المباراة والملعب الفارغ
حياة الحويك عطية
كان نتنياهو يبدو اكثرهم تشددا ، الى ان جاء ليبرمان يحطم الرقم القياسي لصاحبه ، فلم يدنه الاخر ولم يتهمه بالتخريب ، بل تصفح به مجنزرة يمين جديد ، لتسير الحملة بقوة اكبر .
كان باراك يبدو الاكثر قسوة وهو صاحب نظرية العمل خلف خطوط العدو ، وفي تاريخه صورة الفتاة الشقراء التي دخلت بيروت لاغتيال قادة المقاومة الثلاث ، وكان نتنياهو يتفاخر دائما بان شقيقه بنجامين هو قائد وشهيد معركة عينتبي ، فجاءت ليفني المراة ، لتنهش باسنانها واظافرها لحم اطفال غزة مذكرة بانها رضعت حليب الارغون وشتيرن من الابوين معا ، ونشات على يد الموساد ، وفي تاريخها انها الفتاة الشقراء الجميلة التي نفذت وهي طالبة في باريس عملية اغتيال العالم النووي العراقي الشهيرة .
كان نتنياهو ينظر في كتبه ومحاضراته لحشر المقاومة في غزة وسحقها هناك ، وجاء باراك وليفني واولمرت ينفذون ذلك دون ان ينظروا له ، فسحبوا من تحت قدميه بساط الانفراد بالتشدد ، وبالتالي اصوات الاكثرية .
كل هذا طبيعي لاناس لم يات بهم الى هذه الارض الا ايمان طوطمي غريب عجيب ، يقوم على التفوق والدم ,وعلى احتقار الاخر ونفي وجوده .
كل هذا طبيعي لناس اخترعوا وجودا غير شرعي ، وعلى اشلاء الاخرين ، ولا يمكنهم الحفاظ على بقائه اذا لم يقاتلوا باظافرهم واسنانهم .
لذايتقاتلون بحدة ، ولكنهم ما ان ينتهون من معركة الخيار حتى يلتفون حول انفسهم من جديد ، وها هو نتنياهو يدعو الى الوحدة الوطنية العريضة ، التي لاتعدم اساسها القوي . ويعطون بذلك درسا بليغا للعرب وللفلسطينيين بشكل خاص .
من جهة اخرى يعطون درسا اخر للمراهنين على التغير في الادارة الاميركية ، اذ لم تبدو اول تجلياته انحيازا الى الهوء لدى الصهاينة ،بل على العكس من ذلك ، نمو التشدد السياسي بعد ان ترك المجال طليقا لتنفيذ المجزرة العسكرية في اخر ايام رئيس راحل ، حتى لا يتحمل وزرها الرئيس الجديد ، اولا: لانه جاء لكي يغير صورة اميركا العنف التي تكونت سوداء منذ مطلع التسعينات ، وعليه فلايراد لغزة ان تسبغ عليه طابع التشدد والانحياز ، ولا ان تلقي على صورته بصمات من الدم يحاول جهدهلان اي ان يمحوها عن وجه اميركا ويقصرها على وجه جورج بوش الرجل وادارته ، ولذا لم يكن المطلوب منه اكثر من الصمت وترك الجيش الاسرائيلي ينفذ فعله وادارة بوش تتحمل وزره .
وثانيا لانه من غير المطلوب احراج من يسمون بالمعتدلين في التعامل مع الادارة الاميركية الجديدة ، وترك المجال لهم ، لان يقولوا : هذا غير ذاك ، ونحن نضع ايدينا بقوة هذه المرة في يد غير مضرجة بالدم . دون ان يؤثر في ذلك كون هيلاري كلينتون اكثر تشددا وقوة من كونداليزا رايس.
كل ذلك في حين تكتمل الصورة على الخريطة الاعلامية ، وترتسم الشبكة المثلثة الاضلاع : تركي – ايراني – اسرائيلي فوق وجه المنطقة العربية . ليكون الرهان هو رهان موازين القوى والمصالح بين كل هؤلاء، عندما يحين وقت الطاولة ، بل وحين تهيا الامور من تحت الطاولة الى حين نصبها او عدم نصبها . واذا كانت الجغرافيا تفرض هذا التشابك الاقليمي الطبيعي ، فما هو غير طبيعي هو ان يكون العالم العربي الضخم بكل الابعاد ، مجرد ساحة لكل هؤلاء ، وان يركض زعماؤه متسولين هنا وهناك ، لا حيلة لهم الا التعلق بذيل تنورة ما . خاصة بعد ان جاء خيار الناخب الاسرائيلي ليقول لا للمبادرة العربية، قبل ان يقول نعم للمرشحين الذين تنافسوا على صوته . وهم كانوا يعرفون ذلك فتنافسوا بابداء التشدد والعنصرية . اختلفوا على تفاصيل البرنامج السياسي ولكن احدا منهم لم يخرج عن خطوطه العريضة . وظل الفارق بينهما ان فريقا يقول بالعنف ويفعله ، واخر يراوغ بالسلم وينفذ العنف باقسى مما اعد اخيه .
