حول خطة الإنسحاب الأمريكي من العراق..
(الجزء التاسع)
الفتنة والشراكة السياسية والإقتصادية
كامل المحمود
(الثقة المتبادلة أساس كل شراكة ورأسمال نجاحها)
طَرَحَ الرئيس الأمريكي الجديد أوباما شعار التغيير الذي تحتاجه الأمة الأمريكية لمعالجة ما نَجَمَ من مشاكل في الحقبة الماضية وخاصة فيما يتعلق بالعراق ..وقد حَمَلَ خطابه الذي شرح فيه تصورات الإدارة الجديدة لخطة الإنسحاب من العراق والذي ألقاه يوم 27 شباط 2009 العديد من هذه الملامح والتي تحتاج لتوضيح يجعل تطبيقها ناجحا ومفيدا في حل المشكلة العراقية وبغية عدم التعامل مع هذه التوجهات كصفحات من مسلسل يستهلك الزمن ويزيد من تفاقم الحال في الميدان العراقي ..
لقد ساهمت الإدارات الأمريكية السابقة بشكل رئيسي بخلق المشكلة العراقية الحالية من خلال إصرارها على إتباع طريق كانت تؤمن لوحدها بانه الطريق الصحيح للتعامل مع النظام العراقي وساعدها على تبني هذا الطريق عدد من العوامل في حينها..
وعلى الإدارة الأمريكية الحالية أن تتخلى اليوم عن (آلية القرار المنفرد) الذي يستند على معلومات من طرف واحد ..
ومطلوب اليوم من الإدارة الأمريكية أن تسمع من الجميع..
وسيكون مصير خطة الإنسحاب الأمريكية الفشل إن أصرت الإدارة الأمريكية على إن ما قد تم في العراق كان (كله صحيحا) !..بما في ذلك أكثر القرارات مصيرية وهو قرار غزو وإحتلال العراق بعد تدميره !..وما تبعه من قرارات..
والإدارة الأمريكية الحالية حرة في أن تسمع وتحلل وتختار ما يناسبها أو لا تقوم بكل ذلك ..
وفي كل الأحوال ستكون نتائج ما قد يحصل في العراق من مسؤولية هذه الإدارة ..وسيحملها التأريخ والأمة الأمريكية والإنسانية وزر ما سيحدث من كوارث وتداعيات..
وستكون أخطر الفصول في ذلك ..تلك التي تزيد من حالة الفشل والإحباط بعد شحنة الأمل التي بعثتها الإدارة الجديدة في عالم فوضوي ساهمت الإدارة السابقة في نشر ثقافته ومفاهيمه!..وخلقت عراقا مُحتلا ومدمرا وشعبا منقسما ومتناحرا وثروات سائبة بلا رقيب ونموذجا فاشلا يحتاج الى الكثير من الجهود المخلصة والمُحبة والمضحية لإعادة ترتيب شعبه وإعماره وإنطلاقه..
في الخطاب المذكور قال أوباما :
(And even as Iraq’s government is on a surer footing, it is not yet a full partner – politically and economically – in the region or with the international community).
(ومع أن الحكومة العراقية تسير بخطى واثقة ،إلا أنها لاتزال ليست شريكا كاملاسياسيا واقتصاديا في المنطقة أو مع المجتمع الدولي).
يعرف المختصون في الشان الإقتصادي ..ان الشراكة الإقتصادية تحتاج الى تفاهمات سياسية ..
والدخول في الشراكات الإقليمية والدولية تحتاج (من العراق) أن يكون بلدا (آمنا ومستقرا ومستقلا في إرادته وأهلا لثقة الشركاء بإتخاذه القرارات المصيرية التي تعزز هذه الشراكة) ..
ومن الناحية العملية لايمكن تحقيق ذلك الآن وهناك مَن يتدخل في الشأن العراقي سواءا كان بفعل الإحتلال أو بسبب تداخل المصالح وقوة تأثير الدول المجاورة ..
لذلك سيصبح من الضروري الوصول بالعراق الى نموذج حكم يمنع الدول المجاورة له من التدخل في شؤونه وتقويض أمنه وإستقراره وهذا النموذج يجب أن يكون في (بلد آمن ومستقر) وقوي ذاتيا..ووطني..ومثار إعجاب دول المنطقة والعالم في رجاحة العقل والإتّزان والتسامح والتآخي والإيثار ونكران الذات وقبول الآخر وإشاعة ثقافة نبذ الإنتقام والحقد ..
