جبابرة النجف الاشرف الجدد
بقلم : شنشول عباس الحويشي
وفاءا منا لدماء الشهداء الزكية التي سالت انهارا على ارض الرافدين , واعتزازا منا بتاريخ مدينة النجف الاشرف العزيزة , ومواكب الشهداء التي زفتها هذه الأم الخالدة الطهور على امتداد التاريخ من اجل كرامة الإنسان وإعلاء كلمة الحق , ندعوكم وكل
الشرفاء في العراق والعالم اجمع إلى رفع صوت الحق مدويا , واستباق ما قد يحدث مستقبلا من مؤامرات خبيثة لإجهاض تجربة العراق الديقراطية الجديدة , وخنق وليدها الميمون في مهده , وفق ما يتضح للمتتبع من معطيات مخيفة مرعبة حقا , ووفق هذه الصورة الجديدة التي نحاول عرضها لكم بلا رتوش وبلا تزويق , بل نضعها كما هي إمام الشعب , وأمام ساسته ورجالاته وعلمائه وكباره وشرفائه , حتى لا يقع الفأس في الرأس , ولا نعود مرة أخرى إلى عض الأصابع ندما على تهاون الماضين من أسلافنا في حقوقنا نحن الأبناء والأحفاد مما أدى بالتالي إلى ما أدى إليه من ويلات عرفناها وخبرناها , وعلينا اليوم أن نقف ضد أي ملمح ولو كان ضئيلا من ملامح الاستبداد والدكتاتورية البغيضة , وندائنا موجه إلى كل الأقلام الشريفة والمبدعة لمساندة المواطن النجفي وإنصافه في هذه القضية التي نضعها أمامكم مطالبين رئيس الوزراء بالتدخل والقيام بما يفرضه عليه واجبه الإنساني أولا والعراقي ثانيا والديمقراطي ثالثا ورابعا , ولا ننتظر منه إنصافا حقيقيا إلا بالتحرك للتحقيق في القضية وإجراء اللازم بإقالة رئيس مجلس المحافظة أو حتى حل المجلس وإجراء انتخابات جديدة . واليكم القضية باختصار شديد :
لقد كانت ملحمة انتخابات مجالس المحافظات الأخيرة واحدة من أروع صور التضامن بين الشعب ودولته وتجربته التي احتضنها وتبناها ودافع عنها وحاول جاهدا أن يتحدى كل الصعاب من اجل إنجاح الديمقراطية وتكريس صوت الشعب حاكما وسيدا على أرضه ومقدراته , ذهب الجميع إلى مراكز الاقتراع والغالبية منهم تسبح بحمد أبي إسراء المالكي ومنجزاته في إرساء دعائم دولة القانون , وانتخب الكثير منهم رجالات من قائمة المالكي تمثلهم في مجلس المحافظة , وأكاد لولا الحق أن اجزم أن الكثير منهم كان يأمل أن يرى ما يسره في المجلس الجديد , وان تأخذ الوجوه الخيرة مكانتها ومحلها في تمثيل أهلها , وأنا واحد ممن كانوا يأملون ويتمنون صعود شخصيات نجفية خيرة مؤمنة تعرف قيم هذه المدينة وتحافظ على أخلاقياتها وتعيد ما تهدم من بنيتها الاجتماعية قبل الخدمية , بل وتسعى جاهدة إلى تكريس قيم المجتمع النجفي الأصيل وتخليصه من كل الشوائب التي ابتلي بها نتيجة لسياسة النظام المقبور , وهكذا انتخبنا من نعرفهم ونعرف آبائهم وأجدادهم وأسرهم وبيوتاتهم أملا منا بواقع جديد يتغير , وعودة إلى قيم ألفناها وعرفناها وعشنا فيها , كانت ولا تزال من الأسباب التي جعلت من هذه المدينة المقدسة قبلة للعالم ومنارا يهتدي به المهتدون , لأنها امتداد لقيم مشرفها المولى أمير المؤمنين وسيد الوصيين صلوات الله عليه .
