7
سيماء المواجهة
ابراهيم جادالله
تدور الأردية الزرقاء ، تروح وتجىء، تصغط على مغالق الأبواب فيأتى ما بالحجرات من نور شفيف وعيون رقيقة رائعة الملامح لا يشوبها كدر، وتكتسى الممرات ما بين الحجرات ومقاعد الانتظار البلاستيكية الدائرية برائحة تنفذ من الخياشيم إلى داخل الرأس فتدمع العيون لحرقتها .
لما سألتها وكانت تهم خطواتها أمامى عن موعد وصول الطبيب .أيقظ الصوت شيئا ما فى رأسها المتوفز فاستدارت مليحة الملاح مكحلة العينين، تفتق فمها الصغير المدبب عن بسمة عذبة وقالت :- الا تعرفنى ؟...كان بالعينين بريق وقلق .فباغتتنى ، وجعلت أنظر حولى على أهرب من هذا القلق الموشى بحزن رطب ، ولم أقدر على مغالبة الاجتياح لمسام الرأس والوجدان فبان على حركة قدمى فوق البلاط اللامع المنقوش،وكفى التى راحت تمسد وجهى المعروق،وأنقذتنى ابتسامة ندية فوق شفتيها الدقيقتين كحبتى التوت النيلى الأحمر،وانصرافى خلفها لتلحق بزميلتها ذات الرداء الذىيشبه رداءها وقد صاحت بها،ولأكون ضيفا عليهافى غرفتها الصغيرة بآخر الممر الرطب والرائحة النافذة كما أشارت.
كان على تهيئة مابداخلى ليستقيم مع ملامحى المشحونة بالأرق والخجل فلم أقدر، فتركت كل شىء على سجيته وإن كانت لا تزال بى الرغبةالحادة أن لا أبدو بهذا الإنهيار الفاضح،وأيقنت أنى سأشوى على نار عتابها هذه الساعة ،وما فى جعبتى برغم قدراتى التبريرية للأفعال ورددوها للأشياء لن يجدى ولن يسعفنى فأوقفت كل شى إلا ذاك الإضطراب الداخلى الحاد.
بينما كنت أسقط داخل تجويف مقعد جلدى.كانت تقف هى بين مقعدها ومكتب صغير أبيض تتفرس كل مكونات هيئتى ،ضغطت بيدها اليسرى فوق زر أسود صغير بالحائط خلفها، فدق جرس صوته يشبه الكاناريا، أتانا من خلف الباب الموارب قليلا، فهرول مسرعا شاب قصير ممتلى قليلا نظيف الرداء وابتسمت عيناه فى وجهها وأحنى رأسه بألفة يسكنها خبث وهو يرجع للخلف على نفس الحالة لما أشارت له بأصبعها. وسرعان ماعاد بصينية فضية مستديرة تبرق تحت ضوء النيون عليها كوبين طويلين يقطر الثلج على جداريهما ويطلع منهما ماصتان حمراوتان وضعها على سطح المكتب الزجاجى،وتراجع بنفس هيئته منحنى الرأس للأمام بينما كنت أتأمل ملامحى فى زجاج المكتب الصغير واستقرئ ثناياها وأرى انعكاس الداخل مجسدا فيها بعفوية لاتقارن من أرق وارتعاش خواطر ومباغتة كانت هى تشاغل نفسها بترتيب أشياء حولها أدركت انها ترغب أن تترك لى فرصة كى أستعيد نفسى المأخوذة. لم أوقن أن يوما ما سنلتقى بهذه الكيفية بعد انقطاع سنوات سبع .
