الناجون من النجاة يرون ما حدث لهم ليلة الجريمة البشعة
قاسم المعموري
هو يوم ليس مثل باقي الأيام ... هو قداس ليس كباقي القداسات .. كان قداساً مرعباً وبشعاً شهدت له ملائكة السماء وسكان الأرض ... ثمة أرواح بريئة صعدت إلى بارئها ، وفي جنباتها صرخة احتجاج والآلام ، كالآم المسيح عند صلبه ، كان ذلك بمرأى الصليب الذي يؤرخ لهذا اليوم الحزين وهو يشمخ في هيكل الكنيسة ، كم من الأرواح أزهقت رغماً عنها وكم من هلعاً وخوف تلبس المصلين ، وكأن القيامة قد قامت ، كثيراً ما قيل وما سيقال في ذاكرة هذه الكنيسة على لسان شهود عيان عاشوا الموقف في قلب الحدث كتبت لهم النجاة في سيدة النجاة ...
البداية
كنيسة النجاة في منطقة الكرادة هي احد الكنائس التابعة لطائفة السريان الكاثوليك وهم احد الطوائف الأربعة عشر طائفة في العراق وتتركز بشكل كبير في العاصمة بغداد ، بدأت الجريمة في الساعة التاسعة مساءاً وهي الفترة المسائية الثانية من القداس ، وهي فترة تأتي بعد الفترة الصباحية للقداس التي تبدأ من الساعة الثامنة صباحاً... كان عدد المصلين 150 مصلي وكانت هذه الإعداد في ذروتها أي أن قاعة الكنيسة ممتلئة ، والجزء الأغلب من هذا العدد من النساء وكبار السن إضافة إلى نسبة من الأطفال ، ومن يقدس في الصلاة هم آباء اثنان من الشباب ، الأول هو(آبونا) ثائر سعد الله البالغ من العمر ثلاثون عاما ، والثاني هو الأب وسيم بطرس وهذين الأبوين لهم علاقات طيبة تربطهم بالمصلين ، ولهم خصوصية معنوية ونفسية عند المصلين .
شهود من أهلها
الشاهدة ن-رع تقول :- كنا نعيش يوما طبيعياً معتاداً لذهابنا الى الكنيسة برفقة ابنتي وزوجي لكن الذي حصل ذهلت حين أصبحت لحظتها وحدي دون زوج وابنة .. كان عدد المسلحين أربعة أشخاص فقط دخلوا من الباب الخلفية للكنيسة حيث سمعنا صوت انفجار علمنا بعد ذلك هو انفجار لسيارة مفخخة وحين أصابنا الذعر بعدها سمعنا صوت أطلاقات نار وهو اشتباك بين حراس الكنيسة الذين يعملون على حراسة الكنيسة وبين المسلحين ، بعد ذلك اتجه المسلحون إلى البوابة الأمامية للكنيسة ، حيث دخل أربعة مسلحين وأغلقوا الباب الرئيسي وكان كل واحد منهم يحمل حقيبة كبيرة ممتلئة بكميات من الأسلحة والمتفجرات (قنابل الرمانات اليدوية ) مع ارتدائهم أحزمة ناسفة ، وهنا صرخوا بالمصلين وقالوا لنا انتم رهائن وأي شخص يتحرك سوف نقتله ، بعدها قاموا بتقسيمنا الى مجموعات ، وطلبوا ان تكون وجوهنا على الحائط ، والبعض الأخر من المصلين وضعوهم في الغرف الداخلية للكنيسة التي تقع على يمين باحة الكنيسة ، وبعد إغلاق الأبواب لهذه الغرف شاهدتهم يضعون القنابل في بوابات هذه الغرف ، وبين لحظة وأخرى استرق النظر لأشاهدهم وهم يمزقون كتاب الانجيل وكسر الصلبان ، وواحدة من هذه الصلبان هو صليب نادر مطلي بمادة الذهب ، بعدها أخذوا مايكات الصوت وصوتوا للأذان ، ، تستمر " ن-ر-ع" بالحديث وتقول :- احد المسلحين رايته يمسك مسدساً ويطلق رصاصة على كل شخص جالس على الأريكة ويسقطه قتيلاً في الحال ، وهنا بدات جثث المصلين تتزايد وتتجمع في وسط باحة الكنيسة ، وغالبية من الذي قتل في الموجة الأولى من المصلين هم من النساء ، وإعداد كبيرة من الأطفال ، ومن ضمن هؤلاء الأطفال طفلة صغيرة تبلغ من العمر ثلاثة أشهر قتلت وهي في حضن أمها بعدها قتلوا أمها لانهيارها وصراخها بوجههم ، وهنا تدخل "الأب "وسيم الذي ركض الى الباب الأمامية للكنيسة وأراد فتحها ولكن قبل وصوله أطلق المسلحين