طائرة الموت

طائرة الموت

لم استطع رؤية صورة المآساة التي تعرض لها لبنان بوقوع طائرة الموت والغربة , وصور ضحايا لقمة العيش , دون ان يمتلكني الحزن , وتقتلني الدمعة , وتلف قلبي وعقلي افكاراً راودتني من اللحظة الأولى , واسئلة تطرح نفسها على نفسي .
هل هذا قدر لبنان ؟ هل كتب علينا دائماً ان لم تقتلنا الحروب نقتل وراء لقمة العيش ؟ تعددت الاسماء للحصاد والقاسم المشترك الوحيد هو الموت.
غريب هذا البحر ...... يغرينا بأمل فقدناه..... بحب عشناه ........ بعودة مسافر, بلقاء , بسؤال , بعمر جديد .
هل مكتوب علينا ان ندفع ضريبة لقمة العيش , اما ان تبتلع اعمارنا الغربة, واما ان يبتلعنا البحر لما ونحن عشاق البحر .؟
ما فائدة تلك المرارة التي ابعدت ابنة الثلاث سنوات جوليا الحاج كي تنام في مهدها الأبدي, بعيدة كل البعد عن الحضن الدافئ, حيث احتضنها تراب الوطن , ام ذاك الطفل محمد الذي كان يريد ملاقاة امه, وملؤه لهفة وحنين ليعانقها بعد طول غياب, لتحط به طائرة البين داخل قعر بحر لا يفرق بين طفل وشاب وكاهل .
ما فائدة تلك الغربة الممزوجة بالأسى والألم والحزن الدفين ؟
ما فائدة تلك الغربة التي ابعدت ملايين اللبنانيين عن وطنهم ؟
اتسعون وراء سراب اسكنتم انفسكم فيه, ام وراء طموح قتلته الحروب المتتالية ؟
عذراً شباب لبنان المغترب لايسعني الا ان ارفع لكم قبعتي اجلالاً لأشلائكم التي مازالت في جوف البحر , ولا ادري ان اصبحتم طعماً تتغذى به اسماكه.
ياشباب لبنان كفاكم غربة فالوطن بحاجة اليكم احياءاً لا اشلاءً
تقذفكم امواج البحر بين الحين والاخر اناشدكم بالعودة الى الديار سالمين .
عودوا.. واعيدوا بعودتكم فرحة طائر السلام للأم الثكلى والمرأة المفجوعة بفقدها الاحبة .

فدى الحاج