وظهرت نتائج الانتخابات فكانت صدمتنا الأولى التي قبلناها على مضض إيمانا منا بضرورة سيادة الديمقراطية , وإذا كان أهل النجف لا يعرفون الديمقراطية فمن يعرفها غيرهم , ومن يطبقها ويعطيها حقها كما ينبغي , لقد كانت الأسماء التي افرزها الاستهتار بصوت المواطن العراقي من خلال قوانين الانتخاب , أسماء لا في العير ولا في النفير , ونحن نعرف تماما إنها جاءت وفق حسابات حزبية , لكننا رضينا , وسلمنا ما دام الفائزون هم من الأحزاب التي انتخبناها دون النظر إلى الاسم والشخصية , فالنهج يكفينا . وكان سكوتنا رضا منا بما أفرزته عملية الانتخاب النزيهة الشفافة لكننا فوجئنا بعد حين بتحالفات مشؤومة لم نكن نتوقعها ابدا , ازاحت من ازاحت , واعلت من اعلت , وسودت من سودت علينا , فقلنا لا بأس , مادام كل هذا يصب في مصلحة العراق والعراقيين , ورضينا بما أفرزته تحالفات ما بعد الانتخابات إيمانا منا أيضا بنزاهة الديمقراطية الوليدة في بلدنا ودعما منا لكل ما يخدمها ويمثلها , وقلنا فلتكن هذه التحالفات فاتحة خير , ثم جاء دور انتخاب رئيس المجلس , ففوجئنا مرة ثالثة برئيس لا يعرفه من النجفيين الا القليل , وقلنا لعل الرجل من الخيرين من اصحاب المالكي رضوان الله تعالى عليهم , وكلهم نجوم زاهرة بأيهم اقتدينا اهتدينا , ولا بأس على النجف ولا على النجفيين ان يكون البعيد عنهم رئيسا لمجلس محافظتهم ما دام ساكنا فيهم , وهو منهم اولا واخيرا , كل هذا , ونحن لم نقل بعد ما حصل في معركة المحافظ القديم مع المحافظ الأقدم الذي عاد جديدا , ولعمري إنها معركة كان الخاسر فيها أهلنا أيا كان من ربحها , والحال يقول ان هذه المدينة فارغة من الرجالات فأما فلان وأما فلان , كأن لم يكن منها رجالات العراق وكأن الأمر أصبح محصورا بين هذين الرجلين , وعلى الباب سياف الشورى , وهكذا كانت الوصية المشؤومة , فيا لله ويا للشورى , متى خلت النجف من رجالاتها , وأهلها , حتى صارت نهزة ومطمعا لهذه النمايم .
المهم , أصبحنا يوما بعد طول شد وجذب بين فلان وعلان , فوجدنا محافظا قديما جديدا علينا , فحمدنا الله تعالى , على صفاء النفوس , وقلنا ( الشين التعرفة احسن من الزين الماتعرفه ) على ان الرجل ليس شينا بل زينا كما عهدناه , والأمثال تضرب ضربا مبرحا , وإنشاء الله يكون عهده خيرا علينا .
ولكن , بعد طول سكون , طلع علينا مجلس المحافظة ورئيسه ونحن على أعتاب انتخابات البرلمان بكتاب عمم على كافة الدوائر الرسمية , وهو الكتاب المرفقة صورته في هذا المقال , فما كان من شرفاء أهلنا , إلا أن حملوه إلينا فوجدنا فيه العجب العجاب , من مطالبة وتوعد وتهديد , وإجراء بقطع الراتب عن كل موظف لا يبرز وثائق تشير إلى مراجعة مكتب تحديث سجل الناخبين , بل الأشد والانكى من هذا ان سماحة الشيخ الجليل ذيل كتابه بقائمة طويلة من أسماء من أرسل إليهم الكتاب , ومنهم الشركة العامة للمواد الغذائية لقطع قوت الشعب من الحصة التموينية عن كل من يتخلف عن تحديث سجله الانتخابي . والقائمة طويلة فيها ما فيها من أسماء الدوائر والمجالس والمؤسسات , ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم .
