توقفها, ولتحقق بالقوة الأميركية المفرطة ليس حلم دخول كربلاء فقط بل الهيمنة شبه المطلقة على العراق! الذي تحول لكيان ضعيف وهش تلعب به المصالح الدولية وتلعب به المؤسسات الأمنية الإيرانية من "فيلق القدس" و غيره و يفقد دوره الستراتيجي في المنطقة ليعيش في عصر الفوضى والتشتت الذي لا نعلم على وجه التحديد متى ينتهي لقد شكل سقوط نظامي "طالبان" و صدام في ضربتين ستراتيجيتين وبأيدي الغرب حالة نصر واسترخاء ستراتيجية كبرى للنظام الإيراني استغل نتائجها في تعزيز وبناء تحالفاته الإقليمية مع الأحزاب والتيارات والجماعات التي بناها أو ساهم في تقويتها كجماعة "حزب الله" اللبناني الذي استثمر تحالفه الوثيق والستراتيجي مع نظام دمشق طيلة مرحلة الثمانينات في تعزيز البنية التحتية والتنظيمية لذلك الحزب الذي تحول الى اكبر قوة عسكرية ومالية ليس في لبنان فقط بل في المنطقة بأسرها, بينما أعاد علاقاته الخفيفة سابقا مع الأحزاب الدينية العراقية التي دخل معها في خلافات و كان ينظر اليها بعدم ثقة لأنهم لم يظهروا طاعة مطلقة كما أظهر نظراءهم اللبنانيون الذين وضعوا البيض اللبناني في السلة الإيرانية, ولم يستطع الإيرانيون أبدا أن يخلقوا حالة شبيهة بوضعية السيد حسن نصر الله في الأوساط العراقية! لا بل إن كل مراهناتهم في العراق قد فشلت بالكامل ولولا التدخل الأميركي الحاسم وتطوعه بإسقاط نظام صدام لانتهت الحركة الإسلامية العراقية بالكامل بعد أن تلاشت في منافي اللجوء وأضحت من دموع التاريخ! فكان المد و الزحف الأميركي من أكبر المحفزات لتنشيط المشروع الإيراني القديم في تصدير الثورة بل وفي بدء ايران بشن أوسع عملية هجوم مضاد في المنطقة, و لكن أحداث إيران الداخلية الأخيرة قد وضحت حالة الهشاشة في البنية الداخلية الإيرانية. لربما لن يسقط النظام الإسلامي في إيران أبدا من خلال حركات الشارع الاحتجاجية مهما بلغت قوتها, فأهل العمائم ليسوا كنظام الشاه الخاوي من الداخل والذي تخلى عنه أنصاره فما زالت بأيديهم الكثير من الأوراق, و لكن إيران لن تعود كالسابق كقلعة متقدمة في بناء المواقع التأمينية وفي الصرف اللامحدود على حلفائها, سينكفئ النظام الإيراني لمعالجة ثقوبه الداخلية المتقيحة قبل أن تتوسع, وسيعيش الإيرانيون عصر الانحسار والتراجع, وستشهد الساحة الداخلية تطورات مفاجئة, فقوة الزخم والاندفاع الإيرانية قد انتهت بالكامل وما بقي مجرد أطلال لمشروع كان طموحا و انتهى كسيحا... إيران تتشكل من جديد...!