النار واردوه قتيلاً ، بعد ذلك قام الأب ثائر بالصراخ والاستغاثة ولكنهم قتلوه في الحال ، وقتلوا أخوه وهو رجل متدين يرافق الأب ثائر في القداسات ، كذلك أطلقوا النار على أم الأب ثائر التي كانت تجلس في مقدمة الأرائك للكنيسة وأصابوها في رجلها ، واستمرت الشاهدة بالحديث عن المجزرة ، إلى أن وصلت الى وصف حالتها قائلة :- لقد ( أطلق علي المسلحون طلقة واحدة أصبت على أثرها في يدي اليمنى ، بعدها ارتميت على مجموعة من الجثث لأوهمهم باني فارقت الحياة ) ، ومن ضمن الجثث التي ارتميت فوقها كانت صديقة عمري ، وبقيت على هذا الحال لأكثر من ساعتين ، وهي مدة العملية الإجرامية ، وخلال هذه المدة كانت أصوات الانفجارات متواصلة في داخل الكنيسة ، بعدها سمعت عدد من الاطلاقات النارية للبوابة الأمامية للكنيسة فيما بعد عرفت بانها كانت من قبل القوات الأمنية العراقية التي بدأت محاولتها الأولى بفتح باب الكنيسة الرئيسي ... الشاهدة قالت أن المسلحين كانوا يتحدثون اللهجة العراقية فقط ، وكانوا يمنعون أي شخص يستخدم جهاز الهاتف ....
شاهدة أخرى
الشاهدة "ع-غ-ف" قالت :- المجزرة لا توصف بالكلام بعد انتهاء العملية خرجت أتمشى على العديد من الجثث وانأ في حالة هستيرية وكل الناجين من هذه المذبحة كانوا في حالة من الذعر والصراخ وملابسهم ملطخة بالدماء ، لقد ممرنا بساعات تضمنت كل مظاهر الجريمة ، واحدة من الجرائم شاهدتها بأم عيني احد المصلين حاولوا الاتصال عن طريق جهاز الموبايل ، أخذوا الجهاز من يده وقاموا بتقطيع أصابعه ولم يكتفوا بذلك حتى قاموا بقتله ...
جهد متميز لنقل الحقيقة
الإعلامي حسن البغدادي ، احد مراسلي قناة عشتار الفضائية الذي بذل جهودا متميزة بتوثيق الحدث عن طريق البث المباشر منذ الساعات الأولى للحادث الإجرامي وحتى الساعة الثالثة من فجر يوم الاثنين ... لهذا الإعلامي كان له تعاون مع اغلب الفضائيات العراقية والصحف في إعطائهم الحقائق الكاملة للجريمة البشعة .
[b][justify]
قاسم المعموري
هو يوم ليس مثل باقي الأيام ... هو قداس ليس كباقي القداسات .. كان قداساً مرعباً وبشعاً شهدت له ملائكة السماء وسكان الأرض ... ثمة أرواح بريئة صعدت إلى بارئها ، وفي جنباتها صرخة احتجاج والآلام ، كالآم المسيح عند صلبه ، كان ذلك بمرأى الصليب الذي يؤرخ لهذا اليوم الحزين وهو يشمخ في هيكل الكنيسة ، كم من الأرواح أزهقت رغماً عنها وكم من هلعاً وخوف تلبس المصلين ، وكأن القيامة قد قامت ، كثيراً ما قيل وما سيقال في ذاكرة هذه الكنيسة على لسان شهود عيان عاشوا الموقف في قلب الحدث كتبت لهم النجاة في سيدة النجاة ...
البداية
كنيسة النجاة في منطقة الكرادة هي احد الكنائس التابعة لطائفة السريان الكاثوليك وهم احد الطوائف الأربعة عشر طائفة في العراق وتتركز بشكل كبير في العاصمة بغداد ، بدأت الجريمة في الساعة التاسعة مساءاً وهي الفترة المسائية الثانية من القداس ، وهي فترة تأتي بعد الفترة الصباحية للقداس التي تبدأ من الساعة الثامنة صباحاً... كان عدد المصلين 150 مصلي وكانت هذه الإعداد في ذروتها أي أن قاعة الكنيسة ممتلئة ، والجزء الأغلب من هذا العدد من النساء وكبار السن إضافة إلى نسبة من الأطفال ، ومن يقدس في الصلاة هم آباء اثنان من الشباب ، الأول هو(آبونا) ثائر سعد الله البالغ من العمر ثلاثون عاما ، والثاني هو الأب وسيم بطرس وهذين الأبوين لهم علاقات طيبة تربطهم بالمصلين ، ولهم خصوصية معنوية ونفسية عند المصلين .
