من ذاكرة البحر تستمد عنفوانها الشعري
رسمية محيبس :- جمرة الشعر تمنحنا التأمل لذواتنا
حاورها قاسم المعموري
الشاعرة العراقية رسمية محيبس ، واحدة من الشاعرات اللواتي تكتنز في ذاكرتها درراً من الشعر ، تقدمه بين الحين والآخر إلى الأذان الصاغية التي تنتظر سماع كلماتها العذبة ، فهي تنتقي العبارات انتقاءناً يليق بكبرياء القضية التي تتناولها ، فالثورة والثوار والنساء والأطفال وسمات الحزن والفرح ترسمها محيبس حرفاً وصورةً شعرية ... ولتسليط الضوء على جانباً من مراحل حياتها الأدبية والشعرية ، كما يتضمن لقاءنا الاطلاع على آخر إصدارات الشاعرة وهي مجموعة شعرية تحمل عنوان ( سطر من ذاكرة البحر ) .
// نود أن نطلع على حياتك وبدايتك الشعرية ؟
أنا من مواليد الناصرية قضاء الشطرة ، وهي المدينة المتخمة بالأدباء والفنانين والمثقفين ، بدايتي كانت في السبعينات ، حيث نشرت لي أول قصيدة عام 1981 ، وقد نشرت قصائد في الثمانينات ، وهي الفترة التي اعتبرها من أنشط فترات حياتي الأدبية ، وأثناء هذه الحقبة كانت تصل إلينا العديد من الصحف والمجلات العربية كجريدة الدستور ومجلة التضامن العربي ومجلة الطليعة الأدبية التي نشرت ملفاً شعرياً تضمن قصائد لثلاث شاعرات ، أنا والشاعرة دينا ميخائيل ولهيب عبد الخالق ... ولكن بدايتي الحقيقية كانت في مجلة ( الثقافة ) لصاحبها الدكتور صلاح خالص ، الذي كان له التأثير الكبير في استمراري بالكتابة والنشر آنذاك .
// بعد هذه الفترة كيف أكملت مشوارك الأدبي ؟
حقيقة هناك معاناة في أكمال مشواري الأدبي بسبب العادات والتقاليد في الجنوب امتهان المرأة لأي مهنة ومنها كتابة الشعر ، حيث لم تتوفر الفرصة لأسماع صوتنا ، وفوجئت بأحد المهرجانات الأدبية بأن هناك كاتبات بدأن معي ، استطعن بعد ذلك من إصدارهن لمجموعات شعرية وسلطت الأضواء من قبل وسائل الأعلام على تجاربهن ، وهذا كان عامل تحفيز بأن أستمر بكتاباتي الشعرية حتى استطعت وبشق الأنفس أن أصدر مجموعة شعرية عام 2000 أسميتها ( طلقة أنثى ) ، وقد شاركت في مجموعتي الشعرية في جائزة الشارقة الثقافية لعام 2000 وحصلت على الجائزة الأولى في هذه المسابقة ، وفي عام 2008 صدرت لي مجموعة شعرية بعنوان ( فوضى المكان ) عن مؤسسة الفكر الجديد في النجف الاشرف ، وقد حضيت هذه المجموعة بدراسات وبحوث ثقافية ، كما أحتوت على قصائد تفعيلة ونماذج من قصيدة النثر التي اعتبرها من أرقى فنون الإبداع الأدبي .
// حالياً أين تضعين منجزك الأدبي ؟
أضعه في مكانه الحقيقي ، وأحاول على امتداد تجربتي أن أكون في المقدمة رغم العراقيل والأحباطات التي قد تكون اقل من تحد من تجربة أدبية تحاول أثبات مكانتها الحقيقية ، ورغم بعدها واختلافها وغموضها أحيانا ، لاكتها مازالت متشبثة بتلك الجمرة التي تستعر في داخلنا على الدوام وهي جمرة الشعر التي تمنحنا أن نتأمل ذواتنا على ضوءها ، ومن يحدد ذلك هو القارئ المثقف .