كاتب عراقي
dawoodalbasri@hotmail.com
قوة الزخم الايرانية انتهت بالكامل ومابقي مجرد اطلال لمشروع كان طموحاً وانتهى كسيحاً
داود البصري
دون أدنى شك فإن الزلزال الإيراني المفاجىء الذي هز عرش دولة و نظام الولي الفقيه لا ترتبط تردداته و توابعه ونتائجه بالشارع الإيراني الداخلي فقط, قدر ارتباطه الوثيق بمنظومة الأمن الإقليمي الشاملة التي تشكل طهران واحدة من بين أهم حلقاتها المركزية, وجيلنا يتذكر جيدا ماذا كانت النتائج المباشرة لسقوط عرش الطاووس البهلوي عام1979 على الأمن الإقليمي وبما أدى إلى اندلاع نيران الحرب العراقية - الإيرانية التي استهلكت العقد الأول من زمن الثورة الإيرانية وهي حرب كانت "نعمة من السماء" للنظام الكهنوتي في إيران والذي استغلها منذ بدايتها عام 1980 ليتحرك من تحت حجاب دخانها وجلبة صواريخها ومدافعها ويتمكن من التخلص من معارضيه الأشداء وإحياء الروح الوطنية الإيرانية القومية الجامحة ولو بغطاء الدين والمذهب والتي حرص على إطالتها في الوقت نفسه لأبعد مدى ممكن لإنهاء ترتيبات البيت الداخلي ولفرض واقع إقليمي جديد يتمكن من خلاله الخروج من حالة الحصار وتوحيد الصفوف وتعزيز النظام الديني "الأوليغاركي" وهو ما حدث فعلا وحيث تم إيقاف الحرب في صيف عام 1988 بضغط دولي فاعل بعد أن تحققت التطمينات الداخلية وبعد رحيل مؤسس النظام (الخميني) في يونيو 1989 تمكن خلفاؤه من المحيطين به ومن قادة الحرس الثوري والمؤسسات الدستورية وقتذاك و أبرزهم الشيخ هاشمي رفسنجاني العراب الأكبر للنظام من تجاوز أزمة الخلافة الخانقة التي كانت تشكل مأزقا حقيقيا للنظام الديني الإيراني.. فزعامة "كاريزمية" على النمط الخميني رغم فقدانها للكثير من وهجها خلال سنوات الحرب الطويلة والمرهقة إلا أنها لا يمكن أن تعوض بأي شخصية فقهية معروفة ولكن لا يطمئن لولائها للنظام, فكان الحل من خلال التدوير الداخلي و تصعيد إمام "جمعة طهران" السابق رئيس جمهوريتها خلال الحرب وهو السيد علي خامنئي ليكون الخليفة الأول للمرشد الأول و بمناورات دعم و ترتيب واضحة من الشيخ رفسنجاني رفيق المسيرة الطويلة للخامنئي ليستمر النظام بالآليات والأدوات والخطاب التثقيفي نفسها والاعتماد على جماهير الفقراء من أهل القرى الإيرانية الكثيرة في تغذية النظام واستمراريته بالعناصر الموالية. وكأي سلطة في الكون فإن العدة الأساسية لاستمراريتها هي القوة المسلحة التي تستطيع حماية النظام وبولاء مطلق يصل إلى درجة التقديس وهو مافعله النظام الديني من خلال دعم مؤسسة الحرس الثوري التي أضحت أقوى عدة وتنظيما من الجيش الإيراني الذي لا يمكن لأسباب عديدة الاطمئنان التام لولائه المطلق, كما بنيت المؤسسات الأمنية القمعية والاستخبارية الضاربة, وأتيحت الفرصة من خلال ارتفاع أسعار البترول للعودة لسياسة تصدير الثورة و بناء الحلفاء الإقليميين ودعمهم من خلال المهادنة حتى مع العدو القديم (نظام صدام حسين) في العراق الذي عمل الايرانيون على إسقاطه وأرسلوا الموجات البشرية لاجتياحه والوصول لكربلاء كما قالوا إلا أن فشلهم العسكري السابق قد عوضوه فيما بعد بالانفتاح السياسي إلى الدرجة التي شهدت العلاقات العراقية الإيرانية تبادل زيارات الوفود الحكومية.. فنائب صدام السابق عزة الدوري كان يزور طهران لا بل إنه وخلال أزمة اجتياح وغزو الكويت ثم قرب انطلاق حرب عاصفة الصحراء عام 1991 لم يتردد عن الطلب من الإيرانيين حماية سلاح الجو العراقي عبر تهريب الطائرات إلى ايران من أجل إنقاذها من تدمير قوات التحالف الدولي! وهي مسألة غريبة وغير مسبوقة في تاريخ العلاقات الدولية! وكالعادة اغتنم الإيرانيون الفرصة وقبلوا العرض العراقي لاستضافة الطائرات العراقية قبل أن ينقلبوا فيما بعد ليحتفظوا بالطائرات ويصادرونها بحجة أنها جزء من تعويضات الحرب القديمة! وليأكل النظام العراقي السابق "الخازوق" ولتتوضح طبيعة التفكير والتصرف السياسي للنظام الإيراني! الذي يتحين الفرص! وخلال مرحلة الحصار الدولي على العراق الذي أعقب تحرير الكويت نشط الإيرانيون في التهريب وكانت مساهمة أبناء الشيخ رفسنجاني وخصوصا ياسر واضحة ومعروفة في التعامل التجاري مع ابني صدام عدي وقصي والقصص معروفة في هذا الجانب, ثم جاءت