شهود من أهلها
الشاهدة ن-رع تقول :- كنا نعيش يوما طبيعياً معتاداً لذهابنا الى الكنيسة برفقة ابنتي وزوجي لكن الذي حصل ذهلت حين أصبحت لحظتها وحدي دون زوج وابنة .. كان عدد المسلحين أربعة أشخاص فقط دخلوا من الباب الخلفية للكنيسة حيث سمعنا صوت انفجار علمنا بعد ذلك هو انفجار لسيارة مفخخة وحين أصابنا الذعر بعدها سمعنا صوت أطلاقات نار وهو اشتباك بين حراس الكنيسة الذين يعملون على حراسة الكنيسة وبين المسلحين ، بعد ذلك اتجه المسلحون إلى البوابة الأمامية للكنيسة ، حيث دخل أربعة مسلحين وأغلقوا الباب الرئيسي وكان كل واحد منهم يحمل حقيبة كبيرة ممتلئة بكميات من الأسلحة والمتفجرات (قنابل الرمانات اليدوية ) مع ارتدائهم أحزمة ناسفة ، وهنا صرخوا بالمصلين وقالوا لنا انتم رهائن وأي شخص يتحرك سوف نقتله ، بعدها قاموا بتقسيمنا الى مجموعات ، وطلبوا ان تكون وجوهنا على الحائط ، والبعض الأخر من المصلين وضعوهم في الغرف الداخلية للكنيسة التي تقع على يمين باحة الكنيسة ، وبعد إغلاق الأبواب لهذه الغرف شاهدتهم يضعون القنابل في بوابات هذه الغرف ، وبين لحظة وأخرى استرق النظر لأشاهدهم وهم يمزقون كتاب الانجيل وكسر الصلبان ، وواحدة من هذه الصلبان هو صليب نادر مطلي بمادة الذهب ، بعدها أخذوا مايكات الصوت وصوتوا للأذان ، ، تستمر " ن-ر-ع" بالحديث وتقول :- احد المسلحين رايته يمسك مسدساً ويطلق رصاصة على كل شخص جالس على الأريكة ويسقطه قتيلاً في الحال ، وهنا بدات جثث المصلين تتزايد وتتجمع في وسط باحة الكنيسة ، وغالبية من الذي قتل في الموجة الأولى من المصلين هم من النساء ، وإعداد كبيرة من الأطفال ، ومن ضمن هؤلاء الأطفال طفلة صغيرة تبلغ من العمر ثلاثة أشهر قتلت وهي في حضن أمها بعدها قتلوا أمها لانهيارها وصراخها بوجههم ، وهنا تدخل "الأب "وسيم الذي ركض الى الباب الأمامية للكنيسة وأراد فتحها ولكن قبل وصوله أطلق المسلحين النار واردوه قتيلاً ، بعد ذلك قام الأب ثائر بالصراخ والاستغاثة ولكنهم قتلوه في الحال ، وقتلوا أخوه وهو رجل متدين يرافق الأب ثائر في القداسات ، كذلك أطلقوا النار على أم الأب ثائر التي كانت تجلس في مقدمة الأرائك للكنيسة وأصابوها في رجلها ، واستمرت الشاهدة بالحديث عن المجزرة ، إلى أن وصلت الى وصف حالتها قائلة :- لقد ( أطلق علي المسلحون طلقة واحدة أصبت على أثرها في يدي اليمنى ، بعدها ارتميت على مجموعة من الجثث لأوهمهم باني فارقت الحياة ) ، ومن ضمن الجثث التي ارتميت فوقها كانت صديقة عمري ، وبقيت على هذا الحال لأكثر من ساعتين ، وهي مدة العملية الإجرامية ، وخلال هذه المدة كانت أصوات الانفجارات متواصلة في داخل الكنيسة ، بعدها سمعت عدد من الاطلاقات النارية للبوابة الأمامية للكنيسة فيما بعد عرفت بانها كانت من قبل القوات الأمنية العراقية التي بدأت محاولتها الأولى بفتح باب الكنيسة الرئيسي ... الشاهدة قالت أن المسلحين كانوا يتحدثون اللهجة العراقية فقط ، وكانوا يمنعون أي شخص يستخدم جهاز الهاتف ....