// الساحة الشعرية تلوج بالعديد من الشعراء الشباب ، ماتقيمك لهذه النخبة ؟
هناك نهضة أدبية وشعرية ، لأن حركة الشعر ولودة وعملية لن تتوقف ، بل تتسع وتتطور باستمرار ، والأجيال الشعرية في العراق لكل منها منجزه المؤثر في الساحة الثقافية العربية ، لكثرة ما تزدهر به شجرة الشعر العملاقة من ثمار وأزهار لا أكاد أحصيها ، وهناك أسماء لها عذوبة خاصة ، والمشروع الشعري لدى الشباب أخذ بالتطور ويمثل أمتداد لتجارب من سبقهم من شعراء عراقيين كبار .
// لننتقل إلى مجموعتك الشعرية ( سطر من ذاكرة البحر ) ونقتطف منها بعض القصائد ، وأقترح أن نبدأ من مدينتك الناصرية ؟
نزولاً عند رغبتك واقتراحك سأبدأ من الناصرية ...
الناصرية
لحن الجنوب الصاخب
ومعطف الفراء الثمين
غناء قيثارة بعيدة
وهديل حمام لا يحب السلام
الناصرية
غناء عندليب
أغواه الصيادون بالشجر
فلاذ بالسماء
نغمة لا تريد الانسجام
جمالك بدون رتوش
الناصرية
جرس يقرعه الفرات يومياً
وهو ذاهب للقاء دجلة
// وعن قبلة العاشقين بغداد ماذا قلت ؟
بغداد أو طائر الفينيق
من أي أ لأبواب
هجم جيش الفراشات
فضاء المدينة يعبق
برائحة أجساد غريبة
والباب مفتوح
لا تسمع ألا همساً يتحول إلى لغط
بوح بالأصابع
آهات أو كدمات
أنين يصدر عن جثث محطمة
بريق المدينة
الذي يخطف الأبصار
تحول الى رماد
ها أنت تخرجين
من موسم الدماء
أكثر شباباً ووحدة ياجبلاً
...............................
لكن لا تاريخ للجبال
غيرماتكتبه الريح
// الى الجنة التي تحت أقدامها (الأم ) تقول محيبس
زهور على قبر أمي
حين يهبط الظلام
وتشي المصابيح
بأفشاء سر الليل
تبدأ أمي
مشوارها العجيب
بين أسرتنا
يمه .. يمه .. يمه
في عالمك الكوني
من يأذن لي فأدخل
لأغمس قلبي بماء حنانك
لأكتب شعرا يداعب قلبي كثيراً
أمي
حتى الشجر له رائحتك
والقطارات
رسمية محيبس :- جمرة الشعر تمنحنا التأمل لذواتنا
حاورها قاسم المعموري
الشاعرة العراقية رسمية محيبس ، واحدة من الشاعرات اللواتي تكتنز في ذاكرتها درراً من الشعر ، تقدمه بين الحين والآخر إلى الأذان الصاغية التي تنتظر سماع كلماتها العذبة ، فهي تنتقي العبارات انتقاءناً يليق بكبرياء القضية التي تتناولها ، فالثورة والثوار والنساء والأطفال وسمات الحزن والفرح ترسمها محيبس حرفاً وصورةً شعرية ... ولتسليط الضوء على جانباً من مراحل حياتها الأدبية والشعرية ، كما يتضمن لقاءنا الاطلاع على آخر إصدارات الشاعرة وهي مجموعة شعرية تحمل عنوان ( سطر من ذاكرة البحر ) .
// نود أن نطلع على حياتك وبدايتك الشعرية ؟
أنا من مواليد الناصرية قضاء الشطرة ، وهي المدينة المتخمة بالأدباء والفنانين والمثقفين ، بدايتي كانت في السبعينات ، حيث نشرت لي أول قصيدة عام 1981 ، وقد نشرت قصائد في الثمانينات ، وهي الفترة التي اعتبرها من أنشط فترات حياتي الأدبية ، وأثناء هذه الحقبة كانت تصل إلينا العديد من الصحف والمجلات العربية كجريدة الدستور ومجلة التضامن العربي ومجلة الطليعة الأدبية التي نشرت ملفاً شعرياً تضمن قصائد لثلاث شاعرات ، أنا والشاعرة دينا ميخائيل ولهيب عبد الخالق ... ولكن بدايتي الحقيقية كانت في مجلة ( الثقافة ) لصاحبها الدكتور صلاح خالص ، الذي كان له التأثير الكبير في استمراري بالكتابة والنشر آنذاك .