نص الكتاب :
مجلس محافظة النجف الاشرف
العدد / ط / 3681
التاريخ 1 / 9 / 2009
الى / محافظة النجف الاشرف / مكتب السيد المحافظ المحترم
م / تسجيل ناخبين
السلام عليكم . . .
يهديكم مجلس محافظة النجف الاشرف أطيب التحايا . . .
لمقتضيات المصلحة العامة ومن اجل المساهمة الفعالة في انجاح عملية الانتحابات للبرلمان العراقي والتعاون مع المفوضية العليا المستقلة للانتخابات / مكتب النجف الاشرف ومشاركة كافة المواطنين في الانتخابات القادمة , نرجو الايعاز الى كافة الدوائر الحكومية في المحافظة عدم تسليم مستحقات الراتب الشهري الا بعد ما يبرز المستمسكات التي تبين مراجعة الموظف الى مركز تسجيل الناخبين وإعلامنا
مع التقدير
التوقيع
الشيخ
فائد كاظم نون
رئيس مجلس محافظة النجف الاشرف
31 / 8 / 2009
نسخة منه الى
كافة الدوائر الحكومية في محافظة النجف الاشرف ( ) نرجو التفضل بالاطلاع مع التقدير
المجالس المحلية في النجف الاشرف كافة / المجلس المحلي ( ) نرجو التفضل بالاطلاع والتنسيق مع رؤساء الوحدات الادارية مع التقدير
كافة روؤساء الوحدات الادارية / قائممقام قضاء / مدير ناحية ( ) نرجو التفضل بالاطلاع وتبليغ كافة المخاتير لحث المواطنين على مراجعة مراكز تسجيل الناخبين
الشركة العامة لتجارة المواد الغذائية / مركز تموين النجف الاشرف / نرجو التفضل بالاطلاع وتبليغ كافة وكلاء الموارد الغذائية والطحين بعدم تسليم المواطن الحصة التموينية والطحين ما لم يتم تزويدهم بما يثبت مراجعة المواطنين لمراكز التسجيل الانتخابي
المديرية العامة لشرطة محافظة النجف الاشرف / نرجو التفضل بالاطلاع والايعاز الى توابعكم بابلاغ المواطنين عن طريق مكبرات الصوت الموجودة في العجلات ولكافة الاقضية والنواحي وحثهم بمراجعة مركز التسجيل الانتخابي
كافة وسائل الاعلام المرئية والمسموعة ( ) نرجو التفضل بالاطلاع وأخذ دوركم لحث المواطنين على مراجعة مراكز التسجيل الانتخابي
منظمات المجتمع المدني في المحافظة كافة مؤسسة ( ) لنفس الغرض اعلاه مع التقدير . منظمة ( ) لنفس الغرض اعلاه مع التقدير .
دائرة الهجرة والمهجرين في محافظة النجف الاشرف / لنفس الغرض اعلاه , نرجو التفضل بالاطلاع وتبليغ كافة المواطنين التي بطاقتها [ هكذا في الاصل ] التموينية من غير محافظة النجف الاشرف بامكانهم التصويت في محافظة النجف الاشرف .