وإن كانت قد حدثت لقاءات سابقه كثيرة كنا نعبرها بحذر.ولا يتبقى من أثرلها غير ارتعاشات قليلة فى الصدر بفعل التذكارواستحلاب صور من ماض قريب ،ولكن كل الماضى محمولا على عفوية اللقاء الحادث الآن يجئ ،وانطويت على سلة التذكارات والسنوات التى خلفتها ورائى،وفجأة لاحت لى رغبة الغوص فى عينيها بشراهة.لكنها لاحظت ذلك حتى صارت مرتبكة قليلا،وتوارى ارتباكها خلف تعابير متضاربة لوجهها الصغير المدور ذي الملامح الطولية،ما إن همت برفع رأسها متأهبة لتحريك شفتيها لبدء حديث .حتى كنت بنفس اللحظةأتهيأ لذلك الفعل،فابتسمت،وضحكنا.ثم باغتتني بتوقفها عنه وتبدل سحنتها.فبلعت اللعاب من حلقي الذي بللته بجرعة من الكوب الذي يقطر عليه الثلج وأصخت السمع.
8
سيماء المواجهة
ابراهيم جادالله
تدور الأردية الزرقاء ، تروح وتجىء، تصغط على مغالق الأبواب فيأتى ما بالحجرات من نور شفيف وعيون رقيقة رائعة الملامح لا يشوبها كدر، وتكتسى الممرات ما بين الحجرات ومقاعد الانتظار البلاستيكية الدائرية برائحة تنفذ من الخياشيم إلى داخل الرأس فتدمع العيون لحرقتها .
لما سألتها وكانت تهم خطواتها أمامى عن موعد وصول الطبيب .أيقظ الصوت شيئا ما فى رأسها المتوفز فاستدارت مليحة الملاح مكحلة العينين، تفتق فمها الصغير المدبب عن بسمة عذبة وقالت :- الا تعرفنى ؟...كان بالعينين بريق وقلق .فباغتتنى ، وجعلت أنظر حولى على أهرب من هذا القلق الموشى بحزن رطب ، ولم أقدر على مغالبة الاجتياح لمسام الرأس والوجدان فبان على حركة قدمى فوق البلاط اللامع المنقوش،وكفى التى راحت تمسد وجهى المعروق،وأنقذتنى ابتسامة ندية فوق شفتيها الدقيقتين كحبتى التوت النيلى الأحمر،وانصرافى خلفها لتلحق بزميلتها ذات الرداء الذىيشبه رداءها وقد صاحت بها،ولأكون ضيفا عليهافى غرفتها الصغيرة بآخر الممر الرطب والرائحة النافذة كما أشارت.
كان على تهيئة مابداخلى ليستقيم مع ملامحى المشحونة بالأرق والخجل فلم أقدر، فتركت كل شىء على سجيته وإن كانت لا تزال بى الرغبةالحادة أن لا أبدو بهذا الإنهيار الفاضح،وأيقنت أنى سأشوى على نار عتابها هذه الساعة ،وما فى جعبتى برغم قدراتى التبريرية للأفعال ورددوها للأشياء لن يجدى ولن يسعفنى فأوقفت كل شى إلا ذاك الإضطراب الداخلى الحاد.
بينما كنت أسقط داخل تجويف مقعد جلدى.كانت تقف هى بين مقعدها ومكتب صغير أبيض تتفرس كل مكونات هيئتى ،ضغطت بيدها اليسرى فوق زر أسود صغير بالحائط خلفها، فدق جرس صوته يشبه الكاناريا، أتانا من خلف الباب الموارب قليلا، فهرول مسرعا شاب قصير ممتلى قليلا نظيف الرداء وابتسمت عيناه فى وجهها وأحنى رأسه بألفة يسكنها خبث وهو يرجع للخلف على نفس الحالة لما أشارت له بأصبعها. وسرعان ماعاد بصينية فضية مستديرة تبرق تحت ضوء النيون عليها كوبين طويلين يقطر الثلج على جداريهما ويطلع منهما ماصتان حمراوتان وضعها على سطح المكتب الزجاجى،وتراجع بنفس هيئته منحنى الرأس للأمام بينما كنت أتأمل ملامحى فى زجاج المكتب الصغير واستقرئ ثناياها وأرى انعكاس الداخل مجسدا فيها بعفوية لاتقارن من أرق وارتعاش خواطر ومباغتة كانت هى تشاغل نفسها بترتيب أشياء حولها أدركت انها ترغب أن تترك لى فرصة كى أستعيد نفسى المأخوذة. لم أوقن أن يوما ما سنلتقى بهذه الكيفية بعد انقطاع سنوات سبع .