بالمقابل ، يفرض السؤال المصيري نفسه : ما هو البرنامج السياسي العربي والفلسطيني ، بعد الموت السريري للمبادرة ؟
وهل ان تاخير اعلان وفاته يعني تحضير الوريث للخلافة ، ام هو خوف فراغ لا يحمل الا انتظار ان يتكفل احفاد العثمانيين بطرح ما ، لايهمل بالطبع الضلع الاقليمي الاخر ، اي ايران ، وكله تحت المظلة الاميركية . ادوار قد لا يكون حضورها مرفوضا لو حضرت العروس ، ولم يخطط لسوقها الى سوق الجواري . سوق ما زال هناك من يحول دونها بالدم والوجع .
حياة الحويك عطية
كان نتنياهو يبدو اكثرهم تشددا ، الى ان جاء ليبرمان يحطم الرقم القياسي لصاحبه ، فلم يدنه الاخر ولم يتهمه بالتخريب ، بل تصفح به مجنزرة يمين جديد ، لتسير الحملة بقوة اكبر .
كان باراك يبدو الاكثر قسوة وهو صاحب نظرية العمل خلف خطوط العدو ، وفي تاريخه صورة الفتاة الشقراء التي دخلت بيروت لاغتيال قادة المقاومة الثلاث ، وكان نتنياهو يتفاخر دائما بان شقيقه بنجامين هو قائد وشهيد معركة عينتبي ، فجاءت ليفني المراة ، لتنهش باسنانها واظافرها لحم اطفال غزة مذكرة بانها رضعت حليب الارغون وشتيرن من الابوين معا ، ونشات على يد الموساد ، وفي تاريخها انها الفتاة الشقراء الجميلة التي نفذت وهي طالبة في باريس عملية اغتيال العالم النووي العراقي الشهيرة .
كان نتنياهو ينظر في كتبه ومحاضراته لحشر المقاومة في غزة وسحقها هناك ، وجاء باراك وليفني واولمرت ينفذون ذلك دون ان ينظروا له ، فسحبوا من تحت قدميه بساط الانفراد بالتشدد ، وبالتالي اصوات الاكثرية .
كل هذا طبيعي لاناس لم يات بهم الى هذه الارض الا ايمان طوطمي غريب عجيب ، يقوم على التفوق والدم ,وعلى احتقار الاخر ونفي وجوده .
كل هذا طبيعي لناس اخترعوا وجودا غير شرعي ، وعلى اشلاء الاخرين ، ولا يمكنهم الحفاظ على بقائه اذا لم يقاتلوا باظافرهم واسنانهم .
لذايتقاتلون بحدة ، ولكنهم ما ان ينتهون من معركة الخيار حتى يلتفون حول انفسهم من جديد ، وها هو نتنياهو يدعو الى الوحدة الوطنية العريضة ، التي لاتعدم اساسها القوي . ويعطون بذلك درسا بليغا للعرب وللفلسطينيين بشكل خاص .
من جهة اخرى يعطون درسا اخر للمراهنين على التغير في الادارة الاميركية ، اذ لم تبدو اول تجلياته انحيازا الى الهوء لدى الصهاينة ،بل على العكس من ذلك ، نمو التشدد السياسي بعد ان ترك المجال طليقا لتنفيذ المجزرة العسكرية في اخر ايام رئيس راحل ، حتى لا يتحمل وزرها الرئيس الجديد ، اولا: لانه جاء لكي يغير صورة اميركا العنف التي تكونت سوداء منذ مطلع التسعينات ، وعليه فلايراد لغزة ان تسبغ عليه طابع التشدد والانحياز ، ولا ان تلقي على صورته بصمات من الدم يحاول جهدهلان اي ان يمحوها عن وجه اميركا ويقصرها على وجه جورج بوش الرجل وادارته ، ولذا لم يكن المطلوب منه اكثر من الصمت وترك الجيش الاسرائيلي ينفذ فعله وادارة بوش تتحمل وزره .
وثانيا لانه من غير المطلوب احراج من يسمون بالمعتدلين في التعامل مع الادارة الاميركية الجديدة ، وترك المجال لهم ، لان يقولوا : هذا غير ذاك ، ونحن نضع ايدينا بقوة هذه المرة في يد غير مضرجة بالدم . دون ان يؤثر في ذلك كون هيلاري كلينتون اكثر تشددا وقوة من كونداليزا رايس.