كافة رؤساء الكتل السياسية في مجلس المحافظة / كتلة ( ) نرجو التفضل بالاطلاع مع التقدير
لجنة الاعلام والعلاقات العامة / للمتابعة لطفا مع التقدير
الاوليات
صورة الكتاب
ولقرائنا الكرام نقول ليس الامر بسيطا كما قد يتبادر الى الذهن , فهذا العقل الدكتاتوري الذي يحول الحق الانتخابي الى واجب بل ويعاقب الموظف بقطع راتبه , والمواطن بحرمانه من قوته وحصته التموينية , هذا العقل هو الحاكم اليوم في كل المحافظة , وهو الذي يدير كل شيء وليس قضية الانتخابات فقط , ومثل هذا كثير , ودليلنا عليه ان هذا الكتاب ارسل الى كل دوائر المحافظة والى كل من أشارت إليهم القائمة وفيهم أحزاب وكتل سياسية , وما يسمى بمنظمات المجتمع المدني , لكن لا احد من هؤلاء فكر أن يعترض على ما تضمنه الكتاب , وهذا والله عجب عجاب , أليس فيهم رجل رشيد حريص على حقوق شعبه في حرية الممارسة الديمقراطية , الم يفكر أي واحد من هؤلاء ومن أعضاء مجلس المحافظة الموقر بكيف يمكن ان يتحول الحق الانتخابي الى واجب ومن أعطى السلطة لهؤلاء أن يقطعوا راتب الموظف , وقوت المواطن اذا لم يراجع السجل , هل نحن لا زلنا في عهد الدكتاتور , هل الحاكم اليوم في النجف الاشرف هو حزب البعث ؟
وأنت أيها الشيخ الحوزوي المومن الذي تضع على رأسك تاج رسول الله , تحت أي من قيم الدين والشرع ومن أحكامه تصدر جنابك مثل هذه الكتب والتعميمات , أي علم وشرع دعاك إلى قطع حقوق العاملين والموظفين , وقطع قوت الشعب دفعا له لمراجعة مراكز التسجيل , ألم يبلغك قول رسول الله الاعظم صلى الله عليه وآله : ( اعط الأجيرحقه قبل ان يجف عرقه ) هل نسيت نفسك وتلبسك لبوس الحكام من بني البعث , ام عادت بك الذكريات وحننت الى ماكنت فيه , هل نسيت انت ومجلسك الموقر انكم موظفون عند الشعب , وكلاء وكلكم لحفظ مقدراته , ولم يهد اليكم الكرسي لتحكموا عليه بقطع رزقه اذا لم يفعل كذا وكذا , ومن يدري ربما اذا طاب لكم المقام وطال بكم القيام ربما تأمرون بقطع الأعناق كما أمرتم بقطع الأرزاق إذا لم يفعل الشعب ما تشتهون , وهي سنة فيكم انتم الحكام , تركبن فيها طبقا عن طبق , وما دخلوا جحر ضب الا ودخلتموه , بئس ما سولت لكم انفسكم ولا عجب ان نزل علينا غضب الله وانتم فينا حكاما , فرحماك يارب , عليهم لا علينا , فانت تعلم مظلوميتنا
وأخيرا اضع كل هذا امام ابي اسراء المالكي رئيس الوزراء , واقول له هذا الرجل من حزبك ومن بطانتك , فاتق الله في شعبك واهلك .
بقلم : شنشول عباس الحويشي
وفاءا منا لدماء الشهداء الزكية التي سالت انهارا على ارض الرافدين , واعتزازا منا بتاريخ مدينة النجف الاشرف العزيزة , ومواكب الشهداء التي زفتها هذه الأم الخالدة الطهور على امتداد التاريخ من اجل كرامة الإنسان وإعلاء كلمة الحق , ندعوكم وكل
الشرفاء في العراق والعالم اجمع إلى رفع صوت الحق مدويا , واستباق ما قد يحدث مستقبلا من مؤامرات خبيثة لإجهاض تجربة العراق الديقراطية الجديدة , وخنق وليدها الميمون في مهده , وفق ما يتضح للمتتبع من معطيات مخيفة مرعبة حقا , ووفق هذه الصورة الجديدة التي نحاول عرضها لكم بلا رتوش وبلا تزويق , بل نضعها كما هي إمام الشعب , وأمام ساسته ورجالاته وعلمائه وكباره وشرفائه , حتى لا يقع الفأس في الرأس , ولا نعود مرة أخرى إلى عض الأصابع ندما على تهاون الماضين من أسلافنا في حقوقنا نحن الأبناء والأحفاد مما أدى بالتالي إلى ما أدى إليه من ويلات عرفناها وخبرناها , وعلينا اليوم أن نقف ضد أي ملمح ولو كان ضئيلا من ملامح الاستبداد والدكتاتورية البغيضة , وندائنا موجه إلى كل الأقلام الشريفة والمبدعة لمساندة المواطن النجفي وإنصافه في هذه القضية التي نضعها أمامكم مطالبين رئيس الوزراء بالتدخل والقيام بما يفرضه عليه واجبه الإنساني أولا والعراقي ثانيا والديمقراطي ثالثا ورابعا , ولا ننتظر منه إنصافا حقيقيا إلا بالتحرك للتحقيق في القضية وإجراء اللازم بإقالة رئيس مجلس المحافظة أو حتى حل المجلس وإجراء انتخابات جديدة . واليكم القضية باختصار شديد :