وان يكون للعراق جيش حديث وقوي وأمن داخلي وطني لا يعرف الطائفية والعرقية والمناطقية والولاءات للأشخاص والجماعات وينظرالى جميع العراقيين نظرة مساواة بلا مفاضلة بغض النظر عن دينهم وطوائفهم وفكرهم ..
وسيحمل العراقيون حينئذ قرارهم بيدهم وسيلتزمون بتعهداتهم عند الدخول بشراكة إقتصادية وتحالفات سياسية ..
العراق اليوم يحتاج للكثير ليصل الى هذه المرحلة..
وقبل كل شيء يجب أن تتركز الجهود لجعله (آمنا ومستقرا)..
فعلى الإدارة الأمريكية الجديدة والحكومة العراقية أن تعترف صراحة بوجود قوى مهمة في الساحة العراقية ترى في أساس المشكلة العراقية إنها تمثل غزوا وإحتلالا للعراق ولا تعترف بكل الذي جرى من غزو وإحتلال وتشكيل مجلس نواب وحكومة ومؤسسات بعد ان صادرت هذه القوة الأجنبية كل الدولة ومؤسساتها وطردت وإعتقلت وقتلت أغلب كوادرها وبنت على أنقاض هذه الدولة التي تم إسقاطها وإغتيال وسجن وملاحقة قادتها ومسؤولي مؤسساتها دولة جديدة ..
وهذه القوى تعارض العملية السياسية بالسلاح وبالطرق السلمية الأخرى ..
وهذا هو سبب عدم إستقرار العراق الذي يمنعه من أن يكون شريكا سياسيا وإقتصاديا كاملا في المنطقة والعالم ..
أما القاعدة والإرهاب فهي عدوّة كل الشعب بكل طوائفه وتياراته ما دامت قد تعرضت للدم العراقي البريء..
والشعب العراقي قادرعلى محاربتها بتوحده ونبذ الفرقة بين مكوناته وفصائله وإحقاق الحق لمستحقيه..
لذلك على الإدارة الأمريكية والحكومة إتباع أحدى الوسيلتين التاليتين لحل الموضوع جذريا :
- القضاء نهائيا على هذه القوى (لإجتثاثها ) من أرض العراق بشكل كامل .
- أو حتمية الإقرار بوجودها وأهميتها وضرورة التفاوض معها كونها العنصر الفاعل في الحل .
في الوسيلة الأولى ..( بعيدا عن الحق والباطل.. وتفسيرات الشرعية ..ومَن يمثل الوطنية العراقية)..
لقد أثبتت الحالة في الميدان العراقي إن هذه الوسيلة فاشلة ..وغير مجدية وتعطي نتائج عكسية بالكامل ..بل إنه وبعد ست سنوات من سياسة الإجتثاث والتهميش والإقصاء والفصل والطرد وقطع الأرزاق والتدمير والقتل والمداهمات والإعتقالات والحملات العسكرية التي إتخذت مسميات تشبه تفاصيل عملياتها من (مخلب القط) و(زئير الأسد) و(البرق) و(المطرقة الحديدية) وغيرها.. إضافة الى تضمين العقاب الجماعي في فقرات ومواد الدستور والقوانين والقرارات والإجراءات الحكومية فهذه القوى تزداد إلتصاقا بارض العراق وتمتد في تربته بالعمق وتتعاظم قوتها..
ومَن يقول عكس ذلك ..لا يريد حل دائم للمشكلة العراقية ..
ويمكن أن تقرر الولايات المتحدة والحكومة وكل أو بعض أجهزتها وأحزابها أن تستمر في ذلك ست سنوات أخرى وربما لمرة ثالثة وقد دخلنا السنة السابعة قبل أكثر من شهر..
ويمكن أن تزداد شراسة القوات الأمريكية والحكومية وتتنوع أساليب (قمعها لهذا التمرد!).. وهي قادرة على تجديد أساليبها في عنف شديد (لإستئصال الحرث والنسل)!..
و( يمكن أن يتحقق النصر في ذلك بوقت قياسي !)..
وقد تقصر المدة أو تطول في هذه المواجهة !..
وبعدها أو خلالها ..
(يمكن) ومن (المحتمل) أن تتحلل هذه القوى(المتمردة!) وتنتهي وتذوب وتموت!..