وإن كانت قد حدثت لقاءات سابقه كثيرة كنا نعبرها بحذر.ولا يتبقى من أثرلها غير ارتعاشات قليلة فى الصدر بفعل التذكارواستحلاب صور من ماض قريب ،ولكن كل الماضى محمولا على عفوية اللقاء الحادث الآن يجئ ،وانطويت على سلة التذكارات والسنوات التى خلفتها ورائى،وفجأة لاحت لى رغبة الغوص فى عينيها بشراهة.لكنها لاحظت ذلك حتى صارت مرتبكة قليلا،وتوارى ارتباكها خلف تعابير متضاربة لوجهها الصغير المدور ذي الملامح الطولية،ما إن همت برفع رأسها متأهبة لتحريك شفتيها لبدء حديث .حتى كنت بنفس اللحظةأتهيأ لذلك الفعل،فابتسمت،وضحكنا.ثم باغتتني بتوقفها عنه وتبدل سحنتها.فبلعت اللعاب من حلقي الذي بللته بجرعة من الكوب الذي يقطر عليه الثلج وأصخت السمع.
8
السبت يناير 21, 2017 12:06 pm من طرف عدنان المعموري
» قصيده بعنوان كافي
الجمعة ديسمبر 19, 2014 7:50 am من طرف عدنان المعموري
» عن لسان ام الشاعر الراحل رحيم المالكي
الأحد يوليو 06, 2014 1:52 pm من طرف عدنان المعموري
» القصيدة التي أغضبت سلاطين المنطقة الخضراء
الثلاثاء أكتوبر 02, 2012 12:44 pm من طرف عدنان المعموري
» قصة مؤثرة عن غيرة النساء
الجمعة يونيو 29, 2012 1:06 am من طرف عدنان المعموري
» أبن شقيق الجعفري يكشف تفاصيل الاعتداء عليه بالضرب من قبل أبن شقيقة المالكي وأقربائه
الأربعاء مايو 23, 2012 12:06 pm من طرف عدنان المعموري
» يا احبيب / صاحب الضويري
السبت مايو 12, 2012 12:24 am من طرف عدنان المعموري
» خانقين..الوردة البيضاء..مدينة التآخي والسلام
الخميس فبراير 16, 2012 12:16 pm من طرف حسين:خانقين
» هدية لكم جميعا..مع باقات من النرجس من على سفوح جبال كردستان
الخميس فبراير 16, 2012 5:21 am من طرف حسين:خانقين
» الأشعة..منافعها واضرارها وهذا الحديث مع طبيبة اختصاصية في م. خانقين
الخميس فبراير 16, 2012 5:06 am من طرف حسين:خانقين
» دعوة للمشاركة
الخميس أكتوبر 06, 2011 9:22 am من طرف د.مسلم بديري
» قصص قصيرة جدا
الإثنين يوليو 18, 2011 5:00 pm من طرف د.مسلم بديري
» قصيدة (جيش الشيب) للشاعر الشاب سعد السوداني
الجمعة يونيو 24, 2011 11:49 am من طرف عدنان المعموري
» قصيدة (جيش الشيب) للشاعر الشاب سعد السوداني
الجمعة يونيو 24, 2011 11:47 am من طرف عدنان المعموري
» زعلتك صدك
الثلاثاء يونيو 21, 2011 1:22 pm من طرف عدنان المعموري
» يا احبيب /للشاعر صاحب الضويري
الإثنين يونيو 13, 2011 11:49 am من طرف عدنان المعموري
» أكميله للشاعر عارف مأمون
الإثنين أبريل 04, 2011 8:17 am من طرف عدنان المعموري
» كل ساعة انذبح من عرست لليوم وكل ساعة انسحك بجدام تذكارك
الإثنين أبريل 04, 2011 8:13 am من طرف عدنان المعموري
» قراءة الواقع الثقافي في العراق
السبت مارس 12, 2011 1:13 pm من طرف قاسم المعموري
» اشعل فتيلها الكادحون والرافضون للظلم
الثلاثاء مارس 08, 2011 1:05 pm من طرف قاسم المعموري