لقد كانت ملحمة انتخابات مجالس المحافظات الأخيرة واحدة من أروع صور التضامن بين الشعب ودولته وتجربته التي احتضنها وتبناها ودافع عنها وحاول جاهدا أن يتحدى كل الصعاب من اجل إنجاح الديمقراطية وتكريس صوت الشعب حاكما وسيدا على أرضه ومقدراته , ذهب الجميع إلى مراكز الاقتراع والغالبية منهم تسبح بحمد أبي إسراء المالكي ومنجزاته في إرساء دعائم دولة القانون , وانتخب الكثير منهم رجالات من قائمة المالكي تمثلهم في مجلس المحافظة , وأكاد لولا الحق أن اجزم أن الكثير منهم كان يأمل أن يرى ما يسره في المجلس الجديد , وان تأخذ الوجوه الخيرة مكانتها ومحلها في تمثيل أهلها , وأنا واحد ممن كانوا يأملون ويتمنون صعود شخصيات نجفية خيرة مؤمنة تعرف قيم هذه المدينة وتحافظ على أخلاقياتها وتعيد ما تهدم من بنيتها الاجتماعية قبل الخدمية , بل وتسعى جاهدة إلى تكريس قيم المجتمع النجفي الأصيل وتخليصه من كل الشوائب التي ابتلي بها نتيجة لسياسة النظام المقبور , وهكذا انتخبنا من نعرفهم ونعرف آبائهم وأجدادهم وأسرهم وبيوتاتهم أملا منا بواقع جديد يتغير , وعودة إلى قيم ألفناها وعرفناها وعشنا فيها , كانت ولا تزال من الأسباب التي جعلت من هذه المدينة المقدسة قبلة للعالم ومنارا يهتدي به المهتدون , لأنها امتداد لقيم مشرفها المولى أمير المؤمنين وسيد الوصيين صلوات الله عليه .
وظهرت نتائج الانتخابات فكانت صدمتنا الأولى التي قبلناها على مضض إيمانا منا بضرورة سيادة الديمقراطية , وإذا كان أهل النجف لا يعرفون الديمقراطية فمن يعرفها غيرهم , ومن يطبقها ويعطيها حقها كما ينبغي , لقد كانت الأسماء التي افرزها الاستهتار بصوت المواطن العراقي من خلال قوانين الانتخاب , أسماء لا في العير ولا في النفير , ونحن نعرف تماما إنها جاءت وفق حسابات حزبية , لكننا رضينا , وسلمنا ما دام الفائزون هم من الأحزاب التي انتخبناها دون النظر إلى الاسم والشخصية , فالنهج يكفينا . وكان سكوتنا رضا منا بما أفرزته عملية الانتخاب النزيهة الشفافة لكننا فوجئنا بعد حين بتحالفات مشؤومة لم نكن نتوقعها ابدا , ازاحت من ازاحت , واعلت من اعلت , وسودت من سودت علينا , فقلنا لا بأس , مادام كل هذا يصب في مصلحة العراق والعراقيين , ورضينا بما أفرزته تحالفات ما بعد الانتخابات إيمانا منا أيضا بنزاهة الديمقراطية الوليدة في بلدنا ودعما منا لكل ما يخدمها ويمثلها , وقلنا فلتكن هذه التحالفات فاتحة خير , ثم جاء دور انتخاب رئيس المجلس , ففوجئنا مرة ثالثة برئيس لا يعرفه من النجفيين الا القليل , وقلنا لعل الرجل من الخيرين من اصحاب المالكي رضوان الله تعالى عليهم , وكلهم نجوم زاهرة بأيهم اقتدينا اهتدينا , ولا بأس على النجف ولا على النجفيين ان يكون البعيد عنهم رئيسا لمجلس محافظتهم ما دام ساكنا فيهم , وهو منهم اولا واخيرا , كل هذا , ونحن لم نقل بعد ما حصل في معركة المحافظ القديم مع المحافظ الأقدم الذي عاد جديدا , ولعمري إنها معركة كان الخاسر فيها أهلنا أيا كان من ربحها , والحال يقول ان هذه المدينة فارغة من الرجالات فأما فلان وأما فلان , كأن لم يكن منها رجالات العراق وكأن الأمر أصبح محصورا بين هذين الرجلين , وعلى الباب سياف الشورى , وهكذا كانت الوصية المشؤومة , فيا لله ويا للشورى , متى خلت النجف من رجالاتها , وأهلها , حتى صارت نهزة ومطمعا لهذه النمايم .