ولكن ..
مَن يراهن على ذلك؟..
ومَن يشجع على الخوض بهذه الصفحة المتكررة من المغامرة؟..
لأن مَن يدفع الى الإستمرار بهذا النهج..عليه أن يراهن بكل وجوده وتأريخه وإستمراره السياسي والمعنوي ويتحمل نتائج ما قد يحصل من كوارث!..
وستتعلق في رقبته كل أوزار المشكلة ..
وستنشب في العراق حربا طائفية طاحنة لا تفرق بين مَن يقف مع الدولة ومَن يعارضها!..
وستنتقل عدوى هذه الفتنة سريعا في منطقة مهيأة لأي شرارة من النار للإشتعال!..
وعلى الإدارة الأمريكية أن تعي جيدا أنه سيكون من المستحيل في حينها أن تبقى جهة ما متفرجة على ما يحدث وسيصيبها من النار بقدر إسهامها في الفتنة!..
وصحيح ..لَن يثني الإدارة الأمريكية والحكومة الحالية شيء إن هي قررت وإختارت المضي بهذا الطريق!..
ولكن عليها أن تتحمل كل النتائج..
لأن أقسى وأفضع وأبشع ما قد تستخدمه من وسائل الإنتقام والحقد والإستئصال والإجتثاث والحملات العسكرية والأمنية والمداهمات والملاحقات والتدمير والتخريب والترهيب والترغيب لن يكون سوى رمي للرماد على كتل الجمر الملتهبة (حقا أو باطلا)!..
وأن تظهر النار اليوم خير من أن تظهر غدا..والعراق يرتبط (بشراكات سياسية وإقتصادية إستراتيجية كبيرة ومهمة ) في المنطقة والعالم!..
فالنار إن إشتدت اليوم تاكل من جرفه ..
بينما غدا وعندما (يكون العراق شريكا حقيقيا) ستطال ناره كل من تحالف معه!..
وهذا هو جوهر الأسباب التي تقف وراء هذا التنافر بين (عراق تشرف عليه الولايات المتحدة بكل إمكاناتها) وبين دول المنطقة والمجتمع الدولي.
بين شراكة حقيقية ..وشراكة أساسها الفتنة..
أما إختيار الوسيلة الثانية ..فسيكون الإيمان بها من كل الأطراف من أهم وسائل نجاحها..
وربما وبسبب طبيعة الصراع والحالة العراقية وظروف ساحة المواجهة ومفردات المباديء والشروط ستسمح لفترة من الزمن أن يكون فيها كلا الطرفين في وضع يسمح لهما بشعور وتصرف (متوجس) مصحوب (بفعاليات إثبات القوة والوجود في المواجهة الميدانية )..
إلا إن حسن النية ..
والتضحية بالمواقف وبعض الشروط والثوابت من أجل مصلحة العراق..
سيكون العامل الحاسم في الحل.
(الجزء التاسع)
الفتنة والشراكة السياسية والإقتصادية
كامل المحمود
(الثقة المتبادلة أساس كل شراكة ورأسمال نجاحها)
طَرَحَ الرئيس الأمريكي الجديد أوباما شعار التغيير الذي تحتاجه الأمة الأمريكية لمعالجة ما نَجَمَ من مشاكل في الحقبة الماضية وخاصة فيما يتعلق بالعراق ..وقد حَمَلَ خطابه الذي شرح فيه تصورات الإدارة الجديدة لخطة الإنسحاب من العراق والذي ألقاه يوم 27 شباط 2009 العديد من هذه الملامح والتي تحتاج لتوضيح يجعل تطبيقها ناجحا ومفيدا في حل المشكلة العراقية وبغية عدم التعامل مع هذه التوجهات كصفحات من مسلسل يستهلك الزمن ويزيد من تفاقم الحال في الميدان العراقي ..
لقد ساهمت الإدارات الأمريكية السابقة بشكل رئيسي بخلق المشكلة العراقية الحالية من خلال إصرارها على إتباع طريق كانت تؤمن لوحدها بانه الطريق الصحيح للتعامل مع النظام العراقي وساعدها على تبني هذا الطريق عدد من العوامل في حينها..
وعلى الإدارة الأمريكية الحالية أن تتخلى اليوم عن (آلية القرار المنفرد) الذي يستند على معلومات من طرف واحد ..