// بعد هذه الفترة كيف أكملت مشوارك الأدبي ؟
حقيقة هناك معاناة في أكمال مشواري الأدبي بسبب العادات والتقاليد في الجنوب امتهان المرأة لأي مهنة ومنها كتابة الشعر ، حيث لم تتوفر الفرصة لأسماع صوتنا ، وفوجئت بأحد المهرجانات الأدبية بأن هناك كاتبات بدأن معي ، استطعن بعد ذلك من إصدارهن لمجموعات شعرية وسلطت الأضواء من قبل وسائل الأعلام على تجاربهن ، وهذا كان عامل تحفيز بأن أستمر بكتاباتي الشعرية حتى استطعت وبشق الأنفس أن أصدر مجموعة شعرية عام 2000 أسميتها ( طلقة أنثى ) ، وقد شاركت في مجموعتي الشعرية في جائزة الشارقة الثقافية لعام 2000 وحصلت على الجائزة الأولى في هذه المسابقة ، وفي عام 2008 صدرت لي مجموعة شعرية بعنوان ( فوضى المكان ) عن مؤسسة الفكر الجديد في النجف الاشرف ، وقد حضيت هذه المجموعة بدراسات وبحوث ثقافية ، كما أحتوت على قصائد تفعيلة ونماذج من قصيدة النثر التي اعتبرها من أرقى فنون الإبداع الأدبي .
// حالياً أين تضعين منجزك الأدبي ؟
أضعه في مكانه الحقيقي ، وأحاول على امتداد تجربتي أن أكون في المقدمة رغم العراقيل والأحباطات التي قد تكون اقل من تحد من تجربة أدبية تحاول أثبات مكانتها الحقيقية ، ورغم بعدها واختلافها وغموضها أحيانا ، لاكتها مازالت متشبثة بتلك الجمرة التي تستعر في داخلنا على الدوام وهي جمرة الشعر التي تمنحنا أن نتأمل ذواتنا على ضوءها ، ومن يحدد ذلك هو القارئ المثقف .
// الساحة الشعرية تلوج بالعديد من الشعراء الشباب ، ماتقيمك لهذه النخبة ؟
هناك نهضة أدبية وشعرية ، لأن حركة الشعر ولودة وعملية لن تتوقف ، بل تتسع وتتطور باستمرار ، والأجيال الشعرية في العراق لكل منها منجزه المؤثر في الساحة الثقافية العربية ، لكثرة ما تزدهر به شجرة الشعر العملاقة من ثمار وأزهار لا أكاد أحصيها ، وهناك أسماء لها عذوبة خاصة ، والمشروع الشعري لدى الشباب أخذ بالتطور ويمثل أمتداد لتجارب من سبقهم من شعراء عراقيين كبار .
// لننتقل إلى مجموعتك الشعرية ( سطر من ذاكرة البحر ) ونقتطف منها بعض القصائد ، وأقترح أن نبدأ من مدينتك الناصرية ؟
نزولاً عند رغبتك واقتراحك سأبدأ من الناصرية ...
الناصرية
لحن الجنوب الصاخب
ومعطف الفراء الثمين
غناء قيثارة بعيدة
وهديل حمام لا يحب السلام
الناصرية
غناء عندليب
أغواه الصيادون بالشجر
فلاذ بالسماء
نغمة لا تريد الانسجام
جمالك بدون رتوش
الناصرية
جرس يقرعه الفرات يومياً
وهو ذاهب للقاء دجلة
// وعن قبلة العاشقين بغداد ماذا قلت ؟
بغداد أو طائر الفينيق
من أي أ لأبواب
هجم جيش الفراشات
فضاء المدينة يعبق
برائحة أجساد غريبة
والباب مفتوح
لا تسمع ألا همساً يتحول إلى لغط
بوح بالأصابع
آهات أو كدمات
أنين يصدر عن جثث محطمة
بريق المدينة
الذي يخطف الأبصار
تحول الى رماد
ها أنت تخرجين
من موسم الدماء
أكثر شباباً ووحدة ياجبلاً
...............................