المهم , أصبحنا يوما بعد طول شد وجذب بين فلان وعلان , فوجدنا محافظا قديما جديدا علينا , فحمدنا الله تعالى , على صفاء النفوس , وقلنا ( الشين التعرفة احسن من الزين الماتعرفه ) على ان الرجل ليس شينا بل زينا كما عهدناه , والأمثال تضرب ضربا مبرحا , وإنشاء الله يكون عهده خيرا علينا .
ولكن , بعد طول سكون , طلع علينا مجلس المحافظة ورئيسه ونحن على أعتاب انتخابات البرلمان بكتاب عمم على كافة الدوائر الرسمية , وهو الكتاب المرفقة صورته في هذا المقال , فما كان من شرفاء أهلنا , إلا أن حملوه إلينا فوجدنا فيه العجب العجاب , من مطالبة وتوعد وتهديد , وإجراء بقطع الراتب عن كل موظف لا يبرز وثائق تشير إلى مراجعة مكتب تحديث سجل الناخبين , بل الأشد والانكى من هذا ان سماحة الشيخ الجليل ذيل كتابه بقائمة طويلة من أسماء من أرسل إليهم الكتاب , ومنهم الشركة العامة للمواد الغذائية لقطع قوت الشعب من الحصة التموينية عن كل من يتخلف عن تحديث سجله الانتخابي . والقائمة طويلة فيها ما فيها من أسماء الدوائر والمجالس والمؤسسات , ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم .
نص الكتاب :
مجلس محافظة النجف الاشرف
العدد / ط / 3681
التاريخ 1 / 9 / 2009
الى / محافظة النجف الاشرف / مكتب السيد المحافظ المحترم
م / تسجيل ناخبين
السلام عليكم . . .
يهديكم مجلس محافظة النجف الاشرف أطيب التحايا . . .