قصة "تحرير العراق" وأحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 لتضع النظام الإيراني في قلب الأحداث وليتحول إلى حليف مهم للغرب في التخلص من أعداء النظام الإيراني في أفغانستان "نظام طالبان" الأصولي المتشدد الذي وصلت الأمور الإيرانية معه إلى حالة الحرب المباشرة لولا أن النظام الإيراني كان يعلم جيدا أن الغرب سيكفيه مؤونة المواجهة المباشرة, وفعلا كانت الحرب الأميركية لإسقاط نظام "طالبان" والتي ادى فيها النظام الإيراني دورا محوريا وستراتيجيا لأن في ذلك مصلحة مباشرة له, والضرورات تبيح المحظورات! فلا حرج من التعامل مع "الشيطان الأكبر" طالما إن هناك منفعة مباشرة للنظام الإيراني ثم جاءت لحظة الحقيقة والاختبار الكبرى بعد أن حان أوان التدخل الأميركي المباشر لإسقاط العدو القديم نظام صدام حسين في العراق وحيث انتهج الإيرانيون منهجا ذات وجهين الرسمي يرفض وينتقد الحملة الأميركية بينما الواقعي كان يتعامل بنشاط مع كل مفرداتها عبر تهيئة وإعداد القوى العراقية القديمة التي أزاح عنها التراب في جماعة المجلس الأعلى وقوات "التوابين" و بدعم من الحرس الثوري الإيراني الذي اعتبر الدخول والاحتلال الأميركي إلى العراق فرصة من السماء للتدخل الفاعل ولبناء القواعد ولتحقيق الحلم القديم في السيطرة المباشرة على العراق من خلال الأعوان الذين جاء يومهم وحان دورهم! وحصل ما حصل ليسقط النظام العراقي السابق وتجري مياه عديدة تحت كل الجسور ولتكون إيران هي المستفيد الأكبر من حالة الفوضى والانفلات العراقية وتسيب الحدود الدولية وتهشيم الدولة العراقية السابقة بالكامل لتعلن إيران انتصارها النهائي في الحرب العراقية الإيرانية بعد خمسة عشر عاما من توقفها, ولتحقق بالقوة الأميركية المفرطة ليس حلم دخول كربلاء فقط بل الهيمنة شبه المطلقة على العراق! الذي تحول لكيان ضعيف وهش تلعب به المصالح الدولية وتلعب به المؤسسات الأمنية الإيرانية من "فيلق القدس" و غيره و يفقد دوره الستراتيجي في المنطقة ليعيش في عصر الفوضى والتشتت الذي لا نعلم على وجه التحديد متى ينتهي لقد شكل سقوط نظامي "طالبان" و صدام في ضربتين ستراتيجيتين وبأيدي الغرب حالة نصر واسترخاء ستراتيجية كبرى للنظام الإيراني استغل نتائجها في تعزيز وبناء تحالفاته الإقليمية مع الأحزاب والتيارات والجماعات التي بناها أو ساهم في تقويتها كجماعة "حزب الله" اللبناني الذي استثمر تحالفه الوثيق والستراتيجي مع نظام دمشق طيلة مرحلة الثمانينات في تعزيز البنية التحتية والتنظيمية لذلك الحزب الذي تحول الى اكبر قوة عسكرية ومالية ليس في لبنان فقط بل في المنطقة بأسرها, بينما أعاد علاقاته الخفيفة سابقا مع الأحزاب الدينية العراقية التي دخل معها في خلافات و كان ينظر اليها بعدم ثقة لأنهم لم يظهروا طاعة مطلقة كما أظهر نظراءهم اللبنانيون الذين وضعوا البيض اللبناني في السلة الإيرانية, ولم يستطع الإيرانيون أبدا أن يخلقوا حالة شبيهة بوضعية السيد حسن نصر الله في الأوساط العراقية! لا بل إن كل مراهناتهم في العراق قد فشلت بالكامل ولولا التدخل الأميركي الحاسم وتطوعه بإسقاط نظام صدام لانتهت الحركة الإسلامية العراقية بالكامل بعد أن تلاشت في منافي اللجوء وأضحت من دموع التاريخ! فكان المد و الزحف الأميركي من أكبر المحفزات لتنشيط المشروع الإيراني القديم في تصدير الثورة بل وفي بدء ايران بشن أوسع عملية هجوم مضاد في المنطقة, و لكن أحداث إيران الداخلية الأخيرة قد وضحت حالة الهشاشة في البنية الداخلية الإيرانية. لربما لن يسقط النظام الإسلامي في إيران أبدا من خلال حركات الشارع الاحتجاجية مهما بلغت قوتها, فأهل العمائم ليسوا كنظام الشاه الخاوي من الداخل والذي تخلى عنه أنصاره فما زالت بأيديهم الكثير من الأوراق, و لكن إيران لن تعود كالسابق كقلعة متقدمة في بناء المواقع التأمينية وفي الصرف اللامحدود على حلفائها, سينكفئ النظام الإيراني لمعالجة ثقوبه الداخلية المتقيحة قبل أن تتوسع, وسيعيش الإيرانيون عصر الانحسار والتراجع, وستشهد الساحة الداخلية تطورات مفاجئة, فقوة الزخم والاندفاع الإيرانية قد انتهت بالكامل وما بقي مجرد أطلال لمشروع كان طموحا و انتهى كسيحا... إيران تتشكل من جديد...!