كل ذلك في حين تكتمل الصورة على الخريطة الاعلامية ، وترتسم الشبكة المثلثة الاضلاع : تركي – ايراني – اسرائيلي فوق وجه المنطقة العربية . ليكون الرهان هو رهان موازين القوى والمصالح بين كل هؤلاء، عندما يحين وقت الطاولة ، بل وحين تهيا الامور من تحت الطاولة الى حين نصبها او عدم نصبها . واذا كانت الجغرافيا تفرض هذا التشابك الاقليمي الطبيعي ، فما هو غير طبيعي هو ان يكون العالم العربي الضخم بكل الابعاد ، مجرد ساحة لكل هؤلاء ، وان يركض زعماؤه متسولين هنا وهناك ، لا حيلة لهم الا التعلق بذيل تنورة ما . خاصة بعد ان جاء خيار الناخب الاسرائيلي ليقول لا للمبادرة العربية، قبل ان يقول نعم للمرشحين الذين تنافسوا على صوته . وهم كانوا يعرفون ذلك فتنافسوا بابداء التشدد والعنصرية . اختلفوا على تفاصيل البرنامج السياسي ولكن احدا منهم لم يخرج عن خطوطه العريضة . وظل الفارق بينهما ان فريقا يقول بالعنف ويفعله ، واخر يراوغ بالسلم وينفذ العنف باقسى مما اعد اخيه .
بالمقابل ، يفرض السؤال المصيري نفسه : ما هو البرنامج السياسي العربي والفلسطيني ، بعد الموت السريري للمبادرة ؟
وهل ان تاخير اعلان وفاته يعني تحضير الوريث للخلافة ، ام هو خوف فراغ لا يحمل الا انتظار ان يتكفل احفاد العثمانيين بطرح ما ، لايهمل بالطبع الضلع الاقليمي الاخر ، اي ايران ، وكله تحت المظلة الاميركية . ادوار قد لا يكون حضورها مرفوضا لو حضرت العروس ، ولم يخطط لسوقها الى سوق الجواري . سوق ما زال هناك من يحول دونها بالدم والوجع .
السبت يناير 21, 2017 12:06 pm من طرف عدنان المعموري
» قصيده بعنوان كافي
الجمعة ديسمبر 19, 2014 7:50 am من طرف عدنان المعموري
» عن لسان ام الشاعر الراحل رحيم المالكي
الأحد يوليو 06, 2014 1:52 pm من طرف عدنان المعموري
» القصيدة التي أغضبت سلاطين المنطقة الخضراء
الثلاثاء أكتوبر 02, 2012 12:44 pm من طرف عدنان المعموري
» قصة مؤثرة عن غيرة النساء
الجمعة يونيو 29, 2012 1:06 am من طرف عدنان المعموري
» أبن شقيق الجعفري يكشف تفاصيل الاعتداء عليه بالضرب من قبل أبن شقيقة المالكي وأقربائه
الأربعاء مايو 23, 2012 12:06 pm من طرف عدنان المعموري
» يا احبيب / صاحب الضويري
السبت مايو 12, 2012 12:24 am من طرف عدنان المعموري
» خانقين..الوردة البيضاء..مدينة التآخي والسلام
الخميس فبراير 16, 2012 12:16 pm من طرف حسين:خانقين
» هدية لكم جميعا..مع باقات من النرجس من على سفوح جبال كردستان
الخميس فبراير 16, 2012 5:21 am من طرف حسين:خانقين
» الأشعة..منافعها واضرارها وهذا الحديث مع طبيبة اختصاصية في م. خانقين
الخميس فبراير 16, 2012 5:06 am من طرف حسين:خانقين
» دعوة للمشاركة
الخميس أكتوبر 06, 2011 9:22 am من طرف د.مسلم بديري
» قصص قصيرة جدا
الإثنين يوليو 18, 2011 5:00 pm من طرف د.مسلم بديري
» قصيدة (جيش الشيب) للشاعر الشاب سعد السوداني
الجمعة يونيو 24, 2011 11:49 am من طرف عدنان المعموري
» قصيدة (جيش الشيب) للشاعر الشاب سعد السوداني
الجمعة يونيو 24, 2011 11:47 am من طرف عدنان المعموري
» زعلتك صدك
الثلاثاء يونيو 21, 2011 1:22 pm من طرف عدنان المعموري
» يا احبيب /للشاعر صاحب الضويري
الإثنين يونيو 13, 2011 11:49 am من طرف عدنان المعموري
» أكميله للشاعر عارف مأمون
الإثنين أبريل 04, 2011 8:17 am من طرف عدنان المعموري
» كل ساعة انذبح من عرست لليوم وكل ساعة انسحك بجدام تذكارك
الإثنين أبريل 04, 2011 8:13 am من طرف عدنان المعموري
» قراءة الواقع الثقافي في العراق
السبت مارس 12, 2011 1:13 pm من طرف قاسم المعموري
» اشعل فتيلها الكادحون والرافضون للظلم
الثلاثاء مارس 08, 2011 1:05 pm من طرف قاسم المعموري