لمقتضيات المصلحة العامة ومن اجل المساهمة الفعالة في انجاح عملية الانتحابات للبرلمان العراقي والتعاون مع المفوضية العليا المستقلة للانتخابات / مكتب النجف الاشرف ومشاركة كافة المواطنين في الانتخابات القادمة , نرجو الايعاز الى كافة الدوائر الحكومية في المحافظة عدم تسليم مستحقات الراتب الشهري الا بعد ما يبرز المستمسكات التي تبين مراجعة الموظف الى مركز تسجيل الناخبين وإعلامنا
مع التقدير
التوقيع
الشيخ
فائد كاظم نون
رئيس مجلس محافظة النجف الاشرف
31 / 8 / 2009
نسخة منه الى
كافة الدوائر الحكومية في محافظة النجف الاشرف ( ) نرجو التفضل بالاطلاع مع التقدير
المجالس المحلية في النجف الاشرف كافة / المجلس المحلي ( ) نرجو التفضل بالاطلاع والتنسيق مع رؤساء الوحدات الادارية مع التقدير
كافة روؤساء الوحدات الادارية / قائممقام قضاء / مدير ناحية ( ) نرجو التفضل بالاطلاع وتبليغ كافة المخاتير لحث المواطنين على مراجعة مراكز تسجيل الناخبين
الشركة العامة لتجارة المواد الغذائية / مركز تموين النجف الاشرف / نرجو التفضل بالاطلاع وتبليغ كافة وكلاء الموارد الغذائية والطحين بعدم تسليم المواطن الحصة التموينية والطحين ما لم يتم تزويدهم بما يثبت مراجعة المواطنين لمراكز التسجيل الانتخابي
المديرية العامة لشرطة محافظة النجف الاشرف / نرجو التفضل بالاطلاع والايعاز الى توابعكم بابلاغ المواطنين عن طريق مكبرات الصوت الموجودة في العجلات ولكافة الاقضية والنواحي وحثهم بمراجعة مركز التسجيل الانتخابي
كافة وسائل الاعلام المرئية والمسموعة ( ) نرجو التفضل بالاطلاع وأخذ دوركم لحث المواطنين على مراجعة مراكز التسجيل الانتخابي
منظمات المجتمع المدني في المحافظة كافة مؤسسة ( ) لنفس الغرض اعلاه مع التقدير . منظمة ( ) لنفس الغرض اعلاه مع التقدير .
دائرة الهجرة والمهجرين في محافظة النجف الاشرف / لنفس الغرض اعلاه , نرجو التفضل بالاطلاع وتبليغ كافة المواطنين التي بطاقتها [ هكذا في الاصل ] التموينية من غير محافظة النجف الاشرف بامكانهم التصويت في محافظة النجف الاشرف .
كافة رؤساء الكتل السياسية في مجلس المحافظة / كتلة ( ) نرجو التفضل بالاطلاع مع التقدير
لجنة الاعلام والعلاقات العامة / للمتابعة لطفا مع التقدير
الاوليات
صورة الكتاب
ولقرائنا الكرام نقول ليس الامر بسيطا كما قد يتبادر الى الذهن , فهذا العقل الدكتاتوري الذي يحول الحق الانتخابي الى واجب بل ويعاقب الموظف بقطع راتبه , والمواطن بحرمانه من قوته وحصته التموينية , هذا العقل هو الحاكم اليوم في كل المحافظة , وهو الذي يدير كل شيء وليس قضية الانتخابات فقط , ومثل هذا كثير , ودليلنا عليه ان هذا الكتاب ارسل الى كل دوائر المحافظة والى كل من أشارت إليهم القائمة وفيهم أحزاب وكتل سياسية , وما يسمى بمنظمات المجتمع المدني , لكن لا احد من هؤلاء فكر أن يعترض على ما تضمنه الكتاب , وهذا والله عجب عجاب , أليس فيهم رجل رشيد حريص على حقوق شعبه في حرية الممارسة الديمقراطية , الم يفكر أي واحد من هؤلاء ومن أعضاء مجلس المحافظة الموقر بكيف يمكن ان يتحول الحق الانتخابي الى واجب ومن أعطى السلطة لهؤلاء أن يقطعوا راتب الموظف , وقوت المواطن اذا لم يراجع السجل , هل نحن لا زلنا في عهد الدكتاتور , هل الحاكم اليوم في النجف الاشرف هو حزب البعث ؟
وأنت أيها الشيخ الحوزوي المومن الذي تضع على رأسك تاج رسول الله , تحت أي من قيم الدين والشرع ومن أحكامه تصدر جنابك مثل هذه الكتب والتعميمات , أي علم وشرع دعاك إلى قطع حقوق العاملين والموظفين , وقطع قوت الشعب دفعا له لمراجعة مراكز التسجيل , ألم يبلغك قول رسول الله الاعظم صلى الله عليه وآله : ( اعط الأجيرحقه قبل ان يجف عرقه ) هل نسيت نفسك وتلبسك لبوس الحكام من بني البعث , ام عادت بك الذكريات وحننت الى ماكنت فيه , هل نسيت انت ومجلسك الموقر انكم موظفون عند الشعب , وكلاء وكلكم لحفظ مقدراته , ولم يهد اليكم الكرسي لتحكموا عليه بقطع رزقه اذا لم يفعل كذا وكذا , ومن يدري ربما اذا طاب لكم المقام وطال بكم القيام ربما تأمرون بقطع الأعناق كما أمرتم بقطع الأرزاق إذا لم يفعل الشعب ما تشتهون , وهي سنة فيكم انتم الحكام , تركبن فيها طبقا عن طبق , وما دخلوا جحر ضب الا ودخلتموه , بئس ما سولت لكم انفسكم ولا عجب ان نزل علينا غضب الله وانتم فينا حكاما , فرحماك يارب , عليهم لا علينا , فانت تعلم مظلوميتنا
وأخيرا اضع كل هذا امام ابي اسراء المالكي رئيس الوزراء , واقول له هذا الرجل من حزبك ومن بطانتك , فاتق الله في شعبك واهلك .