كاتب عراقي
dawoodalbasri@hotmail.com
السبت يناير 21, 2017 12:06 pm من طرف عدنان المعموري
» قصيده بعنوان كافي
الجمعة ديسمبر 19, 2014 7:50 am من طرف عدنان المعموري
» عن لسان ام الشاعر الراحل رحيم المالكي
الأحد يوليو 06, 2014 1:52 pm من طرف عدنان المعموري
» القصيدة التي أغضبت سلاطين المنطقة الخضراء
الثلاثاء أكتوبر 02, 2012 12:44 pm من طرف عدنان المعموري
» قصة مؤثرة عن غيرة النساء
الجمعة يونيو 29, 2012 1:06 am من طرف عدنان المعموري
» أبن شقيق الجعفري يكشف تفاصيل الاعتداء عليه بالضرب من قبل أبن شقيقة المالكي وأقربائه
الأربعاء مايو 23, 2012 12:06 pm من طرف عدنان المعموري
» يا احبيب / صاحب الضويري
السبت مايو 12, 2012 12:24 am من طرف عدنان المعموري
» خانقين..الوردة البيضاء..مدينة التآخي والسلام
الخميس فبراير 16, 2012 12:16 pm من طرف حسين:خانقين
» هدية لكم جميعا..مع باقات من النرجس من على سفوح جبال كردستان
الخميس فبراير 16, 2012 5:21 am من طرف حسين:خانقين
» الأشعة..منافعها واضرارها وهذا الحديث مع طبيبة اختصاصية في م. خانقين
الخميس فبراير 16, 2012 5:06 am من طرف حسين:خانقين
» دعوة للمشاركة
الخميس أكتوبر 06, 2011 9:22 am من طرف د.مسلم بديري
» قصص قصيرة جدا
الإثنين يوليو 18, 2011 5:00 pm من طرف د.مسلم بديري
» قصيدة (جيش الشيب) للشاعر الشاب سعد السوداني
الجمعة يونيو 24, 2011 11:49 am من طرف عدنان المعموري
» قصيدة (جيش الشيب) للشاعر الشاب سعد السوداني
الجمعة يونيو 24, 2011 11:47 am من طرف عدنان المعموري
» زعلتك صدك
الثلاثاء يونيو 21, 2011 1:22 pm من طرف عدنان المعموري
» يا احبيب /للشاعر صاحب الضويري
الإثنين يونيو 13, 2011 11:49 am من طرف عدنان المعموري
» أكميله للشاعر عارف مأمون
الإثنين أبريل 04, 2011 8:17 am من طرف عدنان المعموري
» كل ساعة انذبح من عرست لليوم وكل ساعة انسحك بجدام تذكارك
الإثنين أبريل 04, 2011 8:13 am من طرف عدنان المعموري
» قراءة الواقع الثقافي في العراق
السبت مارس 12, 2011 1:13 pm من طرف قاسم المعموري
» اشعل فتيلها الكادحون والرافضون للظلم
الثلاثاء مارس 08, 2011 1:05 pm من طرف قاسم المعموري