ومطلوب اليوم من الإدارة الأمريكية أن تسمع من الجميع..
وسيكون مصير خطة الإنسحاب الأمريكية الفشل إن أصرت الإدارة الأمريكية على إن ما قد تم في العراق كان (كله صحيحا) !..بما في ذلك أكثر القرارات مصيرية وهو قرار غزو وإحتلال العراق بعد تدميره !..وما تبعه من قرارات..
والإدارة الأمريكية الحالية حرة في أن تسمع وتحلل وتختار ما يناسبها أو لا تقوم بكل ذلك ..
وفي كل الأحوال ستكون نتائج ما قد يحصل في العراق من مسؤولية هذه الإدارة ..وسيحملها التأريخ والأمة الأمريكية والإنسانية وزر ما سيحدث من كوارث وتداعيات..
وستكون أخطر الفصول في ذلك ..تلك التي تزيد من حالة الفشل والإحباط بعد شحنة الأمل التي بعثتها الإدارة الجديدة في عالم فوضوي ساهمت الإدارة السابقة في نشر ثقافته ومفاهيمه!..وخلقت عراقا مُحتلا ومدمرا وشعبا منقسما ومتناحرا وثروات سائبة بلا رقيب ونموذجا فاشلا يحتاج الى الكثير من الجهود المخلصة والمُحبة والمضحية لإعادة ترتيب شعبه وإعماره وإنطلاقه..
في الخطاب المذكور قال أوباما :
(And even as Iraq’s government is on a surer footing, it is not yet a full partner – politically and economically – in the region or with the international community).
(ومع أن الحكومة العراقية تسير بخطى واثقة ،إلا أنها لاتزال ليست شريكا كاملاسياسيا واقتصاديا في المنطقة أو مع المجتمع الدولي).
يعرف المختصون في الشان الإقتصادي ..ان الشراكة الإقتصادية تحتاج الى تفاهمات سياسية ..
والدخول في الشراكات الإقليمية والدولية تحتاج (من العراق) أن يكون بلدا (آمنا ومستقرا ومستقلا في إرادته وأهلا لثقة الشركاء بإتخاذه القرارات المصيرية التي تعزز هذه الشراكة) ..
ومن الناحية العملية لايمكن تحقيق ذلك الآن وهناك مَن يتدخل في الشأن العراقي سواءا كان بفعل الإحتلال أو بسبب تداخل المصالح وقوة تأثير الدول المجاورة ..
لذلك سيصبح من الضروري الوصول بالعراق الى نموذج حكم يمنع الدول المجاورة له من التدخل في شؤونه وتقويض أمنه وإستقراره وهذا النموذج يجب أن يكون في (بلد آمن ومستقر) وقوي ذاتيا..ووطني..ومثار إعجاب دول المنطقة والعالم في رجاحة العقل والإتّزان والتسامح والتآخي والإيثار ونكران الذات وقبول الآخر وإشاعة ثقافة نبذ الإنتقام والحقد ..
وان يكون للعراق جيش حديث وقوي وأمن داخلي وطني لا يعرف الطائفية والعرقية والمناطقية والولاءات للأشخاص والجماعات وينظرالى جميع العراقيين نظرة مساواة بلا مفاضلة بغض النظر عن دينهم وطوائفهم وفكرهم ..
وسيحمل العراقيون حينئذ قرارهم بيدهم وسيلتزمون بتعهداتهم عند الدخول بشراكة إقتصادية وتحالفات سياسية ..
العراق اليوم يحتاج للكثير ليصل الى هذه المرحلة..
وقبل كل شيء يجب أن تتركز الجهود لجعله (آمنا ومستقرا)..
فعلى الإدارة الأمريكية الجديدة والحكومة العراقية أن تعترف صراحة بوجود قوى مهمة في الساحة العراقية ترى في أساس المشكلة العراقية إنها تمثل غزوا وإحتلالا للعراق ولا تعترف بكل الذي جرى من غزو وإحتلال وتشكيل مجلس نواب وحكومة ومؤسسات بعد ان صادرت هذه القوة الأجنبية كل الدولة ومؤسساتها وطردت وإعتقلت وقتلت أغلب كوادرها وبنت على أنقاض هذه الدولة التي تم إسقاطها وإغتيال وسجن وملاحقة قادتها ومسؤولي مؤسساتها دولة جديدة ..