السبت يناير 21, 2017 12:06 pm من طرف عدنان المعموري
» قصيده بعنوان كافي
الجمعة ديسمبر 19, 2014 7:50 am من طرف عدنان المعموري
» عن لسان ام الشاعر الراحل رحيم المالكي
الأحد يوليو 06, 2014 1:52 pm من طرف عدنان المعموري
» القصيدة التي أغضبت سلاطين المنطقة الخضراء
الثلاثاء أكتوبر 02, 2012 12:44 pm من طرف عدنان المعموري
» قصة مؤثرة عن غيرة النساء
الجمعة يونيو 29, 2012 1:06 am من طرف عدنان المعموري
» أبن شقيق الجعفري يكشف تفاصيل الاعتداء عليه بالضرب من قبل أبن شقيقة المالكي وأقربائه
الأربعاء مايو 23, 2012 12:06 pm من طرف عدنان المعموري
» يا احبيب / صاحب الضويري
السبت مايو 12, 2012 12:24 am من طرف عدنان المعموري
» خانقين..الوردة البيضاء..مدينة التآخي والسلام
الخميس فبراير 16, 2012 12:16 pm من طرف حسين:خانقين
» هدية لكم جميعا..مع باقات من النرجس من على سفوح جبال كردستان
الخميس فبراير 16, 2012 5:21 am من طرف حسين:خانقين
» الأشعة..منافعها واضرارها وهذا الحديث مع طبيبة اختصاصية في م. خانقين
الخميس فبراير 16, 2012 5:06 am من طرف حسين:خانقين
» دعوة للمشاركة
الخميس أكتوبر 06, 2011 9:22 am من طرف د.مسلم بديري
» قصص قصيرة جدا
الإثنين يوليو 18, 2011 5:00 pm من طرف د.مسلم بديري
» قصيدة (جيش الشيب) للشاعر الشاب سعد السوداني
الجمعة يونيو 24, 2011 11:49 am من طرف عدنان المعموري
» قصيدة (جيش الشيب) للشاعر الشاب سعد السوداني
الجمعة يونيو 24, 2011 11:47 am من طرف عدنان المعموري
» زعلتك صدك
الثلاثاء يونيو 21, 2011 1:22 pm من طرف عدنان المعموري
» يا احبيب /للشاعر صاحب الضويري
الإثنين يونيو 13, 2011 11:49 am من طرف عدنان المعموري
» أكميله للشاعر عارف مأمون
الإثنين أبريل 04, 2011 8:17 am من طرف عدنان المعموري
» كل ساعة انذبح من عرست لليوم وكل ساعة انسحك بجدام تذكارك
الإثنين أبريل 04, 2011 8:13 am من طرف عدنان المعموري
» قراءة الواقع الثقافي في العراق
السبت مارس 12, 2011 1:13 pm من طرف قاسم المعموري
» اشعل فتيلها الكادحون والرافضون للظلم
الثلاثاء مارس 08, 2011 1:05 pm من طرف قاسم المعموري