الفوتوغرافي حميد مجيد (ابو صلاح )

الفوتوغرافي مجيد حميد ( ابوصلاح ) :- مازالت كاميراتي تؤرشف الحياة...

قاسم المعموري

ثمة أشياء صورية لم تعكر صفو عدسة كاميرته فهي لم تتوقف برهة من الزمن عن مجانسة لحظات الحياة بكافة صورها المتعددة هذا الكلام ينطبق على المصور الفوتوغرافي والسينمائي مجيد حميد أو كما يعرفه الوسط الفني والثقافي ب(ابوصلاح ) ؛ التقيته في مقهى الشاهبندر عندما صب نظري عليه وهو يلتقط صورة لرجل كبير في السن جلس ينتظر لحظة تصويره ؛ ولم تفوتني الفرصة في التقاط صورة لابو صلاح الثناء عمله ، بدأت حكاية اللقاء بالسؤال عن خطواته الأولى في عالم الصورة .. ليجيب بالعودة إلى تاريخ بدايته .

معركة جسر الشهداء ابرز الالتقاطات
قد يكون حبي الشديد والرغبة في تعلم مهنة التصوير هي من أولى المحفزات التي أدخلتني إلى هذا المجال ، وبالفعل بدأت في تعلم هذه المهنة عام 1936 عندما كنت طالبا في المرحلة الابتدائية في مدرسة الشواكة ببغداد حينها صورت زملائي في المدرسة ولكن رغبتي كانت تطمح إلى المزيد ففي عام 1948 ذهبت إلى أستوديو محي عارف في ساحة الشهداء (المأمون سابقا) وهو من الاستيديوهات المعروفة في ذلك الوقت وقتها طلبت من المصور محي عارف أن يشغلني عنده لغرض التعلم وبدون اجر فوافق على عملي في الأستوديو وكنت اجلس مكانه عندما يذهب إلى عمله في الجيش مصورا...وكان أول الأشياء التي أردت تعلمها هو دخولي إلى غرفة التحميض والطبع وبعد شهرين من العمل المتواصل تعلمت شيئا مهما في هذه المهنة وإثناء هذه الفترة حدثت معركة جسر الشهداء التي جاءت اثر مظاهرة على معاهدة بورت سموث ونظرا لقرب مكان الحدث من المحل التقطت صورا لأغلب مجريات الأحداث على الجسر بعد ذلك نشرت هذه الصور على غلاف مجلة ( الوادي ).. وبعد اتقاني لهذه المهنة افتتحت محلا للتصوير على حسابي الخاص (أستوديو عمار )وبمساعدة أخي (علي حميد) وكان افتتاح الأستوديو عام 1949 وبعد سنة أغلقت المحل بسبب عدم وجود المال الكافي لاستمرار العمل بعد ذلك انتقلت إلى عرض عملي في أستوديو أرشاك وقد عملت بصفة طباع ومحمض وأضفت إلى معلوماتي بهذه الفترة توزيع الإضاءة بصورة فنية وقد صورت في هذا الأستوديو الملك فيصل الثاني .. وفي عام 1951 عملت مصورا متجولا في حديقة الملك غازي حديقة الأمة حاليا في الباب الشرقي وفي هذه الفترة فكرت ان اعمل مصورا صحفيا حيث عملت مدة 6 اشهر في جريدة (النداء ) .
المرحلة التالية التصوير السينمائي
وبعد اتقاني للتصوير الفوتوغرافي فكرت ان انتقل إلى مرحلة أخرى من أنواع التصوير الاوهو التصوير السينمائي فقدمت إلى احد شركات التصوير والإنتاج السينمائي وعملت مساعد مصور في فلم( وردة) أخراج يحيى فائق وتصوير كريم مجيد، وبعد ذلك وبالتحديد في عام 1958 وعن طريق الصدفة تعرفت على شخص كان يعمل في التلفزيون حيث قال لي هناك إعلان يطلبون فيه مصورين فقدمت أوراقي إلى محطة التلفزيون وكانت تسمى في ذلك الوقت البنكلة وكان مديرها (يوسف جرجيس ) وبالفعل عملت بهذا المكان باجر أسبوعي قدره ثلاثة دنانير وكانت كإمرتي بولكس 16 ملم صورت فيها الكثير من الأنشطة الإخبارية كالاستعراضات العسكرية التي كان يحضرها الزعيم عبد الكريم قاسم كما صورت شخصيات كبيرة كانت تأتي إلى التلفزيون كشخصية الشاعر الكبير ألجواهري ..وهكذا تفاعلت مع الكاميرات التلفزيونية والسينمائية بشكل غير طبيعي بعدها اتفقت مع شركة جواد الشيخلي 1960 على تصوير فلم (ليالي العذاب) بطولة أحلام وهبي وعرض الفلم في سينما الشعب في منطقة المربعة .. وبعد ذلك صورت فيلم( مع الفجر) بطولة الملحن فاروق هلال وإخراج جبار ألعبيدي ثم توالت الأفلام مثل فلم( ذكريات) لنعيم الصافي وفلم (حوبة المظلوم) وفلم (ليالي بغداد) وفلم سلطانة للمخرج صفاء محمد علي .. وبعد هذه الفترة رجعت إلى كاميرتي الفوتوغرافية لكي تكون مصدر رزقي
مازلت أصور في مقهى الشاهبندر وبقية المناطق الشعبية لمدينتي الحبيبة بغداد .

نصيحتي للشباب اللذين يعملون بمجال التصوير
انصح الشباب بان يستغلوا التكنولوجيا الحديثة بعالم الكاميرات وجميع الأجهزة المتطورة بمجال التصوير ويطوروا أنفسهم بهذا المجال لكي ينهضوا بالسينما العراقية ..

سيرة فنية أخرى :- مواليد 1930 – 1977 دورة الإخراج السينمائي في معهد التدريب الإذاعي والتلفزيوني العراقي – 1994 دورة سيناريو في وزارة الثقافة – شهادات تقديرية بمجال التصوير الفوتوغرافي والسينمائي – 2009 درع التفوق في عيد السينما العراقية عن تأدية دور شخصية المخرج العراقي الكبير جعفر علي في فلم( روح السينما ) .