لكن لا تاريخ للجبال
غيرماتكتبه الريح
// الى الجنة التي تحت أقدامها (الأم ) تقول محيبس
زهور على قبر أمي
حين يهبط الظلام
وتشي المصابيح
بأفشاء سر الليل
تبدأ أمي
مشوارها العجيب
بين أسرتنا
يمه .. يمه .. يمه
في عالمك الكوني
من يأذن لي فأدخل
لأغمس قلبي بماء حنانك
لأكتب شعرا يداعب قلبي كثيراً
أمي
حتى الشجر له رائحتك
والقطارات
السبت يناير 21, 2017 12:06 pm من طرف عدنان المعموري
» قصيده بعنوان كافي
الجمعة ديسمبر 19, 2014 7:50 am من طرف عدنان المعموري
» عن لسان ام الشاعر الراحل رحيم المالكي
الأحد يوليو 06, 2014 1:52 pm من طرف عدنان المعموري
» القصيدة التي أغضبت سلاطين المنطقة الخضراء
الثلاثاء أكتوبر 02, 2012 12:44 pm من طرف عدنان المعموري
» قصة مؤثرة عن غيرة النساء
الجمعة يونيو 29, 2012 1:06 am من طرف عدنان المعموري
» أبن شقيق الجعفري يكشف تفاصيل الاعتداء عليه بالضرب من قبل أبن شقيقة المالكي وأقربائه
الأربعاء مايو 23, 2012 12:06 pm من طرف عدنان المعموري
» يا احبيب / صاحب الضويري
السبت مايو 12, 2012 12:24 am من طرف عدنان المعموري
» خانقين..الوردة البيضاء..مدينة التآخي والسلام
الخميس فبراير 16, 2012 12:16 pm من طرف حسين:خانقين
» هدية لكم جميعا..مع باقات من النرجس من على سفوح جبال كردستان
الخميس فبراير 16, 2012 5:21 am من طرف حسين:خانقين
» الأشعة..منافعها واضرارها وهذا الحديث مع طبيبة اختصاصية في م. خانقين
الخميس فبراير 16, 2012 5:06 am من طرف حسين:خانقين
» دعوة للمشاركة
الخميس أكتوبر 06, 2011 9:22 am من طرف د.مسلم بديري
» قصص قصيرة جدا
الإثنين يوليو 18, 2011 5:00 pm من طرف د.مسلم بديري
» قصيدة (جيش الشيب) للشاعر الشاب سعد السوداني
الجمعة يونيو 24, 2011 11:49 am من طرف عدنان المعموري
» قصيدة (جيش الشيب) للشاعر الشاب سعد السوداني
الجمعة يونيو 24, 2011 11:47 am من طرف عدنان المعموري
» زعلتك صدك
الثلاثاء يونيو 21, 2011 1:22 pm من طرف عدنان المعموري
» يا احبيب /للشاعر صاحب الضويري
الإثنين يونيو 13, 2011 11:49 am من طرف عدنان المعموري
» أكميله للشاعر عارف مأمون
الإثنين أبريل 04, 2011 8:17 am من طرف عدنان المعموري
» كل ساعة انذبح من عرست لليوم وكل ساعة انسحك بجدام تذكارك
الإثنين أبريل 04, 2011 8:13 am من طرف عدنان المعموري
» قراءة الواقع الثقافي في العراق
السبت مارس 12, 2011 1:13 pm من طرف قاسم المعموري
» اشعل فتيلها الكادحون والرافضون للظلم
الثلاثاء مارس 08, 2011 1:05 pm من طرف قاسم المعموري