وهذه القوى تعارض العملية السياسية بالسلاح وبالطرق السلمية الأخرى ..
وهذا هو سبب عدم إستقرار العراق الذي يمنعه من أن يكون شريكا سياسيا وإقتصاديا كاملا في المنطقة والعالم ..
أما القاعدة والإرهاب فهي عدوّة كل الشعب بكل طوائفه وتياراته ما دامت قد تعرضت للدم العراقي البريء..
والشعب العراقي قادرعلى محاربتها بتوحده ونبذ الفرقة بين مكوناته وفصائله وإحقاق الحق لمستحقيه..
لذلك على الإدارة الأمريكية والحكومة إتباع أحدى الوسيلتين التاليتين لحل الموضوع جذريا :
- القضاء نهائيا على هذه القوى (لإجتثاثها ) من أرض العراق بشكل كامل .
- أو حتمية الإقرار بوجودها وأهميتها وضرورة التفاوض معها كونها العنصر الفاعل في الحل .
في الوسيلة الأولى ..( بعيدا عن الحق والباطل.. وتفسيرات الشرعية ..ومَن يمثل الوطنية العراقية)..
لقد أثبتت الحالة في الميدان العراقي إن هذه الوسيلة فاشلة ..وغير مجدية وتعطي نتائج عكسية بالكامل ..بل إنه وبعد ست سنوات من سياسة الإجتثاث والتهميش والإقصاء والفصل والطرد وقطع الأرزاق والتدمير والقتل والمداهمات والإعتقالات والحملات العسكرية التي إتخذت مسميات تشبه تفاصيل عملياتها من (مخلب القط) و(زئير الأسد) و(البرق) و(المطرقة الحديدية) وغيرها.. إضافة الى تضمين العقاب الجماعي في فقرات ومواد الدستور والقوانين والقرارات والإجراءات الحكومية فهذه القوى تزداد إلتصاقا بارض العراق وتمتد في تربته بالعمق وتتعاظم قوتها..
ومَن يقول عكس ذلك ..لا يريد حل دائم للمشكلة العراقية ..
ويمكن أن تقرر الولايات المتحدة والحكومة وكل أو بعض أجهزتها وأحزابها أن تستمر في ذلك ست سنوات أخرى وربما لمرة ثالثة وقد دخلنا السنة السابعة قبل أكثر من شهر..
ويمكن أن تزداد شراسة القوات الأمريكية والحكومية وتتنوع أساليب (قمعها لهذا التمرد!).. وهي قادرة على تجديد أساليبها في عنف شديد (لإستئصال الحرث والنسل)!..
و( يمكن أن يتحقق النصر في ذلك بوقت قياسي !)..
وقد تقصر المدة أو تطول في هذه المواجهة !..
وبعدها أو خلالها ..
(يمكن) ومن (المحتمل) أن تتحلل هذه القوى(المتمردة!) وتنتهي وتذوب وتموت!..
ولكن ..
مَن يراهن على ذلك؟..
ومَن يشجع على الخوض بهذه الصفحة المتكررة من المغامرة؟..
لأن مَن يدفع الى الإستمرار بهذا النهج..عليه أن يراهن بكل وجوده وتأريخه وإستمراره السياسي والمعنوي ويتحمل نتائج ما قد يحصل من كوارث!..
وستتعلق في رقبته كل أوزار المشكلة ..
وستنشب في العراق حربا طائفية طاحنة لا تفرق بين مَن يقف مع الدولة ومَن يعارضها!..
وستنتقل عدوى هذه الفتنة سريعا في منطقة مهيأة لأي شرارة من النار للإشتعال!..
وعلى الإدارة الأمريكية أن تعي جيدا أنه سيكون من المستحيل في حينها أن تبقى جهة ما متفرجة على ما يحدث وسيصيبها من النار بقدر إسهامها في الفتنة!..
وصحيح ..لَن يثني الإدارة الأمريكية والحكومة الحالية شيء إن هي قررت وإختارت المضي بهذا الطريق!..
ولكن عليها أن تتحمل كل النتائج..
لأن أقسى وأفضع وأبشع ما قد تستخدمه من وسائل الإنتقام والحقد والإستئصال والإجتثاث والحملات العسكرية والأمنية والمداهمات والملاحقات والتدمير والتخريب والترهيب والترغيب لن يكون سوى رمي للرماد على كتل الجمر الملتهبة (حقا أو باطلا)!..