شاهدة أخرى
الشاهدة "ع-غ-ف" قالت :- المجزرة لا توصف بالكلام بعد انتهاء العملية خرجت أتمشى على العديد من الجثث وانأ في حالة هستيرية وكل الناجين من هذه المذبحة كانوا في حالة من الذعر والصراخ وملابسهم ملطخة بالدماء ، لقد ممرنا بساعات تضمنت كل مظاهر الجريمة ، واحدة من الجرائم شاهدتها بأم عيني احد المصلين حاولوا الاتصال عن طريق جهاز الموبايل ، أخذوا الجهاز من يده وقاموا بتقطيع أصابعه ولم يكتفوا بذلك حتى قاموا بقتله ...
جهد متميز لنقل الحقيقة
الإعلامي حسن البغدادي ، احد مراسلي قناة عشتار الفضائية الذي بذل جهودا متميزة بتوثيق الحدث عن طريق البث المباشر منذ الساعات الأولى للحادث الإجرامي وحتى الساعة الثالثة من فجر يوم الاثنين ... لهذا الإعلامي كان له تعاون مع اغلب الفضائيات العراقية والصحف في إعطائهم الحقائق الكاملة للجريمة البشعة .
[b][justify]
السبت يناير 21, 2017 12:06 pm من طرف عدنان المعموري
» قصيده بعنوان كافي
الجمعة ديسمبر 19, 2014 7:50 am من طرف عدنان المعموري
» عن لسان ام الشاعر الراحل رحيم المالكي
الأحد يوليو 06, 2014 1:52 pm من طرف عدنان المعموري
» القصيدة التي أغضبت سلاطين المنطقة الخضراء
الثلاثاء أكتوبر 02, 2012 12:44 pm من طرف عدنان المعموري
» قصة مؤثرة عن غيرة النساء
الجمعة يونيو 29, 2012 1:06 am من طرف عدنان المعموري
» أبن شقيق الجعفري يكشف تفاصيل الاعتداء عليه بالضرب من قبل أبن شقيقة المالكي وأقربائه
الأربعاء مايو 23, 2012 12:06 pm من طرف عدنان المعموري
» يا احبيب / صاحب الضويري
السبت مايو 12, 2012 12:24 am من طرف عدنان المعموري
» خانقين..الوردة البيضاء..مدينة التآخي والسلام
الخميس فبراير 16, 2012 12:16 pm من طرف حسين:خانقين
» هدية لكم جميعا..مع باقات من النرجس من على سفوح جبال كردستان
الخميس فبراير 16, 2012 5:21 am من طرف حسين:خانقين
» الأشعة..منافعها واضرارها وهذا الحديث مع طبيبة اختصاصية في م. خانقين
الخميس فبراير 16, 2012 5:06 am من طرف حسين:خانقين
» دعوة للمشاركة
الخميس أكتوبر 06, 2011 9:22 am من طرف د.مسلم بديري
» قصص قصيرة جدا
الإثنين يوليو 18, 2011 5:00 pm من طرف د.مسلم بديري
» قصيدة (جيش الشيب) للشاعر الشاب سعد السوداني
الجمعة يونيو 24, 2011 11:49 am من طرف عدنان المعموري
» قصيدة (جيش الشيب) للشاعر الشاب سعد السوداني
الجمعة يونيو 24, 2011 11:47 am من طرف عدنان المعموري
» زعلتك صدك
الثلاثاء يونيو 21, 2011 1:22 pm من طرف عدنان المعموري
» يا احبيب /للشاعر صاحب الضويري
الإثنين يونيو 13, 2011 11:49 am من طرف عدنان المعموري
» أكميله للشاعر عارف مأمون
الإثنين أبريل 04, 2011 8:17 am من طرف عدنان المعموري
» كل ساعة انذبح من عرست لليوم وكل ساعة انسحك بجدام تذكارك
الإثنين أبريل 04, 2011 8:13 am من طرف عدنان المعموري
» قراءة الواقع الثقافي في العراق
السبت مارس 12, 2011 1:13 pm من طرف قاسم المعموري
» اشعل فتيلها الكادحون والرافضون للظلم
الثلاثاء مارس 08, 2011 1:05 pm من طرف قاسم المعموري