وأن تظهر النار اليوم خير من أن تظهر غدا..والعراق يرتبط (بشراكات سياسية وإقتصادية إستراتيجية كبيرة ومهمة ) في المنطقة والعالم!..
فالنار إن إشتدت اليوم تاكل من جرفه ..
بينما غدا وعندما (يكون العراق شريكا حقيقيا) ستطال ناره كل من تحالف معه!..
وهذا هو جوهر الأسباب التي تقف وراء هذا التنافر بين (عراق تشرف عليه الولايات المتحدة بكل إمكاناتها) وبين دول المنطقة والمجتمع الدولي.
بين شراكة حقيقية ..وشراكة أساسها الفتنة..
أما إختيار الوسيلة الثانية ..فسيكون الإيمان بها من كل الأطراف من أهم وسائل نجاحها..
وربما وبسبب طبيعة الصراع والحالة العراقية وظروف ساحة المواجهة ومفردات المباديء والشروط ستسمح لفترة من الزمن أن يكون فيها كلا الطرفين في وضع يسمح لهما بشعور وتصرف (متوجس) مصحوب (بفعاليات إثبات القوة والوجود في المواجهة الميدانية )..
إلا إن حسن النية ..
والتضحية بالمواقف وبعض الشروط والثوابت من أجل مصلحة العراق..
سيكون العامل الحاسم في الحل.
السبت يناير 21, 2017 12:06 pm من طرف عدنان المعموري
» قصيده بعنوان كافي
الجمعة ديسمبر 19, 2014 7:50 am من طرف عدنان المعموري
» عن لسان ام الشاعر الراحل رحيم المالكي
الأحد يوليو 06, 2014 1:52 pm من طرف عدنان المعموري
» القصيدة التي أغضبت سلاطين المنطقة الخضراء
الثلاثاء أكتوبر 02, 2012 12:44 pm من طرف عدنان المعموري
» قصة مؤثرة عن غيرة النساء
الجمعة يونيو 29, 2012 1:06 am من طرف عدنان المعموري
» أبن شقيق الجعفري يكشف تفاصيل الاعتداء عليه بالضرب من قبل أبن شقيقة المالكي وأقربائه
الأربعاء مايو 23, 2012 12:06 pm من طرف عدنان المعموري
» يا احبيب / صاحب الضويري
السبت مايو 12, 2012 12:24 am من طرف عدنان المعموري
» خانقين..الوردة البيضاء..مدينة التآخي والسلام
الخميس فبراير 16, 2012 12:16 pm من طرف حسين:خانقين
» هدية لكم جميعا..مع باقات من النرجس من على سفوح جبال كردستان
الخميس فبراير 16, 2012 5:21 am من طرف حسين:خانقين
» الأشعة..منافعها واضرارها وهذا الحديث مع طبيبة اختصاصية في م. خانقين
الخميس فبراير 16, 2012 5:06 am من طرف حسين:خانقين
» دعوة للمشاركة
الخميس أكتوبر 06, 2011 9:22 am من طرف د.مسلم بديري
» قصص قصيرة جدا
الإثنين يوليو 18, 2011 5:00 pm من طرف د.مسلم بديري
» قصيدة (جيش الشيب) للشاعر الشاب سعد السوداني
الجمعة يونيو 24, 2011 11:49 am من طرف عدنان المعموري
» قصيدة (جيش الشيب) للشاعر الشاب سعد السوداني
الجمعة يونيو 24, 2011 11:47 am من طرف عدنان المعموري
» زعلتك صدك
الثلاثاء يونيو 21, 2011 1:22 pm من طرف عدنان المعموري
» يا احبيب /للشاعر صاحب الضويري
الإثنين يونيو 13, 2011 11:49 am من طرف عدنان المعموري
» أكميله للشاعر عارف مأمون
الإثنين أبريل 04, 2011 8:17 am من طرف عدنان المعموري
» كل ساعة انذبح من عرست لليوم وكل ساعة انسحك بجدام تذكارك
الإثنين أبريل 04, 2011 8:13 am من طرف عدنان المعموري
» قراءة الواقع الثقافي في العراق
السبت مارس 12, 2011 1:13 pm من طرف قاسم المعموري
» اشعل فتيلها الكادحون والرافضون للظلم
الثلاثاء مارس 08, 2011 1:05 pm من طرف قاسم المعموري